الأسبوع:
2025-02-07@18:04:18 GMT

شهر السلام والعمل الصالح

تاريخ النشر: 7th, January 2025 GMT

شهر السلام والعمل الصالح

شهر رجب هو أحد الأشهر الأربعة الحرم التي يحرم الله فيها القتال ويحث فيها على السلام والعمل الصالح، وقد ذكر الله سبحانه وتعالى عدد هذه الأشهر في القرآن الكريم، قال الله تعالى: "إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ" (التوبة: 36)، ورجب هو الشهر السابع من السنة الهجرية، وله مكانة خاصة بين المسلمين، حيث تتضاعف فيه الحسنات وتغفر فيه الذنوب، وهو محطة مهمة في الطريق إلى شهر رمضان المبارك.

ويطلق عليه "رجب الفرد" لأنه يأتي منفردا عن الأشهر الحرم الأخرى التي تتوالى معا: (ذو القعدة، ذو الحجة، ومحرم). ويتميز هذا الشهر بأجوائه الروحانية، حيث يشجع المسلمين على الابتعاد عن المعاصي والتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة.

ويحمل شهر رجب في طياته مكانة خاصة في التاريخ الإسلامي، حيث ارتبط بالعديد من الأحداث البارزة التي لها أثر كبير في ذاكرة المسلمين. ومن أبرز هذه الأحداث وأعظمها: رحلة الإسراء والمعراج التي وقعت في شهر رجب، وتحديدا ليلة السابع والعشرين منه وفق بعض الروايات. وفي هذه الليلة المباركة، أسري بالنبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ من المسجد الحرام بمكة المكرمة إلى المسجد الأقصى بالقدس الشريف ـ فك الله أسره ـ ثم عرج به ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى السماوات السبع حيث التقى بالأنبياء وشهد آيات عظيمة من الله. وخلال هذه الرحلة المباركة، فرض الله الصلاة على المسلمين كأعظم فريضة دينية، وتأكيدا على أهميتها في حياة المسلم، وضرورة الحفاظ عليها كصلة يومية مع الله عز وجل.

وقد وقعت غزوة تبوك، المعروفة بـ"غزوة العسرة"، في شهر رجب من السنة التاسعة للهجرة. وكانت هذه الغزوة اختبارا صعبا للمسلمين، إذ عانوا من نقص الموارد والمشقة الكبيرة بسبب بعد المسافة وشدة الحر. ورغم التحديات، أظهر المسلمون تفانيهم في دعم الإسلام بقيادة النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكان لهذه الغزوة أثر عظيم في تثبيت هيبة الدولة الإسلامية أمام القوى الكبرى فى ذلك الوقت كدولة الروم.

وفي شهر رجب، وبعد ثلاث سنوات من الدعوة السرية، أُمر النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ بإعلان الإسلام جهارا، حيث بدأ يدعو الناس علانية إلى عبادة الله الواحد.وكان هذا التحول نقطة فارقة في تاريخ الإسلام، حيث تحمل المسلمون الأوائل كثيرا من المشاق والتحديات في سبيل نشر الرسالة.

وبعض الروايات تذكر أن تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى الكعبة المشرفة وقع في شهر رجب، وهو حدث يحمل دلالات عظيمة في التشريع الإسلامي، فهذا التحول كان اختبارا لإيمان المسلمين ومدى اتباعهم لأوامر الله.

إن شهر رجب يعد فرصة عظيمة للتوبة وتجديد العلاقة مع الله عز وجل. ويستحب الإكثار من الاستغفار والرجوع إلى الله خلال هذا الشهر، فهو شهر المغفرة والرحمة.

ومن أفضل الأعمال التي يمكن للمسلم القيام بها في شهر رجب هى الصدقة وإعانة الفقراء والمحتاجين، فإخراج الصدقات يضاعف الأجر والثواب، خصوصا في هذا الشهر المبارك. وعن أبي ذر رضي الله عنه أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "من صام يوماً في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا " (رواه مسلم)، والصيام في شهر رجب يساعد المسلم على تهذيب النفس والاستعداد لصيام شهر رمضان المبارك.

وعلى المسلم أن يكثر من ذكر الله، كالتسبيح والتهليل والتكبير، فالذكر من العبادات التي ينبغي المداومة عليها في رجب، كما يستحب الإكثار من الدعاء لنيل الخير والبركة في الدنيا والآخرة، وقد كان النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا دخل شهر رجب يقول: "اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان".

