على الساحة الرقمية.. تعرف على حرب أخرى مستعرة بين روسيا والغرب
تاريخ النشر: 7th, January 2025 GMT
تستعر حاليا حرب بين روسيا والغرب لا تقل ضراوة عن الحرب العسكرية، لكن ميدانها الإعلام وأدواتها الإنترنت، فلم تكتف روسيا باختراق مواقع لوسائل إعلام ووزارات غربية كبيرة، بل تسعى لتجنيد جيش من صانعي المحتوى الأوروبيين تزوده بآخر تقنيات الذكاء الاصطناعي والروبوتات الإلكترونية.
لقد استطاعت الدعاية الروسية مؤخرا انتحال صفات وسائل إعلام غربية معروفة تجاوزت الـ17 وسيلة من بينها صحيفة "غارديان" البريطانية و"ديرشبيغل" الألمانية، كما انتحلت صفات جهات رسمية مثل حلف شمال الأطلسي (الناتو) والشرطة الألمانية ووزارة الخارجية الفرنسية والناطق باسم البيت الأبيض.
ووفقا لتقارير استخباراتية غربية استطاعت روسيا عبر كل تلك العناوين بث رسائل مختلفة إلى الجماهير الأوروبية -والغربية عموما- تتعلق أحيانا بالمساعدات المقدمة لأوكرانيا، وأحيانا باحتجاجات المزارعين وتارة بالحرب في غزة، ومرة بأولمبياد باريس.
بَيد أن ما يؤرق أوروبا حاليا هو تركيز روسيا على مواقع التواصل الاجتماعي وتجنيد المؤثرين وصناع المحتوى الأوروبيين لصالح دعايتها للتأثير في الرأي العام الأوروبي.
كشف تحقيق نشرته صحيفة لوموند الفرنسية في 18 ديسمبر/كانون الثاني الجاري أن روسيا طورت أساليب حربها الإعلامية مع الغرب، من عمليات اختراق المواقع وزرع العملاء إلى التواصل المباشر مع صناع المحتوى من مغردين ومدونين ويوتيوبريين وكل المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي.
إعلانونقلت الصحيفة عن مصادر داخل أجهزة المخابرات الفرنسية أن مقربين من الكرملين تواصلوا مع أكثر من ألفي منتج محتوى أوروبي، وأن حوالي 20 من هؤلاء، من بينهم 9 فرنسيين، قبلوا الدخول في صفقة مع الكرملين لنشر الدعاية المؤيدة لروسيا.
ويضيف التحقيق أن فرنسا رصدت عمليات تلاعب واسعة النطاق على شبكات التواصل، انطلقت في ربيع عام 2022، أي بعد وقت قصير من الغزو الروسي لأوكرانيا، وكانت تلك العمليات تهدف إلى تخويف الرأي العام الأوروبي بشأن تداعيات التدخل الغربي في ما يجري في أوكرانيا.
ووفقا لصحيفة لوموند، فقد دفع مقربون من الكرملين أموالا لنحو 20 مؤثرا -يستخدمون منصتي "تيك توك" و"إنستغرام"ـ في عدة دول أوروبية مقابل نشر مقاطع فيديو تستخدم عناصر من الدعاية الروسية، وتتناول بالخصوص قوة جيش الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وخطورة نشوب حرب عالمية بسبب تورط حلفاء أوكرانيا في الصراع.
وحسب الصحيفة فإن المؤثرين الذين جندتهم روسيا يتوزعون بين إسبانيا وألمانيا والمملكة المتحدة وإيطاليا وفرنسا ونشروا مقاطع فيديو مقابل أموال لم يكشف عن حجمها.
وقالت صحيفة "لوموند" إن مصادر الاستخبارات الفرنسية كشفت لها عن بعض الشخصيات المؤثرة في فرنسا استطاع الروسيون تجنيدها ودفعوا لها الأموال مقابل نشر مقاطع الفيديو لصالح الدعاية الروسية، مضيفة أن بعض هذه المقاطع تم تصويره في جنوب فرنسا، ووصل عدد مشاركات واحد من تلك المقاطع أكثر من 6 ملايين مشاركة.
