محمد خلدون.. حفيد عبد القادر الجزائري الذي أعدمه نظام الأسد بصيدنايا
تاريخ النشر: 7th, January 2025 GMT
طبيب أسنان سوري من أصول جزائرية، وهو باحث أكاديمي في العلوم الشرعية الإسلامية وفقيه مالكي جامع للقراءات القرآنية العشر، وباحث ذو خبرة في الراجح بأخبار الرجال وأحوالهم وفي تحقيق الآثار والأنساب والتاريخ، وخصوصا أنساب آل البيت، وهو أيضا باحث متخصص في تاريخ جده الأمير عبد القادر الجزائري.
عرف عنه انتقاده لنظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، فمُنع من الخطابة والتدريس وحتى إقامة الدروس في منزله، واعتقل مرتين، قضت في الثانية محكمة عسكرية بإعدامه عام 2012.
ولد أبو إدريس، واسمه الكامل محمد خلدون محمد مكي الحسني الجزائري، في دمشق في الثاني من يناير/كانون الثاني 1970. والده مكي الحسني عالم فيزيائي نووي ولغوي، ومن أوائل من حصلوا على دكتوراه في الفيزياء النووية في الوطن العربي، وأمين مجمع اللغة العربي في دمشق، وأمه هالة بن عبد الحميد بك المتولي العلمي، وله أخت وأخوان.
ويصل نسب الجزائري من طرف أبيه إلى عبد الباقي بن محمد السعيد الأخ الأكبر للأمير عبد القادر الجزائري، ومن طرف أمه إلى عبد المجيد ابن الأميرة كلثوم بنت الأمير عبد القادر الجزائري.
وحسب بعض المؤرخين، فإن عائلته تنتسب إلى الأدارسة الذين يمتد نسبهم إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وتحديدا إلى إدريس الأكبر بن عبد الله المحصن بن حسن المثنى بن حسن السبط بن علي بن أبي طالب، وأم إدريس فاطمة الزهراء بنت النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
زوجته بسمة بنت عماد الدين الرواسي المدني، وله 7 أبناء، من الأولاد عبد الله ومكي، ومن البنات فاطمة وصفية وزينب وميمونة وسمية.
عرف عن الجزائري أنه شخصية دائمة البحث عن الحقيقة والدليل، وهذا ما ظهر في أبحاثه، مع التزامه بالمذاهب الأربعة دون تعصب لأي منها ولا لغيرها.
إعلاناهتم بدراسة الحديث الشريف، وكان يتجنب الخوض في علم الكلام أو الاهتمام بكتبه وأبحاثه على منهج الإمامين مالك بن أنس وسفيان الثوري في الامتناع عن الخوض في المسائل غير المكلّف بها أو التي تتعلق بذات الله تعالى.
وقال عنه الباحث السوري الأصولي في الفقه الشافعي مصطفى الخن إن "دماثته وحسن خلقه لم تقف حاجزا له عن الصدع بالحق.. ثم إن نشأته العلمية وتلقيه العلم عن أكابر العلماء واستشارته إياهم فيما يعترضه، مع ما وهبه الله من جرأة في الحق وغيرة على شرع الله وسنة نبيه، إضافة إلى أنه سليل بيت النبوة، وحفيد أمير المجاهدين الأمير عبد القادر الجزائري، كل ذلك جعله أهلا ليكون من النَّصَحَة لله ورسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم".
وقال عنه شيخ قرّاء الشام الأديب والفقيه اللغوي السوري محمد كريم راجح إنه "فقيه مالكي جيد، مطلع على كتب المالكية، ومستحضر للأحكام الفقهية فيها، ثم تفقَّه بعد ذلك وأطال النظر في مذهب الشافعي عليه رحمة الله، ثم له اطلاع جيد جدا على علم الحديث ورجاله وأسانيده، وهو جامع للقراءات العشر، ثم هو لا يكاد يقرأ المسألة إلا ويعود للأدلة، ذلك أنه مستمسك بالدليل، ولا يرى حكما إلا ودليله معه".
