من الشهيد المشتبك جعفر دبابسة الذي نعته كتائب القسام؟
تاريخ النشر: 7th, January 2025 GMT
نابلس- اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي الأسير المحرر والقيادي في حركة المقاومة الاسلامية (حماس) جعفر دبابسة (40 عاما)، الثلاثاء، أمام منزله في قرية الباذان قرب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، بعد 15 شهرا من مطاردته، حيث يوصف بأنه "أحد أبرز المطلوبين لدى الاحتلال".
وعند الرابعة من فجر الثلاثاء، حاصرت قوات خاصة إسرائيلية منزل دبابسة، وخاض معها اشتباكا مسلحا قبل إصابته بعدة رصاصات أدت لاستشهاده على الفور.
ونقلت مصادر مقربة من عائلته، للجزيرة نت، أن دبابسة اشتبك مع جنود الاحتلال لمدة من الزمن قبل استشهاده، وأنه سمع صوت صراخهم أثناء ذلك، كما شوهدت آثار دماء بمكان وجود الجنود قرب المنزل، في إشارة إلى وقوع إصابات بصفوفهم.
ووفق المصادر ذاتها، بعد إصابة دبابسة وتركه ينزف، احتجز الجنود جثمانه وهمّوا بخطفه بعد وضعه فوق حمالة، غير أنهم تراجعوا عن ذلك بعد أن تيقنوا من استشهاده، ليُنقل بعدها عبر إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني إلى مستشفى رفيديا الحكومي.
وُلد الشهيد جعفر أحمد فالح دبابسة في ثمانينيات القرن الماضي، لأب فلسطيني وأم لبنانية، وكان والده أحد قادة الثورة الفلسطينية في لبنان.
إعلانومع قدوم السلطة الفلسطينية إلى الضفة الغربية وغزة مطلع تسعينيات القرن الماضي بعد التوقيع على اتفاق أوسلو، عاد الشهيد مع والديه ضمن من عُرفوا بـ"العائدين" حينها، وعمل والده ضابطا عسكريا برتبة لواء في السلطة ثم تقاعد منها.
ومن عائلة مناضلة وثائرة ينحدر الشهيد دبابسة، حيث يعرف والده بأنه من الرعيل الأول في المقاومة، وله بصمة في الثورة الفلسطينية رفقة قادتها في لبنان من خليل الوزير (أبو جهاد) إلى سعد صايل وصلاح خلف (أبو إياد)، وقد اعتُقل في سجون النظام السوري وسجون عربية أخرى.
وكذلك يُعرف جده لأبيه الحاج "فالح العوض" بأنه أحد أبرز المقاتلين القدامى والملتحقين بصفوف الثورة الفلسطينية عام 1936، كما شارك جده لأمه بعمليات فدائية ونضالية ضد المحتل الإسرائيلي، ومنها "خطف الطائرات التي تقل إسرائيليين".
التزام دينيوالشهيد دبابسة الذي يكنى بـ"أبو حمزة" هو الأكبر بين 6 أشقاء، وهو متزوج منذ عام 2013، وله 3 أطفال (بنت وولدان)، وتوفيت والدته عام 2020 أثناء اعتقاله في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وفي مدارس قريته طلوزة شمال مدينة نابلس حيث تنحدر عائلته، تلقى الشهيد دبابسة دراسته الابتدائية والثانوية، ومن ثم التحق بجامعة القدس المفتوحة بنابلس منهيا دراساته في الشريعة الإسلامية، وبسبب اعتقالاته المتكررة لم يستطع إكمال دراساته العليا.
ومنذ صغره، عُرف بالتزامه الديني والأخلاقي، وبكلمته الوازنة كرجل شكل قاسما مشتركا للجميع، حيث حفظ القرآن الكريم كاملا وبالقراءات السبع، وسرده داخل سجنه أمام مشايخه من القادة الأسرى، واشتهر بحفظه الكبير للأحاديث النبوية، وهو خطيب مفوه أيضا وصاحب حضور ثقافي وديني واسع.
