حرب الجواسيس في اليمن.. ماذا بعد؟
تاريخ النشر: 7th, January 2025 GMT
يمانيون/ كتابات/ أشرف ماضي بدأت حرب الجواسيس تطل برأسها في اليمن مع بداية الهزائم العسكرية التي تلقتها دول العدوان في جبهات القتال ظناً أنها ما لم تستطع تحقيقه في الجبهات تستطيع تحقيقه عبر العمل الاستخباراتي وأدواتها الذين أوكلت لهم هذه المهمة.
المهمة هنا تتمثل في تفجير الوضع داخل المناطق الواقعة تحت سلطة صنعاء، عن طريق نشر الجريمة، وبث الشائعات المغرضة، والاغتيالات، ورصد المواقع العسكرية، غير أن وزارة الداخلية اليمنية، وجهاز الاستخبارات التابع لها كان لهم بالمرصاد، وأفشل مخططاتهم، وألقى القبض على الكثير من الخلايا المتورطة بالعمل لصالح دول العدوان، ومن ثم الكشف عن الخلايا التابعة لأمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني التي دربوها للقيام بأعمال تجسسية عن أماكن الصواريخ، والطائرات المُسيرة، وأماكن تواجد القيادات اليمنية.
ومع فشلهم في إيقاف عمليات اليمن المساندة لغزة عسكرياً، كان آخر عمل استخباراتي لليمن هذه المرة صيداً ثميناً جداً، لأن هذه الشبكة بريطانية وسعودية، وهو الدور النجس التي تقوم به بريطانيا منذ زرع الأنظمة الخليجية داخل شبه الجزيرة العربية.
وكما قلت في مقالات سابقة، أن حكام جزيرة العرب ليسوا حكاماً، بل موظفين وأدوات لدي المشروع الصهيوني، يتحدثون بلسان عربي، وشكل عربي، ولكن ليسوا من جنس العرب، بل أصولهم من يهود الدونمة، ويهود الخزر، ويهود الفلاشا، وقد وضعهم الاحتلال البريطاني قبل تسعين سنة من أجل السيطرة على ثروات جزيرة العرب من نفط وغاز ومعادن وتم تزويدهم بقواعد عسكرية أمريكية وبريطانية لحماية الكيان الصهيوني اللقيط وحماية كرسي الحكم.
وبعد القبض على شبكة جواسيس أمريكا وإسرائيل العام الماضي، وفشل الموساد في اختراق اليمن كما سبق، واخترق حزب الله في لبنان وإيران وسوريا والعراق، دخلت شركات استخباراتية بريطانية تعمل منذ حرب الخليج في المملكة السعودية، ولها مقرات كذلك في البحرين.. هذه الشركات متخصصة في تدريب العملاء والجواسيس وتجنيد العملاء من الدولة المستهدفة.
وكما جاء في بيان جهاز الأمن والمخابرات اليمنية، فإن العناصر التجسسية خضعت لاختبارات تقييمية وفنية في مرحلة الاستقطاب على يد الضباط البريطانيين والسعوديين في العاصمة السعودية الرياض.
وبعد اختيار العناصر واعتمادهم تم إلحاقهم بدورات تدريبية في المراقبة والرصد وجمع المعلومات بغرض اكسابهم مهارات تجسسية.
يقول بيان جهاز الأمن والمخابرات اليمنية إنه تم تدريب العناصر على استخدام البرامج والأجهزة والتقنيات التجسسية لتنفيذ المهام والأنشطة الاستخباراتية التي سيكلفون بها.
ومن نوع التدريب والأجهزة والتقنيات التجسسية التي تم تدريب الجواسيس عليها تعرف كيف يفكر عدو اليمن، وماذا يريد؟ حيث زودوا العناصر في شبكة التجسس بوسائل الاتصال، والتواصل والأجهزة والبرامج والتطبيقات الفنية والتقنية المتطورة والمتخصصة في مجال الرصد والتعقب وتحديد المواقع. هذا دليل كافٍ على أن نفس السيناريو الذي حصل في لبنان وإيران وسوريا والعراق، وتم قصف المواقع والأشخاص المستهدفين بعد تحديد مواقعهم وتحركاتهم المرصودة، كان مخططاً له ليتكرر في اليمن بدلالة اعترافات الجواسيس، بأن ضباط الاستخبارات البريطانية والسعودية حددوا لهم بنك أهداف، وطلبوا منهم جمع معلومات عن الاحداثيات، والرفع بها أو زراعة أجهزة تعقب في بعض السيارات أو تصوير من على متنها.
غير أن اليمن التي استطاعت أن تحمي نفسها بجهاز استخباراتي قوي.. أنا دائماً من خلال متابعتي لانجازاته التي أحبطت هذا المخطط، والكثير من المخططات التي سبقتها، وبالتالي أنا أعتبره من أقوى أجهزة الاستخبارات العالمية، حيث استطاع مع القوات العسكرية أن يصنع انتصارات، جعلت العدو يؤمن أن الحرب على اليمن مختلفة تماماً عما كانت تعتقده.
لا شك سيجعلها ترضخ لشروط اليمن، سواء إن كان بحربها السابقة التي عمرها عشر سنوات، أو الحرب الحالية التي يؤكد اليمنيون أنها لن تنتهي إلا مع انتهاء العدوان على غزة، وهنيئاً لليمن هذه الانتصارات، وهذا العمل العظيم الذي كان يفترض أن يكون نصراً عربياً اذا ما اشتركت الدول العربية جميعها في مواجهة العدو الصهيوني، واسناد غزة، لكن شاء العرب، وشاءت اليمن أن تحوز الفضل كله، وتختصره باسمها، وحق لها ذلك.
اعلامي وناشط مصري – القاهرة
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
الصين ترد بسخرية على مزاعم الكيان الصهيوني بشأن دعم اليمن بالسلاح
يمانيون../
سخرت الصين، من الاتهامات التي وجهها الكيان الصهيوني بشأن تقديم دعم عسكري لليمن، معتبرة تلك المزاعم انعكاسًا لحالة التخبط والإحباط التي يعيشها الاحتلال.
وأعادت منصات تابعة للخارجية الصينية نشر تصريحات صهيونية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مصحوبة بعلامات تعجب، ووصفتها بأنها “أخبار متخبطة تفتقر إلى المصداقية”.
وكانت قناة “آي 24” العبرية قد نقلت تصريحات لمسؤولين صهاينة زعموا أن الصين تزود اليمنيين بالأسلحة مقابل السماح بمرور سفنها عبر البحر الأحمر.
تأتي هذه المزاعم بعد أن فشل الكيان الصهيوني في تمرير مشروع قرار بمجلس الأمن يدين اليمن، إذ رفضت دول كالصين وروسيا تلك المحاولات، معتبرة العدوان على اليمن انتهاكًا لسيادة دولة مستقلة.
ويرى مراقبون أن الاحتلال يسعى من خلال هذه الادعاءات إلى صرف الأنظار عن الهزائم المتتالية التي تلقاها على يد القوات المسلحة اليمنية، والتي أثبتت قدرتها المتصاعدة في مواجهة العدوان الصهيوني.