الولايات المتحدة – وجد باحثون أن معظم الرئيسيات قبل 60 مليون سنة كانت تلد توائم بشكل تلقائي، لكن، مع مرور الوقت، توقفت هذه الثدييات عن ذلك لإتاحة المجال لتطور ميزات ساعدت على تحسين فرص البقاء والنمو

وتعد الرئيسيات إحدى رتب التصنيف العلمي في عالم الحيوان، وتشمل الليموريات وقردة العالم القديم والجديد.

وأجرت مجموعة من الباحثين من جامعة واشنطن الغربية وجامعة ييل تحقيقا شاملا حول حجم الولادات في عائلة الثدييات هذه بهدف دعم دراسات تتعلق بحجم الدماغ البشري.

ومن خلال فحص مكثف ودراسة دقيقة، تمكن الباحثون من دحض الفكرة السائدة التي تشير إلى أن الرئيسيات مثل الليمور، واللوريس، والتامارين، والمارموسيت، التي تلد توائم أو ثلاثيات، كانت استثناء من القاعدة العامة.

وأظهرت الدراسات أن الرئيسيات في الماضي البعيد كانت تلد توائم بشكل طبيعي. واكتشف الباحثون أن التحول في حجم الولادة لدى الرئيسيات، حين بدأت تلد طفلا واحدا فقط، تزامن مع فترة زيادة حجم الدماغ لدى هذه الكائنات.

وقد أشار الباحثون إلى أن هذه التغيرات كانت مرتبطة بفترة زمنية شهدت تطورات كبيرة في حجم الدماغ والقدرة على التعلم.

وقال الباحثان الرئيسيان، جاك مكبرايد وتيسلا مونسون، إن دراستهم توفر أدلة جديدة لفهم كيف يمكن أن تؤثر خصائص الحياة مثل حجم الولادة على تطور الأنواع الحية.

وفي دراستهم، قاموا باستخدام خوارزميات رياضية لدراسة نمط حجم الولادات عبر 1000 نوع من الثدييات.

وبالاعتماد على بيانات حية ودراسات مفصلة لحجم الجسم وفترة الحمل من قواعد البيانات العامة، وجد الفريق أن الحمل التوأمي (أي الحمل بتوأمين أو ثلاث توائم) يرتبط عادة بحجم صغير للجسم والدماغ، وفترة حمل قصيرة، ونمو سريع، وهو ما جعل الثدييات، تميل إلى إنجاب نسل واحد.

وبالمقارنة مع الرئيسيات، فإن البشر أصبحوا يميلون إلى إنجاب طفل واحد، مع فترة حمل أطول، ونمو بطيء، لضمان نمو أدمغة وأجسام أكبر. وهذا التغيير في استراتيجية الإنجاب كان له تأثير كبير على تطور البشر، حيث سمح بتطور دماغ أكثر تعقيدا ساعد على تعزيز القدرة على التعلم واكتساب المهارات المعقدة.

ووجد الباحثون أن هذا التحول نحو إنجاب طفل واحد، ذاك الذي حدث قبل نحو 50 مليون سنة، كان أكثر فائدة للبقاء على قيد الحياة والتطور بشكل عام مقارنة بإنجاب التوائم.

وعلى الرغم من أن التوائم كانت هي القاعدة في الماضي البعيد، إلا أن التغيرات البيئية والوراثية قد أدت إلى تفضيل إنجاب طفل واحد على مر العصور.

نشرت هذه الدراسة في المجلة العلمية Humans.

المصدر: Interesting Engineering

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

إقرأ أيضاً:

"الأرجواني" ليس موجودا.. كيف يخلق الدماغ هذا اللون؟

قد يصاب عشاق اللون الأرجواني بالدهشة بعد أن كشف علماء حديثا أن لونهم المفضل ليس إلا خدعة من الدماغ البشري، حيث أظهرت الدراسة أن اللون الأرجواني لا يوجد في الواقع كما نعتقد، بل هو نتيجة تفاعل معقد بين العين والدماغ.

ووفقا للبحث، عندما تتعرض العين لموجات الضوء الحمراء والزرقاء في نفس الوقت، يحدث ارتباك بين هذه الموجات لأنهما يقعان في أطراف الطيف الضوئي المرئي، وللتغلب على هذا الارتباك، يقوم الدماغ بدمج الأزرق والأحمر ليخلق ما نراه كالأرجواني.

ورغم أن هذا اللون يبدو "حقيقيا" في نظرنا، إلا أنه في الواقع مجرد تفسير دماغي للموجات الضوئية المتضاربة.

هذا الاستنتاج يسلط الضوء على كيفية تفاعل دماغنا مع الضوء ليخلق الألوان التي نراها.

الأرجوني في قوس قزح 

وعادة ما يستخدم الاختصار ROYGBIV للإشارة إلى ألوان قوس قزح السبعة: الأحمر، البرتقالي، الأصفر، الأخضر، الأزرق، النيلي والبنفسجي. لكن اللون الأرجواني لا يدرج ضمن هذه الألوان، رغم أن مصطلح "البنفسجي" غالبا ما يرتبط به.

في الحقيقة، يشير اللون البنفسجي إلى الأطوال الموجية القصيرة في الطيف، مثل تلك التي تسبب حروق الشمس (الأشعة فوق البنفسجية). لكن الدماغ يتعامل مع اللون الأرجواني بشكل مختلف، حيث لا يمثل هذا اللون مزيجا طبيعيا من الألوان كما يحدث مع الألوان الأخرى.

كيف يظهر "الأرجواني "

وعند دخول الضوء إلى العين، يتفاعل مع خلايا متخصصة تسمى المخاريط، والتي تساهم في إدراك الألوان.

وهناك 3  أنواع من المخاريط، أحدها يختص بالأزرق والبنفسجي، والآخر بالأخضر والأصفر، وآخر بالأحمر والبرتقالي، ويعمل الدماغ على تحليل إشارات هذه المخاريط لتحديد اللون الذي نراه.

وعندما يتعرض الدماغ لمزيج من الأحمر والأزرق في نفس الوقت، يحدث تداخل بين المخاريط الخاصة بكل لون، وللتغلب على هذا التداخل، يقوم الدماغ "بتدوير" الطيف الضوئي لتشكيل دائرة، ما يؤدي إلى ظهور اللون الأرجواني.

وبناء على هذه الآلية، وصل الباحثون إلى أن اللون الأرجواني ليس لونا حقيقيا في الطبيعة، بل هو مجرد نتاج تفاعل معقد بين الضوء والدماغ.

مقالات مشابهة

  • دراسة تكشف عن علاقة بين إصابات الجلد وحساسية الطعام
  • بدون مسكنات.. حل فعّال وغير مألوف للتخلص من آلام الظهر
  • فناء كوكب داخل نجمه بطريقة مدهشة.. تلسكوب «جيمس ويب» يكشف التفاصيل!
  • النمر: علامة فرانك طبيعية في كبار السن إذا كانت في جانب واحد
  • 3 عادات سيئة تضعف الذاكرة
  • "الأرجواني" ليس موجودا.. كيف يخلق الدماغ هذا اللون؟
  • موافى: الطحال قد يكون سببا للإصابة بالأنيميا إذا نشط أكثر من اللازم
  • تطور طقس مسحة المرضى في التقليد الكنسي.. من رشمٍ واحد إلى طقس رمزي متكامل
  • باحثون يكتشفون طريقة للتنبؤ بنجاح علاج مرض الجلد الطفيلي
  • دراسة طبية: الرمان يُكافح أمراض الشيخوخة