حصلت بوابة الفجر الإلكترونية، على عدد من الصور والفيديوهات التي توثق تعديًا على جامع أثري في مركز شبين الكوم في محافظة المنوفية، والذي يعود إلى عصر أسرة محمد علي، وبه العديد من النوادر التي تُعد كنزًا في مجال العمارة والفنون المصرية القادمة لنا من تلك الحقبة. 

بناء من الطوب والأسمنت

وقال مصدر مطلع في وزارة السياحة والآثار إلى الفجر، إن التعدي عبارة عن بناء من الطوب والأسمنت والخرسانة تم بناؤه في حرم الجامع، بل وتم التعدي على حائط الجامع كما توضح الصور، وذلك على الرغم من أن الجامع مسجل كأثر تحت رقم 481 لسنة 2001م، كما تم تحديد حرم تجميل له وهو الأمر الذي يجعل مجرد البناء بجوار الجامع دون ملامسته تعديًا فما بال ونحن نبني على حائط الجامع نفسه.

 

التعدي من إدارة المنطقة

وأشار المصدر إلى أن التعدي لم يأت من جار للجامع أو من أحد المواطنين، بل هي غرفة تم بناؤه وتجهيزها بمعرفة إدارة المنطقة الأثرية كي تكون مقرًا للعاملين، وتم البناء منذ عام تقريبًا.

وأكد المصدر في تصريحاته إلى الفجر، أنه تم الانتهاء من بناء تلك الغرفة بموافقة أحد قيادات المنطقة والآن تتم عملية التشطيب، من تركيب السيراميك والدهانات والأبواب والشبابيك وتمت تلك الأعمال أثناء عمليات الترميم الدقيق للجامع. 

الأضرار الناجمة 

وفي ذات السياق أشار مصدر آخر في تصريحات إلى الفجر، إلى أن ذلك التعدي يؤثر على بانوراما الأثر، ويعتدي على حرم الجامع، كما أنه يعتدي على أحد حوائط الجامع الأثرية، مما يُعد مخالفة صريحة لقرار تسجيل الأثر ولقرار تحديد حرم الأثر ومخالف كذلك لقرار رئيس الوزراء الخاص ببانوراما الأثر، ولمناقصه ترميم الأثر، وكذلك لقرار اللجنة الدائمة في هذا الشأن لأن البناء تم دون علمها. 

رد المنطقة الأثرية

وبالتواصل مع عدد من قيادات الآثار في محافظة المنوفية، حول هذا الشأن قال أحد المصادر، إن الغرفة ليست مقرًا إداريًا كما يدعي البعض وإنما هي «بيارة» لأن الجامع يعاني من المياه الجوفية. 

وردًا على ذلك قال مصدر آخر للفجر، من منطقة آثار المنوفية، إن كلام المسؤولين عن أن تلك الغرفة لعمل بيارة خاصة بالجامع غير صحيح، لأن الغرفة تم تركيب سيراميك وشبابيك «ألوميتال» لها، ولما بلغت الشكاوى مكتب الأمين العام، تم خلع السيراميك والألوميتال مع الإدعاء أن الغرفة تم بناؤها كبيارة. 
 

والسؤال هنا لو كان الجامع يعاني من المياه الجوفية فلماذا تم ردم البيارة الموجودة في صحن الجامع قديما التي كانت تقوم على صرف مياه الوضوء وتم ردمها عند دخول الخدمات إلى الحي «المجاري». 
 

والسؤال الثاني، لماذا لم يتم مخاطبة المسؤولين لشفط هذه المياه الجوفية، علما بأنه كان يتم العمل في أعمال الترميم الدقيق بالجامع، وفجأة تم اكتشاف أن هناك مياه جوفية ويجب بناء غرفة لها. 

رد ثاني من المنطقة الأثرية

وأوضح أحد قيادات منطقة آثار المنوفية، أن المياه الجوفية بالفعل مرتفعة حول الجامع، وتلك الغرفة ما هي إلا بيارة لخفض منسوب تلك المياه، ولكن أصر العاملون هناك على أن تلك المياه ليست جوفية وإنما هي تجمعات مياه تم ملئها تعمدًا أمام لجان المعاينة المختلفة، وتم رفع عدة شكاوى في هذا الشأن إلى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار. 

تساؤلات مشروعة 

وبعد هذا العرض السابق تطرح الفجر التساؤل التالي، وهو أن هناك بالفعل تعد واضح على الجامع العباسي في شبين الكوم يالمنوفية، وسواء ما تم بناؤه كان مقرًا إداريًا أو بيارة، فلماذا هذا الموضع الذي يفسد حرم وبانوراما الأثر، مع العلم أن وزارة السياحة والآثار نفذت عشرات المشروعات لخفض المنسوب أشهرها مشروع منطقة الأهرامات، دون أن يبدو للزائر مثل هذا المبنى القبيح المسئ للآثار المصرية.

