مناقشة رواية «فستق عبيد» في «بحر الثقافة»
تاريخ النشر: 7th, January 2025 GMT
فاطمة عطفة (أبوظبي)قالت الروائية الأردنية سميحة خريس، إن أبوظبي تعني لها الكثير، فقد عاشت فيها 16 سنة كانت من أجمل الفترات في حياتها. وأضافت أنها مهما ارتحلت يبقى شغف الإمارات ساكناً في نفسها، وعبرت عن شكرها لمؤسسة «بحر الثقافة» التي نظمت أول أمس أمسية أدبية ناقشت فيها رواية «فستق عبيد» (الصادرة عن «دار الآن» الأردنية والفائزة بجائزة كتارا 2017)، أدرات الحوار الكاتبة الروائية مريم الغفلي، مستعرضة مسيرة الكاتبة الأدبية وما نشر لها من أعمال أدبية رائعة.
وعبر مشاركتها، رحبت الإعلامية السعد المنهالي بالكاتبة خريس، وقدمت لمحة من قراءتها للرواية، قائلة إنها عمل أدبي منغمس في البيئة والتاريخ والجغرافيا بأسلوب سلس من ناحية عرض الشخوص، كما أن السرد فيه جمال وتحدٍّ.
وأشارت الكاتبة مها بوحليقة إلى أن العمل الروائي عميق ومختلف وغير متوقع، ويبدو أن وراءه عملية بحثية عميقة في التاريخ والجغرافيا والأنثروبولوجيا وديموجرافيا المنطقة. وخلال الأحداث الجارية من الحروب التي قامت، جاء السرد والتصاعد السردي جميلاً، ومع تعدد الأصوات في الرواية، كان صوت الكاتبة يعلو على الشخوص الأخرى؛ لأن من العسير التصور أن شخصيات بسيطة من هذا النوع تكون فيلسوفة ومفكرة وذات لغة عميقة. وأكدت بوحليقة أنها كانت تتمنى أن تكون الأصوات شبيهة بالشخصيات نفسها، وألمحت إلى أن بعض أحداث الرواية صادمة، وبعضها كان محزناً حتى كأن لم يكن فيها شخصية سوية.
وجاء في مداخلة فائقة النعيمي أن الرواية عمل روائي وتوثيق تاريخي في قالب أدبي شيق، يحمل عذابات ومأسي وآلاماً، ويتميز بجمالية السرد من حيث لعبة الأصوات، حيث تقدم كل شخصية في الرواية سرديتها بنفسها وبطريقة الأنا.
وتحدثت الكاتبة خريس مشيرة إلى أن دراسة علم الاجتماع ومسيرتها الإعلامية كان لهما تأثير كبير في تجربتها الروائية وفي تجربتها الأدبية، وأوضحت أن علم الاجتماع هو محاولة لفهم المجتمعات وسياق النهوض البشري لهذه المجتمعات، وهو يساعد الروائي الذي يحاول بدوره أن يفهم المجتمع والصورة الكاملة له، إضافة إلى أن فيه سياقات تتعرض لعلم النفس والأنثروبولوجيا، وهذه جميعها تساهم برفد الرواية بفهم خاص للمشهد الروائي، كما أن الإعلام من المهن القليلة التي تسمح لنا بالاطلاع الواسع على مختلف جوانب الحياة، ومن يشتغل بالإعلام لديه يوم حافل بأخبار العالم جميلها وسيئها، وعنده صورة شاملة عما يحدث في العالم، وأكدت خريس أن الإعلام يختلف عن أي مهنة أخرى، فهو تخصص واسع في الحياة، وهو مهم جداً لكتاب الرواية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: روايات بحر الثقافة إلى أن
إقرأ أيضاً:
في الذكري ٣٦ لرحيل بروفيسور محمد عبيد مبارك مؤسس جامعة الحزيرة :
صلاح الباشا:
تمر الآن ذكري رحيله المر .. فقد غادرنا ودالعبيد وهو في قمة عطائه الأكاديمي بعد ان ترك لابناء شعبه هذه الجامعة الباهرة الفخيمة والتي كانت الاولي في إتباع نظام الفصول الدراسية في السودان او ما يقال لها ( نظام السمستر) وهى كان أحدث نظام في التعليم الجامعي.
