يمانيون/ تقارير

وضع أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم حدا لتخرصات فريق الكيان الصهيوني الذي أكثر في التعبير عن سُقْمِه المزمن، وأوضح الشيخ قاسم المنهجية الملتزمة التي تعامل بها الحزب مع الاتفاق، وهي منهجية تنطلق من أخلاقيات المسلم التي تفرض عليه أن يكون عند مستوى التزامه بالاتفاقيات، أو كما قال عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسين جشي: “نحن نلتزم بما تم الاتفاق عليه على قاعدة (دعهم يتحملوا المسؤولية)، وما يحصل هو أن العدوّ يستفيد من التواطؤ الأمريكي، فاللجنة المكلفة بتطبيق وقف إطلاق النار هي برئاسة الولايات المتحدة، والأميركي يعتدي ويزوِّد العدوّ بالسلاح وكلّ الإمكانات، وهو نفسه الوسيط ويترأس لجنة لوقف إطلاق النار ولا أحد يمكنه إيقافه”.

في هذا الوقت مضى الكيان الصهيوني -المتحلل من كل الأخلاقيات- في التماهي مع كذبته بالنصر لينتهك اتفاق وقف إطلاق النار بمئات الخروقات؛ دُمرت فيها مبان واستُشهد فيها عدد من اللبنانيين. وكما اعتاد الكيان كسر الاتفاقات أو تجاوزها من باب تكريس قاعدة أن لا أحد يمكنه الوقوف أمام همجيته، ولتكريس صورته العنيفة، أملا في أن يكون ذلك رادعا لكل من يفكر باستهدافه.

هي ذات الأفكار المريضة الشيطانية التي تُخرجه من النوع البشري وتلحقه بالحيوانات التي لا قوانين تحكمها ولا مبادئ تضبطها، ولا تحركها إلا غرائز الإشباع.

 

الجولة القاصمة للكيان

يأتي وعيد أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم إثر الخروقات التي قاربت الـ(400) خرق. وإن كان النائب في البرلمان اللبناني حسين الحاج حسن أكد أن خروقات العدو الإسرائيلي -منذ وقف إطلاق النار- تجاوزت الـ 1000 خرق، ما ينذر بجولة إن اشتعلت فإنها ستكون قاصمة للكيان، إذ يحاول العدو تعويض ما فقده من هيبة الردع خلال المواجهات مع الحزب من خلال عمليات الخروقات المتكررة، غير أن الظروف التي حاصرته فأعجزته عن تحقيق أي تقدم في الأراضي اللبنانية خلال المواجهات لا تزال قائمة، فحزب الله يبقى قويا رغم ما تعرض له، وحزب الله لا تزال في جعبته الكثير من المفاجآت الكفيلة بتأديب الكيان، هذه المرة بصورة مؤلمة.

لم يذكر الشيخ قاسم ما يمكن ان يتم عقب انتهاء فترة الهدنة، لكنه استند في ثقته على خبرة الحزب الطويلة في التعامل مع العدو الصهيوني، وعلى إمكاناته وقدراته البشرية والتسليحية، ويدرك العدو الصهيوني ذلك، إذ اكتوى بنيران المقاومين رغم أفعاله الغادرة الجبانة في استهداف عناصر الحزب، سواء في ما عرف بمجزرة البيجرات أو استهداف قادة الحزب.

 

هدف العدو الذي داسه الحزب

كانت الرهانات في البداية على أن اغتيال قيادات الحزب كفيل بأن ينهي الحزب، فجاءت المفاجأة أن الحزب أظهر اقتدارا أكبر، وأسلحة نوعية لم يتوقع العدو امتلاك الحزب لها، وقد نفذ أبطال الحزب عمليات موجعة أجبرت حكومة العدو على طلب الهدنة. واليوم يتعافى الحزب من جراحه كما أكد ذلك الشيخ قاسم، وفي جهوزية لأن يثبت لأمريكا و”إسرائيل” بأن هدف إنهاء المقاومة اللبنانية داسته أقدام المقاومة، يؤكد النائب حسين الحاج أن “المقاومة تعافت وهي تستكمل تعافيها، والمقاومة قوية ومقتدرة وتستطيع أن تواجه كل التحديات التي يمكن أن تضغط عليها”.

 

لا جدول زمني لعمل المقاومة

خلال الأسابيع الماضية من عمر اتفاق وقف إطلاق النار مع العدو والذي شهد عدم التزام الأخير وتواطؤ الضامنين كحال أمريكا الشريك الأساس والداعم لجرائم الكيان، لم يسلم حزب الله من الغمز واللمز والانتقاد، من خلال ما وصفوه بسلبية الحزب تجاه هذه الخروقات، إلا أن أمين عام الحزب أوضح لهؤلاء المنتقدين بأن قيادة حزبه “هي التي تقرر متى تقاوم؟ وكيف تقاوم؟ وأسلوب المقاومة والسلاح الذي تستخدمه”، وقال: “لا يوجد جدول زمني يحدد عمل المقاومة، وصبرنا (على الخروقات الإسرائيلية) مرتبط بالتوقيت المناسب لمواجهة العدو”.