وبالتزامن مع نشر تقرير صحيفة لوموند أعلن وزير الخارجية الفرنسية جان نويل بارو يوم الأربعاء 18 ديسمبر/كانون الأول أن لدى حكومته معلومات تؤكد تلاعب روسيا بالمؤثرين في عدد من الدول الأوروبية، بما في ذلك فرنسا، وأن التحقيقات جارية حول الموضوع.
ودعا بارو مُنشئي المحتوى وكل مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي إلى توخي الحذر الشديد فيما يتداولون لما قد يترتب عليه من تأثير على الرأي العام وما ينجم عن ذلك من تهديدات للأمن القومي الأوروبي.
في دراسة نشرتها شبكة "إن بي آر" الأميركية بعنوان "هكذا تبدو الدعاية الروسية في عام 2024" تعتبر الكاتبة شانون بوند أن حسابات وسائل التواصل الاجتماعي المؤيدة لروسيا تقوم بتضخيم القصص المتعلقة بمواضيع سياسية مثيرة للانقسام مثل الهجرة والاحتجاجات في المؤسسات الجامعية بشأن الحرب في غزة.
إعلانوحسب الدراسة فإن عام 2024 شهد تزايد الدعاية الروسية الموجهة للغرب باعتباره عاما انتخابيا مزدحما، حيث استهدفت تلك الدعاية الانتخابات الأميركية والانتخابات في أوروبا وأولمبياد باريس، وفقًا لمسؤولي الاستخبارات وباحثي الإنترنت وشركات التكنولوجيا.
فقد صرحت مديرة الاستخبارات الأميركية أفريل هينز في مايو/أيار الماضي في إحاطة أمام مجلس الشيوخ أن روسيا تمثل التهديد الأجنبي الأكثر نشاطًا للانتخابات الأميركية.
وبحسب بوند، فإن عمليات التدخل المرتبطة بروسيا تتخذ أساليب مختلفة وتسعى لتسخير أدوات الذكاء الاصطناعي الجديدة لاستهداف مواضيع متعددة، رغم أنها تحمل سمات متسقة وتصب في بوتقة واحدة، ومن بين أهداف الدعاية الروسية:
العمل على تآكل الدعم لأوكرانيا. تشويه سمعة المؤسسات الديمقراطية. التأثير على الناخبين لتغيير ولاءاتهم. تشويه سمعة المسؤولين الغربيين. الاستفادة من الانقسامات السياسية القائمة. العمل على تشكيل طبقة سياسية موالية لروسيا.يؤكد الباحثون أن روسيا تستخدم تكتيكات مختلفة في غزوها الرقمي للمجتمعات الغربية ومن ذلك:
شبكات دعاية متعددة المهام مثل "دابلغينغر" (Doppelganger)وفقا للباحثة شانون بوند، فإن هذه الشبكة "دابلغينغر" (Doppelganger) عبارة عن مجموعة من الحسابات ومواقع الأخبار المزيفة مربوطة بشكل مباشر بالكرملين الذي يعتمد جهاز تأثير ضخم متعدد الوسائط، يتكون من أجهزته الاستخباراتية والجهات السيبرانية الفاعلة ووكلاء وسائل الإعلام الحكومية ومتصيدي وسائل التواصل الاجتماعي لضخ الدعاية وغسيل المقالات الإخبارية المزيفة والمضللة وتوزيع نظريات المؤامرة.
واستطاعت الشبكة انتحال تصاميم وأسماء نطاقات وسائل إعلام غربية كبيرة مثل غارديان ودير شبيغل وواشنطن بوست، كما انتحلت صفة الناتو والحكومتين البولندية والأوكرانية والشرطة الألمانية ووزارة الخارجية الفرنسية.
إعلانكما قامت هذه الشبكة بتشغيل حسابات وهمية على مواقع التواصل الاجتماعي، واشترت إعلانات على موقع فيسبوك تستهدف الجماهير الأوروبية خصوصا الفرنسية والألمانية عبر رسائل تهدف لتضخيم المساعدات المقدمة لأوكرانيا، وإذكاء احتجاجات المزارعين.