بدأ الجزائري دراسة العلم الشرعي في وقت مبكر من عمره، فحفظ مختصر صحيح مسلم للمنذري وعمره آنذاك 14 عاما، وتتلمذ على عدد من العلماء والمشايخ في سوريا، أبرزهم عمه عبد الرحمن بن عبد المجيد الحسني، الذي تأثر به تأثرا شديدا وبقي ملازما له حتى وفاته، وتلقى منه علوم القرآن والفقه المالكي، وقرأ عليه القرآن بسنده إلى شيخ قرّاء الشام أحمد الحلواني ومحمد فايز الديرعطاني.
كما قرأ على عمه كتب الفقه المالكي (متنا وشرحا) وأجازه بها، وقرأ عليه كتاب الموطأ بإسناده للإمام مالك برواية يحيى بن يحيى الليثي، ثم برواية أبي مُصعَب الزهري. ثم قرر الجزائري التعمق في دراسة المذهب حتى أجازه عمه بالفتوى على المذهب المالكي.
واستطاع الجزائري جمع القراءات القرآنية العشر على يد الفقيه الحنفي محمود بن جمعة عبيد إمام جامع الروضة بأسانيده، وتلقى منه رواية حفص بوجوهها الـ21، وبسنده إلى الشيخ عبد العزيز عيون السود. وبقي الشاب ملازما الشيخ عبيد سنوات.
إعلانوإلى جانب الفقه المالكي، درس الفقه الشافعي على يد أبرز علمائه من أهل الشام، منهم صادق حبنّكة الذي لازمه 7 سنوات، ومصطفى البغا الذي لازمه 5 سنوات، ومحمد شقير.
وبرع الجزائري في دراسة علوم تفسير القرآن عن الشيخ محمد كريم راجح، من عام 1989 حتى اعتقاله، ودرس علوم الحديث ومصطلحه عند عبد القادر الأرناؤوط، وكان قريبا منه وحريصا على حضور خطبه لصلاة الجمعة في جامع المحمدي بحي المزة غربي دمشق.
وتلقى على يد الشيخ التونسي عبد المجيد بن سعد الأسود نزيل دمشق لسنوات عدة، وقرأ عليه المطولات والشروح، وكتبا في الفقه الشافعي وعلوم اللغة وقواعدها، وغيرها من الكتب في علوم الشريعة الأخرى.
وقرأ على والده بعضا من كتب الفيزياء والرياضيات والفلك، إضافة إلى بحوث أبيه ومؤلفاته في اللغة العربية، وحصل منه على إجازة عامَّة، وإجازات خاصة في كلّ ما قرأه عليه.
ودرس الجزائري طب الأسنان وجراحتها في جامعة دمشق وتخرج فيها حاصلا على شهادة الدكتوراه عام 1993.
أبرز المناصب والمسؤولياتمثّل الجزائري أسرة الأمير عبد القادر في مناسبات عدة، أبرزها احتفالية مؤسسة البابطين التي عُقدت في الجزائر العاصمة بين 31 أكتوبر/تشرين الأول والثالث من نوفمبر/تشرين الثاني 2000، تحت عنوان "مؤتمر شعر أبي فراس الحمداني والأمير عبد القادر الجزائري".
وفي المؤتمر، قدّم بحثا في النقد الأدبي تناول فيه دراسة الدكتور وهب رومية بعنوان "اللغة والصورة في شعر الأمير عبد القادر الجزائري"، وحظي بإعجاب الأدباء والمتخصصين المشاركين في المؤتمر.
وفي مارس/آذار 2008، استضافته قناة "المستقلة" الفضائية في برنامج "ملفات مغاربية: سيرة الأمير عبد القادر الجزائري"، وشارك في 10 حلقات مع مجموعة من الباحثين والمتخصصين في تاريخ الجزائر.
وأسهمت مشاركته في توضيح حقائق تاريخية وعلمية عن الأمير عبد القادر وتصحيح كثير من المفاهيم، والرد على الشبهات المثارة حول سيرته.