إن أي عودة متوقعة لتبادل القصف مع جيش الكيان، بل وحتى ضرب عمق الاحتلال بعمليات مؤلمة كتلك التي أفقدته صوابه قبيل الاتفاق، سيتحمل مسؤولية ذلك رعاة الاتفاق، بخاصة إذا ماطل العدو كما هو حاصل الآن في الالتزام بما نص عليه الاتفاق، خصوصا بند الانسحاب، إذ تضمن الاتفاق انسحاب “إسرائيل” تدريجيا إلى جنوب الخط الأزرق الفاصل مع لبنان خلال 60 يوما، وانتشار قوات الجيش والأمن اللبنانية على طول الحدود ونقاط العبور والمنطقة الجنوبية. وهذا ما لم يحدث حتى الان.

 

لن يبقى العدو يسرح

إن أي توقعات سوداوية لمشهد ما بعد الستين يوما، إنما مردُّها هذه الغطرسة الصهيونية التي اعتاد فيها فقط على الجرائم وإغراق المنطقة في توتر مستمر، والاستخفاف بكل العالم في التزاماته، ومثل هذا العبث القائم حاليا من قبل العدو يولّد لدى الرعاة المنافقين مخاوف من عودة المواجهات حسب تصرياحتهم على الأقل، مع ذلك فإن هؤلاء الرعاة لا يتحركون في اتجاه الضغط على العدو لتنفيذ ما عليه من التزامات؛ ما يشجعه أكثر على التمادي في استمرار القصف والتدمير والقتل. يؤكد المنسق السابق للحكومة اللبنانية لدى قوات “اليونيفيل” ورئيس المحكمة العسكرية سابقاً العميد منير شحادة أنه في حال لم تنسحب “إسرائيل” سيكون للمقاومة كلام آخر. ويقول رئيس لجنة الدفاع الوطني والداخلية والبلدية النائب جهاد الصمد: “حصلت الحرب ووقعت خسائر كبيرة، لكن طالما الحقوق لم تُسترد وطالما هناك احتلال سيكون هناك دائماً مقاومة، وهذا موقف ثابت لنا”، وقال: “نريد ممن أعطوا ضماناتٍ تنفيذَ هذه القرارات، لأنه إذا لم يتم تنفيذها لا يعني ذلك القبول أن تبقى “إسرائيل” تسرح وتمرح في لبنان”.

 

التخضير لما بعد انتهاء المهلة

في كل الأحوال -ووفق شواهد الصلف الصهيوني، الذي تمثل في تفجير منازل وإحراق أخرى وتنفيذ توغلات لبعض البلدات اللبنانية، والقيام بأعمال تجريف في الأراضي والطرق، وعمليات تمشيط واسعة بالأسلحة الرشاشة الثقيلة والمتوسطة- فإن هذا العدو غير الأخلاقي سيتمادى ولن ينسحب من جنوب لبنان، ولن ينفذ الاتفاقية التي رعتها أميركا وتم التوقيع عليها من قبل الطرفين، ما يفرض على المقاومة أن تتحضر لهذه المرحلة. إذ أصبح واضحاً أنه يجب أن نتحضَّر لمرحلة ما بعد انقضاء مهلة الستين يوماً، حيث إن الإسرائيلي لن ينسحب من جنوب لبنان ولن ينفذ الاتفاقية التي رعتها أميركا وتم التوقيع عليها من قبل الطرفين.

الوقاحة الأمريكية في ما يحدث عكستها ما اعتبرته “نصيحة للطرف اللبناني بإعطاء فرصة أخرى لـ”إسرائيل” لكي تنفذ أهدافها قبل انسحابها.”. يقول المحلل السياسي اللبناني منير شحادة “إسرائيل لن تنسحب ولن تنفذ الاتفاقية، وستقف اللجنة هذه ومن خلفها المجتمع الدولي عاجزَين عن إجبارها على التنفيذ، وستعجز الدبلوماسية اللبنانية عن الحصول على أي وعود من المجتمع الدولي أو من أميركا لإجبار هذا الكيان المجرم على تنفيذ هذه الاتفاقية.”

نقلا عن موقع أنصار الله

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: وقف إطلاق النار حزب الله

إقرأ أيضاً:

لذلك حَقَّت المهلة!

