المسلة:
2025-01-08@13:09:09 GMT

موازنة 2025..  معادلة تُعمّق أزمة العراق الاقتصادية

تاريخ النشر: 7th, January 2025 GMT

موازنة 2025..  معادلة تُعمّق أزمة العراق الاقتصادية

7 يناير، 2025

بغداد/المسلة: يواجه العراق أزمات اقتصادية مركبة تعكس ضعف تنويع مصادر الدخل واعتماد البلاد شبه الكلي على النفط كمورد أساسي لتمويل الموازنة العامة.

و هذه الأزمة لا تقتصر على الأبعاد الاقتصادية فحسب، بل تمتد إلى التداعيات السياسية التي تزيد من تعقيد المشهد الوطني.

و يشكل النفط أكثر من 90% من إيرادات الدولة، ما يجعل العراق رهينة للتقلبات في أسعاره العالمية.

مع تزايد عدد السكان الذي يتطلب زيادة في الإنفاق العام، يعاني الاقتصاد من غياب سياسات فعالة لاستثمار عائدات النفط في بناء قطاعات منتجة. يؤدي هذا إلى ارتفاع معدلات البطالة، خاصة بين الشباب، وتعميق فجوة التنمية في معظم المحافظات.

و في ظل هذه التحديات، يشير خبراء اقتصاديون إلى أن استمرار غياب رؤية تنموية قد يضعف الاستقرار الاقتصادي. الخبير نبيل المرسومي يحذر من دخول العراق في “نفق مظلم” بسبب الاعتماد المفرط على التعيينات الحكومية كحلول قصيرة الأجل لأزمة البطالة. هذا النهج لا يعالج المشكلة بل يفاقمها، خاصة عندما تتأخر الحكومة في صرف الرواتب، ما يعرقل حركة القطاع الخاص ويؤثر على الفئات الهشة ومتوسطة الدخل.

تعطيل الموازنة وتداعياتها السياسية

و من جانب آخر، يستمر تأخر إقرار الموازنة العامة لعام 2025 في ظل الخلافات السياسية حول تعديل قانون الإدارة المالية. هذا التأخير يضع البرلمان والحكومة أمام مواجهة مستمرة قد تُعقّد تنفيذ الخطط الاقتصادية.

النائب أحمد الشرماني وصف الوضع بأنه “خرق قانوني” يكرس الأزمة المؤسسية بين السلطات، فيما تثير بعض الأصوات مخاوف من وجود اعتبارات سياسية تؤخر إرسال الموازنة لتحقيق مكاسب تفاوضية في قضايا أخرى.

التداعيات السياسية: الاستقطاب وغياب الثقة

على الصعيد السياسي، تفاقم الأزمة الاقتصادية حدة الاستقطاب بين القوى السياسية في العراق، خاصة في ظل غياب توافق حول كيفية معالجة المشكلات البنيوية في الاقتصاد. تأخر الموازنة قد يُستخدم كورقة ضغط سياسي، مما يعطل مشاريع التنمية والخدمات الأساسية، ويفاقم السخط الشعبي تجاه الأداء الحكومي.

تعد البطالة وضعف التنمية الاقتصادية عوامل رئيسية في تعزيز حالة عدم الاستقرار السياسي، حيث تُعد هذه الأزمات بيئة خصبة لتصاعد الاحتجاجات الشعبية. ومع عدم وجود حلول قصيرة الأجل أو استراتيجية بعيدة المدى لتنويع الاقتصاد، يبقى العراق في مواجهة تحديات وجودية تهدد استقراره الاقتصادي والاجتماعي.

