كشف وزير التجارة والاقتصاد والمالية العراقي في عهد صدام حسين، محمد مهدي الراوي، أنّ رسالته التي أرسلها إلى رئيس النظام السوري المخلوع، بشار الأسد، من أجل أن يطمئن على شقيقه، عقب احتلال العراق، قد وصلت إلى واشنطن.

وأوضح الراوي، الذي كان يشغل كذلك منصب المستشار الاقتصادي للرئيس العراقي الراحل صدام حسين، خلال حديثه لبرنامج "المسافة صفر" الذي يقدمه سمير الحياري عبر راديو "نون"، أنه: "أرسل رسالة للأسد يطلب منه الاطمئنان عن شقيقه بعد أن انقطعت أخباره خلال الغزو الأمريكي للعراق".



وأبرز في السياق نفسه، أنه تفاجأ بعدها بأنّ إدارة المخابرات الامريكية الموجودة في معتقل مطار بغداد، قد استدعته وأبلغته أنّ ما أرسله إلى الأسد، وصل إلى واشنطن. فيما تفاجأ بأنّ الإدارة الامريكية قد عرضت عليه نسخة من الرسالة التي بعثها لبشار بنفس الصيغة، بحسب حديثه.

إلى ذلك، تابع وزير التجارة والاقتصاد والمالية العراقي في عهد صدام حسين، أن إدارة المخابرات التي كانت تحتجزه في معتقل داخل مطار بغداد، برفقة عدد من المسؤوليين العراقيين، بيّنت له أنّ واشنطن منزعجة منه.

الراوي، الذي كان مطلوبا سابقا للولايات المتحدة الأمريكية تحت بند "الرفيق 55 لصدام حسين"، تحدث خلال البرنامج نفسه، عن محاولات إعادة بناء العلاقات بين العراق وعدد من الدول العربية، إضافة إلى الجهود المبذولة لرفع الحصار الاقتصادي الذي فُرض على العراق. 

وأشار الراوي، إلى أن تلك الدول قد اشترطت مشاركة العراق في عملية التسوية السياسية في منطقة الشرق الأوسط وإقامة علاقات مستقبلية مع دولة الاحتلال الإسرائيلي. إلا أن الرئيس الراحل صدام حسين رفض هذه الشروط بشكل قاطع.

أيضا، كشف الراوي عن رسالة مكتوبة من رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي آنذاك، إسحاق شامير، وصلت إلى العراق عام 1989، تضمنت دعوة لعدم التدخل في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي مقابل تقديم ضمانات اقتصادية وحوافز دعم شاملة للعراق.


وأوضح الوزير العراقي السابق، أن صدام حسين رد على هذه الرسالة بجملة شهيرة كتب فيها: "والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه".

وأوضح الرواي أن صدام حسين كان يقرأ التاريخ بعناية، وكان يرى نفسه مرتبطا بإرث القائد صلاح الدين الأيوبي، الذي كان من نفس مدينة صدام حسين. مشيرا إلى أنه رفض أن يُسجل التاريخ أنه خاض مفاوضات تسوية وتنازل عن القضية الفلسطينية، في حين أن صلاح الدين حرر القدس.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية العراقي بشار الأسد واشنطن الوزير العراقي العراق واشنطن بشار الأسد وزير عراقي المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة صدام حسین

إقرأ أيضاً:

بين التجربة الخليجية والتردد العراقي.. أبن حلم الصندوق السيادي؟

5 فبراير، 2025

بغداد/المسلة: طرح ملف إنشاء صندوق سيادي عراقي للنقاش مراراً، لكنه لم يتجاوز مرحلة الحديث الإعلامي إلى التنفيذ الفعلي.

و تعاقبت الحكومات وتبدلت الأولويات، لكن الفكرة بقيت حبيسة التصريحات من دون ترجمة على أرض الواقع، رغم أن أغلب الدول النفطية لجأت إلى هذه الأداة المالية لحماية اقتصادها وضمان استدامة مواردها للأجيال المقبلة.