خلفية تاريخية

ومنشئ الجامع العباسي هو الخديوي عباس حلمي الثاني عام 1329ه‍ - 1911م، والجامع على طراز المساجد المغلقة، له صحن منخفض وشخشيخة تغطي الصحن، ويحيط بالصحن 4 أروقة اكبرها رواق القبلة ويحمل سقفه 15 عمودًا من الرخام الإيطالي. 
 

ويضم الجامع عددًا التحف الأثرية النادرة منها نجف كريستال نقي، ومشكاوات، ومنبر ودكة مبلغ من الرخام، ويُعد منبر الجامع تحفة اثرية نادرة يبلغ ارتفاعه 5 متر وله 8 دعامات حجرية ومزخرف بالنقوش، والمنبر ودكة المبلغ من الرخام التركي المستورد ويحملان عمل تركيا القديم. 

4c91fd82-9e78-4e80-badb-f31431bc1f41 5e6f81c6-15a3-492f-a57d-41b2760232c1 8aa71904-2abc-43e3-b042-0b21054ab5a5 9cbe7ecc-9145-4d76-af0c-aa9893d689cf 597dd69d-053b-4e93-af41-899024f24b8e 602cea50-8ba9-4efb-ae6c-b8163991874e c32a8979-dfb1-4952-93d1-fc878cd36fa4 c601f437-547d-471c-a0f8-3c06b9a5cb22 Capture d8f28f06-290d-4524-a9db-db680c19f033

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: طوب أسمنت المنوفيه آثار المنوفية تعدي جامع أثري شبين الكوم المیاه الجوفیة

إقرأ أيضاً:

أمطار غزيرة في المنوفية .. وطوارئ لسحب تجمعات المياه .. صور

شهدت محافظة المنوفية اليوم سقوط أمطار علي عدد من المراكز بالمحافظة.

وشدد اللواء إبراهيم أبو ليمون محافظ المنوفية على التعامل الفورى وشفط كافة تجمعات مياه الأمطار بنطاق المراكز والمدن التي شهدت اليوم سقوط الأمطار بها  بالتنسيق مع شركة مياه الشرب والصرف الصحي ، موجهاً رؤساء الوحدات المحلية برفع درجة الاستعداد التام واستمرار جاهزية جميع الأفراد والسيارات والمعدات للتعامل اللحظي مع المواقف الطارئة واتخاذ الإجراءات العاجلة في هذا الشأن .

وشدد محافظ المنوفية علي رؤساء الوحدات المحلية بنطاق المحافظة بضرورة اليقظة التامة ورفع حالة التأهب القصوى للتعامل مع موجة الأمطار ، وكذا التواجد الميداني علي مدار الساعة لمتابعة عمليات شفط المياه وتمركز سيارات الشفط والمعدات في الأماكن التي ستتعرض لتراكمات المياه لسرعة شفطها والحد من الأثار الناجمة وعدم تعطيل الحركة المرورية بالشوارع .
وأكد محافظ المنوفية حرصه علي المتابعة المستمرة لتداعيات موجه الطقس بنطاق المحافظة وذلك من خلال مركز سيطرة الشبكة الوطنية الموحدة للطوارئ والسلامة العامة بالديوان العام  للوقوف علي الحالة العامة ، فضلاً عن متابعة جهود الوحدات المحلية في شفط تراكمات مياه الأمطار بكافة الطرق والشوارع والميادين لتسهيل الحركة المرورية للمركبات .

مقالات مشابهة

  • أغلى غرفة فندقية في العالم بـ دبي.. لن تصدق سعر الإقامة في الليلة
  • غرفة دمياط: دعم جميع المُصنعين وتجار الأثاث من خلال خطة متكاملة في 2025
  • انعقاد غرفة الطوارئ المركزية لهيئة الرعاية الصحية فرع بورسعيد لمتابعة استعدادات احتفالات أعياد الميلاد المجيد 2025
  • انطلاق غرفة عمليات مركزية لإدارة الأزمات والطوارئ بأسوان
  • أسوان تعزز منظومة الاستجابة السريعة بإنشاء غرفة عمليات مركزية
  • «الرعاية الصحية» تعلن انطلاق غرفة عمليات مركزية لإدارة الأزمات والطوارئ بأسوان
  • الرعاية الصحية تعلن انطلاق غرفة عمليات مركزية لإدارة الأزمات والطوارئ بأسوان
  • أمطار غزيرة في المنوفية .. وطوارئ لسحب تجمعات المياه .. صور
  • تأجيل أعمال غسيل شبكات المياه في المنوفية للأسبوع الجارى