الأمم المتّحدة تندّد بالقصف الروسي الشنيع لمدينة تشيرنيغيف الأوكرانية
تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT
عواصم " وكالات ": تعرّض وسط مدينة تشيرنيغيف في شمال أوكرانيا لقصف روسي أسفر بحسب كييف عن مقتل سبعة أشخاص واصابة 110وأتى بُعيد اجتماع عقده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع قادة الجيش.
من جهته، أعلن الجيش الروسي "القضاء" على 150 جنديا أوكرانيا حاولوا عبور نهر دنيبرو الذي يشكّل خط الجبهة في جنوب أوكرانيا حيث تسعى قوات كييف لاختراق دفاعات موسكو.
وكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على تلغرام "أصاب صاروخ روسي وسط المدينة في تشيرنيغيف"، مضيفا "أصيبت ساحة وجامعة بوليتكنيك ومسرح. يوم سبت عاديّ حوّلته روسيا إلى يوم ألم وخسائر. هناك قتلى وجرحى".
أسفر الهجوم عن مقتل سبعة أشخاص على الأقل و110 جرحى، بحسب حصيلة أوردها السبت رئيس البلدية بالنيابة.
وقال أولكسندر لوماكو عبر تلغرام "اصيب 117 شخصًا في الهجوم الإرهابي في وسط مدينة تشيرنيغوف قضى سبعة منهم".
فاجأ القصف سكان هذه المدينة التي بقيت بمنأى عن الهجمات الواسعة النطاق خلال الأشهر الأخيرة، بعدما حاصرتها القوات الروسية لفترة وجيزة في بدء الحرب في فبراير 2022.
قالت إيرينا، وهي نادلة تبلغ 24 عامًا، "ما زلت في حالة صدمة لأن ذلك لم يحدث منذ فترة طويلة".
واوضحت "اعتقدنا أن شرفة انهارت. ولكن عندما خرجنا، وجدنا أن الواجهة تحطمت وكان هناك دخان، والناس يتراكضون وهم يبكون أو يئنون".
واوردت فيكتوريا مديرة المقهى "نحن في حالة حرب، وللأسف لم ينته الأمر".
جرى القصف بعدما أعلنت كييف هذا الاسبوع إحراز تقدّم محدود في شرق البلاد وجنوبها في إطار هجومها المضاد لتحرير المناطق التي تسيطر عليها روسيا، وبعدما أعطت واشنطن الجمعة الضوء الأخضر للدنمارك وهولندا لإرسال مقاتلات أميركية من طراز إف-16 إلى أوكرانيا.
كما يأتي فيما يقوم زيلينسكي بزيارة للسويد، الدولة التي قدمت آلاف الأسلحة المضادة للدبابات لكييف والتي باتت على وشك الانضمام إلى الحلف الأطلسي.
وتركز المناقشات مع رئيس الوزراء أولف كريسترسون على "التعاون في مجال الدفاع" ولا سيما تسليم محتمل لمركبات المشاة القتالية السويدية من طراز "CV-90s"، وفق ما أوضح الرئيس الأوكراني على تلغرام.
وقد تعرضت مدينة تشيرنيغيف للقصف بُعيد اجتماع أعلنه الكرملين صباح امس السبت بين فلاديمير بوتين وقادة الهجوم في أوكرانيا في مدينة روستوف أون دون في جنوب روسيا، قرب الحدود الأوكرانية.
ولم توضح موسكو متى عُقد الاجتماع لكنّ صورا نشرتها وسائل الإعلام الرسمية أظهرت أنه عقد خلال الليل.
بوتين يجمع مع القادة العسكريين
وأفاد الكرملين في بيان أنّ "بوتين عقد اجتماعاً في المقرّ العام للعملية العسكرية الخاصة في روستوف أون دون".
وأضاف أنّ "الرئيس استمع إلى تقارير رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الروسية فاليري غيراسيموف وقادة قطاعات ومسؤولين آخرين".
وروستوف أون دون القريبة من الحدود الأوكرانية هي مقر قيادة عمليات القوات الروسية في أوكرانيا.
وكانت المدينة في يونيو مسرحاً لتمرد خاضته مجموعة المرتزقة فاغنر بقيادة يفغيني بريغوجين وسيطرت خلاله لفترة وجيزة على المقر العام للجيش قبل أن توقف حركتها.
وبثّت وكالة ريا نوفوستي للأنباء مقطع فيديو يظهر فيه بوتين خارجاً من سيارة جيب خلال الليل قبل أن يستقبله الجنرال غيراسيموف الذي قلّما ظهر علنا منذ محاولة التمرد التي استهدفته تحديدا. كما أن بوتين نادرا ما يزور المناطق القريبة من الجبهة.
من جهة اخرى، أعلن الجانبان امس التصدّي لهجمات بمسيرات، في وقت تزيد كييف تلك الهجمات على الأراضي الروسية في إطار الهجوم المضادّ الذي تشنّه منذ مطلع يونيو لتحرير أراضيها من القوات الروسية.