واعتبر مختصون أن غياب الإرادة السياسية وضعف التخطيط الاستراتيجي حالا دون إنشاء هذا الصندوق، رغم أن العراق شهد خلال الأعوام الماضية فوائض مالية كبيرة، كان يمكن استثمارها بدلاً من إنفاقها في نفقات تشغيلية متضخمة ومشاريع ذات طابع انتخابي لا تحقق عوائد اقتصادية طويلة الأمد.

وأكد خبراء ماليون أن العراق أضاع فرصة ذهبية بعد ارتفاع أسعار النفط عقب جائحة كورونا، حيث كان بالإمكان توجيه جزء من الإيرادات لإنشاء الصندوق بدلاً من استهلاكها بالكامل.

وذكر نواب في البرلمان أن تأسيس الصندوق يحتاج إلى تشريع قانوني يمر عبر مجلس النواب، لكن هذا الأمر لم يطرح بجدية على جدول أعمال الحكومة أو البرلمان، ما يعكس غياب رؤية اقتصادية واضحة لإدارة الموارد المالية.

وأوضح مختصون أن العراق يعتمد بشكل شبه كامل على إيرادات النفط، ومع ذلك لم يستغل الفوائض لإنشاء أصول استثمارية توفر مصادر دخل مستدامة تقلل من مخاطر تذبذب الأسعار العالمية.

وحذر اقتصاديون من أن غياب الصندوق السيادي يجعل الاقتصاد العراقي عرضة للاضطرابات العالمية، حيث أن معظم الموارد المالية تستهلك في الرواتب والمصاريف التشغيلية من دون وجود استثمارات طويلة الأجل تعزز الاستقرار المالي.

وأشاروا إلى أن دولاً نفطية أخرى، مثل السعودية والإمارات والكويت، استفادت من صناديقها السيادية في تعزيز اقتصاداتها وتنويع مصادر الدخل بعيداً عن النفط، بينما بقي العراق عالقاً في حلقة مفرغة من العجز المالي والإنفاق غير المنتج.

ورأى محللون أن العراق ما زال يمتلك فرصة لإنشاء صندوق سيادي إذا تبنّت الحكومة رؤية اقتصادية جديدة تركز على استثمار جزء من الإيرادات النفطية في أصول خارجية منتجة. وأكدوا أن الإصلاحات المالية يجب أن تبدأ من ضبط النفقات العامة وتوجيه الفوائض إلى مشاريع استثمارية حقيقية بدلاً من توظيفها في تعيينات غير مدروسة ومشاريع سياسية قصيرة المدى،  وشددوا على أن بقاء العراق من دون صندوق سيادي يعني استمرار المخاطر الاقتصادية والاعتماد المفرط على مصدر دخل وحيد، وهو النفط، الذي لا يضمن الاستقرار على المدى الطويل.

و طالب مختصون الحكومة والبرلمان بالتحرك سريعاً لوضع إطار قانوني وتنفيذي لإنشاء الصندوق، مؤكدين أن الاستمرار في تجاهل هذا الملف سيؤدي إلى نتائج كارثية في المستقبل، خاصة إذا انخفضت أسعار النفط بشكل حاد. ورأوا أن الحل يكمن في استلهام تجارب الدول الناجحة وإيجاد آليات تمويل مبتكرة لضمان إطلاق الصندوق من دون التأثير على التزامات الدولة المالية الحالية.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • رغد صدام تنفي مزاعم المرأة التي ادعت أنها (الابنة السرية) للرئيس العراقي الراحل
  • رغد صدام حسين تكذب ادعاء سيدة بأنها الابنة السرية لوالدها
  • أول تعليق عراقي على قرار ترامب بشأن استيراد الكهرباء والغاز من إيران
  • الليلة.. للقصة بقية ينشر أول مقابلة مع قيصر سوريا الذي فضح جرائم الأسد
  • ما الذي فعلته البطالة بثقافتنا العراقيَّة؟
  • ميرا صدام حسين.. حقيقة أم خدعة ؟.. فيديو
  • بين التجربة الخليجية والتردد العراقي.. أبن حلم الصندوق السيادي؟
  • الوكرة يضم العراقي أيمن حسين على سبيل الإعارة
  • صفقة تخدم الأهلي والزمالك .. الوكرة القطري يضم العراقي أيمن حسين
  • ما الذي ينتظر العراق بعد استئناف حملة الضغط الأقصى على إيران؟