اللهم آمين

[email protected]

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: شهر رجب النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ صلى الله علیه وسلم ـ فی شهر رجب

إقرأ أيضاً:

رد قوي من الشيخ خالد الجندي على منكري معجزة المعراج.. فيديو

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن إنكار المعراج يعد إنكارًا لجزء أساسي من ديننا الإسلامي. 

وأشار إلى أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال في حديث صحيح: "ثم عرج بنا إلى السماء"، حيث تعني كلمة "عرج" الصعود، والمعراج هو الصعود، وهذا الأمر لا يمكن التشكيك فيه، إذ إنه مذكور بوضوح في القرآن الكريم.

وأضاف الجندي، خلال حلقة من برنامج "لعلهم يفقهون" الذي يُبث على قناة "dmc" اليوم الخميس، أن الذين ينكرون المعراج لا ينكرون الحديث النبوي فحسب، بل ينكرون أيضًا جزءًا من القرآن، مثل سورة المعارج التي تتحدث عن وسائل الصعود إلى الله سبحانه وتعالى.

وأكد أن معراج النبي صلى الله عليه وسلم ليس مجرد تجربة معنوية، بل هو حقيقة موثقة في النصوص الشرعية.

خالد الجندي: معرض الكتاب عرس ثقافي يعكس قيم العلم والإيمان خالد الجندي: المعجزات للأنبياء والكرامات للأولياء

وأشار الجندي إلى أن بعض المنتقدين يطرحون فكرة استحالة حدوث المعراج بسبب مفهوم "التنزيه" لله، حيث يعتقد البعض أن الإيمان بالمعراج يعني تقليص قدرة الله. 

وأوضح أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل إنه هو من عرج، بل قال "عرج بي"، ما يدل على أن الفاعل الحقيقي لهذه الرحلة هو الله تعالى، وأن النبي صلى الله عليه وسلم هو مجرد ناقل لهذه المعجزة الإلهية.

وأضاف: "البعض يتساءل لماذا يحتاج الله إلى وسائط مثل المعراج، والجواب هو قانون السببية الذي وضعه الله للبشر، وهو يتعارض مع المفهوم القدري في نظرتهم، موضحًا دور الملائكة في تدبير الأمور، حيث تقوم الملائكة بتنفيذ العديد من المهام بأمر من الله، مثل قبض الأرواح، وهذا لا يتعارض مع قدرته سبحانه وتعالى".

وأشار الجندي إلى أن معجزة الإسراء والمعراج ليست خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم فقط، بل هي رسالة عظيمة للبشرية، وعندما وصل النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس، ربط البراق بالحَلَقة التي كانت تربط بها الأنبياء من قبله، مما يدل على أن هذا الحدث لم يكن خاصًا برسول الله فقط، بل كان البراق وسيلة للأنبياء قبله، كما ذكر ابن كثير في تفسيره.

وأكد أن هذه الرحلة الإلهية كانت أيضًا رمزًا لوحدة الأنبياء في الرسالة السماوية، مشددًا على أن البراق كان وسيلة تنقل لهم جميعًا، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قام بهذه الرحلة بتوجيه من الله تعالى.

وتابع الجندي حديثه عن دخول النبي صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الأقصى وصلاة ركعتين فيه، حيث قال: "جاءني جبريل عليه السلام بأناء من خمر وإناء من لبن، فاختار النبي صلى الله عليه وسلم اللبن"، موضحا أن هذا الاختيار كان رسالة رمزية تؤكد على طبيعة الفطرة الإنسانية التي خلقها الله. 

وأشار إلى أن اللبن يمثل الفطرة السليمة والانضباط الديني، بينما الخمر يمثل تغيير الفطرة وتعكرها، مؤكدًا أن الخمر محرم حتى قبل تحريمه في القرآن، وأنه يبقى خمرًا مهما أُطلق عليه من أسماء مثل بيرة أو غيرها.

مقالات مشابهة

  • حقيقة تحديد ساعة إجابة الدعاء يوم الجمعة
  • مرحبا شعبان
  • غدًا تلتقى الأحبة
  • رد قوي من الشيخ خالد الجندي على منكري معجزة المعراج.. فيديو
  • خصوصية جبل الطور حتى يتجلى الله تعالى عليه
  • حكم العمل في بناء مقابر غير المسلمين وترميمها
  • الأدلة على فضل ليلة النصف من شعبان
  • العطاء المبرور
  • دعاء الضيق كما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم
  • كلمات من السنة النبوية  رددها بعد آذان الفجر