اليمن.. فضائح فساد تثير تساؤلات حول مصير موارد السلطات المحلية وكيفية صرفها
تاريخ النشر: 7th, January 2025 GMT
كشف تقرير النائب العام المقدم إلى مجلس القيادة الرئاسي، واستند إلى فحوى تقارير الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة وبلاغات أخرى بوقائع وجرائم فساد عن فضائح فساد مهولة في السلطات المحلية في المناطق المحررة تعكس حجم الفوضى والعبث بالوظيفة العامة والمال العام.
وبحسب تقرير النائب العام فإن محافظاً سابقاً يرفض المثول أمام القضاء، رغم تجميد نحو 27 مليار ريال من أرصدته في البنوك، فيما يواجه اتهامات بمواصلة المماطلة في توريد عشرات المليارات المختلسة من الأموال العامة إلى خزينة الدولة.
وتعد هذه الحادثة تطورًا جديدًا في مسلسل الفساد والإفلات من العقاب، كما تثير العديد من التساؤلات حول قدرة السلطات المحلية والمؤسسات القضائية على محاكمة المتورطين في قضايا فساد كبيرة، خاصة عندما يتعلق الأمر بشخصيات تمتلك سلطة ونفوذًا.
المبلغ الذي يعادل حوالي 13.5 مليون دولار أمريكي تم تجميده بناءً على قرارات قضائية بعد بلاغات من النيابة العامة بأن الأموال تتعلق بـممارسات فساد تشمل نهب المال العام والتلاعب بالموارد العامة خلال فترة توليه المنصب، الأمر الذي يعد دليلًا قاطعًا على حجم الانتهاكات المالية والنهب في الحكومة والسلطات المحلية في المحافظات.
ويشير رفض المحافظ المثول أمام القضاء إلى توافر دعم سياسي أو حماية معينة لهذا المسؤول، مما يعوق سير العدالة، كما يعكس أن الفساد صار متغولاً بقيادة هوامير فوق القضاء وأجهزة الضبط، ناهيك عن أنها محاولة لتفعيل عصابات النهب أدواتهم للتأثير على سير القضية أو التلاعب في الإجراءات القانونية لإطالة أمد المحاكمة أو عرقلة إتمام التحقيقات.
حجم الفساد المكشوف في قضية واحدة في محافظة المهرة يسلط الضوء على طبيعة الإدارة المالية في بقية المحافظات وخاصة المحافظات النفطية مثل مارب وحضرموت وشبوة.
ويؤكد خبراء ومراقبون اقتصاديون أن هذه القضية تعكس صورة مقلقة عن الفساد في إدارة الموارد الطبيعية في مأرب كواحدة من أكثر المناطق اليمنية حيوية من الناحية الاقتصادية.
ويشير الاقتصاديون إلى وجود سوء إدارة كبير لهذه الموارد، بالإضافة إلى تلاعب في عوائد المبيعات، مما يثير تساؤلات كبيرة حول كيفية تخصيص الإيرادات واستخدامها.
وأظهرت تحقيقات صحفية أن بعض المسؤولين في القطاع النفطي قد تلاعبوا في عقود بيع النفط أو في أسعار البيع، مما أدى إلى تقليل الإيرادات التي كانت من المفترض أن تذهب إلى خزينة الدولة.
كما تم التلاعب في الأسعار حيث تم إخفاء جزء من الإيرادات أو تحريف البيانات المالية، لصالح بعض الأطراف المستفيدة من هذا الفساد.
لا يتوقف الأمر عند التلاعب بحجم الموارد بل كيفية تخصيص هذه الموارد وصرفها، والتي يتم إخفاء بياناتها وتقاريرها.
كما تزايدت التساؤلات حول مصير موارد النفط والغاز، في حضرموت والتي تعد واحدة من أكبر المناطق المنتجة للنفط في اليمن، وكيفية إنفاقها، وصرفها وتخصيصها، مع الكشف عن أن شركة بترومسيلة التي تدير قطاعات النفط في حضرموت لم تورد منذ تأسيسها أي من عوائد تصدير النفط حيث تتحصل على 30 مليون دولار عن كل شحنة.
ويؤكد اقتصاديون أن اليمن يحتاج إلى إصلاحات شاملة في النظام الإداري والمالي على مستوى الحكومة والسلطات المحلية لتعزيز الشفافية والمساءلة، وتعزيز دور منظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام في مراقبة الفساد وكشفه، كما يجب على الجهات الحكومية المحلية والدولية العمل بشكل مشترك لتحسين الإدارة المالية وضمان وصول الموارد إلى الفئات الأكثر احتياجًا.
