الأسبوع:
2025-01-08@13:05:16 GMT

شهر السلام والعمل الصالح

تاريخ النشر: 7th, January 2025 GMT

شهر السلام والعمل الصالح

شهر رجب هو أحد الأشهر الأربعة الحرم التي يحرم الله فيها القتال ويحث فيها على السلام والعمل الصالح، وقد ذكر الله سبحانه وتعالى عدد هذه الأشهر في القرآن الكريم، قال الله تعالى: "إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ" (التوبة: 36)، ورجب هو الشهر السابع من السنة الهجرية، وله مكانة خاصة بين المسلمين، حيث تتضاعف فيه الحسنات وتغفر فيه الذنوب، وهو محطة مهمة في الطريق إلى شهر رمضان المبارك.

ويطلق عليه "رجب الفرد" لأنه يأتي منفردا عن الأشهر الحرم الأخرى التي تتوالى معا: (ذو القعدة، ذو الحجة، ومحرم). ويتميز هذا الشهر بأجوائه الروحانية، حيث يشجع المسلمين على الابتعاد عن المعاصي والتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة.

ويحمل شهر رجب في طياته مكانة خاصة في التاريخ الإسلامي، حيث ارتبط بالعديد من الأحداث البارزة التي لها أثر كبير في ذاكرة المسلمين. ومن أبرز هذه الأحداث وأعظمها: رحلة الإسراء والمعراج التي وقعت في شهر رجب، وتحديدا ليلة السابع والعشرين منه وفق بعض الروايات. وفي هذه الليلة المباركة، أسري بالنبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ من المسجد الحرام بمكة المكرمة إلى المسجد الأقصى بالقدس الشريف ـ فك الله أسره ـ ثم عرج به ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى السماوات السبع حيث التقى بالأنبياء وشهد آيات عظيمة من الله. وخلال هذه الرحلة المباركة، فرض الله الصلاة على المسلمين كأعظم فريضة دينية، وتأكيدا على أهميتها في حياة المسلم، وضرورة الحفاظ عليها كصلة يومية مع الله عز وجل.

وقد وقعت غزوة تبوك، المعروفة بـ"غزوة العسرة"، في شهر رجب من السنة التاسعة للهجرة. وكانت هذه الغزوة اختبارا صعبا للمسلمين، إذ عانوا من نقص الموارد والمشقة الكبيرة بسبب بعد المسافة وشدة الحر. ورغم التحديات، أظهر المسلمون تفانيهم في دعم الإسلام بقيادة النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكان لهذه الغزوة أثر عظيم في تثبيت هيبة الدولة الإسلامية أمام القوى الكبرى فى ذلك الوقت كدولة الروم.

وفي شهر رجب، وبعد ثلاث سنوات من الدعوة السرية، أُمر النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ بإعلان الإسلام جهارا، حيث بدأ يدعو الناس علانية إلى عبادة الله الواحد.وكان هذا التحول نقطة فارقة في تاريخ الإسلام، حيث تحمل المسلمون الأوائل كثيرا من المشاق والتحديات في سبيل نشر الرسالة.

وبعض الروايات تذكر أن تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى الكعبة المشرفة وقع في شهر رجب، وهو حدث يحمل دلالات عظيمة في التشريع الإسلامي، فهذا التحول كان اختبارا لإيمان المسلمين ومدى اتباعهم لأوامر الله.

إن شهر رجب يعد فرصة عظيمة للتوبة وتجديد العلاقة مع الله عز وجل. ويستحب الإكثار من الاستغفار والرجوع إلى الله خلال هذا الشهر، فهو شهر المغفرة والرحمة.

ومن أفضل الأعمال التي يمكن للمسلم القيام بها في شهر رجب هى الصدقة وإعانة الفقراء والمحتاجين، فإخراج الصدقات يضاعف الأجر والثواب، خصوصا في هذا الشهر المبارك. وعن أبي ذر رضي الله عنه أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "من صام يوماً في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا " (رواه مسلم)، والصيام في شهر رجب يساعد المسلم على تهذيب النفس والاستعداد لصيام شهر رمضان المبارك.

