أوهامُ الصهاينة في الانتصار على محور المقاومة.. أسباب تُضعف التصعيد ضد اليمن
تاريخ النشر: 7th, January 2025 GMT
يمانيزم/ تقارير أن تقتلعَ صخرةً فهذا ممكنٌ، لكن من الغباء أن تفكِّرَ أن اقتلاعَ صخرة بالضرورة سيقودُ إلى اقتلاع الجبل.
هذا ما ينطبق في جزء يسير على ما حصل في حرب محور المقاومة ضد مشروع أمريكا الشرق الأوسط الصهيوني.
والحقيقة أن ما حصل في المنطقة أحداث ربما كانت موجعة لقوى المحور، لكنها ليست كما يروج له إعلام واشنطن وتل أبيب والغرب.
ما حصل على سبيل المثال لحزب الله هي أحداث افترضت المقاومة وقوع شيء منها. فالحرب والصراع من الطبيعي أن يقود إلى تضحيات، وربما ضربات موجعة، لكن المهم في الأمر أنه لا يقود إلى تحولات حقيقية تلقي بظلالها على الواقع وهذا كان وما زال واضحًا.
قبل توقيع حزب الله لاتّفاق وقف إطلاق النار مع العدوّ الإسرائيلي، كان حزب الله قد فرض قوة وتصعيدًا غير مسبوق على العدوّ.
وقبل ذلك كان الرد الإيراني في عملية الوعد الصادق الثانية بمثابة رسالة شديدة اللهجة لـ “إسرائيل” من رد مزلزل، حَيثُ إن ما ينتظر “إسرائيل” أقوى وأقسى مما حصل بعد استهدافها بقرابة مِئتي صاروخ وصلت لأهدافها بدقة.
وبالمجمل ففي جنوب لبنان سقط الجيش الإسرائيلي سقوطًا كَبيرًا. ويمكن استذكار أن هذا الجيش في حرب 2006 توغل في جنوب لبنان على نحو ما، لكنه في حرب 2024م لم يستطع تجاوز قرىً ومدن حدودية كمدينة الخيام على سبيل المثال.
في سوريا ربما كان حدث سقوط نظام بشار الأسد بمثابة المادة الدسمة التي استغلتها “إسرائيل” للحديث عن دور حقيقي لها في صنع ذلك الحدث، لكن الحقيقة أن “إسرائيل” كانت في خانة المتفاجئين مما حصل لنظام الأسد فيما كانت تركيا من صنعت ورتبت للسقوط الذي شاهدناه، وعلى ذلك ركبت واشنطن وتل أبيب الموجة لتعلنا نفسيهما في صُلب الحدث. بعد سقوط نظام الأسد غرد ترامب في أول تصريح علني له بهذا الخصوص “أردوغان وراء سقوط نظام بشار الأسد في سوريا”.
أما جملة الأحداث التي حصلت في لبنان، إنما كانت نتاج عمل استخباراتي مكثّـف قادته أمريكا بتعاون غربي ما بعد حرب تموز 2006م، واستفادت منه “إسرائيل” مع ما جمعته وحللته من معلومات وبيانات عن حزب الله وتبنيها لعملية البيجر والخلوي، حَيثُ جاءت عمليات استهداف قيادة قوات الرضوان وقيادة الصف الأول، لتعطي انطباع أن “إسرائيل” من كانت وراء كُـلّ تلك العمليات، وُصُـولًا إلى سقوط النظام السوري، وهكذا يكذب الصهاينة.
في مقابل تلك الأحداث الموجعة لمحور المقاومة، كان العجز الأمريكي الإسرائيلي واضحًا في النيل من إيران واليمن. استهداف إيران بحسابات السياسة الأمريكية القديمة الجديدة كانت النقطة الحرجة التي تتوقف عندها حركة أمريكا، فأي استهداف يعني أنه ما من أحد يفكر لصالح أمريكا ومصالحها، حَيثُ خيارات طهران وقدراتها كبيرة لمواجهة الجنون الأمريكي، فيما يشهد هذا القطب -الذي تسيَّد العالم لوقت طويل- حالةً من التراجع متعدد الأوجه؛ فهو بهذا التوقيت الحرج تحديدًا لا يقوى على مواجهات تقود إلى فوضى فيما حسابات الناخب والحاكم الأمريكي اليوم تصر على استعادة قوة أمريكا داخليًّا. يمكن النظر إلى أن الحالة الترامبية جاءت ضمن إرهاصات تحولات قادمة تؤكّـد أن الولايات المتحدة تعيش تراجعًا مخيفًا؛ فهي الأكبر مديونية على مستوى العالم، وهي من تعيش بنيتها التحتية حالة من التدهور الكبير، ومن تعاني بحريتها من انكشاف عوراتها بظهور مؤشرات الضعف الكبير في مواجهات اليمن البحرية على مدار عام ونيف، وقائمة التراجع تطول.
