عزز مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار مكانته كوجهة إقليمية رائدة لاستقطاب الشركات الناشئة المبتكرة في مجالات الصحة، وإطالة العمر، وتكنولوجيا التجميل، والاستدامة، من خلال انضمام شركة “ون باريس” “ONE Paris” الفرنسية الناشئة إلى منظومته الحيوية، والتي تعيد تعريف مفاهيم العناية بالبشرة والصحة عبر حلول متخصصة تركز على تقنيات إطالة العمر.


تأسست شركة “ون باريس” على يد رائدة الأعمال سيهام بيكارت، وهي متخصصة في تقديم حلول مستدامة وطبيعية للعناية بالبشرة. وتعتمد منتجات الشركة على مكونات بحرية عالية الجودة من منطقة بريتاني الفرنسية، مما يعكس التزامها بالاستدامة والابتكار. ومن خلال دمج البحوث المتقدمة مع تقاليد الجمال الفرنسية والتكنولوجيا الحديثة، تقدم هذه الشركة حلولاً متعددة الاستخدامات تهدف إلى تعزيز الصحة والجمال وإطالة العمر لجميع أنواع البشرة.
وتشتهر فرنسا عالمياً بريادتها في صناعات الصحة والجمال، وابتكاراتها المستدامة. وتُعد ون باريس مثالاً على هذا الإرث العريق، حيث تقدم حلولاً صديقة للبيئة وعالية الجودة إلى السوق الإماراتية، التي تشهد نمواً متسارعاً في الطلب على المنتجات المستدامة والصحية.
ويعكس انضمام الشركة الفرنسية إلى منظومة مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار التزام المجمع بتعزيز قطاع علوم إطالة العمر، الذي يُعد من القطاعات الحيوية سريعة النمو على مستوى العالم، ويعالج التحديات الصحية المرتبطة بالشيخوخة. كما يتماشى هذا مع التركيز الاستراتيجي للمجمع على التكنولوجيا الحيوية، الصحة، والاستدامة.
ومن خلال جهود التعاون المستمرة، يواصل المجمع استقطاب الشركات الناشئة المبتكرة مثل ون باريسالتي تتشارك معه الرؤية ذاتها لحياة أكثر صحة واستدامة، مدفوعة بالتكنولوجيا والممارسات المستدامة. ويوفر المجمع منصة فريدة يمكن من خلالها للشركات الناشئة الاستفادة من الموقع الاستراتيجي للشارقة ومنظومتها الداعمة للابتكار لتوسيع عملياتها إقليمياً وعالمياً.
هذا وتشارك مجموعة كبيرة من الشركات المتخصصة في مجال التقنيات الصحية وفي مقدمتهم شركة ون باريس في المؤتمر الدولي للصيدلة والطب (ICPM) الذي يستضيفه مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار في الفترة من 21 إلى 23 يناير 2025. ويؤكد هذا الحدث الدور المحوري للشركة في تعزيز التعاون وعرض حلول مبتكرة في مجالي الصحة والعافية. كما تسلط مشاركة الشركات الفرنسية الضوء على نجاح المجمع في جذب الاستثمارات الدولية في قطاعات واعدة مثل التكنولوجيا الحيوية والتجميل المستدام.
ووفقاً لتقرير حديث بعنوان “علوم الحياة في دولة الإمارات”، الصادر عن وكالة “تحليلات المعرفة
المتعمقة” (Deep Knowledge Analytics) بالتعاون مع مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار ، يُتوقع أن يتجاوز حجم قطاع الشيخوخة الصحية في الإمارات 32 مليار دولار بحلول عام 2026. وعلى الصعيد العالمي، بلغ حجم هذا القطاع 26.5 تريليون دولارعام 2022، ومن المتوقع أن يصل إلى 33 تريليون دولار بحلول عام 2026.
كما تشمل أبرز محفزات النمو زيادة الطلب المحلي، ارتفاع الصادرات من المنتجات والخدمات الصحية، والدعم الحكومي المتزايد للشركات الناشطة في هذا القطاع، بدءاً من شركات الأدوية الكبرى ووصولاً إلى الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا الحيوية.
وتشهد العلاقات الاقتصادية بين الإمارات وفرنسا نمواً مستمراً، حيث تجاوزت قيمة التبادلات التجارية والاستثمارية بين البلدين 8 مليارات دولار سنوياً ، لتعكس هذه الأرقام قوة الروابط الاقتصادية الثنائية والالتزام المشترك بتعزيز التعاون في قطاعات مثل التكنولوجيا، الصحة، والاستدامة. وتجسد حلول العناية بالبشرة المستدامة التي تقدمها ون باريس رؤية مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار الرامية إلى دمج التقنيات المبتكرة مع التطبيقات الواقعية. ومن خلال هذا التعاون، يتم تمهيد الطريق لتحقيق تطورات نوعية في مجالي علوم إطالة العمر والتجميل المستدام، مما يخلق أثراً إيجابياً يمتد إلى الأسواق الإقليمية والعالمية.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