وعلى المسلم أن يكثر من ذكر الله، كالتسبيح والتهليل والتكبير، فالذكر من العبادات التي ينبغي المداومة عليها في رجب، كما يستحب الإكثار من الدعاء لنيل الخير والبركة في الدنيا والآخرة، وقد كان النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا دخل شهر رجب يقول: "اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان".

اللهم آمين

[email protected]

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: شهر رجب النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ صلى الله علیه وسلم ـ فی شهر رجب

إقرأ أيضاً:

هل الحزن اعتراض على قضاء الله؟.. احذر فعله في هذه الحالة

لعل ما يطرح السؤال عن هل الحزن اعتراض على قضاء الله سبحانه وتعالى؟، يعد من أهم المسائل التي تحير الكثيرين ويقفون عندها كثيرًا ، خاصة وأن الدنيا دار ابتلاء وبلاء ومن ثم الحزن فيها أمر لا مفر منه ، وحيث إن الاعتراض على قضاء الله تعالى هو من الأمور المهلكة التي ينبغي تجنبها، من هنا ينبغي معرفة هل الحزن اعتراض على قضاء الله سبحانه وتعالى؟.

لماذا سمي شهر رجب بهذا الاسم؟.. لـ7 أسباب لا يعرفها كثيروندعاء المغرب في رجب .. 9 كلمات تسد عنك جبلا من الديونهل الحزن اعتراض على قضاء الله

قال الدكتور محمود الأبيدي، من علماء وزارة الأوقاف، إن هناك فرقًا كبيرًا بين الحزن والتشاؤم، مشيرًا إلى أن الحزن أمر طبيعي لكن التشاؤم منهي عنه .

وأوضح " الأبيدي " في إجابته عن سؤال: هل الحزن اعتراض على قضاء الله سبحانه وتعالى؟، أن  الإسلام لا ينكر الحزن الطبيعي الذي يشعر به الإنسان في المصائب والأوقات الصعبة، ولكنه ينهي عن التشاؤم الذي يؤثر سلبًا على حياة الفرد.

وأضاف أن النبي صلى الله عليه وسلم، رغم كونه خير البشر، شعر بالحزن الشديد على فقدان ابنه إبراهيم، وقال في ذلك الموقف العظيم: 'إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون'.

وأفاد بأن هذا الحزن كان طبيعيًا وكان يعبر عن مشاعر إنسانية، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم محبًا لابنه وكان في فراقه حزن كبير، ولكن لم يصاحبه التشاؤم، منوهًا بأن الحزن في حد ذاته أمر طبيعي ومقبول.

وتابع: ولكن الفرق بين الحزن والتشاؤم أن الحزن هو مشاعر مؤقتة تنبع من الفقد أو الخسارة، أما التشاؤم فهو النظرة السلبية المستمرة للأحداث والتوقعات السيئة في المستقبل.

واستند لما جاء في الحديث النبوي الشريف، النبي صلى الله عليه وسلم وضح أن الحزن جزء من الرحمة وليس من التشاؤم)، مبينًا أن التشاؤم في الإسلام منهي عنه، كما جاء في الحديث الشريف: 'تفاؤلوا بالخير تجدوه'.

وأشار إلى أن الإيمان بالله سبحانه وتعالى يعزز من قدرتنا على التعامل مع المصائب والتحديات بإيجابية، حيث نتعلم أن الفقد ليس نهاية الحياة، بل هو جزء من تقدير الله عز وجل."

علامات الرضا بقضاء الله

ونبه الدكتور علي جمعة ، مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إلى أن هناك علامات على كون المسلم راضيًا بأمر وقضاء الله، وهي المرحلة الأولى: هي مرحلة يسلم فيها بأمر الله، ويقاوم نفسه من الاعتراض، ومن الحزن؛ فهو يحزن لكنه يمنع نفسه من أن يعترض على أمر الله، وهو أيضا يبكي ليل نهار على فقدان الولد مثلا، لكنه ساكن القلب إلى حكمة الله تعالى.