المؤلفاتكتب الجزائري نحو 50 بحثا ورسالة علمية ركّز فيها على تحقيق المسائل المشكلة في معظم العلوم التي تلقاها، وكتبا منها:
"إلى أين أيها الحبيب الجفري"، وهو رد علمي على كتاب اليمني الحبيب علي الجفري "معالم السلوك للمرأة المسلمة". "البارق السَّني من حياة مكي الحسني" عن والده. "رجال من الأسرة الإدريسيّة الزكية والعِترَة الحسنيّة الشريفة". مخطوط عن جده الأمير عبد القادر الجزائري، فنّد فيه كثيرا من الشائعات الباطلة عنه. إعلان الاعتقال ثم الإعداماعتقل الجزائري للمرة الأولى أشهرا عدة من أمام منزله في دمشق يوم 26 أغسطس/آب 2008، وذكرت اللجنة السورية لحقوق الإنسان أن آراءه المضمنة في كتابه "إلى أين أيها الجفري" ربما كانت السبب وراء اعتقاله.
واعتقله النظام السوري السابق للمرة الثانية من أمام منزله بمشروع دمر بدمشق في السادس من يونيو/حزيران 2012، مع مصادرة سيارته، قبل أن تقتاده إلى مكان مجهول.
وناشدت عائلة الأمير عبد القادر الجزائري المقيمة في سوريا السلطات الجزائرية ورئيس البلاد آنذاك عبد العزيز بوتفليقة وجمعيات لحقوق الإنسان بالتدخل لإنقاذ حياة حفيد الجزائري.
وحاولت منظمات حقوقية سورية وجزائرية التدخل للمطالبة بالإفراج عنه، منها الحركة الحقوقية الجزائرية والرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان، خاصة بعد حكم محكمة عسكرية سورية بإعدامه في أغسطس/آب 2012.
وعقب إسقاط نظام الأسد، وتمكن المعارضة من تحرير المساجين والحصول على أوراق ووثائق بعض أسماء المعدمين، تداول ناشطون خبر العثور على وثيقة من السجل المدني تذكر أن الجزائري كان معتقلا في سجن صيدنايا المركزي، وأن حكم الإعدام فيه طبق عام 2015.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الأمیر عبد القادر الجزائری
إقرأ أيضاً:
دعاء تسهيل الأمور الصعبة وقضاء الحاجة.. احرص عليه في جوف الليل
يكثر البحث عن دعاء تسهيل الأمور الصعبة وقضاء الحاجة، خاصة في ظل ما يواجهه الكثيرون من مصاعب تُعكر صفو حياتهم وتزيد من ضغوطهم اليومية. ومع اقتراب ليلة الخميس، يُستحب الإكثار من ترديد دعاء قضاء الحاجة وتيسير الأمور الصعبة، حيث تُرفع فيها الأعمال الأسبوعية، وهي ليلة مباركة تُرجى فيها الإجابة.
دعاء تسهيل الأمور الصعبة وقضاء الحاجةوتتعدد الحاجات بتنوع رغبات النفس البشرية، فهناك من يبحث عن دعاء قضاء الحاجة وتيسير الأمور الصعبة للزواج، وآخرون يطلبون العمل أو النجاح في الدراسة وغيرها من الأمور الحياتية.
وأكدت دار الإفتاء المصرية جواز الاستعانة بالقرآن الكريم في قضاء الحوائج، وأشارت في إحدى فتاويها حول قراءة سورة "يس" بنية قضاء الحاجة إلى أن قراءة القرآن من الأمور التي تجلب البركة والثواب لصاحبها، ومن السور التي وردت في فضلها أحاديث نبوية: سورة "يس".
وروى معقل بن يسار رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «"يس" قلب القرآن، لا يقرؤها رجل يريد الله والدار الآخرة إلا غُفر له، واقرؤوها على موتاكم» رواه الإمام أحمد.
ولذلك، فإن قراءة سورة "يس" لها فضل عظيم وثواب جزيل من الله تعالى، وقد أجاز العلماء قراءتها بنية قضاء الحاجات وتفريج الكربات مثل السعة في الرزق، وسداد الديون، وتيسير الأمور المختلفة من الخير، وأكدوا أن من يقرأها بيقين بأن الله سبحانه وتعالى سيقضي حاجته ببركة القرآن وسورة "يس"، فإنه ينال مراده بإذن الله.