واستهدفت تلك الشبكة أولمبياد باريس عبر مواقع إخبارية مزيفة تستخدم اللغة الفرنسية لنشر مزاعم تتعلق بفساد الهيئة المنظمة للألعاب والتحذير من أعمال عنف محتملة أثناء الأولمبياد.
يتم تضخيم حجم المنشورات والمقالات والمواقع الإلكترونية التي تنتجها الدعاية المرتبطة بروسيا من خلال الذكاء الاصطناعي، وهو عنصر جديد كثفت الدعاية الروسية استخدامه خلال عام 2024.
ووفقًا لتحقيقات حديثة لشركات "مايكروسوفت" و"ميتا" و"أوبن أول" فقد بدأت حملات التأثير التي تتخذ من روسيا منطلقا لها استخدام الذكاء الاصطناعي في محاولاتها للتلاعب بالرأي العام الغربي وتشكيل مواقفه السياسة، فقد استخدمته لترجمة المقالات إلى لغات أخرى وإنشاء منشورات وتعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي، كما استخدمته لتزييف صوت الممثل توم كروز وهو يروي فيلمًا وثائقيًا مزيفًا على منصة نت فليكس ينتقد اللجنة الأولمبية الدولية.
واستخدمت الدعاية الروسية الذكاء الاصطناعي لإنشاء فيديو للمتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، حيث تم تزوير أسئلة المراسلين ورد ميلر حول السياسة الأميركية في حرب أوكرانيا، وانتشر الفيديو على قنوات تليغرام الروسية ووزعته وسائل إعلام حكومية روسية، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز.
وتزداد خطورة استخدام الذكاء الاصطناعي عندما يتعلق الأمر بالتشويش على الانتخابات، حيث يكون الجميع بما في ذلك الفاعلون السياسيون والناخبون ووسائل الإعلام ورواد شبكات التواصل يتسابقون لمواكبة التطورات.
إعلان المواقع النائمة: تستغل الحملات المرتبطة بروسيا مواقع الويب لبناء جمهور على فترات طويلة، من خلال منشورات لا تمت في البداية بصلة للموضوع المستهدف، غير أنها ستتحول إلى عمليات تضليل في وقت محدد. التلاعب بوسائل التواصل الاجتماعي: تُستخدم المنصات لتضخيم المعلومات المضللة من خلال حملات منسقة وحسابات زائفة وروبوتات آلية. الهجمات الإلكترونية والقرصنة: إلى جانب خروقات البيانات لسرقة المعلومات، تعمل هذه الهجمات على تعطيل الاتصالات وتقويض العمليات الديمقراطية. الربط المكثف: حسب تحقيقات شركات المعلومات فإن من بين الأساليب التي تستخدمها الدعاية الروسية عملية ربط مكثفة لمشاكل سياسية في بلد معين بما يحدث في أوكرانيا، حيث ترسخ الدعاية في أذهان المتلقين أن تلك المشاكل ذات صلة بطريقة ما بدعم تلك الدولة لأوكرانيا. التأثير بالكلاب: أعطى تقرير لموقع لاكروا الفرنسي -نشر في مارس/آذار الماضي- نماذج من مقاطع الفيديو التي تبثها موسكو في دعايتها على الإنترنت ومن ذلك مقطع انتشر بشكل واسع بين مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي في أوروبا يدين ما يصفه رهاب روسيا الذي وقع العديد من الأوروبيين ضحايا له منذ بداية الحرب في أوكرانيا.ويصور مقطع الفيديو -الذي تم بثه في 21 مارس/آذار الماضي من قبل العديد من السفارات الروسية حول العالم- لقاء بين أصدقاء حيث يحضر كل واحد منهم ومعه كلبه، لكن الوافد الأخير الذي يرافقه كلبه الهاسكي السيبيري يتم إبعاده عند المدخل بسبب رهاب الآخرين من روسيا، وينتهي مقطع الفيديو بعبارة "أوقفوا كراهية الروس".
