قضى على 190 طفلا .. إطلاق سراح مجرم كولومبي خطير| لماذا؟
تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT
هل يمكن لواحد من أكثر القتلة المتسلسلين إجرامًا في العالم والملقب بـ الوحش، أن يخرج من السجن خلال شهور، على الرغم من مقتل 193 فتى وشابًا.
اعترف لويس ألفريدو جارافيتو ، من كولومبيا ، بقتل حوالي 190 طفلاً ، تتراوح أعمارهم بين 8 و 16 عامًا وحُكم عليه بأكثر من 50 حكماً مطولاً، بحسب ما نشرت صحيفة "ديلي ستار" البريطانية.
قال ممثلو الادعاء إنه ارتكب جرائمه البشعة وهو مرتدي زي راهب أو متسول لإغراء الأطفال بالمال والمشروبات الغازية، ثم يقوم بنحرهم وتعذيبهم .
القرش السبب.. شواطئ إسبانيا تتحوّل لـ اللون الأحمر حول سبّاح|تفاصيل قبل تقاعده على المعاش.. وفاة الحوت الأكثر وحدة في العالم
لكن كولومبيا تحدد عقوبات السجن بـ 40 عامًا وتسمح بالإفراج المبكر لحسن السلوك بمجرد قضاء نصف العقوبة، وهذا العام يصادف نصف عقوبة جارافيتو، والتعليقات السابقة من السلطات تعني أن إطلاق سراحه هو احتمال حقيقي للغاية.
يأتي ذلك بعد أن طلب معهد السجون الوطني من قاضٍ في مايو منح جارافيتو الإفراج بسبب سلوكه المثالي في السجن، ولكن رفض قاض الطلب لأن جارافيتو البالغ من العمر 64 عامًا لم يدفع الغرامة لضحاياه بحوالي 41500 دولار.
وقد ألقي القبض على جارافيتو في أبريل 1999 ووجهت إليه تهمة محاولة االاعتداء، لكن غارافيتو اعترف بشكل مرعب بأنه قتل 114 طفلاً عثر على جثثهم في 59 مدينة كولومبية منذ عام 1994.
ملياردير ينفق ملايين سنويًا لـ يعيش إلى الأبد.. ما القصة؟ علماء الفلك يكتشفون شيئا مبهرا في الفضاءثم اعترف القاتل بارتكاب 26 جريمة قتل أخرى، وقال: "أطلب منك العفو عن كل ما فعلته ، وكل ما أعترف به أنه نعم قتلتهم وكثيرين غيرهم".
وذكرت صحيفة El Tiempo أن جارافيتو أظهر للقاضي حصيلة عمليات القتل التي كان يحتفظ بها داخل دفتر ملاحظات.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
لماذا الأقليات المسلمة مهددة في أنحاء العالم الآن؟
حقق دونالد ترامب فوزًا ساحقًا في الانتخابات الرئاسية الأميركية بدعم أساسي من اليمين الأميركي، ما يثير قلقًا من احتمال أن تتسم السنوات الأربع القادمة بشعبوية تتخذ من معاداة الهجرة والإسلاموفوبيا خطابًا.
ولكن تهديدات اليمين الشعبوي للأقليات المسلمة لا تقتصر على الولايات المتحدة الأميركية، بل هي موجودة في جميع أنحاء العالم.
في الشهر الماضي، قمت بجولة في فرنسا، حيث تزداد قوة الشعبوية اليمينية والآراء المعادية للإسلام. تحدثت عن الطبعة الفرنسية من كتابي "الإسلام والاستبداد والتخلف (Islam, Authoritarianism, and Underdevelopment)"، الذي يحلل كيف عاشت المجتمعات الإسلامية عصرًا ذهبيًا في العلم والاقتصاد بين القرنين؛ الثامن والثاني عشر، ولماذا تعاني اليوم من أزمات متعددة.
