دعت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية إلى فتح تحقيق في الجرائم التي ترتكبها أجهزة أمن السلطة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأوضحت المنظمة، في بيان لها اليوم أرسلت نسخة منه لـ "عربي21"، أن دولة فلسطين من الدول الأطراف في اتفاقية روما المنشئة للمحكمة الجنائية الدولية، وتملك الاختصاص في التحقيق بالجرائم التي ترتكبها هذه الأجهزة، وعلى وجه الخصوص التعذيب الواسع النطاق، وعمليات القتل، ومؤخرًا الحصار المشدد على جنين.



وأضاف بيان المنظمة أن هذه الجرائم تُرتكب على نطاق واسع وبشكل منهجي، وما يزيد من جسامتها أنها تتم بالتعاون مع قوات الاحتلال وبدعم منه للقضاء على الناشطين المناهضين للاحتلال والمعارضين لأجندات السلطة.

وأشارت المنظمة إلى أن أجهزة أمن السلطة وقوات الاحتلال تتبادلان الأدوار في الأراضي المحتلة، ففي الوقت الذي تقتحم فيه قوات الاحتلال المدن والقرى والمخيمات بشكل يومي وتنفذ عمليات قتل واعتقال، تقوم هذه الأجهزة، بتلقي معلومات وتعليمات من قوات الاحتلال، بتنفيذ عمليات اعتقال وقتل مشابهة.

وأكدت المنظمة أن أجهزة أمن السلطة، بعد أحداث السابع من أكتوبر، نفذت حملة واسعة بتعليمات من الرئيس محمود عباس، استهدفت النشطاء ومنعت أي مظهر من مظاهر التضامن مع قطاع غزة، ومارست التعذيب على نطاق واسع في السجون ومراكز الأجهزة الأمنية.

وأشارت المنظمة إلى أن هذه الحملة بلغت ذروتها في اقتحام مخيم جنين وفرض حصار مشدد عليه منذ أكثر من 30 يومًا، مانعة الدخول والخروج منه، ومعطلة العملية التعليمية. كما فرضت حظرًا على تزويد السكان بالغذاء والدواء والوقود، وفي سبيل السيطرة على المخيم، حوّلت مشفى جنين الحكومي إلى ثكنة عسكرية واعتدت على الطواقم الطبية، وأحرقت منازل وسيارات بعض المواطنين، ونشرت القناصة على أسطح المنازل، ما أسفر حتى الآن عن مقتل ثمانية مواطنين وإصابة آخرين.

ونوهت المنظمة إلى أن السلطة وقوات الاحتلال، من أجل التغطية على جرائمهم، عمدتا إلى شن حملة إعلامية مضللة تهدف إلى ضرب الروح المعنوية للشعب الفلسطيني عبر نشر الشائعات وشيطنة النشطاء، إلى حد تحميل الفصائل الفلسطينية مسؤولية عمليات القتل التي تمت في مخيم جنين. وفي سبيل تشديد الرقابة الإعلامية، أصدر الجانبان على فترات زمنية قرارًا بإغلاق مكتب قناة الجزيرة في القدس ورام الله ومنع بثها.

وشددت المنظمة على أن الشعب الفلسطيني يرزح تحت احتلال وحشي يستخدم كافة الوسائل لقمعه والنيل من حقوقه، ومن حقه، بل من واجبه، كباقي الشعوب التي خضعت للاحتلال، أن يناضل ويكافح لانتزاع حقوقه المشروعة. ومن الثابت أن الجرائم التي تُرتكب بحقه من قبل قوات الاحتلال وأجهزة أمن السلطة لا يمكن التفريق بينها، فهي تتم في إطار حملة متناغمة وواسعة النطاق، وينطبق عليها توصيف جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وفق التعريف الوارد في اتفاقية روما، وفق البيان.

وتواجه أجهزة أمن السلطة الفلسطينية اتهامات واسعة النطاق بانتهاك حقوق الإنسان في الضفة الغربية، سواء من قبل منظمات حقوقية محلية ودولية أو من المواطنين الفلسطينيين أنفسهم. هذه الانتهاكات تشمل الاعتقال التعسفي، وقمع الحريات العامة، والتعذيب في السجون، واستهداف الصحفيين والنشطاء السياسيين.

وتعتبر المواجهة بين أجهزة أمن السلطة والمقاومة في جنين آخر مظاهر الانتهامكات التي تنفذها أجهزة السلطة الأمنية بحق الفلسطينيين، حيث تعكس هذه المواجهات تعقيد المشهد الفلسطيني. بينما تسعى السلطة للحفاظ على استقرار أمني وفقاً لتعهداتها الدولية، ترفض المقاومة هذا النهج وتؤكد أن الأولوية هي مواجهة الاحتلال.

وتأسست أجهزة أمن السلطة الفلسطينية بموجب اتفاقية أوسلو (1993) بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل. والهدف كان فرض النظام في مناطق الحكم الذاتي ومنع الهجمات ضد إسرائيل.

وتلعب الأجهزة الأمنية دوراً رئيسياً في إطار التنسيق الأمني مع الاحتلال، ما أثار اتهامات بأنها تنفذ أجندة إسرائيلية، هذا التنسيق أدى إلى تآكل ثقة الجمهور في أجهزة الأمن الفلسطينية.

إقرأ أيضا: اتهامات لأمن السلطة بإحراق منازل في جنين.. وفصائل المقاومة تحذر: صبرنا ينفد

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية الجنائية الفلسطينية الضفة الانتهاكات فلسطين امن انتهاكات الضفة جنائية المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أجهزة أمن السلطة قوات الاحتلال

إقرأ أيضاً:

السلطة الفلسطينية في مهمة نيابةً عن العدو

يمانيون../

فجأة دون مقدمات

لا لحماية الفلسطينيين من اعتداءات الصهاينة من “قوات الجيش وقطعان المستوطنين” بل لملاحقة المقاومين ونزع سلاحهم، تواصلُ أجهزةُ أمن عباس حملتها الأمنية في جنين ضاربة (بيد من حديد) حالة التماسك الداخلي الفلسطيني، وراميةً بعرض الحائط عشرات المناشدات ومحاولات التقارب بين القوى الفلسطينية، وللأسف لا تُعدمُ السلطةُ العلةَ حاشرةً عناوين وطنية: (فرض الأمن والقانون، وبسط سيادة النظام، وتحقيق الاستقرار، ومنع الفوضى وووالخ) لتبرير حملتها الوحشية وممارستها القمعية من القتل الميداني المباشر إلى التعذيب الوحشي الذي كشفت عن فظاعته المشاهد التي نشرت قبل يومين وتظهر أمن السلطة يقومون بالتنكيل بالمحتجزين لديهم.
كما لو أن للسلطة في الضفة دولة محررة مستقلة يتحدثُ إعلامها أن من بين أهداف الحملة هو منع نشوب حرب أهلية، متجاهلة حقيقة أن فلسطين اليوم تخوضُ بأيادي مقاوميها الأبطال حرباً مصيرية، وأن على أرضها تجري فصول أكبر مذبحة لأبشع حرب إبادة شهدتها الحروب الحديثة.

مناشدات لإنهاء الحملة وحقن الدماء
قالت لجنةُ أهالي المعتقلين السياسيين في الضفة الغربية اليوم إن أجهزة أمن السلطة الفلسطينية اعتقلت الدكتور قاسم بني غُرة رئيس قسم الطوارئ بمستشفى جنين الحكومي في الضفة الغربية منذ 5 أيام.
وأفادت اللجنةُ أن الدكتور قاسم يتعرض لتعذيب شديد داخل سجن الجنيد بمدينة نابلس شمال الضفة منذ اعتقاله.
ودعت اللجنة جميع المؤسسات الحقوقية المحلية والدولية إلى الضغط على السلطة للإفراج عن الطبيب بني غرة وكافة المعتقلين. وجاء في بيانها (ندعو كافة المؤسسات الحقوقية المحلية والدولية ونقابة الأطباء الفلسطينيين إلى التدخل العاجل والفوري للإفراج عن الطبيب بني غرة وكافة المعتقلين السياسيين ووقف الانتهاكات والتعذيب بحق أبناء شعبنا داخل سجون أجهزة السلطة.)، ويبدو البيان بما يحمله من مناشدات ومفردات كما لو أنه موجه لقوات العدو الصهيوني، ما يظهر قساوة وغلظة تبديها أجهزة أمن السلطة في معاملتها عناصر المقاومة الفلسطينية في الضفة.
يأتي هذا مع استمرار حصار أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية للمخيم منذ 28 يوما، ما اضطر الأهالي إلى إقامة صلاة الجمعة أمس في ساحة المركز الاجتماعي في المخيم، فيما اتهمت كتيبة جنين -التابعة لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي- أمن السلطة بقتل 16 مواطنا فلسطينيا بدم بارد، بينهم الصحفية شذى الصباغ. وتواصل الأجهزة الأمنية حصار جنين لليوم التاسع والعشرين على التوالي، رغم عشرات المناشدات التي تطلقها القوى الفلسطينية.
وجهت كتيبة جنين رسالة لأجهزة أمن السلطة، دعت فيها المنتسبين لهذه الأجهزة للعودة إلى رشدهم محذرة من اختبار صبرها على ما يجري بالمخيم من اشتباكات.
وأكدت جنينُ أن لديها معلومات تفيد باحتجاز أجهزة السلطة 237 من عسكرييها بسبب رفضهم المشاركة في العملية التي أسمتها السلطة في رام الله “حماية الوطن”.
وأضافت كتيبة جنين أن أجهزة أمن السلطة قتلت منذ السابع من أكتوبر من العام الماضي 14 مواطنا خارج إطار القانون من دون حسيب ولا رقيب.
وتشدد كتيبة جنين على أن الهدف من هذه الحملة الأمنية هو ملاحقة المقاومين ونزع سلاحهم، بينما تقول أجهزة أمن السلطة إنها تلاحق من وصفتهم بـ “الخارجين عن القانون” لنزع سلاحهم وبسط السيطرة على المخيم.
وقد أعرب قادة العدو الصهاينة عن “رضاهم” عن هذه العملية المستمرة في جنين، كما ذكرت وسائل إعلام “إسرائيلية” أن قادة الـ”جيش” يدرسون تزويد أمن السلطة بمعدات عسكرية “لمواجهة التنظيمات وتعزيز التعاون الاستخباري”.

عشرات الشخصيات الفلسطينية تطلق عريضة وطنية ومجتمعية؛ دعماً للمقترح المصري بتشكيل “لجنة الإسناد المجتمعي” لإدارة قطاع غزة بعد الحرب، ولمطالبة السلطة الفلسطينية بالموافقة على اللجنة.
عشرات الشخصيات الفلسطينية تطلق عريضة وطنية ومجتمعية؛ دعماً للمقترح المصري بتشكيل “لجنة الإسناد المجتمعي” لإدارة قطاع غزة بعد الحرب، ولمطالبة السلطة الفلسطينية بالموافقة على اللجنة.
و أصدرت 3 فصائل فلسطينية بيانا أكدت فيه على شرعية سلاح المقاومة، واعتبرت أن الحملة الأمنية التي تشنها السلطة في الضفة الغربية المحتلة “لا تخدم سوى العدو الصهيوني”.
وقد وقعت على هذا البيان الثلاثي كل من حماس والجهاد والجبهة الشعبية.
وشدد البيان على أن سلاح المقاومة شرعي “ولا يجوز المساس به أو استهداف حامليه من الأبطال والمقاومين”.
وطالبت الفصائل الفلسطينية الثلاث الأجهزةَ الأمنية وقيادةَ السلطة في رام الله بأن تنأى بنفسها عن أي إجراءات قد تهدد وحدة الموقف الفلسطيني، أو تمس السِلم الأهلي.
وأضاف البيان الفلسطيني أن سلاح المقاومة لمواجهة الإبادة في غزة، ومن أجل التصدي لاعتداءات الاحتلال في الضفة المحتلة.

انقلاب على المسلمات الوطنية
على عكس المرجو منها تأتي تحرّكاتُ أجهزة أمن سلطةُ عباس في الضفة بإيعاز وتشجيع من العدو الإسرائيلي. إعلام العدو تحدث قبل أيام عن ارتياح قادة الكيان للحملة الجارية في جنين، فيما عدّها الكثير إثباتاً عملياً تقدمه السلطة من أجل تسلمها غزة، وتتزامن مع اقتراب موعد تنصيب الرئيس الأمريكي ترامب، والذي يعتزم إطلاق العنان للعدو الصهيوني للتوسع أكثر في الضفة والقدس، ويَعد بدعم وحماية أكبر للمشروع الصهيوني التوسعي.

تصفية المقاومة في الضفة مقابل السلطة في غزة
وبالفعل، بعيداً عن فلكها السياسي الذي اعتادت سلطة عباس أن تمارس فيه تماهيها السياسي مع أجندات العدو ومشاريع المحتل التوسعية، انتقلت سلطةُ عباس منذ شهر إلى الميدان لأداء دور أسوأ، وتنفيذ مهمة أمنية قد تزيح عن العدو الإسرائيلي كابوس المقاومة الذي يؤرقه في الضفة منذ سنوات، والذي تُصنفه سلطات العدو بأنه أخطر عليها من جميع ساحات المواجهة مع المقاومة، هذه المهمة المشبوهة التي تنفذها أجهزة أمن عباس يزيد من حقيقة تحريكها “إسرائيلياً” وأمريكياً التوقيتُ حيث يحتدم النقاش عن من سيتولى مهام إدارة قطاع غزة وفق رؤية الصهاينة ومشروعهم.
والمفارقة أن الضفة اليوم تُطالَب بنزع سلاحها في الوقت الذي تشهد فيه مدنها ومخيماتها هجمات شبه يومية من قبل المسلّحين المستوطنين “المسلحين والمدربين على الهجمات” فضلاً عن جرائم عصابات جيش العدو، فيما يبدو أن العدو سلم لوائح المطلوبين للسلطة مقابل وعود بتسليمها السلطة في غزة.

موقع أنصار الله يحيى الشامي

مقالات مشابهة

  • خبير في العلاقات الدولية: مصر تتحرك على مسارات كثيرة لدعم القضية الفلسطينية
  • منظمة حقوقية تدعو “الجنائية الدولية” إلى فتح تحقيق في جرائم السلطة الفلسطينية
  • منظمة حقوقية تدعو الجنائية الدولية إلى فتح تحقيق في جرائم السلطة الفلسطينية
  • السلطة الفلسطينية تطلب من أميركا 680 مليون دولار للقضاء على المقاومة في جنين
  • جنين حرب أهلية ورسائل السلطة الفلسطينية قدرتها على إدارة غزة
  • كيف يصف سكان جنين عملية السلطة الفلسطينية ضد المقاومة بالمخيم؟
  • السلطة الفلسطينية في مهمة نيابةً عن العدو
  • كتيبة جنين توثق سيطرتها على سلاح نوعي من أمن السلطة
  • تجدد الاشتباكات بين أمن السلطة ومقاومين في جنين