 

كما لم يحدث من قبل، أمريكا وإسرائيل في مواجهة مهلة زمنية سيكون بعدها ما بعدها إن لم تستجيبا وتمتثلا لصوت العقل. والجميع اليوم يترقبون الموعد، البعض خشية، والبعض لهفة، ولا مبرر ولا عذر ولا حجة لعدم مواجهة أمريكا وإسرائيل بحزم. وأي انتظار سيفاقم الوضع أكثر وسيعقّد أي تحرك لاحق لمعالجة ما أفسده التقاعس، ولنا أن نستعرض تصاعد حالة التنمر الصهيونية في مقابل حالة الضعف العربي لنرى حجم ما خسرته الأمة بسبب الركون إلى مبررات لا أصل لها.
خلال معركة الإسناد أثبت محور المقاومة أن تلقين العدو الدروس المؤلمة أمر متاح وممكن، إذ كشفت عمليات الإسناد هشاشة العدو واعتماده في المقام الأول على مسألة الإرهاب الدعائي لقوة مزعومة وإمكانات لا تقهر، فانكفأ الكيان الصهيوني على ذاته يحصي خسائره البشرية والمعنوية، فيما اجتهدت أمريكا في جمع أشلاء هيبتها التي جرفتها المياه العربية في البحار العربي والأحمر والمتوسط، وبدأت تحسب خسائرها وما يمكن أن تخسره أكثر إذا ما استمرت.
وهي الكُلفة التي فرضت على ترامب التعامل بحذر، انطلاقا من استخدام ذات السلاح الأول – أي سلاح الترهيب – وإلا فإنه يدرك أن أي مغامرة ستعني كلفة أكبر ستذوب في بحار المنطقة.
ستبقى (15) شهرا من مواجهة العدو خلال عدوانه على غزة، شاهداً حياً على أن جيش الورق الصهيوني، وبلاطجة أمريكا لا يمتلكون ما يمكن أن يركنوا عليه في أي معركة مع العرب، إذا ما صحوا، سوى تقنياتهم التي اتضح أنه بالإمكان تجاوزها وتحويلها إلى مادة للتندر الدولي، وقد حدث ذلك في عملية طوفان الأقصى، كما في عمليات معركة «الفتح الموعود والجهاد المقدس» الإسنادية.
فالعدو الإسرائيلي لا يزال إلى الآن يتلقى مختلف الأسلحة من أمريكا، والأخيرة عجزت عن تدارك سمعتها وهي تسحب حاملات الطائرات الأربع وباتت غائبة عن البحر الأحمر، الذي لم تكن تغيب عن التواجد فيه على مدار العام. فيما سجلت عمليات محور المقاومة أول وأهم نقطة في سياق مواجهة العدو، فانتزعت شهادات العالم بأن أمريكا بالفعل لم تعد ذلك «البعبع» المخيف وهي تواجه قوى تتعامل معها بنديّة كاملة، ما كان يدفعها لحفظ الاتزان النفسي، بتكرار عبارتها السمجة “بالالتزام الطويل الأمد بأمن «إسرائيل»، لمواجهة التهديدات الأمنية”، حسب وزير الحرب الأمريكي.
ومع التلويح الصهيوني المباشر وغير المباشر بعودة الحرب على غزة، لم يكن من بد إلا التحرك ليفهم العدو بأن للشعب الفلسطيني أشقاء لن يخذلوهم كما خذلتهم قمة الدبلوماسية العربية، لذلك تصدّر السيد القائد بالأربعة أيام كمهلة حاسمة، لم يحتج لإصدارها بيان وديباجة ونقاط كخطوط رجعة، وإنما كلام واضح ومحدد، فالعدو استخف بالأمة وذهب يبطش بالفلسطينيين بلا أخلاق وبلا رادع رغم أنه في إطار اتفاق لوقف إطلاق النار.
حتى الاتفاقات يريد تنفيذها بمزاجه، ولو تجاوز مضامينها، كما هو الحال الحاصل الآن حيث طالب بتمديد المرحلة الأولى من الاتفاق باستخفاف بكل العرب، ولا يريد الدخول في المرحلة الثانية بما تقتضيه من استحقاقات، ولما رفضت المقاومة الفلسطينية ما طلبه، عزم على العودة لسياسة التجويع.. ولذلك حقّت الأربعة أيام.

مقالات مشابهة

  • حزب الله: لا اتفاق سري مع إسرائيل وعلى الاحتلال الانسحاب من جنوب لبنان
  • وسط اتهامات لحزب الله| انعدام الأمن في سوريا يصب في مصلحة إسرائيل.. ماذا يحدث؟
  • عبدالله نعمة: انعدام الأمن في سوريا يصب في مصلحة الكيان الصهيوني
  • لذلك حَقَّت المهلة!
  • اللواء الوهبي: ما قبل المهلة ليس كما بعدها، وعلى الإسرائيلي أن يعي ذلك
  • تامر المسحال يكشف كواليس مفاوضات الولايات المتحدة وحماس
  • نتنياهو والعودة إلى الحرب
  • أيهما أفضل الإفطار قبل صلاة المغرب أم بعدها ؟
  • 50 يوماً على اتفاق غزة..خروقات “صهيونية” متواصلة: شهداء وإغلاق للمعابر ومنع للمساعدات
  • حصار غزة سيقابل بحصار الكيان