وأشاروا إلى أن هذه القضايا تسلط الضوء على ضرورة إجراء إصلاحات حقيقية لمكافحة الفساد واستعادة الثقة بين المواطن والحكومة في ظل الأزمة الاقتصادية والإنسانية المستمرة في اليمن.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
إقرأ أيضاً:
أحمد الجسمي: الدراما المحلية تشهد نقلة نوعية
تامر عبد الحميد (أبوظبي)
أخبار ذات صلةأشاد الممثل الإماراتي أحمد الجسمي بالتطور الذي تشهده الدراما المحلية، وتوجه المحطات التلفزيونية لدعمها والاهتمام بها، خصوصاً شركة «أبوظبي للإعلام»، وقنوات تلفزيون أبوظبي، التي تلعب دوراً مهماً في كل موسم درامي رمضاني بدعم الإنتاجات الدرامية سنوياً، وتوفير التسهيلات الفنية والإنتاجية والتصويرية لإظهار أعمال ذات مضمون جاد وهادف، تنافس بقوة الأعمال الخليجية والعربية الأخرى.
نقلة نوعية
الجسمي الذي يشارك في بطولة مسلسل «شغاب» الذي يعرض على «قناة الإمارات»، قال في حواره مع «الاتحاد»: دائماً ما أتحدث عن تطوير الدراما المحلية، وصناعة النجم الإماراتي، واكتشاف وجوه شابة جديدة، وكنا نناشد المحطات التلفزيونية بزيادة عجلة الإنتاج، لكن في الموسم الدرامي الرمضاني 2025، وبكل صراحة، سعدت بالتوجه الجديد لمسؤولي «أبوظبي للإعلام»، بدعم الدراما، والإنتاجات الإماراتية والممثل المحلي وتقديم الشباب بالصورة الجميلة على الشاشة الفضية.
وتابع: بعدما اجتمعنا مع إدارة «أبوظبي للإعلام» علمنا بالانطلاقة الجديدة والتوجه هذا العام بإنتاج 6 مسلسلات إماراتية، وهذا يُعتبر نقلة نوعية في تاريخ الدراما المحلي، ونتمنى الاستمرارية في هذا النهج بدعم الإنتاج الدرامي، وتوفير اختيارات متنوعة من النصوص والقصص بين الدراما والتراث والاجتماعي والكوميدي، مثلما نشهد في رمضان هذا العام، لذلك فأنا أقولها وبثقة «القادم سيكون أفضل بكثير».
خريجو مسرح
ولفت الجسمي إلى أن الإمارات هي امتداد قوي للدراما الخليجية والمسرح، ولدى صناعها الإمكانات التمثيلية والفنية التي تؤهلهم بأن يكونوا في الصفوف الأولى بين الأعمال الفنية الأخرى، لاسيما أن أغلب الممثلين الإماراتيين محترفو تمثيل لأنهم في الأساس خريجو مسرح.
إثراء الدراما
وشدد الجسمي على أهمية الدخول في الإنتاج الدرامي بعيداً عن الموسم الرمضاني، وقال: أصبح هناك اهتمام واضح بالتطبيقات الرقمية للمحطات التلفزيونية المحلية، والتي تعرض المسلسلات الإماراتية على مدار العام بعد عرضها في الموسم الرمضاني، وهذا توجه جميل، لكن يتبقى توفير الدعم الأكبر للإنتاجات في مختلف المواسم، فإذا أنتج كل تلفزيون 3 أعمال فقط، سيكون لدينا أكثر من 9 مسلسلات في العام، الأمر الذي يسهم في ثبات وحضور الدراما الإماراتية في مختلف المواسم، كما يساعد على عدم وجود بطالة فنية، وظهور وجوه شابة جديدة من مخرجين وكتاب وممثلين وفنيين لإثراء المشهد الدرامي.
منافسة قوية
وحول مشاركته هذا العام في مسلسل «شغاب» قال: أشارك في رمضان سنوياً بأكثر من عمل درامي، لكني أحببت هذا العام التركيز فقط على هذا المسلسل الضخم، الذي تتوافر فيه كل عناصر النجاح، من كاتب متميز، هو إسماعيل عبد الله ومخرج مبدع هو مصطفى رشيد، وبمشاركة نخبة من أبرز وأهم نجوم التمثيل في الإمارات، منهم حبيب غلوم، هيفاء حسين، مروان عبدالله، أمل محمد وأحمد الأنصاري، إلى جانب الإنتاج المميز الذي تتولاه «أبوظبي للإعلام»، وعرضه على محطة تُعتبر من أهم المحطات العربية وهي قنوات تلفزيون أبوظبي، لذلك فإننا ننافس وبقوة بـ«شغاب» على «قناة الإمارات».
النوخذة «جاسم»
لفت الممثل أحمد الجسمي إلى أن «شغاب» عمل درامي تراثي عميق في الطرح، تدور أحداثه في 3 حقب زمنية من بداية العشرينيات حتى منتصف القرن الماضي، ويستعرض مشاهد متعددة لصراعات تسلط الضوء على قيم الكرامة والشجاعة والمروءة في مواجهة الخديعة والمكر والجشع، موضحاً أنه يلعب فيه دور النوخذة «جاسم الحنظل»، وهو شخص متجبر وطاغية ومتسلط.