وهنا سألت الصحيفة في تقريرها أستاذ علوم المعلومات في جامعة بانثيون أرنود ميرسييه، هل من الممكن التأثير على الرأي العام بالكلاب؟ فأجاب أن الأمر يتوقف على معرفة من تريد إقناعه، ففي فرنسا مثلا لا يزال هناك من يحافظ -بفعل العلاقات الأيديولوجية مع اليمين المتطرف أو بسبب الكراهية للولايات المتحدة- على شكل من أشكال الدعم لروسيا، وبالفعل فإن العديد من الفرنسيين تأثروا بهذا المقطع وأعادوا نشره، وغيرهم كثير خصوصا الذين يؤمنون بنظريات المؤامرة فيتفاعلون بنشاط مع هذا النوع من عناصر الدعاية.
منذ بدء الحرب في أوكرانيا، أعلن الاتحاد الأوروبي حظر نشر وبث وسائل الإعلام الروسية خصوصا محطة "آر تي" و"سبوتنيك" و"فواس أوف أوروب" و"ريا نوفوستي".
إعلانلكن هذا الحظر لم يمنع هذه المحطات من الانتشار عبر مئات المواقع والمنصات الأخرى المتاحة على نطاق واسع في أوروبا.
وحسب مقال للصحفية البلجيكية إيليني كاليا بعنوان "روسيا والتضليل ومعركة أوروبا من أجل الحقيقة" فإن المفوضية الأوروبية أطلقت في شهر أبريل/نيسان الماضي تحقيقات مع مواقع فيسبوك وإنستغرام بشأن تعاملهما مع التضليل الناجم عن دول أجنبية وخاصة روسيا، وسط مخاوف بشأن التدخل الروسي في انتخابات البرلمان الأوروبي التي جرت في يونيو/حزيران الماضي.
وتشتبه المفوضية في فشل المنصات المذكورة في الحد من انتشار الأكاذيب والتلاعب الأجنبي المنسق، وعدم التحكم بشكل كاف في الإعلانات الخادعة وحملات التضليل ومزارع الروبوتات المنسقة، ويتزامن هذا التحقيق مع فتح تحقيقات مماثلة ضد منصة تيك توك ومنصات أخرى.
وكان الاتحاد الأوروبي قد أطلق منذ عام 2015 مبادرة بهدف مكافحة المعلومات المضللة التي تستهدف الاتحاد، وتقدم المبادرة قاعدة بيانات قابلة للبحث تضم أكثر من 12 ألف عينة من المعلومات المضللة المؤيدة للكرملين.
كما أعلن في عام 2021 عن تأسيس المرصد الأوروبي للوسائط الرقمية الذي يضم شبكة من مدققي الحقائق والباحثين والمؤسسات الأكاديمية تعمل على مراقبة وتحليل اتجاهات التضليل في أوروبا.
وفي يونيو/حزيران 2022، تم التوقيع على مدونة أصدرت بالتعاون مع 34 جهة كانت طرفًا في مراجعتها، بما في ذلك شركات التكنولوجيا الكبرى مثل ميتا وغوغل وتيك توك.
وحسب تقرير لوكالة فرانس برس نشر في 16 ديسمبر/كانون الأول الماضي، فإن هناك أعمال تخريب وحتى محاولات اغتيال، لزعزعة استقرار المعسكر الغربي وثنيه عن مواصلة دعمه لأوكرانيا.
وقد أعلن الاتحاد الأوروبي أنه اتخذ عقوبات ردا على "الهجمات الهجينة" على أراضيه، ضد عملاء روس، تستهدف العقوبات 16 فردا و3 كيانات وتشمل تجميد الأصول وحظر السفر إليه وحظر الشركات الأوروبية التي تمولها.