عام 2002، بدأ مسلسل اعتقالات جعفر دبابسة، حيث أُسر أثناء محاولته تنفيذ عملية استشهادية، وقضى بسجون الاحتلال 15 عاما بشكل متفرق، بين الأحكام والاعتقال الإداري. وطورد لفترات مختلفة، حيث كان يصر على عدم تسليم نفسه لجيش الاحتلال، واعتقلته السلطة الفلسطينية لنحو عامين.
إعلانواتهمه الاحتلال بمساعدة الشهيد أشرف نعالوة من مدينة طولكرم، الذي نفذ عملية فدائية عام 2018 في مستوطنة "بركان" المقامة على أراضي مدينة سلفيت، وقتل إسرائيليَين وجرح ثالثا.
وقبل عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 بشهرين، أُفرج عن الشهيد دبابسة، ومع بدء الاحتلال تنفيذ حملات اعتقال بعد الحرب على غزة وملاحقة المقاومين والأسرى المحررين، خاصة المحسوبين على حركة حماس، طورد الشهيد الذي رفض -وتحت كل الضغوط- تسليم نفسه "لأنه لا يريد أن يعود للسجون مرة أخرى"، وفق أقربائه.
وحاول الاحتلال اعتقاله مرات عدة، وحاصر منازل ومواقع احتمى بها، لكنه فشل في الوصول إليه حتى فجر اليوم الثلاثاء، حيث اغتاله أمام منزله وبين أطفاله وعائلته.
ونقلت القناة الـ13 العبرية أن جنديا إسرائيليا أصيب بجروح خطيرة خلال اشتباك أثناء عملية اعتقال مقاوم فلسطيني قرب نابلس، في إشارة للشهيد دبابسة.
ومن أمام مستشفى رفيديا الحكومي، شُيع الشهيد إلى مثواه الأخير في قرية طلوزة حيث أُلقيت نظرة الوداع عليه في منزل عائلته، ومن ثم نُقل إلى مسجد الإمام في القرية، ليوارى الثرى في مقبرتها بعد ظهر اليوم.
وفيما تداول نشطاء مواقع التواصل سيرة الشهيد دبابسة ومناقبة الحميدة، نعته كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس كأحد قادتها.
وقالت، في بيان لها وصل الجزيرة نت نسخة منه، "تستذكر كتائب القسام مسيرة شهيدها القائد الذي كانت له صولات وجولات في مقارعة العدو الصهيوني انطلاقا من انتفاضة الأقصى ومرورا بهبّة القدس ووصولا إلى طوفان الأقصى، مؤكدة أن مجاهديها ماضون على ذات الدرب حتى التحرير بإذن الله".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
الصحة الفلسطينية: ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 50810
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم الثلاثاء، ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 50 ألفا و810، أغلبيتهم من الأطفال والنساء منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023.
وأوضحت الوزارة - في بيان نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 115 ألفا و688، منذ بدء العدوان، في حين لا يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وأشارت إلى أنه وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 58 شهيدا، و213 إصابة خلال الساعات الـ24 الماضية، فيما أن حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس الماضي بعد خرق الاحتلال اتفاق وقف إطلاق النار بلغت 1449 شهيدا، و3 آلاف و647 إصابة.
يذكر أنه أن قوات الاحتلال الإسرائيلي منعت إدخال مستلزمات الدفاع المدني والوقود وإدخال مستلزمات إيواء النازحين الذين فقدوا بيوتهم بسبب الحرب وأغلقت المنافذ التي تربط قطاع غزة منذ يوم 2 مارس الماضي بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة وعدم التوصل لاتفاق لتثبيت وقف إطلاق النار.. واخترقت الهدنة بقصف جوي عنيف يوم 18 مارس الماضي وأعادت التوغل بريا بمناطق متفرقة بقطاع غزة كانت قد انسحبت منها.. كما منعت سلطات الاحتلال دخول شاحنات المساعدات والمعدات الثقيلة اللازمة لإزالة الركام وإعادة الإعمار إلى قطاع غزة.
اقرأ أيضاًمسئولون أمميون يناشدون قادة العالم بالتحرك العاجل لإنقاذ الفلسطينيين فى غزة
غزة تحت القصف.. آخر التطورات في اليوم الـ22 من الحرب بعد استئنافها
شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي على غزة