لأول مرّة في التاريخ.. «هانوي» أكثر المدن الكبرى تلوثاً في العالم
تاريخ النشر: 7th, January 2025 GMT
تواجه عاصمة فيتنام “هانوي” أزمة بيئية غير مسبوقة، حيث يعاني ملايين السكان من هواء سام يجعل التنفس صعبا.
وقد بلغت مستويات تلوث الهواء درجات خطيرة، مع تزايد الجسيمات الدقيقة التي تتسلل إلى الرئتين وتؤثر على الصحة العامة بشكل كبير.
وتم قياس مستويات الجسيمات الصغيرة السامة،( PM2.5)، وهي جزيئات صغيرة تسبب السرطان يمكنها الدخول إلى مجرى الدم عبر الرئتين، عند 266 ميكروغراما لكل متر مكعب صباح يوم الجمعة الماضي، وهي أعلى قراءة بين قائمة للمدن الأكثر تلوثا تم تسجيلها في تطبيق AirVisual الذي يقدم معلومات عن تلوث الهواء على مستوى العالم.
وفي ظل ازدياد تأثير هذا التلوث، أصبح من الضروري اتخاذ إجراءات عاجلة لتقليل المخاطر الصحية وحماية السكان، حيث تحذر السلطات من تدهور الوضع في المستقبل القريب.
وتصدرت العاصمة الفيتنامية هانوي قائمة المدن الكبرى الأكثر تلوثا لأول مرة في التاريخ، تليها دلهي الهندية وسراييفو في البوسنة والهرسك ودكا في بنغلاديش.
وتعد فيتنام، وهي مركز صناعي إقليمي ومن أسرع الاقتصادات نموا في آسيا، من بين البلدان التي تعاني من تلوث الهواء الشديد في مدنها الكبرى منذ سنوات.
وتُظهر الصور من هانوي ناطحات السحاب مغطاة بالضباب السام، الذي أصبح سمة دائمة في فصل الشتاء.
ودعا الخبراء الناس لارتداء الكمامات والحد من الوقت الذي يقضونه في الخارج، إلا أن الكثيرين اشتكوا من صعوبة التنفس نتيجة تلوث الهواء الشديد، رغم الالتزام بهذه الإجراءات.
ويعود الضباب السميك في هانوي إلى حد كبير إلى حركة المرور الكثيفة، وحرق النفايات، والأنشطة الصناعية.
وخلال اجتماع مع وزارة النقل يوم الخميس، دعا نائب رئيس الوزراء تران هونغ ها إلى تسريع التحول إلى السيارات الكهربائية كجزء من الجهود الرامية للحد من التلوث، حسب ما أفادت وسائل الإعلام الحكومية.
وحتى الآن، وضعت هانوي هدفا يتمثل في أن تكون 50% من الحافلات و100% من سيارات الأجرة كهربائية بحلول عام 2030.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: التلوث البيئي الضباب الدخاني السام فيتنام هانواي تلوث الهواء
إقرأ أيضاً:
العالم شهد الشهر الماضي أكثر أشهر يناير حرا على الإطلاق
شهد العالم الشهر الماضي أكثر أشهر يناير حرا على الإطلاق، وفق مرصد كوبرنيكوس الأوروبي، ما يثبط الآمال في أن تساهم ظاهرة « لا نينيا » المناخية في قطع سلسلة مستمرة منذ عامين من درجات الحرارة القياسية، في وضع يعود بشكل رئيسي إلى الاحترار الناجم عن النشاطات البشرية.
وقالت نائبة مدير خدمة تغير المناخ في كوبرنيكوس (C3S) سامانثا بورجيس في تحديث شهري نشر الخميس « يناير 2025 كان شهرا لافتا آخر، وقد استمرت خلاله درجات الحرارة القياسية التي شهدناها خلال العامين الماضيين، رغم تطور ظروف +لا نينيا+ في المحيط الهادئ الاستوائي وتأثيرها التبريدي الموقت على درجات الحرارة العالمية ».
ومع معدل حرارة بلغ 13,23 درجة مئوية وفق كوبرنيكوس، فإن « شهر يناير 2025 تخطى بمقدار 1,75 درجة مئوية المعدل الذي كان سائدا في حقبة ما قبل الثورة الصناعية »، أي قبل أن يتسبب البشر بتعديل المناخ بشكل عميق من خلال الاستخدام المكثف للفحم والنفط والغاز الأحفوري.