الخدمات الصحية تحت الاحتكار

ثارت الأزمة الأخيرة بين معامل التحاليل الطبية والنقابات الثلاث الصحفيين والمهندسين والمحامين أزمة احتكار الصحة فى مصر.. السنوات الأخيرة أصبحت الممارسات الاحتكارية فى القطاع الصحى مصدر قلق متزايد لدى عدد من المواطنين بسبب ارتفاع تكلفة العلاج بصورة لا تتناسب مع الحالة الاقتصادية للمواطن، حيث يشكل احتكار خدمات وموارد الرعاية الصحية من قبل كيانات بعينها خطرًا كبيرًا على صحة المواطن ويمكن أن تؤدى إلى عواقب بعيدة المدى على النتائج الصحية.. الحوار الوطنى ناقش عدة إشكاليات تتعلق بملف الصحة على رأسها مسألة تصاعد التكلفة المالية للخدمات الصحية وارتفاع نسبة ما يتحمله المواطنون منها من جيوبهم مباشرة ما يشكل عبئًا إضافيًا على الأسر المصرية متوسطة وفقيرة الدخل وظهر ذلك واضحًا فى تعنت معامل التحاليل وفرض زيادة على نقابة الصحفيين قيمتها 42% على سبيل المثال وليس الحصر رغم أن تلك المعامل تحصل على أرباح سنويًا تقدر بأكثر من 100 مليون جنيه فى ظل غياب الرقابة على أسعار التحاليل فى تلك المعامل. 

عام 2008 بدأت شركة أبراج كابيتال الإماراتية شراء معامل البرج ثم المختبر عام 2012 لتستحوذ على أكبر معامل التحاليل فى مصر ليدخل فى جعبتها أكثر من 567 معملًا فى مصر وبأرباح تصل إلى 82%، حيث وصلت أرباحها عام 2024 إلى 4. 1 مليار جنيه ومع ذلك فرضت على النقابات زيادة الأسعار بنسبة 23% على نقابة المحامين أيضًا.. واحتكار الخدمة الطبية فى مصر لم يقتصر على أشهر المعامل التى تم بيعها بل والتدريب إلى كبرى المستشفيات الخاصة.. برأس المال العربى الخليجى قبل رأس المال المصرى المحلى.. وفى المقدمة رأس المال الإماراتي والسعودى ومنها إلى كبريات سلاسل الصيدليات.. ومن ثم أزمة أخرى قد تنفجر فى أى وقت، حيث تستحوذ مجموعة «أبراج كابيتال» الإماراتية على مستشفيات ضخمة مثل كليوباترا والنيل بدراوى والقاهرة التخصصى، تداعيات هذه السيطرة الإماراتية على القطاع الصحى المصرى تهدد ليس فقط احتياجات المواطنين الصحية وإنما أيضًا الاستقلالية الاقتصادية للبلاد وحقوق العاملين فى القطاع الطبى. 

فى عام 2015 حذرت نقابة الأطباء من استحواذ أبراج كابيتال على القطاع الصحى فى مصر، وخاصة قطاع التحاليل الطبية، كما حذرت من خطورة المنافسة بين القطاع الصحى الاستثمارى والقطاع العام وخطورة تلك المنافسة على صحة المواطن المصرى. 

