بدأت مساء أمس فعاليات الدورة الحادية والعشرين من مهرجان الشارقة للشعر العربي، الذي يستمر حتى 12 يناير الجاري في قصر الثقافة بالشارقةـ ويشهد المهرجان حضور أكثر من 70 شاعراً وشاعرة وناقداً وإعلامياً من مختلف الدول العربية، حيث يتوافد المشاركون من أنحاء المنطقة للتعبير عن إبداعاتهم الشعرية والمساهمة في إثراء المشهد الثقافي العربي.

وفي أجواء من الإبداع افتتح سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة فعاليات المهرجان مساء أمس بحضور نخبة من الشخصيات الثقافية والإعلامية، حيث عرض في مستهل الحفل فيلم وثائقي بعنوان "بيوت الشعر 10 أعوام من العطاء"، والذي سلط الضوء على أبرز إنجازات بيوت الشعر العربية في السنوات الماضية، وجاء ليُبرز الدور الكبير الذي تلعبه هذه البيوت في نشر الثقافة الشعرية ودعم الأصوات الشعرية المبدعة في العالم العربي.

كما شهد حفل الإفتتاح مشاركة الشاعر العماني طلال الصلتي، الذي قدم قراءة شعرية تفاعل معها الحضور بشكل لافت، وقد شارك إلى جانبه في هذا الحدث البارز كل من الشاعر الإماراتي طلال الجنيبي، والشاعر السوري حسين العبدالله، حيث قدموا نصوصاً شعرية تمثل التنوع الأدبي والثقافي في العالم العربي، وجرى ذلك وسط أجواء من الحفاوة والاحتفاء بالإبداع الشعري الذي يعكس التراث الثقافي العميق في مختلف الدول المشاركة.

ويجمع المهرجان على مدار أيامه مجموعة من الأنشطة والفعاليات المتنوعة التي تشمل حلقات عمل وقراءات شعرية، تتيح التفاعل مع مختلف الأساليب الشعرية والتعرف على أبرز التجارب الأدبية الحديثة،

وقد ألقى الشعراء المشاركون عددا من النصوص الشعرية المميزة، التي عكست تنوعا إبداعيا وثقافيا كبيرا، وقد ألقى الشاعر العماني الشاب طلال الصلتي قصيدته "سفينة من الطين"، التي حملت أبعادا فلسفية عميقة عن الوجود والرحيل، وناقشت مفهوم السفر والبحث عن الذات في هذا العالم المعقد، وقد تفاعل الجمهور مع أبيات القصيدة التي جاء فيها:

"مسافراً تاركاً من خلفه الزمنا

أنا المسافرُ يا نفسي، وليسَ أنا

أنا المسافرُ لم يفتحْ حقائبَه ...

لأنه لم يجد في المُنتهى وطنَا

أنا المسافرُ، قال اللهُ: كن، فمضى ...

سفينةً تعشق الإِبحارَ لا السفنا"

واضاف "الصلتي" في رمزية الوجود وتوقف السفر، مؤكداً أن رحلة الإنسان ليست دائماً في البحث عن مكان، بل عن فهم أعمق للزمان والمكان حيث قال:

هذا الوجود الذي في الظلمة اختبأت ...

أنوارهُ، فإذا ما أبصرته دنا

وأشرقتْ بهما كلُّ الجهات، فيا ...

سفينةً تحملُ الأسرار والمُؤنا

لقد توقفتُ منذ الآن عن سفري ...

وآن لي الآن أن أستوقفَ الزمنا!"