وكان العلماء يتوقعون أن ينتهي العامان القياسيان 2023 و2024، وهما الأكثر دفئا على الإطلاق، مع نهاية ظاهرة « إل نينيو » الطبيعية المسببة للاحترار ووصول الظاهرة المعاكسة لها « لا نينيا ».
وقال عالم المناخ في برنامج كوبرنيكوس جوليان نيكولاس لوكالة فرانس برس « هذا الأمر المفاجئ بعض الشيء… فنحن لا نرى ما توقعناه من تأثير مبرد، أو على الأقل من كبح موقت لارتفاع درجات الحرارة العالمية ».
وأشار كوبرنيكوس أيضا إلى علامات « تباطؤ أو توقف في التطور نحو ظروف +لا نينيا+ »، والتي قد تختفي تماما بحلول مارس، وفقا لخبير المناخ.
وتعتمد درجات الحرارة العالمية التي أدى ارتفاعها إلى تأجيج موجات الجفاف والحر والفيضانات المدمرة، بشكل كبير على معدلات حرارة البحار.
ومع ذلك، تظل درجات الحرارة على سطح المحيطات، وهي عناصر ضبط أساسية للمناخ وتغط ي أكثر من 70 % من مساحة الكرة الأرضية، عند مستويات غير مسبوقة قبل أبريل 2023.
ومع ذلك، بالنسبة إلى سطح المحيط، فإن شهر يناير 2025 يحتل المرتبة الثانية بين الأشهر الأكثر دفئا خلف الرقم القياسي المطلق المسجل في يناير 2024.
وفي القطب الشمالي، حيث ي سج ل شتاء دافئ بشكل غير طبيعي، وصل الجليد البحري إلى أدنى مستوياته في شهر يناير، ما يعادل تقريبا المستوى المسجل في عام 2018، وفق مرصد كوبرنيكوس.
ومع هذا الرقم القياسي لدرجات الحرارة، يصبح يناير 2025 « الثامن عشر من الأشهر التسعة عشر الماضية التي تجاوز خلالها متوسط درجة حرارة الهواء على سطح الكرة الأرضية المستوى المسجل ما قبل الثورة الصناعية بأكثر من درجة مئوية ونصف درجة »، بحسب المرصد الأوروبي.
ويتخطى هذا الاحترار العتبة الرمزية البالغة +1,5 درجة مئوية والتي تتوافق مع الحد الأكثر طموحا لاتفاق باريس الموق ع عام 2015 والرامي إلى حصر الاحترار العالمي بأقل من درجتين مئويتين مع تكثيف الجهود لحصره بدرجة مئوية ونصف درجة.
وبناء على هذا المعيار، فإن المناخ يشهد حاليا ارتفاعا في درجة الحرارة بنحو 1,3 درجة مئوية. وتشير تقديرات الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ إلى أن عتبة 1,5 درجة مئوية سيتم الوصول إليها على الأرجح بين عام ي 2030 و2035. وهذا بغض النظر عن تطور انبعاثات الغازات المسببة للاحترار الناجمة عن النشاطات البشرية، والتي تقترب حاليا من الذروة ولكنها لم تبدأ الانخفاض بعد.
وفي حين يعتقد معظم علماء المناخ أن هذه المستويات القياسية المتعاقبة لا تبطل التوقعات، رغم كونها في الطرف الأعلى من تقديراتهم، فإن بعض العلماء على الهامش يفترضون أن المناخ يزداد دفئا بشكل أسرع بسبب انبعاثات الغازات المسببة للاحترار الناجمة عن النشاطات البشرية.
وتقول عالمة المناخ البارزة فاليري ماسون ديلموت « هل نحن قادرون على رصد أي استجابة مناخية أقوى؟ في الوقت الحالي هناك بعض العناصر، لكن لا وجود برأيي لأي ملاحظة أو دليل على استجابة أقوى من المتوقع ».
وتجرى دراسات لتكوين رأي حاسم في الموضوع، لكن على أي حال، « في مناخ نستمر فيه بإضافة الغازات المسببة للاحترار، لا ينبغي لنا أن نفاجأ بأننا نحطم أرقاما قياسية في الحرارة »، بحسب هذه المسؤولة السابقة في الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ.
كلمات دلالية العالم المغرب بيئة حر طس