قال الدكتور محمد حسن خليل مدير مركز الحق فى الصحة تم احتكار عدد من القطاعات الصحية على رأسها معامل المتقدمة الخاصة بالتحاليل الطبية ثم المستشفيات والتى أطلق عليها مجموعة مستشفيات كليوباترا وهذا ما حذرنا منه قديمًا، فالأزمة ليست فى رفع الأسعار فقط، بل هناك استنزاف للحصيلة الدولارية فى مصر، فالقانون يسمح للمستثمر بتحويل أمواله لخارج البلاد بنفس العملة التى قام بالاستثمار بها، فالاستثمار بهذه لطريقة يحل أزمة قصيرة ولكنه يخلق أزمة استراتيجية بالأرباح كلما زادت، بالتالى تزيد الحاجة إلى حصيلة دولارية أكثر لتحويلها للخارج. 

وأضاف حسن خليل أن هناك تحاليل طبية لا يمكن إجراؤها إلا فى معامل خاصة، وهناك حالات يتم سحب العينة منها فى المستشفيات الحكومية وإرسالها لمعامل خاصة، مثل تحاليل نسبة الفيتامينات أو الأدوية بالدم، وتحاليل أمراض المناعة حتى أن بعض التحاليل يتم إرسالها للخارج. 

وأشار حسن خليل إلى أن مصر ليس لديها تسعيرة فى الطب الخاص، وظهر ذلك فى أزمة كورونا حينما قامت المستشفيات الخاصة برفع الأسعار، حينها قامت وزارة الصحة بالإعلان عن أسعار استرشادية وليست ملزمة، وبالتالى فترك القطاع الصحى وفق سوق العرض والطلب وهو يمثل خطورة كبيرة فى الفترة القادمة، خاصة أن القطاع الصحى تحول لاستثمار. وإذا تركنا الأمر بهذا الشكل فنحن أمام سيناريوهين الأول عدم قدرة المواطن على العلاج، أو أن الدولة ستنفق أكثر على الصحة لعدم قدرة المواطن على الذهاب للمستشفيات الخاصة، فأمريكا تسير بنفس المنهج، وأنفقت العام الماضى تريليون دولار على الصحة، وهو ضعف الناتج المحلى فى إيطاليا. 

فى النهاية.. هناك مخاوف متزايدة من توسيع دائرة احتكار الخدمات الطبية بين جميع أطراف المنظومة الصحية والعلاجية. 

خاصة مع وبعد الحديث عن أن تلك الكيانات الاحتكارية وجدت طريقها أيضًا لمشروع التأمين الصحى الشامل الجديد.. أمل ملايين المواطنين فى نجاتهم من هؤلاء المحتكرين.. من مالكى المستشفيات الخاصة والمعامل وصولًا للصيدليات. ومراكز الأشعة وغيرها... ومن قبلها إعلان وزارة الصحة والسكان أنها تخطط لتنفيذ ١٠ مستشفيات جديدة بالشراكة مع القطاع الخاص المحلى والأجنبى بسعة المالية تصل إلى ٣ آلاف سرير بمعدل من ٢٠٠ إلى ٣٠٠ سرير لكل مستشفى، وذلك بعد الموافقة على مشروع الحكومة لقانون يسمح للقطاع الخاص بإدارة وتشغيل المستشفيات العامة ومنشآت الرعاية الصحية والذى أعلن نقيب الأطباء الدكتور أسامة عبدالحى رفضه للقانون لسماحه للقطاع الخاص بالتحكيم فى المنشآت التى هى حق أصيل لعلاج الغلابة وطالب بأن القطاع الخاص يستثمر ولكن ببناء مستشفيات جديدة.

مقالات مشابهة

  • اتفاقية تعاون مشترك بين الجامعة المصرية الصينية وكلية جيانغسو للتكنولوجيا الصحية بالصين
  • الصحة: وضع خطط تطوير لتعزيز الكفاءة والابتكار في إدارة المنشآت الصحية
  • الخدمات الصحية تحت الاحتكار
  • تحذيرات من كارثة تعصف بالمرافق الصحية المتبقية في قطاع غزة
  • “هيئة الطرق”.. رحلة من المبادرات والابتكارات والمشاريع الحيوية في عام 2024
  • مسجد باريس يُدين حملة التشهير التي استهدفته قناة cnews الفرنسية
  • يبلغ من العمر 35 يوما.. الصحة في غزة: وفاة طفل سادس جراء انخفاض درجة حرارة الجسم
  • تمت مناقشتها في جامعة الشارقة أطروحات دكتوراة متخصصة في مجالات الهندسة المدنية والتكنولوجيا الحديثة
  • حكيمي يتوج رفقة باريس سان جيرمان بلقب كأس الأبطال الفرنسية على حساب موناكو