بيروت - أعلن المبعوث الأميركي الخاص آموس هوكستين من بيروت الإثنين6يناير2025، أن القوات الإسرائيلية بدأت الانسحاب من بلدة ثانية أساسية في جنوب لبنان، مبديا ثقته بأن "كل الأطراف" ستلتزم باتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله والدولة العبرية، والذي بدأ سريانه قبل أكثر من شهر وسط اتهامات بخروق متبادلة.

وأوضح هوكستين أن الجيش الإسرائيلي بدأ الانسحاب من بلدة الناقورة الساحلية في أقصى جنوب لبنان، والمحاذية للحدود مع إسرائيل.

وهذه ثاني بلدة كبيرة تنسحب منها إسرائيل بعد الخيام الواقعة الى الشرق.

وكانت قوة الأمم المتحدة الموقتة (يونيفيل) ورئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي طالبا في نهاية الشهر الماضي، بتسريع الانسحاب الإسرائيلي بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 27 تشرين الثاني/نوفمبر بعد مواجهة مدمّرة بين إسرائيل وحزب الله المدعوم من إيران.

وقال هوكستين للصحافيين إنّ "الجيش الإسرائيلي بدأ الانسحاب من الناقورة... وعاد إلى داخل إسرائيل اليوم، جنوب الخط الأزرق"، في إشارة إلى الخط الذي رسمته الأمم المتحدة بين لبنان وإسرائيل.

وأضاف بعد لقائه رئيس البرلمان نبيه بري، وهو حليف وثيق لحزب الله، "ستستمر هذه الانسحابات إلى أن تخرج كل القوات الإسرائيلية من لبنان بشكل كامل، مع استمرار انتشار الجيش اللبناني في الجنوب وصولا إلى الخط الأزرق".

وتوقع هوكستين أن تلتزم "كل الأطراف" بالاتفاق الذي تمّ التوصل إليه بوساطة أميركية قادها هو شخصيا، رغم تواصل الاتهامات بخرقه منذ بدء تطبيقه.

وقال بعد لقائه ميقاتي "ليس لدي أي سبب يمنعني من توقع أن تبقى كل الأطراف، كل الأطراف، ملتزمة بتنفيذ الاتفاق الذي وافقت عليه".

وفتح حزب الله "جبهة إسناد" لقطاع غزة غداة اندلاع الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 بعد اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس). وبعد أكثر من عام على تبادل القصف عبر الحدود، كثّف الجيش الإسرائيلي غاراته الجوية اعتبارا من 23 أيلول/سبتمبر، وبدأ عمليات توغل بري في 30 منه، مؤكدا أنه يريد عناصر حزب الله عن الحدود وإعادة الإسرائيليين النازحين من شمال البلاد الى مناطقهم.

- "على المسار الصحيح" -

وبموجب اتفاق وقف النار، يتوجب على الجيش الإسرائيلي سحب قواته خلال 60 يوما من جنوب لبنان، على أن يترافق ذلك مع تعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة (يونيفيل).

كما يتوجّب على حزب الله سحب عناصره وتجهيزاته والتراجع الى شمال نهر الليطاني الذي يبعد نحو 30 كيلومترا عن الحدود، وأن يقوم بتفكيك أي بنية تحتية عسكرية متبقية في الجنوب.

وطالب ميقاتي في بيان بعد لقائه المبعوث الأميركي، بـ"وضع جدول زمني واضح لاتمام الانسحاب الاسرائيلي قبل انتهاء مهلة الستين يوما".

وكرر التنديد بـ"الانتهاكات" الاسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار، وحذّر من أن "استمرار هذه الانتهاكات والحديث عن نية اسرائيل تمديد مهلة وقف اطلاق النار أمر مرفوض بشدة".

الى ذلك، قال الجيش اللبناني إنّ وحداته "تمركزت حول بلدة الناقورة - صور وبدأت الانتشار فيها بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان"، والتي يقع مقر قيادتها في الناقورة.

وأوضح بيان الجيش أنّ الانتشار جاء "بالتزامن مع انعقاد اجتماع اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار في رأس الناقور" بحضور هوكستين و"بموازاة انسحاب العدو الإسرائيلي من البلدة".

وأضاف "ستُجري الوحدات المختصة مسحا هندسيا للبلدة بهدف إزالة الذخائر غير المنفجرة"، داعيا السكان إلى "عدم الاقتراب من المنطقة".

من جهته، قال الجيش الإسرائيلي لمكتب وكالة فرانس برس في القدس إنه "يعمل بناء على توجيهات المستوى السياسي ويلتزم بتفاهمات وقف إطلاق النار".

وأرسى الاتفاق لجنة مراقبة تضم ممثلين للبنان وإسرائيل والولايات المتحدة وفرنسا واليونيفيل، مهمّتها التأكد من تطبيق بنوده والتعامل مع أي خروق.

وقال هوكستين إنّه ترأس الاجتماع الثالث للجنة الإثنين بالاشتراك مع الجنرال الأميركي جاسبر جيفيرز، مشيرا إلى أنّ "الآلية تعمل بشكل جيد".

وأضاف أنّه على الرغم من أنّ تنفيذ وقف إطلاق النار ربما لم يتم "بالسرعة التي أرادها البعض... إلا أنّ ما سمعته في الناقورة اليوم يمنحني شعورا بأنّنا على المسار الصحيح".

