جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-08@02:13:15 GMT

2025.. بين النزاهة ومحاربة شوائب الفساد

تاريخ النشر: 7th, January 2025 GMT

2025.. بين النزاهة ومحاربة شوائب الفساد

حمود بن علي الطوقي 

أتمنى كما يتمنى كل مُواطن غيور ونحن نستقبل عام 2025، أن يكون عاما بدون شوائب الفساد. هذه الأمنية التي كررتها منذ عام 2015، حيث كتبت على مدار هذه السنوات مقالات عن أنماط وأشكال الفساد. وكان الأمل دائمًا أن يُصبح القضاء على الفساد واقعًا ملموسًا، وأن نرى مجتمعاتنا تسير بخطى ثابتة نحو النزاهة والشفافية، حيث تُبنى الثقة وتُرسى قواعد العدالة.


في الحقيقة لم أكن أنوي الكتابة عن الفساد مُجددًا، فهذه القضية تُثار باستمرار من قبل المواطن الغيور الذي يرفض أي شكل من أشكال الفساد بأنواعه ومُسمياته. 
لكن ما دفعني للعودة إلى هذا الموضوع هو مقطع شاهدته في منصات التواصل الاجتماعي للدكتور سيف الهادي، الذي تحدَّث فيه عن آفة الفساد بكل وضوح واستشهد الدكتور في محاضرته بقصة بطلها وافد، قال هذا العامل الوافد متحدياً إنِّه يستطيع إنهاء أي مُعاملة حكومية مُقابل مبلغ مالي يُدفع كرشوة. استوقفني هذا التحدي ورأيت أنَّه لا بُد من الكتابة من جديد عن هذه الظاهرة بهدف التوعية وتوجيه الرسالة برفض المجتمع الفساد وأنواعه وأشكاله. 
بالطبع، لا يمكن اعتبار هذا التصرف قاعدة عامة، فهو يُمثل حالة شاذة، لكن وجود مثل هذه الحالات يُؤكد أن هناك ضعفاء نفوس في بعض الدوائر الحكومية الخدمية ما زالوا يمارسون ويقبلون هذا النوع من الفساد. هؤلاء لا يضرون أنفسهم فقط؛ بل يُسيئون إلى المؤسسات التي يمثلونها، ويُضعفون ثقة المواطن بالنظام ككل.
إنَّ محاربة الفساد ليست مسؤولية سهلة، لكنها ضرورة مُلحة وعلى الجميع العمل من أجل ذلك فالإصلاح يبدأ من القمة، ومن قبل المسؤولين الذين يعملون في القطاعات الخدمية المؤثرة في حياة الناس فيجب على هؤلاء أن يكونوا قدوة في النزاهة، فغياب الشفافية في القمة يُشجع على الانحراف في القاعدة. لهذا من الضروري ونحن نعيش عصر الحكومة الإلكترونية أن يكون الاعتماد على التكنولوجيا والأنظمة الرقمية في المعاملات الحكومية حتى تتحقق العدالة وهذا التوجه يمكن أن يقضي على كثير من الثغرات التي تُستخدم للتلاعب، ويُعزز من العدالة والشفافية.
ملف الفساد مزعج وهذا الملف لا يعني فقط التعاملات الحكومية وحدها، بل محاربة الفساد مسؤولية جماعية. 
المواطن هو خط الدفاع الأول في هذه المعركة، بوعيه ورفضه لأي مُمارسات خارجة عن القانون. كذلك، تحتاج المؤسسات إلى بيئة تشجع على المساءلة والمحاسبة دون أي استثناءات.
اليوم، ونحن نستقبل عام 2025، يجب أن نضع في الاعتبار أن نعمل معًا لتحويل الأمنيات إلى واقع. وأن نقر بأن الفساد ليس مجرد مشكلة اقتصادية، بل هو عائق كبير أمام التنمية والتطور فالقضاء عليه يتطلب إرادة جماعية، وخطوات عملية تُنفذ بصدق وحزم.
ونحن نستقبل هذا العام الجديد يتفاءل دعونا نضع خطة بأن نعمل كلنا وكل حسب موقعه إلى أن يكون هذا العام خالياً من الفساد ونعيد فيه بناء الثقة ونرسي فيه أسس النزاهة التي نتطلع إليها جميعًا. عام 2025 يجب أن يكون البداية الحقيقية، لا مجرد أمنية جديدة تضاف إلى قائمة الأمنيات. 
فهل يا ترى نستطيع معًا محاربة الفساد وننعم بحياة بعيدة عن شوائب الفساد؟!
 