واستطرد : والمرحلة الثانية: لا يحزن، فلو مات له ابنٌ أو أصابته مصيبة فإنه يكون ساكن مبتسم لا يبكي، والسبب اليقين في لطف الله وحكمته، والمرحلة الثالثة: يبكي، لأنه يستحضر في نفسه أن الله قد أفقده هذا العزيز لديه الآن من أجل أن يبكي، فهو لا يبكي حزناً إنما هو يبكي لله، وهذا هو الذي كان عليه مقام النبوة وأكابر الأولياء.

ولفت إلى أنه لما فقد النبيُّ -صلى الله عليه وسلم - ابنَه إبراهيمَ بكى ، وفي حديث آخر عَنْ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ : أَرْسَلَتْ بِنْتُ النَّبِيِ - -صلى الله عليه وسلم - - إِلَيْهِ أَنَّ ابْنًا لي قُبِضَ فَأْتِنَا. فَأَرْسَلَ يَقْرَأُ السَّلاَمَ وَيَقُولُ : « إِنَّ لِلَّهِ مَا أَخَذَ وَلَهُ مَا أَعْطَى ، وَكُلُّ شيء عِنْدَ اللَّهِ بِأَجَلٍ مُسَمًّى ، فَلْتَصْبِرْ وَلْتَحْتَسِبْ ». فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ تُقْسِمُ عَلَيْهِ لَيَأْتِيَنَّهَا ، فَقَامَ وَمَعَهُ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَأُبَىُّ بْنُ كَعْبٍ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَرِجَالٌ فَرُفِعَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ  -صلى الله عليه وسلم  - الصَّبِىُّ وَنَفْسُهُ تَقَعْقَعُ -تضطرب- فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ. فَقَالَ سَعْدٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا هَذَا ؟ قَالَ : « هَذَا رَحْمَةٌ يَجْعَلُهَا اللَّهُ فِي قُلُوبِ عِبَادِهِ ، وَإِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ ».

ونوه بأن سيدنا النبي -صلى الله عليه وسلم - يبكي ؛ ولكنه يبكي لأن الله قد قدر لمن أصيب بمصيبة أن يبكي، مشددًا : «فالأول يبكي حزنًا، والثاني يسكن رضًا، والثالث يبكي مرة ثانية قهرًا تحت سلطان الله سبحانه وتعالى، واستجابة لمقتضى ما أجراه الحق في هذا الوقت المخصوص من أحوال، وكأن الله أرادني الآن أن أحزن فأنا أحزن لذلك. وهو المقام الأتم للسيد الأجل -صلى الله عليه وسلم -».

فيما يقول الشيخ أبو الحسن الشاذلي رضى الله تعالى عنه : أسباب القبض ثلاثة : ذنب أحدثته ، أو دنيا ذهبت عنك ، أو شخص يؤذيك في نفسك أو عرضك . فإن كنت أذنبت فاستغفر ، وإن كنت ذهبت عنك الدنيا فارجع إلى ربك ، وإن كنت ظُلمت فاصبر واحتمل ؛ هذا دواؤك ، وإن لم يطلعك الله تعالى على سبب القبض فاسكن تحت جريان الأقدار فإنها سحابة سائرة .

مقالات مشابهة

  • هل الحزن اعتراض على قضاء الله؟.. احذر فعله في هذه الحالة
  • هل المسلم على ملة إبراهيم عليه السلام.. الشيخ خالد الجندي يجيب (فيديو)
  • حكم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عند البيع والشراء
  • الإفتاء: إعطاء الصدقات لغير المسلمين من قبيل التعاون والاستباق في الخير
  • كيف تأخذ أجر قيام الليل وأنت في سريرك؟
  • بيان فضل الإمامة في الصلاة وشروطها
  • محمود الأبيدي: الحزن أمر طبيعي لكن التشاؤم منهي عنه
  • هل الزواج فرض أم سنة؟.. انتبه لـ7 حقائق يجب عليك معرفتها
  • هل الزواج واجب؟.. عالم أزهري يجيب