استقبل معهد السلطان قابوس لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها دفعة جديدة من الدارسين للغة العربية، يشارك فيها 47 طالبًا وطالبة من 14 جنسية حول العالم، هي المملكة المتحدة، وروسيا، وبلجيكا، والنمسا، والمجر، وإيطاليا، وبيلاروسيا، وأوزبكستان، وكوريا الجنوبية، والسلفادور، والهند، وإيران، وأستراليا، وكازاخستان.

كما سيتضمن برنامج إعداد معلمي اللغة العربية للناطقين بغيرها مجموعة من أساتذة اللغة العربية في الجامعات الأوزبكية، بلغ عددهم 15 أستاذًا من جامعة الاستشراق وأكاديمية أوزبكستان الإسلامية الدولية، وتضمن اليوم التعريفي بالمعهد جلسة تعريفية بأعضاء الهيئة التدريسية والإدارية والمشرفين على البرنامج الثقافي المعد للدارسين.

تلا ذلك جولة تعريفية بمرافق المعهد والخدمات التي يقدمها، كما شاهدوا عرضًا مرئيًا مفصلًا عرَّف بسلطنة عمان، حضارة، وثقافة، وإنسانًا، وبالمقومات التي تجعلها وجهة ومقصدًا لتعلّم اللغة العربية، كما تضمن العرض أيضًا بعض النصائح والإرشادات العامة التي ينبغي مراعاتها خلال فترة دراستهم، وبعض النصائح التي تساعدهم في الاندماج والتواصل المباشر مع المجتمع المحلي خلال الرحلات والزيارات والفعاليات المتنوعة.

ويشمل برنامج الدارسين بالإضافة إلى دراسة اللغة العربية العديد من الفعاليات والمحاضرات والأمسيات الثقافية، والرحلات التعليمية إلى مختلف الأماكن التاريخية والطبيعية، ودروسًا في الخط العربي، وحلقات عمل فنية، وبرنامجًا للشريك اللغوي، كما سيشمل برنامج إعداد معلمي اللغة العربية التعريف بنظريات اكتساب اللغة الثانية وطرق تعلم اللغات الأجنبية، والأطر المرجعية في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، وتدريس عناصر اللغة ومهاراتها، والأساليب ومناهج اللغة العربية وأبرز استراتيجيات تدريسها، بالإضافة إلى إعداد الامتحانات واستبانات التقويم، وجلسات نقاشية وحوارية، وأنشطة تطبيقية، وتدريس مصغر، وحضور حصص تدريسية في المعهد، وزيارات ميدانية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: اللغة العربیة

إقرأ أيضاً:

معرض الكتاب يناقش مستقبل اللغة العربية

 


ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، شهدت القاعة الرئيسية ندوة فكرية حملت عنوان "اللغة العربية: رؤية مستقبلية"، حيث اجتمع نخبة من أعضاء مجمع اللغة العربية لمناقشة قضايا اللغة العربية بين الماضي والمستقبل.

شارك في الندوة كل من الدكتور مأمون عبد الحليم، والدكتور محمد فهمي طلبة، والدكتور محمود الربيعي، فيما أدار الحوار الدكتور عبد الحميد مدكور، الأمين العام لمجمع اللغة العربية، الذي استهل اللقاء بتوجيه الشكر إلى الهيئة العامة للكتاب، مشيدًا بأهمية هذا الحدث الثقافي الذي بات يحتل مكانة رفيعة بين معارض الكتاب الدولية.

تحدث مدكور عن اللغة العربية بوصفها لغة ذات خصوصية فريدة، فهي لم تنشأ من رحم لغة أخرى كما هو الحال مع اللغات الأوروبية مثل الفرنسية أو الإيطالية، بل تمتد جذورها عميقًا في التاريخ، حتى ظهرت منذ قرون طويلة بهذه القوة والثراء، متجليةً في الشعر والنثر، ثم ما لبثت أن انتشرت في مختلف أنحاء العالم.

من جانبه، طرح الدكتور محمود الربيعي رؤيته حول مستقبل اللغة العربية، مشيرًا إلى أن التنبؤ بمستقبل اللغات يعتمد على قراءة الحاضر، فكما أن لكل أمة مشروعًا قوميًّا تنطلق منه نهضتها، فإن اللغة يجب أن تكون في صميم هذا المشروع. وأكد أن العربية، مثلها مثل الكائنات الحية، تمر بمراحل من التقدم والتراجع، فلا يمكن أن تظل ثابتة كما هي، ولا أن تعود إلى شكلها القديم بحذافيره، بل ينبغي أن تتطور بما يلبي احتياجات الناطقين بها.