وأمام صورة التراجع الأمريكي فَــإنَّ إيران ترى أن ما يجري من حث على اللجوء للقوة في مواجهتها إنما هي دوافع “إسرائيل” أولًا لمحاولة تجاوز الكابوس الإيراني الذي أرقها منذ عقود طويلة، وأن إمْكَانيات وحسابات الربح والخسارة الأمريكية لن تقود واشنطن إلى الفعل العسكري بمفهوم حاكم تل أبيب.
في خَطٍّ موازٍ، تنظر الولايات المتحدة إلى اليمن كعقبة من الصعب تجاوزها بمؤشرات اليوم وخبرات المواجهات البحرية مع اليمن، حَيثُ تصطدم رؤى المخطّط العسكري بمعطيات ليس من السهل تجاوزها، أولها أن أي تحضير لهجوم واسع على اليمن بمفهوم الحرب الشاملة، لا يمكن البت فيه دون موافَقة سعوديّة أولًا وإماراتية ثانيًا، فيما حساباتُ هذين الطرفين لا تتطابق مع الحسابات الأمريكية الإسرائيلية في هذا الجانب.
ثانيها أن السعوديّة والإمارات عادة ما تؤكّـدان لواشنطن وتحالفها أن الخيار العسكري المعتمد على العنصر البري (الحرب البرية) يشكل خطرًا على مصالحها وأمنها بشكل عام، وأن أي تحَرّك عسكري ضمن حرب شاملة، لا يعني سوى “خراب البيت السعوديّ- الإماراتي”، وهذا مرفوض؛ فصنعاء أسمعت صوتَها للرياض وأبو ظبي سابقًا وواقع مواجهات اليوم مع “إسرائيل” ضاعف من توجس وتخوف الجوار من أية مغامرات مع الجار الصُّلب.
ثالثها أن العنصر البري والحرب البرية التي تسعى “إسرائيل” -ومعها الأمريكان وبريطانيا وفرنسا- إلى تبنِّيها ضد اليمن، بالاعتماد على مليشيات السعوديّة والإمارات لن تقود -ضمن تحليلات قياس مستوى الاستعداد الداخلي الشعبي- إلَّا إلى فشل كبير لثلاثة أسباب رئيسة: الأول أن المزاج الشعبي اليمني ينظر إلى حرب ومواجهات اليمن اليوم في البحار والعمق الفلسطيني المحتلّ على أنها حرب مقدسة تمثّل اليمن فيها عنصرًا رئيسًا وحجر زاوية؛ خَاصَّة بعد توقف جبهة حزب الله، ووقوف (اليمن) منفردة في إسناد المقاومة الإسلامية في غزة، على نحو كثيف ومؤثر بقوة.
والثاني أن قوةَ صنعاء بمقدورها كسرُ جبهة مرتزِقة العدوان وأعوان المشروع الصهيوني المستهدِف للعرب والمسلمين، فإمْكَانياتُ صنعاء الحربية اليوم قادرةٌ على تجاوز بل حرق ورقة المرتزِقة والمليشيات، وَإذَا كان السيد القائد قد توعد الأمريكان قبل أن تبدأ الحرب البحرية بالمفاجآت التي لا تخطر على بال، فقد توعدهم كذلك بمفاجآت الحرب البرية إذَا ما وقعت، وقد اعتاد العالم منه صدق القول والفعل، يمكن النظر إلى مستوى الثقة التي تتحدث بها قيادات صنعاء حول ذلك وهي كافية لإدراك حجم القوة والاستعداد اليمني لتجاوز ورقة المرتزِقة وأية مليشيات على الأرض.
والثالث أن هناك خشية من انفراط عقد مليشيات “الرياض- أبو ظبي”، حَيثُ التخوُّف من عودة الآلاف المؤلفة من عناصر المرتزِقة إلى الصف الوطني، حَيثُ تنتظر الغالبية من أُولئك الفرصة المؤاتية للرجوع مع الشعور بالخطر من أي تحَرّك في الوقت الراهن قد يعرضهم لمخاطر الاعتقال والتصفية، وقد سبق وتعرض البعض منهم للاعتقال والتعذيب لمُجَـرّد الشكوك في نوايا العودة.