كما ورد عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أنه قال: كنت جالساً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورجل قائم يصلي، فلما ركع وسجد وتشهد، دعا فقال في دعائه: "اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت، المنان، بديع السماوات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم، إني أسألك"، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: "أتدرون بما دعا؟"، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: "والذي نفسي بيده، لقد دعا الله باسمه العظيم، الذي إذا دُعي به أجاب، وإذا سُئل به أعطى".
وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً بدعوة ذي النون، وهي: "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"، وأكد أن ما من مسلم دعا بها ربه في أمرٍ ما، إلا واستجاب الله له
دعاء قضاء الحاجة بسرعة
اللهمّ يا مسخّر القويّ للضّعيف، ومسخّر الشّياطين، والجنّ، والرّيح، لنبيّنا سليمان، ومسخّر الطّير والحديد لنبيّنا داود، ومسخّر النّار لنبيّنا إبراهيم، سخّر لي زوجًا يخافك يا ربّ العالمين، بحولك، وقوّتك، وعزّتك، وقدرتك، فأنت القادر على ذلك وحدك لا شريك لك، يا حنّان، يا منّان، يا ذا الجلال والإكرام، يا بديع السّماوات والأرض، يا حيّ يا قيّوم.
اللهمّ إنّي أسألك بخوفي من أن أقع في الحرام، وبحفظي لجوارحي، وأسألك يا ربّ بصالح أعمالي، أن ترزقني زوجًا صالحًا يعينني في أمور ديني ودنياي، فإنّك على كلّ شيءٍ قدير.
اللهمّ ارزقني بالزّوج الّذي هو خيرٌ لي، وأنا خيرٌ له، في ديننا، ودنيانا، ومعاشنا، وعاقبة أمرنا، عاجله وآجله.
اللهمّ زدني قُربًا إليك، اللهمّ اجعلني من الصّابرين، اللهمّ اجعلني من الشّاكرين، اللهمّ اجعلني في عيني صغيرًا، وفي أعين النّاس كبيرًا.
اللهم أنت ثقتي في كل كربة، وأنت رجائي في كل شدة، وأنت لي في كل أمر نزل بي ثقة وعدة، كم كرب يضعف عنه الفؤاد وتقل فيه الحيلة ويخذل عنه القريب والبعيد، ويشمت به العدو، وتعييني فيه الأمور، أنزلته بك وشكوته إليك، راغبًا فيه عمن سواك، ففرجته وكشفته وكفيته، فأنت ولي كل نعمة، وصاحب كل حاجة، ومنتهى كل رغبة، فلك الحمد كثيرًا، ولك المن فاضلًا.
استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه.
اللهم يا جامع الشتات، ويا مخرج النبات، ويا محيي العظام الرفات، ويا مجيب الدعوات، ويا قاضي الحاجات، ويا مفرج الكربات، ويا سامع الأصوات من فوق سبع سماوات، ويا فاتح خزائن الكرامات، ويا مالك حوائج جميع المخلوقات، ويا من ملأ نوره السماوات، ويا من أحاط بكل شيء علما.
يا عالما بما مضى وما هو آت، أسألك اللهم بقدرتك على كل شيء، واستغنائك عن جميع خلقك، وبحمدك ومجدك يا إله كل شيء، وأسألك اللهم أن تجود عليّ بقضاء حاجتي، إنك قادر على كل شيء، يا رب العالمين، يا عظيم يُرجى لكل عظيم، يا عليم أنت بحالنا عليم، اللهم أصلح لنا شأننا بما أصلحت به شأن عبادك الصالحين.
اللهم لا تكلنا لأنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك، اللهم اقض حاجتي، ونفّس كربتي، وما نزل بي من حيرتي (ثم تُذكر الحاجة)، وصلى اللهم وسلم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه، وسلم تسليمًا كثيرًا.