- "توافق سياسي" -

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس اتهم حزب الله الأحد بعدم الانسحاب إلى "أبعد من نهر الليطاني" وبعدم تنفيذ بنود أخرى يتضمّنها الاتفاق، وذلك بعدما اتهم الحزب المدعوم من إيران الدولة العبرية بانتهاكه.

وفي 11 كانون الأول/ديسمبر، أعلن الجيش اللبناني أنّ وحداته انتشرت حول بلدة الخيام البعيدة خمسة كيلومترات من الحدود بالتنسيق مع اليونيفيل، بعد انسحاب القوات الإسرائيلية.

وقالت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) في حينه إنّ هذا "أول انسحاب تنفذه القوات الإسرائيلية"، مشيرة إلى "حلول القوات المسلّحة اللبنانية محلّها في الخيام في إطار اتفاق" وقف إطلاق النار.

وخلال زيارته الى لبنان الإثنين، وهي الأولى منذ سريان الهدنة، دعا هوكستين إلى "توافق سياسي"، قبل أيام من موعد محدد لجلسة انتخاب رئيس للجمهورية.

ودُعي البرلمان الى جلسة في التاسع من كانون الثاني/يناير لانتخاب رئيس للجمهورية، وهو منصب يبقى شاغرا منذ عامين في ظل خلافات بين حزب الله وخصومه.

وقال هوكستين "هذه أوقات بالغة الأهمية بالنسبة للبنان... ليس فقط لتطبيق هذا الاتفاق (وقف إطلاق النار)، بل للتوصل إلى توافق سياسي والتركيز على لبنان من أجل الشعب اللبناني".

إلى ذلك، أفاد الجيش اللبناني بأنّ هوكستين وجيفرز التقيا قائده جوزاف عون وناقشا معه وقف إطلاق النار.

وطُرح اسم عون كمرشح محتمل للرئاسة.

Your browser does not support the video tag.

المصدر: شبكة الأمة برس

إقرأ أيضاً:

4 شهداء جنوب لبنان بينهم أطفال بانفجار مخلفات تركها الاحتلال

قالت وسائل إعلام لبنانية، إن 4 شهداء من عائلة واحدة بينهم أطفال قضوا بانفجار مخلفات تركها الاحتلال بمنزل في بلدة طير حرفا جنوبي البلاد.

من جهة اخرى، يواصل الاحتلال خرقه لاتفاق وقف إطلاق النار، حيث شن الجمعة غارة جوية استهدفت منطقة تبنا، عند أطراف بلدة البيسارية قضاء مدينة صيدا جنوبي البلاد.

كما حلقت طائرات مسيرة إسرائيلية فوق مزارع شبعا المحتلة ومنطقة العرقوب في قضاء حاصبيا، وصولاً حتى مرتفعات جبل الشيخ الغربية، المطلة على منطقة راشيا الوادي والبقاعين الشرقي والغربي وإقليم التفاح وأيضاً فوق تلال برغز وعرمتى والأراضي المشرفة على المنطقة الحدودية، مقابل راشيا الوادي والجهة المقابلة شرقاً. وفق قناة الميادين.

وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي خرقها لقرار وقف إطلاق النار مع لبنان، حيث شنت سلسلة من الغارات على مناطق في الجنوب والبقاع، ليل الخميس. 

وشنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات استهدفت المنطقة الواقعة بين كفروة ووادي الزهراني، بالإضافة إلى غارة أخرى على جرود بلدة الخريبة في السلسلة الشرقية.


كما شنت طائرات الاحتلال أيضاً غارتين استهدفتا الوادي الواقع بين بلدتي بفروة وعزة، في قضاء النبطية جنوبي البلاد.

وعلى الرغم من انتهاء مهلة الـ60 يوماً للانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان، وفق اتفاق وقف إطلاق النار، تواصل قوات الاحتلال اعتداءاتها جنوبي لبنان ولا سيما في قرى الخط الأمامي عند الحدود مع فلسطين المحتلة.

وكان البيت الأبيض أعلن في 27 كانون الثاني/ يناير الماضي تمديد ترتيبات اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان والاحتلال الإسرائيلي حتى 18 شباط/ فبراير الجاري، مع بدء محادثات بوساطة أميركية بشأن إعادة الأسرى اللبنانيين المحتجزين منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

ويعني هذا التمديد منح الاحتلال الإسرائيلي مهلة إضافية حتى 18 شباط/ فبراير الجاري، لإكمال انسحاب قواته من جنوب لبنان، بدلاً من الموعد السابق المحدد في 26 كانون الثاني/ يناير الماضي، وفقاً لاتفاق منح الاحتلال مهلة 60 يوما.

مقالات مشابهة

  • العدو الصهيوني يجدد خرقه لاتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان
  • 4 شهداء جنوب لبنان بينهم أطفال بانفجار مخلفات تركها الاحتلال
  • الرئيس اللبناني يؤكد ضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها
  • الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع لحزب الله في لبنان
  • فيديو.. غارات إسرائيلية على جنوب وشرق لبنان
  • لا تعودوا.. الجيش الإسرائيلي يجدد تحذيره سكان جنوب لبنان
  • الرئيس اللبناني يشدد على ضرورة انسحاب إسرائيل وإطلاق سراح الأسرى اللبنانيين
  • اليونيفيل: ضرورة انسحاب إسرائيل الكامل من جنوب لبنان لضمان استقرار المنطقة
  • "اليونيفيل": ضرورة انسحاب إسرائيل الكامل من جنوب لبنان لضمان استقرار المنطقة
  • الجيش الإسرائيلي يفرض حظر التجوّل في طمون