وقال الجيش الروسي إنه أحبط هجوما أوكرانيا بطائرة مسيرة على مطار عسكري في منطقة نوفغورود الواقعة بين موسكو وسان بطرسبرغ والتي لم يسبق أن استُهدفت، والتصدي لمسيرة أخرى استهدفت موسكو ومحيطها.
واوضح في بيان "أن قوات الدفاع الجوية... تصدت لهجوم بطائرة مسيّرة" مشيرا إلى أنها "تحطّمت في منطقة مهجورة بالقرب من بوتيلكوفو"، في الضاحية الشمالية الغربية لموسكو. وأضاف "لم تقع إصابات أو أضرار".
من جانبها، أعلنت القوات المسلّحة الأوكرانية صباح السبت إسقاط "15 طائرة مسيرة" روسية خلال الليل.
وكتب سلاح الجو على تلغرام أن القوات الروسية "شنّت هجوما من الشمال بطائرات هجومية من طراز شاهد 136/131، أُطلق خلاله ما مجموعه 17 مسيّرة هجومية من منطقة كورسك".
كما أعلن الجيش الروسي امس السبت إحباط هجوم أوكراني بواسطة صاروخ مضاد للطائرات من منظومة إس-200 للدفاع الجوي استخدم لضرب أراضي القرم.
الأمم المتّحدة تندّد بالقصف الروسي لمدينة تشيرنيغيف
من جهتها، ندّدت الأمم المتّحدة امس السبت بالهجوم الروسي الذي استهدف مدنيّين في وسط مدينة تشيرنيغيف بشمال أوكرانيا، مخلّفاً سبعة قتلى على الأقلّ و110 جرحى بحسب السلطات المحلية.
وقالت المنسّقة الانسانية للأمم المتحدة في أوكرانيا دونيز براون في بيان "من الشنيع مهاجمة الساحة الرئيسية لمدينة كبيرة، صباحاً، فيما الناس يتنزّهون، ويتوجّه بعضهم إلى الكنيسة لإحياء مناسبة دينية".
واضافت المسؤولة الأممية "أدين هذا المشهد المتكرّر للضربات الروسية على مناطق مأهولة في أوكرانيا، متسبّبة بسقوط قتلى وتدمير كبير وحاجات إنسانية متنامية".
وتابعت براون "يجب أن يتوقف ذلك".
وجاء تصريحها بعد بضع ساعات من هذا القصف الروسي الدامي على المدينة الواقعة في شمال أوكرانيا.
والهجوم الصاروخي الذي وقع صباحاً أسفر عن مقتل سبعة أشخاص على الأقل وإصابة 110 آخرين في تشيرنيغيف التي تبعد حوالى 100كلم من الحدود مع روسيا.
زيلينسكي يطلب من السويد مقاتلات جريبين
وفي سياق آخر، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي امس السبت إن أوكرانيا بدأت مباحثات مع السويد بشأن إمكانية تسلم طائرات (جريبين) المقاتلة لتعزيز دفاعاتها الجوية، وذلك بعد اجتماع مع رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترشون.
وزيارة زيلينسكي إلى السويد هي الأولى منذ بدء الحرب الروسية الاوكرانية في فبراير 2022، وتأتي المحادثات حول الحصول على مقاتلات جريبين، التي يصفها زيلينسكي بأنها محادثات مبدئية، عقب موافقة الولايات المتحدة على إرسال الدنمرك وهولندا مقاتلات إف-16 إلى أوكرانيا.
وقال زيلينسكي في إفادة صحفية مشتركة مع كريسترشون "ناقشنا اليوم بالتفصيل الخطوات المستقبلية المتعلقة بإمكانية فتح موضوع تسلم مقاتلات جريبين السويدية"، مضيفا أن المسألة ستكون موضع تركيز اجتماعاته مع مسؤولين سويديين آخرين.
وقالت حكومة السويد في يونيو إنها ستقدم لطيارين أوكرانيين فرصة اختبار طائرات جريبين المقاتلة من تصنيع شركة ساب السويدية، لكنها قالت أيضا إنها في حاجة إلى استخدام جميع طائراتها في الدفاع عن الأراضي السويدية.
وقال زيلينسكي أيضا اليوم السبت إن طيارين أوكرانيين بدأوا بالفعل التدريب على الطائرات.
ولم يذكر كريسترشون طائرات جريبين في تعليقاته، لكنه ندد بهجوم صاروخي روسي على مدينة تشيرنيهيف الأوكرانية أودى بحياة سبعة أشخاص وألحق إصابات بتسعين آخرين اليوم السبت.
وقال كريسترشون "يزيد ذلك فحسب من ضرورة أن ندعمكم في معاناتكم كلها".
ووقعت أوكرانيا والسويد أيضا اتفاقا سيشهد بدء أوكرانيا تصنيع مركبات (سي.في90) القتالية السويدية.