يتضمن كتابي رسالتين رئيسيتين حول اندماج المسلمين في المجتمعات الأوروبية:
الأولى، أن المسلمين خلال عصرهم الذهبي التاريخي علّموا الأوروبيين تقنية صناعة الورق الصينية، والأرقام الهندية، والفلسفة اليونانية، والمحاصيل الأفريقية. وبالتالي، فإن المسلمين لديهم روابط تاريخية قوية بالتقدم الأوروبي، ويجب أن يشعروا بالثقة في الاندماج في المجتمعات الأوروبية اليوم. والثانية، أن القول بأن الإسلام يرفض الفصل بين الدين والدولة، وبالتالي يتعارض مع الديمقراطية الليبرالية، هو قول خاطئ تمامًا. فقد كان هناك فصل بين السلطات الدينية والسياسية في المجتمعات الإسلامية بين القرنين؛ الثامن والحادي عشر. ويمكن للمسلمين الذين يعيشون في المجتمعات الغربية المعاصرة أن يفسروا الإسلام وعلاقته بالديمقراطية الليبرالية استنادًا إلى هذه التجربة التاريخية.المسلمون لديهم روابط تاريخية قوية بالتقدم الأوروبي، ويجب أن يشعروا بالثقة في الاندماج في المجتمعات الأوروبية اليوم
وبعيدًا عن فرنسا والولايات المتحدة، تتصاعد الشعبوية اليمينية في جميع أنحاء العالم. إن تحليل هذا الاتجاه أمر بالغ الأهمية لفهم السياسة في بلدان متنوّعة، مثل: روسيا، وإسرائيل، والهند. فقد شهدت هذه البلدان مؤخرًا مزيجًا من ثلاث حركات: المحافظة الدينية، والقومية، والشعبوية.
ويتناقض هذا الاتجاه الحالي للمزج بين الديني والقومي، مع العلاقات التاريخية بين القوى الدينية والقومية. ففي التاريخين؛ المسيحي والإسلامي على حد سواء، غالبًا ما ظهرت القومية في معارضة المؤسسات الدينية الراسخة. بدأ المد القومي في أوروبا بعد القرن السادس عشر، مع ظهور اللغات العامية ضد اللاتينية، والكنائس الوطنية ضد الفاتيكان، والدول القومية ضد الأنظمة الملكية التي تحكم باسم الله.
وفي وقت لاحق، ظهر اتجاه مماثل في البلدان ذات الأغلبية المسلمة، حيث ظهر توتر بين الإسلاميين والقوميين. دعا الإسلاميون إلى التعليم الديني التقليدي، وتطبيق الشريعة الإسلامية والهوية الإسلامية العالمية. وفي المقابل، قدم القوميون تعليمًا حديثًا وقوانين علمانية، وأكدوا على الهوية الوطنية.
استمر هذا التوتر طوال القرن العشرين، لا سيما في تركيا، حيث أسس القوميون بقيادة مصطفى كمال أتاتورك جمهورية علمانية في عشرينيات القرن الماضي. وحدث صراع موازٍ في مصر في الخمسينيات من القرن نفسه بين الإخوان المسلمين الإسلاميين، والقادة العسكريين القوميين الذين أسسوا جمهورية علمانية في عهد جمال عبد الناصر.
أما اليوم، فغالبًا ما تشكل القوى الدينية والقومية تحالفات سياسية في جميع أنحاء العالم. ففي روسيا، نشأ مثل هذا التحالف بين البطريرك الأرثوذكسي كيريل والرئيس فلاديمير بوتين منذ أكثر من عقد.
فقد تم تعزيز القوانين التي تحمي المشاعر الدينية، وعادت القيم المسيحية الأرثوذكسية إلى الظهور في المناهج الدراسية. كما أن تأييد كيريل القوي لغزو بوتين لأوكرانيا هو أيضًا تعبير عن التحالف بينهما.
