تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

مع اقتراب تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، تزايدت الدعوات داخل إيران من شخصيات بارزة وخبراء لحث السلطات على الدخول في مفاوضات مع الولايات المتحدة للتخفيف من الضغوط الاقتصادية الشديدة التي تواجهها البلاد.

أكد وزير الداخلية الإيراني الأسبق والمصلح البارز عبد الواحد موسوي لاري ضرورة كسر "التابوهات" المرتبطة بالمفاوضات مع الولايات المتحدة.

 

وصرح للصحافة الإيرانية بأن "الرئيس مسعود پزشكيان يجب أن يوضح للوضع الاقتصادي الحرج في البلاد للمرشد الأعلى علي خامنئي لإقناعه بفكرة التفاوض مع واشنطن"

وأشار موسوي لاري إلى أن خامنئي، المعروف بمواقفه المتشددة ضد الولايات المتحدة، قد يقبل فكرة المفاوضات إذا تم تقديمها بطريقة توضح الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها إيران.

وحذر موسوي لاري من أن تراجع پزشكيان عن وعده بمواجهة الأزمات الاقتصادية قد يؤدي إلى إحباط الناخبين الذين صوتوا لصالح الإصلاح والتغيير. 

وأضاف: "على پزشكيان أن يفي بوعوده للشعب، ولكن لن يتمكن من تحقيق ذلك دون دعم خامنئي."

وفي السياق ذاته، حذر خبير بارز في الشؤون الأمريكية هادي عالمي فريمان، من أن أي تغيير في السياسة النووية الإيرانية قد يجلب مشكلات اقتصادية وعسكرية جسيمة. 

وصرح هادي عالمي فريمان لموقع "خبر أونلاين" بأن "إيران بحاجة إلى استراتيجية جديدة للتكيف مع النظام العالمي الجديد الذي سيقوده ترامب."

واقترح فريمان إطلاق جهود دبلوماسية واسعة للتواصل مع أعضاء إدارة ترامب والكونغرس، بالإضافة إلى إنشاء خط اتصال مباشر بين طهران وواشنطن لتسهيل الحوار.

كما أشار فريمان إلى أن ترامب يعمل على تكثيف الضغوط الاقتصادية على إيران من خلال فرض عقوبات إضافية وإقناع الصين بوقف شراء النفط الإيراني. 

وأضاف: "الاحتجاجات الشعبية هي إحدى الوسائل التي قد يستغلها ترامب للضغط على الحكومة الإيرانية."

وختم فريمان تصريحاته بالتأكيد على أن "إيران بحاجة إلى التحول من استراتيجية المواجهة إلى استراتيجية التنافس القائم على المفاوضات." وأضاف: "يجب أن نقرر ما إذا كنا سننخرط في النظام العالمي الجديد أو نستمر في معارضته."

وفي سياق متصل، أعلنت القوات المسلحة الإيرانية، زيادة كبيرة في عدد تدريباتها العسكرية السنوية هذا الشتاء، حيث تسعى إيران لإظهار قوتها في ظل سلسلة من الضغوط العسكرية الإقليمية من إسرائيل، بالإضافة إلى انتخاب دونالد ترامب في الولايات المتحدة.

وقال المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني، العميد علي محمد نائيني، يوم الاثنين، إن نحو 30 مناورة عسكرية برية وجوية وبحرية قد بدأت في ست محافظات غربية وجنوبية في إيران، وستستمر حتى منتصف شهر مارس.

وأوضحت التقارير أن هذه التدريبات، التي تتم بالتنسيق بين الحرس الثوري والجيش التقليدي، تهدف إلى مواجهة "التهديدات الجديدة"، على الرغم من عدم تقديم تفاصيل حول هذه التهديدات.

وأشار نائيني إلى أن "عدد التدريبات قد تضاعف هذا العام مقارنة بالعام الماضي استجابة للتغيرات في البيئة الأمنية"، مضيفًا أن هذه التدريبات أكثر شمولًا وتطورًا، وتضم أسلحة جديدة ومشاركة أكبر من الفرق العسكرية التي تقوم بعمليات واقعية.

من بين التدريبات، ستقوم القوات الإيرانية بتنفيذ تدريبات بالقرب من منشأة نطنز النووية، وهي موقع رئيسي لتخصيب اليورانيوم. 

ومن المقرر أن تُجرى أكبر مناورة بحرية في مضيق هرمز، وهو نقطة استراتيجية يُشحن عبرها ثلث إمدادات النفط العالمية. وقد هددت إيران سابقًا بإغلاق المضيق في حال اتخاذ تدابير من شأنها تقليص صادراتها من النفط.

جاءت هذه التدريبات بعد فترة قصيرة من تنصيب ترامب رئيسًا للولايات المتحدة، مما أثار مخاوف في دوائر صنع القرار في طهران. 

أعضاء إدارة ترامب القادمة تعهدوا بالعودة إلى حملة "الضغوط القصوى" ضد إيران رداً على برنامجها النووي. في ولايته الأولى، انسحب ترامب من الاتفاق النووي مع طهران وأعاد فرض العقوبات.

تواجه إيران أيضًا ضغطًا متزايدًا بعد سلسلة من الضربات التي تلقتها الحكومة الإيرانية ووكلاؤها في المنطقة، في أعقاب الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023. وقد هاجمت إسرائيل حزب الله في لبنان وتبادلت الضربات المباشرة مع طهران.

في حين أن الدبلوماسيين الإيرانيين قد أشاروا إلى استعدادهم لإجراء مفاوضات جديدة مع الإدارة الأمريكية، فإن المسؤولين الإيرانيين يخشون أن تؤدي التوترات المتصاعدة إلى مواجهة أوسع، بما في ذلك احتمال شن ضربات إسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية بدعم من الولايات المتحدة.

سعت إيران إلى إظهار التحدي، حيث قال نائيني: "العدو يظهر حماسًا زائفًا بينما يسيء تفسير الوضع، محاولًا تصوير الجمهورية الإسلامية على أنها ضعيفة". 

وأضاف: "إيران مستعدة للصراعات الكبيرة والمعقدة ولا تزال واثقة من قدراتها الرادعة".

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إيران الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

لا يسعنا الا التمني لترامب بالشفاء

فبراير 5, 2025آخر تحديث: فبراير 5, 2025

رامي الشاعر

في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أدلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتصريحات يمكن تسميتها، مع الرفق، بالكارثية.

“سيعيش أناس من جميع أنحاء العالم في غزة بعد إعادة تطويرها”، وزعم أن خطة الإدارة الأمريكية بشأن غزة حظيت بما أسماه “إشادة واسعة” من مختلف المستويات القيادية، واعتبر أن القطاع يمكن أن يصبح “ريفييرا الشرق الأوسط” بعد إعادة تطويره!

إنك لو نظرت إلى الفقرة السابقة، فلن تجد فيها كلمة واحدة تخص “الشعب الفلسطيني”، أو “فلسطين”، أو “القضية الفلسطينية”. بمعنى أن السيد ترامب، صاحب الأحلام الوردية المبللة، والذي يشتهر بـ “فن الصفقات”، يرى في أرضنا “قطعة أرض على البحر” ذات موقع استراتيجي ممتاز. ولا أشك للحظة أنه يحلم (ومعه نتنياهو وسائر القيادات اليمينية المتطرفة في أكثر حكومة متطرفة في تاريخ الدولة العبرية) أن يزيل كل الحجر والبشر والتاريخ لينشئ “منتجعا خمس نجوم” على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، وكما يقول يرتاده و”يعيش فيه أناس من جميع أنحاء العالم”، حتى أنه أطلق على المنتجع اسم “ريفييرا الشرق الأوسط”.

يعرب ترامب أيضاً عن “شعوره بأن الأردن ومصر سيقدمان الأراضي اللازمة لخطته الخاصة بالفلسطينيين”، وأن “الملك عبد الله الثاني والرئيس عبد الفتاح السيسي سيوفران الأراضي ليعيش فيها سكان غزة بسلام”.

ولا أعلم ما إذا كان ترامب يتابع وسائل الإعلام أم لا، وهل استمع إلى “لاءات” الرئيس السيسي الحاسمة بهذا الصدد، ورفض مصر لمشروع تهجير الفلسطينيين، وتأكيدها على عدم تنازلها عن موقفها التاريخي الثابت تجاه القضية الفلسطينية، وتحذيراته من المساس بالأمن القومي المصري.

كما لا أدري ما إذا كان السيد ترامب شاهد عودة الغزاويين إلى أراضيهم في مشهد مهيب مرعب معبر كاشف واضح وفارق، يجسد الإرادة الحديدية الصلبة لشعب غزة الأبي الشجاع. فأهلنا البسطاء على بساطتهم تحركهم فطرة نقية وإيمان لا يتزعزع بحقهم في الأرض والوطن، بحقهم في الأرض والبحر والسماء، فلا دبابة ولا مدفع ولا إسرائيل ولا أمريكا قادرة على أن تقلعهم من جذورهم، فشعبنا الفلسطيني في غزة والضفة هو البطل الحقيقي في هذه الحرب الضروس التي يشنها الفسل نتنياهو وقياداته الحمقاء، ومن ورائهما القوة الأمريكية الغاشمة الظالمة.

ولا أعرف ما إذا كان السيد ترامب قد قرأ تاريخ القضية الفلسطينية بالأساس، أو حتى تاريخ نشأة دولة إسرائيل بعد الحرب العالمية الثانية أو أي تاريخ.

وقد نشر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف صباح أمس مقالا في مجلة “روسيا في الشؤون الدولية” تناول فيه تاريخ وأبعاد واستحقاقات مؤتمر يالطا-بوتسدام، بمناسبة مرور 80 عاما على انعقاد مؤتمر يالطا في الرابع من فبراير 1945.

وكان من بين نتائج مفاوضات يالطا-بوتسدام، وهي اتفاقات توصل فيها زعماء البلدان المنتصرة في الحرب العالمية الثانية (الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة وبريطانيا) إلى هيكل النظام العالمي الجديد في مرحلة ما بعد الحرب. وبرغم الاختلافات الأيديولوجية آنذاك، كان من بين نتائج هذه المفاوضات التي بدأت في يالطا واكتملت في بوتسدام إنشاء هيئة الأمم المتحدة والموافقة على ميثاقها، الذي “يظل حتى يومنا هذا المصدر الرئيسي للقانون الدولي”، الذي ترنو أهدافه إلى ضمان التعايش السلمي والتنمية والازدهار للجميع على أساس مبدأ المساواة في السيادة بين الدول. أي أن كل الدول متساوية رسمياً أمام نص ميثاق الأمم المتحدة، بغض النظر عن حجم الأراضي أو عدد السكان أو القوة العسكرية وغيرها من المعايير.

ونوه لافروف، في مقاله، إلى أن تصريحات وزير الخارجية الأمريكي الجديد ماركو روبيو “بليغة ودالة للغاية”، حيث يقول إن “النظام العالمي لم يعد عتيقاً فحسب، بل تحول إلى سلاح يستخدم ضد المصالح الأمريكية”. ويشير الوزير الروسي إلى أن هذا يعني أن حتى “النظام المبني على القواعد” الذي يسعى لفرضه الغرب، ويجسد أنانية وغطرسة واشنطن في فترة ما بعد الحرب الباردة وتفكك الاتحاد السوفيتي، لم يعد كافياً ولا مقبولاً، بل أصبح مفهوم “الولايات المتحدة أولاً” الشعبوي، المخصص للاستهلاك المحلي، هو اللغة السائدة في المشهد السياسي الدولي الراهن، وهو مبدأ، وفقا للافروف، “مقلق للغاية ويذكرنا بشعار (ألمانيا أولا) من عهد هتلر”.

إن خطورة خطة ترامب لا تكمن فقد في حماقتها ونزقها وجنونها، وإنما في نطاقها وفوضويتها وعدم اكتراثها بمصير الملايين من البشر في منطقة تعيش فوق برميل من البارود.

وفي الوقت الذي ينعق فيه نتنياهو في واشنطن بإعلانه الحديث مع ترامب عن “النصر على (حماس) وتغيير خريطة الشرق الأوسط”، صرح لافروف في إطار المؤتمر الرابع عشر لنادي “فالداي” الذي عقد يوم أمس، بأن الشرق الأوسط “ليس ساحة للعب، ولا يجب التعامل معه على هذا النحو. ومفتاح الحل لكثير من المشكلات في المنطقة هو إقامة الدولة الفلسطينية”، وأشار الوزير إلى ان حل الدولتين يحظى بموافقة جميع اللاعبين الخارجيين، بما في ذلك إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن.

وخيالات وأوهام ترامب ونتنياهو بشأن غزة “خالية من السكان”، سواء بالتهجير إلى دول الجوار أو بالإبادة الجماعية التي يكاد يومئ بها ترامب، هي حل هتلري بامتياز للقضية الفلسطينية، كما توهم أدولف هتلر يوما بأنه سيحل القضية اليهودية في أوروبا من خلال “الهولوكوست”. واحتقار الشعب الفلسطيني ومعاناته ومآسيه وقضيته إلى هذا الحد ينذر بكارثة محققة ليس فقط على مستوى الشرق الأوسط وإنما على مستوى العالم أجمع.

فصفقة القرن المشؤومة، والاتفاقات الإبراهيمية التي يتفاخر بها ترامب ليست سوى قلب للقضية الفلسطينية رأساً على عقب، والأساس الذي ينبغي أن نعود لنستند إليه جميعاً هو المبادرة العربية لعام 2002، التي تؤكد على إقامة الدولة الفلسطينية وفقا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، حظيت ليس فقط بموافقة جامعة الدول العربية، ولكن أيضاً منظمة التعاون الإسلامي في قمة طهران. وهو ما يعني أن ما يقوله لافروف دقيق للغاية “مفتاح الحل لكثير من المشكلات في المنطقة هو إقامة الدولة الفلسطينية”، وأن تطبيع علاقات إسرائيل ليس فقط مع الدول العربية، بل مع العالم الإسلامي بأسره أيضاً كان من الممكن التوصل إليه من خلال الالتزام بمبادرة 2002.

لكن خطة “ريفييرا ترامب” الخطيرة للغاية تمثل انتكاسة مزعجة لحل الدولتين، ولكافة الجهود المبذولة سواء للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار الحالي، أو للمبادئ الأساسية التي تبنى عليها المفاوضات من أجل التوصل لحل شامل وعادل.

أقتبس من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كلماته الواضحة في بيانه، والتي قال فيها إن الموقف من القضية الفلسطينية هو “موقف أمة، وليس رأياً شخصياً”. وبالفعل هو كذلك، فتهجير الفلسطينيين “ظلم لا يمكن أن تشارك فيه أي دولة عربية”، ولا تراجع عن الأسس الجوهرية التي يقوم عليها الموقف العربي، ولن يقبل الشعب العربي بأي وضع يجعل الحياة في قطاع غزة مستحيلة، بغرض “تهجير” أو “إبادة” الفلسطينيين.

وختاماً، فظني أن الإعلان عن “ضم كندا للولايات المتحدة” ليس سوى مناورة صهيونية وأمريكية لضم الضفة الغربية وغزة لإسرائيل، ولا نستغرب من أن يطمح ترامب حتى لضم روسيا والصين للولايات المتحدة الأمريكية، وأتصور أن هذا ما يعنيه شعار “الولايات المتحدة أولاً”، وما يعنيه ترامب بحديثه عن “العالم المتعدد الأقطاب” بقيادة الرئيس الزعيم المفدى والملهم الأوحد دونالد ترامب.

شعبنا باق، وأرضنا ستعود مهما كانت التضحيات ومهما طال الزمن .

مقالات مشابهة

  • فرنسا تستعد لتسليم قاعدتها العسكرية في أبيدجان إلى ساحل العاج
  • فورين بوليسي: ترامب يعود لممارسة أقصى الضغوط على إيران‎
  • خامنئي يتوعد بالردّ بالمثل إذا ما هدّدت الولايات المتحدة إيران
  • عراقجي لترامب: الأذكياء يختارون العقلانية بدلاً من الضغوط
  • لا يسعنا الا التمني لترامب بالشفاء
  • محسن أبو النور: إيران لن تسارع إلى دخول مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة
  • إيران تستعرض قدراتها الدفاعية وتتحدث عن فرصة ثانية لترامب
  • ترامب يوقع أمراً تنفيذياً بفرض ضغوط قصوى على إيران
  • إيران وأميركا في الولاية الثانية لترامب: عقوبات أم مسار جديد؟
  • ترامب يعيد سياسة أقصى الضغوط على إيران.. مواجهة النفوذ وحرمانها من السلاح النووي