وأفاد بيان صادر عن الحكومة السويدية بأن زيلينسكي من المقرر أن يلتقي أيضا مع رئيس البرلمان والقائد الأعلى للقوات المسلحة وزعماء الأحزاب الرئيسية في السويد.
وتقدم السويد مساعدات للجهود الأوكرانية في الحرب وتمدها بأسلحة مثل الدبابات والأنظمة المضادة للطائرات والمركبات القتالية المدرعة للمشاة.
وقال بول يونسون وزير الدفاع السويدي الأسبوع الماضي إن البلاد تعتزم تقديم حزمة مساعدات عسكرية جديدة إلى أوكرانيا بقيمة 313.5 مليون دولار، وتشمل بشكل أساسي ذخائر وقطع غيار لنظم الأسلحة التي تم إرسالها في وقت سابق.
وستكون هذه الحزمة الثالثة عشر التي ترسلها السويد إلى أوكرانيا منذ بدء الحرب، ويرفع ذلك إجمالي قيمة المساعدات العسكرية التي قدمتها إلى كييف إلى ما يزيد عن 1.8 مليار دولار.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: القوات الروسیة إلى أوکرانیا فی أوکرانیا سبعة أشخاص امس السبت
إقرأ أيضاً:
الكشف عن الوحدة السرية الجديدة التي ستقود حرب الظل الروسية ضد الغرب
كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن قيام أجهزة الاستخبارات الروسية بإنشاء وحدة سرية جديدة مهمتها قيادة حرب الظل ضد الغرب عبر استهدافه بهجمات سرية في جميع أنحاء أوروبا وأماكن أخرى.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين استخباراتيين غربيين القول إن مهمات الوحدة الجديدة تشمل التخطيط لعمليات اغتيال وتخريب واستهداف طائرات بعبوات حارقة.
وتُعرف الوحدة باسم “إدارة المهام الخاصة”، ويقع مقرها داخل مبنى الاستخبارات العسكرية الروسية في ضواحي موسكو.
وجرى تأسيس الوحدة في عام 2023 ردا على الدعم الغربي لأوكرانيا، وتضم قدامى المحاربين الذين نفذوا بعض العمليات السرية الأكثر جرأة لروسيا في السنوات الأخيرة، وفقا لاثنين من رؤساء أجهزة استخبارات أوروبية ومسؤولين أمنيين من الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا.
ويعتقد هؤلاء أن الإدارة الجديدة، المعروفة اختصارا باسم “إس إس دي” تقف وراء مجموعة من الهجمات الأخيرة ضد الغرب، بما في ذلك محاولة قتل الرئيس التنفيذي لشركة أسلحة ألمانية زودت أوكرانيا بعتاد ومخطط لوضع أجهزة حارقة على طائرات تستخدمها شركة الشحن “دي إتش إل”.
ووفقا للمسؤولين الاستخباراتيين الغربيين فإن المهام الثلاثة الرئيسية للإدارة الجديدة تتمثل في تنفيذ عمليات اغتيال وتخريب في الخارج، واختراق الشركات والجامعات الغربية، وتجنيد وتدريب العملاء الأجانب.
ويشرف رجلان على عمل الإدارة الجديدة هما الجنرال كولونيل أندريه فلاديميروفيتش أفيريانوف ونائبه اللواء إيفان سيرجيفيتش كاسيانينكو.
ويُعتبر أفيريانوف، وهو محارب قديم شارك في حرب الشيشان، مطلوبا من قبل الشرطة التشيكية للاشتباه في دوره في عملية تفجير مستودع للذخيرة في عام 2014 وأسفرت عن مقتل شخصين.
ومنح الرئيس فلاديمير بوتين أفيريانوف أعلى وسام في روسيا، بعد مشاركته في عمليات احتلال وضم شبه جزيرة القرم من أوكرانيا.
ويعتقد مسؤولون استخباراتيون غربيون أن نائبه، كاسيانينكو، نسق عملية تسميم العميل البريطاني سيرغي سكريبال وابنته يوليا في المملكة المتحدة في عام 2018.
ويشمل دور كاسيانينكو الإشراف على العمليات السرية في أوروبا والسيطرة على عمليات مجموعة فاغنر شبه العسكرية في أفريقيا بعد مقتل مؤسسها يفغيني بريغوجين في عام 2023.
ويتحدر كاسيانينكو (50 عاما) من كازاخستان، وانضم إلى الاستخبارات العسكرية الروسية، بعد خدمته في القوات الجوية الروسية.
يتحدث كاسيانينكو الفارسية، وكان قد عمل سابقا في طهران تحت غطاء منصب دبلوماسي.
ووفقا لمسؤولين استخباراتيين أوروبيين، شارك كاسيانينكو مؤخرا في تسهيل نقل المهارات والتكنولوجيا من روسيا إلى إيران