إعلانوقررت الدول الـ27 أيضًا استهداف شبكة "دابلغينغر" المتهمة بالتضليل الرقمي لصالح روسيا، من خلال معاقبة صوفيا زاخاروفا رئيسة إدارة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التابعة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ورغم كل الإجراءات التي اتخذها الأوروبيون، فإن عمليات الغزو الرقمي الروسي بدأت تؤتي أكلها وتؤثر في الرأي العام الأوروبي، وآخر مثال على ذلك ما حدث في رومانيا، حيث أنتج التأثير الروسي بشكل مفاجئ طبقة سياسية موالية لروسيا تصدرت المشهد في الانتخابات البرلمانية وفي الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي تم إلغاؤها لذات السبب خلال الشهر الجاري، مما أدخل البلاد في أزمة سياسية عميقة سيكون لها تأثيرها في أوروبا والمعسكر الغربي عموما.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات على مواقع التواصل الاجتماعی وسائل التواصل الاجتماعی الخارجیة الفرنسیة الذکاء الاصطناعی الاتحاد الأوروبی الدعایة الروسیة وسائل الإعلام وسائل إعلام الرأی العام فی أوکرانیا فی أوروبا الحرب فی من خلال من بین
إقرأ أيضاً:
بعد تهديدات ترامب بإرسال قواته لقطاع غزة.. ما هي أبرز التفويضات التي أقرها الكونجرس؟
أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإرسال قوات أمريكية إلى قطاع غزة الكثير من التساؤلات حول قانونية إرسال القوات الأمريكية خارج البلاد.
وبحسب الدستور الأمريكي فإن أي إعلان رسمي بشنّ حرب من صلاحيات الكونجرس الأميركي، لكن القانون يعطي الرئيس حق شن ضربات عسكرية أو إرسال قوات أميركية إلى الخارج لأسباب متعلقة بالأمن القومي الأمريكي، ويلزمه بإبلاغ الكونجرس خلال فترة 48 ساعة من شن أي ضربة، كما أنه يمنع بقاء أي قوات أمريكية في أرض المعركة أكثر من 60 يوماً من دون إقرار تفويض.
ونرصد في السطور التالية أبرز التفويضات التي أقرّها الكونجرس للرؤساء الأمريكيين .
فقد منح الكونجرس الرؤساء الأميركيين أكثر من تفويض للتصدي لأي تهديد يحدق بالولايات المتحدة، وهذة هي أبرز التفويضات التي أقرها الكونجرس
تفويضات الكونجرس
ويشير "أكسيوس" إلى تواريخ مثيرة تتعلق بتفويضات الحروب الأمريكية السابقة، فقد صدر تفويض بالحرب في طرابلس (ليبيا) عام 1802 وتم إلغائه فقط بعد 154 عاماً، وتحديدًا في العام 1956.
كما صدر تفويض أمريكي للحرب في الجزائر عام 1815، بينما لم يتم إلغاؤه إلا في العام 1956 أيضاً، أي بعد 141 عاماً.
وكذلك التفويض بالحرب في فرنسا عام 1798، وتفويض بالحرب ضد القراصنة عام 1819، وتفويض بالحرب في الشرق الأوسط عام 1957، هذا بالإضافة إلى تفويضين لحربي العراق عامي 2002 و1991.
وكان ترامب قد أدلى، الثلاثاء، بتصريحات مثيرة للجدل، أشار فيها إلى رغبته في "الاستيلاء على قطاع غزة وتطويره" بعد إعادة توطين الفلسطينيين في أماكن أخرى، مؤكدًا أنه لا يستبعد نشر قوات أميركية لدعم إعادة الإعمار.
وفي حديثه للصحفيين، بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال ترامب: "لدينا في غزة وضع خطير، خاصة مع وجود الذخائر غير المنفجرة والأنفاق"، مشددًا على ضرورة نقل سكان غزة إلى مناطق أخرى.
وأضاف: "لا أعتقد أن سكان غزة يجب أن يعودوا إلى القطاع"، معتبرًا أن إعادة التوطين هي الحل الأمثل لضمان حياة آمنة للفلسطينيين.
موقف ترامب من الاستيطان الإسرائيلي في غزة
على الرغم من تصريحاته حول السيطرة على غزة، أكد “ترامب” أنه لا يدعم استيطان إسرائيل في القطاع، مشيرًا إلى أنه يفضل إعادة توطين الفلسطينيين في أماكن أخرى حيث يمكنهم العيش دون خوف من العنف.
وكشف الرئيس الأمريكي أن فريقه يجري مناقشات مع كل من الأردن ومصر ودول أخرى في المنطقة بشأن إمكانية إعادة توطين الفلسطينيين، معربًا عن رغبته في إيجاد اتفاق يتيح للفلسطينيين العيش في "منازل لطيفة حيث يمكنهم أن يكونوا سعداء دون التعرض لإطلاق النار أو القتل".