بعد ذلك، تفضل سمو الشيخ حاكم الشارقة بتكريم الشعراء الفائزين في النسخة الثالثة عشر من جائزة الشارقة للشعر العربي، تقديرا لإسهاماتهم المتميزة في إثراء الساحة الشعرية العربية ورفد المكتبة الشعرية العربية بالعديد من الأعمال البارزة وهم الشاعر الإماراتي طلال الجنيبي، والشاعر السوري حسين العبدالله، كما تم تكريم الفائزين في الدورة الرابعة من جائزة الشارقة لنقد الشعر العربي وهم بالمركز الأول الباحث فتحي بن بلقاسم نصري من تونس عن بحثه "السير الذاتية في القصيدة العربية المعاصرة"، بينما حصل الدكتور أحمد جار الله ياسين من العراق على المركز الثاني عن بحثه "تلاقي الأجناس الأدبية في القصيدة العربية المعاصرة"، في حين فاز بالمركز الثالث الباحث إبراهيم الكراوي من المغرب عن دراسته "شعرية النص العابر للأجناس: من هاجس التأصيل إلى سؤال الحدود".

وسيتم إضافة إلى القراءات الشعرية اليومية المتنوعة، وتوقيع الدواوين الشعرية لمجموعة من المبدعين، سيتم اليوم تكريم 12 شاعراً فائزا في الدورة الثالثة من جائزة القوافي الذهبية، الذين ساهموا بإبداعاتهم في مجلة القوافي خلال عام 2024، وإلى جانب ذلك، ستقام ندوة فكرية بعنوان "الشعر العربي من الثبات إلى التحول"، التي تهدف إلى تسليط الضوء على أبرز القضايا النقدية التي يتناولها الشعر العربي في العصر الحديث.

وتحقيقاً لأهداف المهرجان في الانفتاح على آفاق شعرية جديدة، يشارك هذا العام شعراء أفارقة من دول السنغال ومالي والنيجر وتشاد، مما يضيف بعداً ثقافياً جديداً ويعزز العلاقة بين الشعر العربي والشعر الإفريقي.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الشعر العربی

إقرأ أيضاً:

انطلاق الدورة 16 من «بينالي الشارقة» غداً

محمد عبدالسميع (الشارقة)
 تنطلق غداً الخميس بساحة المريجة بالشارقة الدورة السادسة عشرة من بينالي الشارقة، الذي تنظمه مؤسسة الشارقة للفنون، ويحمل هذه الدورة عنوان «رحالنا».وتحدثت الشيخة حور بنت سلطان القاسمي، رئيس مؤسسة الشارقة للفنون، في مؤتمر صحفي عقد أمس في بيت النابودة بالشارقة، عن أهمية البينالي في ظلّ الأسئلة الشائكة في العالم، مؤكدةً ضرورة المقاربة والصياغات البصرية والجماليّة مع ما يحدث حولنا، بطرق مغايرة ومبتكرة للتعبير عن مواقفنا إزاء ما نعيشه ونعايشه من أحداث جسام تشهدها المنطقة، وذلك عبر منظومة البرامج والفعاليات التي تتماهى وتتناغم مع هذه المواقف الجذرية والراسخة على الصعيد الوجداني والروحاني.
كما وصفت بينالي الشارقة 16، بالحدث الاستثنائي، والذي يجيء هذه الدورة تحت عنوان «رحالنا»، كعنوان جامع لرؤى قيّمات البينالي، اللاتي عملن بجد ومثابرة لصياغة دورة فارقة تطرح سرديات متعددة حول شبكة متقاطعة من المفاهيم التي تعاين وتعكس ثيمة البينالي، والتي تبلورت عن اختيار أكثر من 200 فنان من مختلف أنحاء العالم، قدّموا 650 عملاً، متضمنةً ما يقارب 200 تكليف فني جديد، ستشكّل بمجموعها خريطة العروض لهذه الدورة التي توزّعت عبر أكثر من 17 موقعاً على امتداد إمارة الشارقة بما فيها منطقة الحمريّة على الخليج العربي، ومنطقة الذيد في المنطقة الوسطى، وصولاً إلى منطقة كلباء على المحيط الهندي.
وشرحت فلسفة وثيمة «رحالنا» وذكريات الأماكن والآمال، نحو استشراف مستقبل يحمل في طيّاته أيامنا الغابرة، معربةً عن شكرها لقيّمات وفناني البينالي والمساهمين في إنجاحه.
من جهتها، أكّدت الشيخة نوار بنت أحمد القاسمي، مدير مؤسسة الشارقة للفنون، الحراك الثقافي كمشروع أصيل لإمارة الشارقة على امتداد المنطقة والعالم العربي، لافتةً إلى ما شهده البينالي من تحولات نوعيّة جعلت منه علامة فارقة في المحافل الفنيّة على الصعيد الإقليمي والعالمي، مؤكدةً جهود الشيخة حور القاسمي رئيس مؤسسة الشارقة للفنون والتغيّرات التي أجرتها على طبيعة وتطلعات البينالي منذ تسلّمها إدارته في العام 2003.
ورأت أنّ نجاح ومكانة بينالي الشارقة والدورالريادي الذي أحدثه في المنطقة، هو بسبب طبيعة علاقته بالمدينة التي احتضنته وآمنت به ودعمته بمختلف شرائحها الاجتماعيّة ومؤسساتها الرسميّة وغير الرسميّة، معربةً عن تقديرها للشركاء والداعمين ممن أسهموا في صياغة ملامح البينالي في دوراته المتعاقبة.
كما تحدثت قيّمات بينالي الشارقة 16، عن منهجيّة الأعمال، وفكرة عنوان البينالي «رحالنا»، كمقترح يحمل في طيّاته أصواتاً متعددة ويفتح المجال أمام التأويلات المختلفة، ويركّز على استكشاف أحمالنا خلال رحلتنا الحياتيّة، وكيف ننقلها إلى العالم، حيث سلّطت علياء سواستيكا الضوء على التفاعلات الناشئة بين القوة والشعر والسياسة والدور المركزي والأساسي للمعرفة النسوية، بالإضافة إلى تصوّر مستقبل افتراضي من خلال التدخلات التكنولوجية، أمّا أمل خلف فاقترحت أن تكون المرويّات والأغاني والعرافة بمثابة طقوس للتعلّم الجماعي والمقاومة في أوقات الأزمات السياسية والبيئية، كما جمعت ميغان تاماتي كيونيل بين مفاهيم شعريّة، انطلاقًا من مفهوم السكان الأصليين، وأفكار الارتباط بالأرض والاحترام، فيما ركّزت ناتاشا جينوالا على المواقع الساحلية في المحيط الهندي وآبار المياه في الشارقة كمخازن تبوح بذاكرة الأجداد والمكان والصوت، أمّا زينب أوز فسلّطت عدسة التاريخ على الأنظمة الاجتماعيّة والاقتصاديّة التي نعيش ونشارك فيها، كتطورات وتغيّرات متسارعة للتكنولوجيا.

أخبار ذات صلة دبي تحتضن الابتكارات العالمية خلال اليوم الثاني من "عالم الذكاء الاصطناعي" شات جي بي تي على واتساب بالصوت والصورة

مقالات مشابهة

  • إطلاق 11 إصدارا مسرحيا متنوعا في الدورة التاسعة لمهرجان شباب الجنوب المسرحي الدولي
  • أصوات شعرية عربية على منصة «الشارقة للشعر النبطي»
  • أيمن عثمان الباروت: قضايا جديدة تهم الطفل العربي
  • انطلاق الدورة 16 من «بينالي الشارقة» غداً
  • من هو الجنجويدي المجنون الذي سيبيت الليلة في منطقة السوق العربي
  • صور.. فيلم "ثريا" يفتتح الدورة الـ 26 لمهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية
  • تفاصيل الدورة 73 لمهرجان المركز الكاثوليكي للسينما
  • أعضاء يستنكرون الخرق السافر للقانون التنظيمي الذي عرفته دورة فبراير بجماعة لوداية
  • ضمن الشارقة للشعر النبطي.. شعراء يستحضرون صور الماضي
  • «الشارقة للشعر النبطي» يتناول تجربتي الغفلي والكتبي