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: أن یکون

إقرأ أيضاً:

نص كلمة الفنان فاروق حسني الموجهة للمشاركين والفائزين بجوائز الفنون

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

نشر الفنان فاروق حسنى، رئيس مجلس أمناء مؤسسة فاروق حسنى للثقافة والفنون، كلمة موجهة للفنانين المشاركون فى جوائز  الفنون هذا العام. 

وجاء نص الكلمة كالتالى: حينما أنظر إلى الأعمال المقدّمة للفوز بجوائز المؤسسة هذا العام، أشعر بالفخر.    

وأضاف: “فقد تلقينا ما يقرب من 2200 عمل قدّمه ما يقرب من 1200 فنان ومعماري وناقد. هذه الأرقام ليست مجرد إحصائيات، بل هي شواهد على إبداع شباب مصر وأحلامهم التي تبشر بمستقبل مشرق للفن والثقافة. أراها مشاريع كبرى تحمل بصمات صاعدة تروي الذكريات الجميلة وتُخلدها في تاريخ مصر الفني”.
وتابع: أتخيل هذا اليوم وكأنه عرس للفن والفنانين، يوم يحتل مكانة خاصة في قلوبنا جميعاً. فما أعظم سعادتي وأنا أشاهد معكم اليوم هذه الأشجار الطيبة وهي تنمو وتثمر في حقل الوطن.
وأردف رئيس  مجلس الامناء: ما نراه اليوم، ونحن نحتفل بالدورة السادسة من جوائز الفنون لمؤسسة فاروق حسني للثقافة والفنون، ليس ثمرة مجهود عام واحد، بل هو نتاج سنوات طويلة من العمل المشترك والحلم المستمر. وأتوجه بخالص الشكر والتقدير إلى مجلس الأمناء الحالم، الذين شاركونا هذا الطريق منذ البداية. كما أشكر وزارة الثقافة لدعمها المتواصل، وأثمن جهود الفنانين والأساتذة الكبار الذين أبدوا تفانياً كبيراً في لجان التحكيم.
واستكمل: ولا أنسى دور الإعلام التقليدي والحديث، الذي ساهم في تسليط الضوء على أنشطة المؤسسة والتبشير بجيل جديد من الفن والفنانين.
واختتم الفنان فاروق حسنى كلمته قائلا: ما أعظم فخري ونحن نرى اليوم إبداعات هؤلاء الشباب، متأكدين أنهم، في المستقبل القريب، سيصبحون أعلاماً يُشار إليهم بالبنان، وسيضمنون لمصر مكانة متقدمة بين    الأمم المتحضرة المبدعة.

الجدير بالذكر أنه سوف يفتتح معرض جوائز الفنون ٢٠٢٥، بعد قليل، بمركز الجزيرة للفنون.

مقالات مشابهة

  • الحق في الدواء يشيد بجهود الحكومة في محاربة الإعلانات الطبية المضللة
  • إعادة انتخاب هيئة النزاهة والوقاية من الرشوة  عضوا في اللجنة الدولية لهيئات مكافحة الفساد
  • دور الإعلام في محاربة الإفلات من العقاب
  • «الحق في الدواء» يشيد بجدية الحكومة في محاربة الإعلانات الطبية الخادعة
  • ليبيا ومصر تعززان التعاون في مكافحة الفساد وتطوير الرقابة الإدارية
  • ونحن فى انتظار شهر الرحمات.. انتى فين يا حكومه؟!
  • المشهداني يوجه لجنة النزاهة بالتحقيق في إطعام السجناء
  • انتخاب المملكة عضوًا في اللجنة التنفيذية للرابطة الدولية لسلطات مكافحة الفساد (IAACA)
  • نص كلمة الفنان فاروق حسني الموجهة للمشاركين والفائزين بجوائز الفنون
  • مدبولي: نأمل أن يكون 2025 عام انخفاض أسعار التضخم سواء في مصر أو عالميا