التوازن المطلوب بين الاقتصاد والسياسة

و تؤكد هذه التحديات الحاجة الماسة إلى وضع سياسات اقتصادية طويلة الأجل تنطلق من استثمار عائدات النفط في بناء قطاعات إنتاجية مستدامة. كما يتطلب المشهد إصلاحات هيكلية تُعيد الثقة بين الحكومة والبرلمان، وتضع خططاً واضحة لإقرار الموازنات في مواعيدها القانونية.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

تفاصيل لقاء رئيس جامعة أسيوط مع عميد كلية الدراسات الاقتصادية والعلوم السياسية بجامعة الإسكندرية

استقبل الدكتور أحمد المنشاوي رئيس جامعة أسيوط اليوم الأحد الدكتور أحمد محمد وهبان أستاذ العلوم السياسية، وعميد كلية الدراسات الاقتصادية والعلوم السياسية بجامعة الإسكندرية، وذلك في إطار زيارته العلمية لجامعة أسيوط؛ للمشاركة في مناقشة رسالة دكتوراه في العلوم السياسية، بكلية التجارة بالجامعة

 وحضر اللقاء؛ الدكتور علاء عبد الحفيظ عميد كلية التجارة، والدكتور محمد أحمد عدوي وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب، والدكتور عبد السلام نوير أستاذ العلوم السياسية، والعميد السابق للكلية، والدكتور إسماعيل صبري مقلد أستاذ العلوم السياسية بالكلية، وعميد كلية التجارة سابقًا

ورحّب الدكتور أحمد المنشاوي؛ بضيف الجامعة الدكتور أحمد وهبان، مُثمنًا تعاونه العلمي، والأكاديمي، والذي يُعد استمرارًا للخدمات التعليمية المختلفة التى تقدمها جامعة أسيوط لدعم وتنمية مهارات الباحثين والدارسين بها، مؤكدًا علي ريادة الجامعة وتميزها في مختلف المجالات العلمية، والبحثية في صعيد مصر، فضلًا عن اطلاعها علي كافة المستجدات العالمية، لخلق مناخ جامعي داعم للتميز، والتفوق العلمي، والعمل على ربط مكتسبات التعلم والبحث العلمي، باحتياجات المجتمع الحالية والمستقبلية.

وأشار رئيس الجامعة، إلي ما تحظي به كلية التجارة من أقسام متعددة، وبرامج متميزة، وخبرات متنوعة، والتي تواكب متطلبات سوق العمل، وتُسهم في إعداد جيل جديد من الأكاديميين، والباحثين، القادرين علي المساهمة فى السياسيات العامة بالدولة، والمشروعات التنموية المختلفة، ومؤكدًا حرص الجامعة علي التطوير المستمر لخطة البحث العلمي، وفتح مسارات دراسية جديدة؛ تواكب رؤية مصر 2030، ومتطلبات الجامعة، وخطتها الإستراتيجية؛ لتحقيق ما تصبو إليه من تقدم منشود على كافة الأصعدة.

  والجدير بالذكر، إن الدكتور أحمد وهبان يشارك فى مناقشة رسالة الدكتوراة المقدمة من الباحثة؛ مني عامر محمد مصطفي، بعنوان "دور التدخلات الخارجية في إفشال الدول.. ليبيا منذ انتفاضة 2011 حتي 2022 نموذجًا، وذلك إلي جانب الدكتور إسماعيل صبري مقلد أستاذ العلوم السياسية بالكلية، وعميد كلية التجارة سابقًا مشرفًا ورئيسًا والدكتور علاء عبد الحفيظ عميد كلية التجارة مناقشًا داخليًا والدكتور منير محمود بدوي أستاذ العلوم السياسية بكلية التجارة مشرفًا

مقالات مشابهة

  • المالية النيابية: موازنة 2025 سيتأخر إقرارها بسبب الاختلاف على بعض موادها
  • مصر 2025.. قفزة تاريخية في احتياطي النقد الأجنبي والمؤشرات الاقتصادية واعدة
  • هل الرواتب مؤمنة في 2025؟ جدل مستمر حول الوضع المالي في العراق
  • محافظ واسط: 2025 سيكون عام انفراج أزمة السكن
  • طهبوب: “زيادة دخل المواطن أمنيات جميلة”
  • منهجية التفكير الاقتصادي الحكومي المنتج السليم..
  • النقد الدولي: ندعم الإصلاحات العراقية التي تبعد سوق النفط عن الأزمات
  • وزير الاقتصاد والتخطيط يناقش مع نائب رئيس شركة بلاك روك التطورات الاقتصادية العالمية
  • تفاصيل لقاء رئيس جامعة أسيوط مع عميد كلية الدراسات الاقتصادية والعلوم السياسية بجامعة الإسكندرية