أما في تركيا، فالسلطة الدينية الرئيسية، وهي "ديانت"، هي وكالة حكومية تدير المساجد وتمول رواتب الأئمة. وقد أصبحت "ديانت"، التي أنشأها أتاتورك في الأصل لدعم المبادئ القومية العلمانية، ركيزة مهمة لحكومة الرئيس رجب طيب أردوغان، التي تمزج بين الإسلاموية والقومية. وفي حين أن حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان يمثل توجهًا إسلاميًا، فإن شريكه في الائتلاف الحكومي لأكثر من عقد من الزمن، حزب الحركة القومية، لديه أجندة قومية واضحة.
وفي العالم العربي، كان هناك صراع أيديولوجي كبير يحدد العلاقة بين مصر والسعودية. ففي الخمسينيات والستينيات، وقفت مصر القومية العلمانية، في عهد جمال عبد الناصر، في مواجهة مباشرة مع التوجه الإسلامي للمملكة العربية السعودية. أما اليوم، فقد تغيرت هذه الديناميكية، وصار البلدان أكثر تقاربًا.
وقد أصبح هذا التحول في العلاقة بين الدين والقومية ممكنًا بمساعدة الشعبوية كقوة موحدة. إذ كثيرًا ما ينصب القادة الشعبويون أنفسهم كمدافعين عن الشعب النقي ضد النخب الفاسدة والأقليات – وخاصة المهاجرين. ويعتمد القادة على المشاعر الدينية والقومية على حد سواء؛ لتعزيز الدعم الشعبي لهم.
قد يؤدي مزج القادة الشعبويين بين الدين والقومية إلى تعزيز أجنداتهم السياسية، لكنه يشير أيضًا إلى إقصاء الأقليات الدينية ومعاملة أفرادها كمواطنين ثانويين
قد يؤدي مزج القادة الشعبويين بين الدين والقومية إلى تعزيز أجنداتهم السياسية، لكنه يشير أيضًا إلى إقصاء الأقليات الدينية والنظر إليهم كمواطنين ثانويين. وفي العديد من البلدان، أدت التحالفات بين المؤسسات الدينية والقوميين الشعبويين إلى تقويض حقوق الأقليات، مما خلق جوًا من التهميش.
ففي عهد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، سنّت حكومة الهند سياسات تمييزية ضد الأقلية المسلمة التي يبلغ تعدادها حوالي 200 مليون نسمة. وقد شملت هذه السياسات هدم الممتلكات المملوكة للمسلمين، مما أدى إلى تحول الجرافات إلى رموز قوية للقومية الهندوسية والمشاعر المعادية للمسلمين. وفي عام 2024، افتتح مودي معبدًا هندوسيًا في أيوديا في موقع مسجد تاريخي دمره متطرفون هندوس بعنف.
وفي فرنسا، خلال حملتها الرئاسية لعام 2022، اقترحت مارين لوبان فرض حظر على حجاب النساء المسلمات في الأماكن العامة إذا ما تم انتخابها، مما يعكس موقف حزبها من تقييد التعبيرات المرئية للهوية الإسلامية.
وفي الولايات المتحدة، سنّ الرئيس دونالد ترامب أمرًا تنفيذيًا في عام 2017، عُرف باسم "حظر المسلمين"، والذي منع مواطني العديد من الدول – أكثرها ذات أغلبية مسلمة – من دخول الولايات المتحدة. وأثناء حملته الانتخابية الأخيرة لعام 2024، تعهد ترامب بإعادة العمل بهذا الحظر وتوسيع نطاقه.
وتكشف هذه التجارب في العديد من البلدان أن النهوض بأجندة دينية قومية غالبًا ما يقمع أصوات الأقليات، مما يشكل تهديدًا كبيرًا للمثل الديمقراطية ومبدأ المواطنة المتساوية. ويستهدف هذا الاتجاه العالمي الأقليات المسلمة بشكل غير متناسب، حيث يركز الشعبويون اليمينيون في العديد من البلدان خطابهم وسياساتهم على المهاجرين المسلمين، مما يزيد من تهميش هذه المجتمعات.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية