في تقرير من فلسطين المحتلة، أفادت صحيفة واشنطن بوست الأميركية أن سبعة من الأطفال الرضع على الأقل قضوا نحبهم مؤخرا في قطاع غزة من البرد، فيما تُكابد العائلات النازحة لإيجاد مأوى يقيها من برودة الشتاء.

وأوردت الصحيفة قصة طفلة فلسطينية رضيعة اسمها عائشة القصاص، رأت النور في 28 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، لكن كل الظروف تكالبت عليها.

فقد أدى العدوان الإسرائيلي على غزة إلى تشريد والديها وأشقائها الأربعة مرتين، حيث يعيشون الآن في خيمة من قطع قماش بالية داخل مخيم نزوح "قذر ومكتظ" في خان يونس على طول ساحل البحر.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2موقع إيطالي: هكذا غيرت التكنولوجيا مفهوم التفوق العسكري الحديثlist 2 of 2معاريف: هكذا تعمل روسيا على إعادة بسط نفوذها بعد انهيار نظام الأسدend of list

ولم تكن عائشة قد تجاوزت 3 أسابيع من العمر في 20 ديسمبر/كانون الأول عندما صعدت روحها إلى بارئها بسبب معاناتها من سوء التغذية وانخفاض درجة حرارة الجسم، وفقا لعائلتها والأطباء الذين كانوا يشرفون على علاجها.

وعائشة واحدة من 7 أطفال رضع على الأقل في غزة لقوا حتفهم من البرد في الأسابيع الأخيرة، بحسب أقاربها ووزارة الصحة في القطاع حيث يكافح أكثر من مليون نازح -الكثير منهم مرضى ويعانون من سوء التغذية- بحثا عن ملاذ في ظل الأحوال الجوية السيئة.

تحذيرات سابقة

وذكرت واشنطن بوست أن منظمات الإغاثة ظلت تحذر، طوال الشهور الماضية، من أن أجزاء في قطاع غزة قد تغمرها مياه الأمطار الشتوية، وأن هناك حاجة إلى كميات كبيرة من لوازم الإيواء ومعدات إنقاذ من الفيضانات، وبطانيات وملابس دافئة لدرء كارثة صحية عامة.

إعلان

ورغم أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن كانت قد طالبت دولة الاحتلال -عبر رسالة بعثت بها في أكتوبر/تشرين الأول إلى المسؤولين الإسرائيليين- فإن إسرائيل فرضت قيودا على دخول مساعدات الإغاثة لتحرم بذلك مئات الآلاف من الأشخاص الضعفاء قبل انخفاض درجات الحرارة الشهر الماضي، كما تفيد الصحيفة نقلا عن منظمات إغاثة وأطباء.

ومن جانبه، قال المجلس النرويجي للاجئين -وهو مؤسسة خيرية تقود جهود التنسيق بين منظمات الإغاثة- في بيان صحفي الشهر الماضي إن الجيش الإسرائيلي "لا يزال يعيق توصيل المساعدات  في جميع أرجاء غزة ويستهدفها عمدا".

مساعدات ضئيلة

وأضاف المجلس في بيانه أن منظمات الإغاثة تمكنت من تلبية 23% فقط من احتياجات غزة من المأوى هذا الخريف، وأن أكثر من 900 ألف شخص ما زالوا بحاجة إلى لوازم إيواء.

وتوقع إدوارد بيغبيديه، المدير الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، في بيان أصدره في 26 ديسمبر/كانون الأول بعد وفاة 4 رضع بسبب انخفاض درجة حرارة الجسم، أن يفقد مزيد من الأطفال أرواحهم "بسبب الظروف غير الإنسانية التي يعانون منها، والتي لا توفر لهم أي حماية من البرد".

وأشارت واشنطن بوست نقلا عن عاملين في القطاع الصحي في غزة وأقارب الضحايا، إلى أن 3 أطفال آخرين توفوا بعد أسبوع.

الرضع بشكل خاص

ووفقا لجون كاهلر، طبيب الأطفال والمؤسس المشارك لمنظمة ميدغلوبال الطبية غير الربحية التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها، فإن الرضع معرضون بشكل خاص للمضاعفات الصحية في الطقس البارد.

وحذر من أن ملامسة الأسطح الباردة والتعرض لفترات طويلة للبيئات الباردة والرطوبة من الملابس المبللة تزيد من تعرض الأطفال حديثي الولادة لانخفاض حرارة الجسم مما قد يؤدي إلى فشل التمثيل الغذائي وتلف الأعضاء ومن ثم الوفاة.

وقال أحمد الفرا، طبيب الأطفال في مستشفى ناصر في جنوب غزة الذي يُعالج فيه 5 أطفال رضع من بينهم عائشة القصاص: "ما الذي يمكن أن نتوقعه عندما يكونون في خيمة دون أي مصدر للسولار أو الكهرباء أو البنزين أو حتى النار لتدفئتهم؟".

إعلان يرتجفون دون حماية

وروت الصحيفة الأميركية في تقريرها قصة أخرى لرجل يدعى يحيى البطران (42 عاما) لم يتمكن من شراء ملابس شتوية وبطانيات لتدفئة ابنيه التوأم حديثي الولادة، جمعة وعلي، في خيمتهما على الشاطئ في دير البلح. كان يراقب جسديهما يرتجفان من البرد وشفتيهما تزرورقان، قبل أن يُهرع بهما إلى مستشفى شهداء الأقصى، ولكن كان الأوان قد فات.

وطبقا لراشيل كامينغز، مسؤولة الاستجابة الإنسانية في منظمة إنقاذ الطفل في غزة، فإن الأطفال يتجولون حفاة الأقدام أو بدون ملابس شتوية في الشوارع المغمورة بمياه الصرف الصحي.

وأوضحت الصحيفة، نقلا عن إدارة الدفاع المدني في غزة، أن الأمطار الغزيرة أغرقت الأسبوع الماضي أكثر من 1500 خيمة، ودمرت الفيضانات على شاطئ خان يونس في نوفمبر/تشرين الثاني الخيام التي كان النازحون الفلسطينيون يحتمون بها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات من البرد فی غزة

إقرأ أيضاً:

675 مولودا جديدا و27 أمّا يموتون يوميا في باكستان

الجزيرة نت- كشفت منظمة الصحة العالمية أمس الاثنين، أن باكستان تسجل يوميا 675 وفاة في صفوف المواليد الجدد و27 أمّا بسبب مضاعفات يمكن الوقاية منها، ودعت الشركاء الدوليين والمحليين إلى الاستثمار العاجل في تقليص هذا الرقم الكبير.

وسجلت المنظمة في الأرقام التي أعلنتها بمناسبة اليوم العالمي للصحة الذي يصادف السابع من أبريل/نيسان من كل عام، أن إجمالي وفيات حديثي الولادة في السنة يبلغ 246 ألفا و300 رضيع، في الوقت الذي يصل فيه المعدل في صفوف الأمهات 9800، فضلا عن 190 ألف جنين يولد ميتا.

وجددت منظمة الصحة العالمية التزامها بالتعاون مع باكستان لتوفير رعاية صحية عالية الجودة لجميع الأمهات والمواليد دون استثناء باعتبارها خطوة حيوية نحو تحقيق أجندة 2030 وأهداف التنمية المستدامة.

وقال ممثل المنظمة العالمية في باكستان إن كل بلد بحاجة إلى أمهات وأطفال سليمي الصحة والبدن لبناء مستقبل زاهر، مؤكدا أن تفادي الوفيات في صفوف الأمهات والمواليد "أمر ممكن إذا كثفنا جهودنا".

وشدد على أن منظمة الصحة العالمية تقف إلى جانب باكستان لحماية صحة الأطفال وأمهاتهم، بغض النظر عن هويتهم أو أماكن إقامتهم، معتبرا أن وفاة أم واحدة أو مولود واحد أكثر من اللازم وتكلفة التقاعس عن العمل أكبر بكثير من تكلفة اتخاذ الإجراءات اللازمة.

منظمة الصحة العالمية جددت التزامها بالتعاون مع باكستان لتوفير رعاية صحية عالية الجودة (غيتي إيميجز) تقدم ملحوظ

واعتبر المسؤول ذاته أن الإنفاق على صحة الأم والطفل استثمار في رأس المال البشري، وليس تكلفة، مبرزا أن هذا الاستثمار يؤدي إلى التنمية الاقتصادية وبناء مجتمعات أكثر صحة وسعادة.

إعلان

وأشارت المعطيات ذاتها إلى أن باكستان حققت تقدما ملحوظا على مر السنين، إذ تراجع معدل وفيات الأمهات فيها من 276 وفاة لكل 100 ألف ولادة حية في عام 2006 إلى 155 في عام 2024، في حين تراجع معدل وفيات حديثي الولادة من 52 لكل 1000 ولادة حية في عام 2006 إلى 37 في عام 2024، في الوقت الذي انخفض فيه معدل ولادة الأجنة الموتى من 39.8 لكل 1000 ولادة في عام 2000 إلى 27.5 في عام 2024.

غير أن المنظمة ذاتها سجلت، رغم التقدم الحاصل، وجود حاجة ملحة للاستثمار من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030، التي تشمل خفض معدل وفيات الأمهات إلى 70 وفاة لكل 100 ألف ولادة حية، وخفض معدل وفيات المواليد إلى 12 وفاة لكل 1000 ولادة.

مقالات مشابهة

  • الأونروا: الأطفال في غزة يعانون آثاراً مدمرة بسبب إغلاق المعابر
  • الأونروا: بدلاً من الذهاب إلى المدرسة.. “أطفال غزة” يبحثون عن الماء  
  • أطفال جنوب السودان يموتون بعد خفض المساعدات الأمريكية
  • “الأونروا”: أطفال غزة يعانون آثاراً مدمرة نتيجة الحصار ومنع دخول المساعدات
  • د. الهمص: الحرب تقتل أطفال غزة والاحتلال يمنع اللقاحات
  • أطفال من غزة يروون قصص نجاتهم من بين فكي الموت
  • لن تحرك ساكناً.. “أكفان الأطفال” أمام منزل وزير الخارجية البريطاني
  • 675 مولودا جديدا و27 أمّا يموتون يوميا في باكستان
  • أطفال غزة.. ضحية عدوان ومأساة حصار
  • جهاز الإمداد الطبي يوزّع مستلزمات مضخات الأنسولين ضمن خطة دعم المرافق الصحية