هذا يعني أن ما يمكن أن تقوم به قوى الاحتلال الأمريكية الغربية سيكون قاصرًا على جانب الحرب الناعمة في غالب الأمر، وما يحضّر له ترامب لأمريكا يجب ألَّا تشغله مسائل الخارج كَثيرًا، فيما الوقت الذي بحوزته ليس كَبيرًا مقارنة بجدول أعماله ومشاريع الداخل الأمريكي؛ ولأن تفكيره في العام كـ “تاجر” منصبٌّ على الربح والخسارة فَــإنَّ أي تصعيد قادم لن يكون إلَّا تصادُمًا متعمَّدًا لشل حركة أهدافه التي ترفع شعارَ “أمريكا أولًا”، فأية حرب أَو تصعيد من السهل إشعالُها لكن من الصعب الخروج منها وإطفاء نيرانها، وإن كان من غير المستبعد أن يقدِّمَ ” ترامب” بعضَ هداياه لنتنياهو كوعود تسليم الضفة الغربية للكيانِ، وقد بدأ ذلك فعلًا باستحضار مسمى يهودا والسامرة، لكن الأمر لن يصلَ إلى إشعال حرب واسعة، حَيثُ إن جغرافيتَي اليمن وإيران حتمًا ستقودان إليها مع أي تصعيد إن حصل، والأقرب أنه لن يحصل.
نقلا عن المسيرة نت
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
الفصائل ترد على الضغوط الغربية: لن ننحّل مهما كانت الظروف ومؤامرات الغرب على بغداد لن تتحقق
بغداد اليوم - بغداد
رفضت فصائل المقاومة العراقية، اليوم الأربعاء (8 كانون الثاني 2025)، الضغوط الغربية لحلها وتسليم سلاحها مع التلويح باستهدافها اذا لم تستجيب.
وقال مصدر مقرب منها في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن" العقيدة التي تحملها فصائل المقاومة في العراق نابعة من واقعة الطف قبل 1400 سنة من خلال مواجهة الحق للباطل والتضحية والشهادة، لافتا الى انه" رغم انهر الدماء التي قدمتها المقاومة، لن تتراجع بل العكس نجحت في تطوير سلاحها واسناد الاشقاء في لبنان وفلسطين".
وأضاف، ان" الضغوط الغربية لحل المقاومة ليس جديدة وهي تأخذ مسارات متعددة سواء من واشنطن او العالم الغربي الذي اظهر نفاقًا وكذبًا في ملف حقوق الانسان عندما صمت حيال ماكنة الإبادة الصهيونية على غزة وسقوط اكثر 150 الف شهيد وجريح ومفقود".
وأشار المصدر الى، ان" المقاومة لن تنحل مهما كانت الظروف، وسلاحها هو من يمنع الكثير من الاجندات من الوصول الى البلاد، لافتا الى ان" روح المقاومة سلاح اخر للشعب العراقي في مواجهة ما يخطط له".
واوضح بان" بعض الأطراف العراقية تتحدث عن حل الفصائل بذريعة انها تتلقى دعما من ايران، والأخيرة في صراع مع أمريكا، لكن الحقيقة هي أن الفصائل هي من تتولى تصنيع وتامين سلاحها، مجددا تأكيده بان مؤامرات الغرب على بغداد لن تتحقق".
وكشف مصدر مقرب من الفصائل العراقية، يوم الجمعة (20 كانون الأول 2024)، عن حقيقة تلقي الفصائل طلبات لحل نفسها.
وقال المصدر في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "فصائل المقاومة ليست مشروعا سياسيا بقدر ما هي عقيدة وفكرة تؤمن بحرية البلاد ومواجهة أعداء الامة وانصاف أهلنا في فلسطين وباقي المناطق وليس لها سقف زمني".
وأضاف ان "الفصائل لم تتلقى اي طلبات من اي جهة بحل نفسها"، مؤكدا ان "الفصائل موجودة في المشهد العراقي لأنها جزء من هذا الشعب على الرغم من أن واشنطن تضغط بقوة من اجل تفكيك الفصائل، وهذا لن يتحقق لان الفصائل أصحاب مبادى سامية".
وأشار المصدر الى ان "وجود الفصائل في المنطقة العربية هو من غيّر المعادلة ومنع تنفيذ الكثير من السيناريوهات الخبيثة للإدارة الامريكية وحلفائها في الشرق الأوسط"، لافتاً الى أن "الفصائل ستبقى في مساراتها الوطنية ولن تتخلى عن رسالتها".
وفي السياق ذاته، وللأسبوع الخامس على التوالي، تتصدر لقاءات المبعوث الأممي الخاص في العراق ساحة الاهتمام السياسي في البلاد، بعد تقارير وتسريبات صدرت عن سياسيين ومستشارين بالحكومة تحدثت عن ضغوط دولية على العراق لتفكيك الفصائل المسلحة والتهديد بعقوبات دولية على العراق.
وكان مستشار رئيس الوزراء إبراهيم الصميدعي، قد ذكر في لقاء متلفز سابق، أن الحكومة العراقية تلقت طلباً واضحاً من أطراف دولية وإقليمية، لم يسمها، بـ"ضرورة تفكيك" سلاح الفصائل المسلحة، وان هناك ضغوطاً دولية متزايدة على الحكومة لضبط السلاح المنفلت خارج إطار الدولة.