وانتقل الحديث بعد ذلك إلى مستويات اللغة، حيث استعرض الربيعي تصنيف اللغوي السعيد بدوي، الذي قسم العربية إلى عدة مستويات، منها "فصحى التراث"، التي باتت حكرًا على المواعظ الدينية، ولم تعد مستخدمة في الحياة اليومية، ما يجعلها غير مؤهلة لتكون لغة المستقبل. أما "فصحى العصر"، فهي الأقرب إلى الواقع، إذ تمثل تطورًا طبيعيًا لفصحى التراث، مع بعض التعديلات التي تجعلها أكثر سلاسة في الاستخدام. ولتجنب الانحدار نحو العامية، شدد الربيعي على أهمية التمسك بفصحى العصر، ودعمها عبر ثلاث ركائز أساسية: تحسين التعليم القومي، وإلزام وسائل الإعلام باستخدام الفصحى، وتقريب اللغة من الناس من خلال الفنون، كما فعلت أغاني أم كلثوم، التي جعلت العامة ينطقون العربية الفصحى دون شعور بالغربة عنها.

أما الدكتور محمد فهمي طلبة، فقد تناول محورًا بالغ الأهمية، وهو دور الذكاء الاصطناعي في تعليم اللغة العربية، موضحًا كيف أصبحت التقنيات الحديثة جزءًا لا يتجزأ من العملية التعليمية، خاصة مع تزايد أعداد الطلاب وصعوبة التواصل المباشر مع المعلمين. وأكد أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد ترف، بل بات ضرورة فرضها العصر، حيث يسهم في تصحيح الامتحانات إلكترونيًا، وتقييم مستوى الطلاب بدقة، وتطوير برامج تساعد على تعلم النطق الصحيح للعربية وقراءة القرآن بالتجويد، لتؤدي دورًا مشابهًا لدور المعلم الحقيقي. كما أشار إلى التعليم عن بعد، معتبرًا إياه أحد الحلول الذكية التي توفر بيئة تعليمية تفاعلية تحاكي الواقع.
وفي سياق استعراض اللغة العربية عبر العصور، قدم الدكتور مأمون عبد الحليم رؤية متفائلة، معتبرًا أن اللغة العربية اليوم تعيش واحدة من أزهى عصورها في مصر. وألقى نظرة على تاريخ العربية، موضحًا أنها في حقبة ما قبل الإسلام كانت محصورة في الجزيرة العربية، لكنها مع ظهور الإسلام وانتشار الفتوحات أصبحت لغة عالمية، ووصلت إلى الأندلس والبرتغال وجنوب فرنسا، بل إنها كانت لغة الإدارة والعلم في العصر العباسي، حيث دُرست بها الطب والهندسة والكيمياء في جامعات قرطبة، وظل كتاب "القانون" لابن سينا يُدرَّس في فرنسا لمدة 25 عامًا باللغة العربية.
غير أن الحال لم يبقَ على ما هو عليه، فقد شهدت العربية تحديات كبرى مع سقوط الأندلس، وامتداد الحكم العثماني، الذي فرض التركية كلغة رسمية، مما أدى إلى تراجع العربية في كثير من البلاد.

واستمر التدهور حتى القرن العشرين، حين عادت الحركة القومية العربية إلى الواجهة، ورافقها إحياء للغة العربية، حيث نشأت مجامع لغوية ومؤسسات تهتم بصونها وتطويرها، ما أعاد لها بعضًا من مكانتها المفقودة.

في ختام الندوة، أجمع المشاركون على أن اللغة العربية ليست مجرد أداة تواصل، بل هي هوية وثقافة وأساس لأي مشروع قومي نهضوي، مشددين على ضرورة دعمها عبر التعليم، والإعلام، والتكنولوجيا، لضمان بقائها لغة حية قادرة على مواكبة تطورات العصر والاستمرار في أداء دورها الحضاري.

مقالات مشابهة

  • ألف ليلة وليلة حكاياتنا العربية الأسطورية في عرض باليه
  • ميناء رفح البري يستقبل الدفعة السادسة من المصابين والمرضى الفلسطينيين ومرافقيهم
  • إغلاق كلي لمخرج شارع السلطان قابوس المؤدي إلى برج الصحوة
  • تنبيه هام لمستخدمي طريق السلطان قابوس باتجاه برج الصحوة
  • الأهلي يتعاقد مع مترجم لتعليم جراديشار اللغة الإنجليزية
  • متحدثون دوليون يستعرضون أحدث الابتكارات في "مؤتمر التعليم الطبي" بجامعة السلطان قابوس.. الاثنين
  • مناقشة تفاصيل إطلاق برنامج إعداد السجل الوطني للمراجعين
  • وفد عسكري كويتي يزور أكاديمية السلطان قابوس لعلوم الشرطة
  • الاثنين القادم.. مؤتمر للتعليم الطبي بجامعة السلطان قابوس
  • معرض الكتاب يناقش مستقبل اللغة العربية