كان بروف ودالعبيد مصمما علي ان يترك لشعب السودان معلما اكاديميا بارزا تفاخر به بلاده. فكانت تلك المعجزة( جامعة الجزيرة ) .
فقد كان يتابع نشأتها ميدانيا مع المقاولين والعمال والمهندسين حتي إكتمل بنيانها وتفجرت ينابيع العلم فيها بجهود طواقم التدريس في كافة المجالات وبواسطة جهود الاداريين والموظفين والعمال من المدير وحتي الخفير .
ومن اعظم منجزات بروف عبيد انه ابتعث العشرات من الشباب المتعلم لنيل الدراسات العاليا في أعرق الجامعات البريطانية والأمريكية وقد عادوا للعطاء الأكاديمي للطلاب في كافة التخصصات.
وهى بذلك قد تركت تراثا اكاديميا تمدد حتي الي خارج البلاد وفي العديد من الجامعات والمؤسسات والمستشفيات بدول التعاون الخليجي .
كان البروف شعلة متقدة من النشاط الاجتماعي والرياضي ايضا.. فكان دائم التواصل مع أهل منطقته في ودمدني وبركات وشملت حتي مسقط رأس ابائه واجداده في الزيداب بنهر النيل.
ومن الجوانب المشرقة التي إشتهر بها هى خفة روحه وسخريته ووجه الضاحك دائمآ الذي لايعرف العبوس وتأليف النكات التي تثير الفرح والبهجة في نفوس مجتمعاته.
ونحن إذ نفتقده وقد رحل باكرا في عمر ٥٢ سنة فإن وفاته جاءت وقد كان يؤدي دوره العلمي من خلال حضوره لمؤتمر الجامعات الأفريقية الذي انعقد بالقاهرة حيث صعدت روحه الطاهرة في آخر جلسات ذلك المؤتمر بتاريخ الخميس الثاني من فبراير ١٩٨٩م وقد وصل جثمانه الي الخرطوم في ذات تاريخ حجز عودته صباح الجمعة وكان برفقته في الموتمر الفقيد بروفيسور صلاح الدين طه صالح عميد كلية الطب وقتها.
واذكر تماما ان صديقه البروفيسور ميرغني عبدالعال حمور مدير جامعة الجزيرة وقت ذاك قد إستلم خبر الوفاة هاتفيا واتي إلينا في بركات ليبلغنا الخبر فجر الجمعة حيث تمت إجراءات إرسال حافلة للمستقبلين وعربة بوكس لاستلام الجثمان من مطار الخرطوم وإلي بركات رأسا حيث تمت الصلاة عليه عقب صلاة الجمعة بجامع بركات العتيق وتم دفنه بمقابر ام سنط المعروفة وسط حضور كبير من زملائه الأساتذة ومن أصدقائه بالخرطوم ومن طلاب الجامعة والعاملين بها وبالطبع أهل بركات ومارنجان وماحولها ومن رموز ودمدني.
رحم الله ودالعبيد وهو اللقب الذي اشتهر به سواء بجامعة الخرطوم او في الوسط الأكاديمي بمؤسسات التعليم العالي.
ونسأل الله تعالي ان يبارك في ذريته حيث ترك ثلاثه بنات وولد واحد وكلهم قد اكملوا تعليمهم العالي في مختلف المجالات وتزوجوا وانجبوا وذلك برعاية زوجته وابنة عمه ورفيقة دربه السيدة آمنه عبدالقادر مبارك .. أطال الله في عمرها.
وستبقي ذكري ود العبيد خالدة في وجداننا جميعا.. رحمه الله واكرمه بالجنة.
***
صلاح الباشا
القاهرة
abulbasha009@gmail.com