“لماذا ذهب الدعم السريع إلى الحرب؟”: تعقيب على مقال د. الواثق كمير
تاريخ النشر: 7th, January 2025 GMT
في ختام مقال د. الواثق كمير، عماذا تريد قوات الدعم السريع من الحرب ، ففي الإجابة على السؤال المدخل الفعلي لإيقافها ، فبلا شك من حق أي جهة أن تتطلع إلى السلطة والحكم بالوسائل المرعية وليس بالحرب ، ولكن إذا لم يكن هنالك مشروعا ،فإن التطلع إلى السلطة لإدارة الدولة بالحرب يصبح مدخلا لإنهاء نظم إدارة الدولة نفسها، وشيوع ظاهرة الفوضى خاصة في ظل أوضاع هشة مثل حالة دولة السودان التي تتعدد فيها الولاءات والهويات التقليدية الموروثة والتي تسمو على ولاءات نظم الدولة الحديثة .
إن الباحث قد يجد الدور الخارجي الذي كان يؤديه تحالف الأمس ما بين البرهان وحميدتي من أسباب الحرب ،وخلافهما كان ولا يزال خلافا مرجعيته ترسيم الإمارات للدور الذي يريده رئيسها لنفسه ومن هم خلفه في السودان، وقد صار حميدتي هو الأقرب إليه لأدائه على حساب حليفه السابق البرهان، فالخلاف بينهما ليس على مشروع سياسي، ولا من أجل كرامة أو ديمقراطية ، بل الخلاف من أسبابه رؤية رئيس دولة الإمارات حول من الذي يؤدى له الدور المعد من خلفهما بكفاءة وتفضيله أحدهما على الأخر . إن قحت كانت الحلقة الأضعف في المعادلة ، عبثت بقضايا الثورة ،كما والذين تولوا السلطة منها برمزية الثورة وإسم المكون المدني الشريك للمكون العسكري في ظل حكومة د حمدوك، علاقتهم بالثورة وشعاراتها لم تكن راسخة، وظفوا الثورة ليظفروا بالسلطة ، ولم يتمكنوا من تحقيق نجاحات حقيقية ،فالمكاسب التي تحققت كانت ثانوية وهي ناتجة لأن دول الغرب كانت تريد أن تضع يدها على السودان من خلال قادة المستقبل على عجالة من أمرها ، فمثلا رفع العقوبات الأمريكية مثلا طالب به الكونغرس قبل حكومة حمدوك باعتبار أن مبرراتها قد أنتفت وبالضرورة دعم الحكومة الجديدة في السودان وفي اسرع وقت ، كذلك أعفاء الديون، وخلافه، فالغرب وفقا لسياساته كان له خططه للعودة إلى السودان من خلال مدخل شعارات الثورة .
في عالم اليوم ليس هنالك ضرورة لوجود مشروع سياسي في مثل الظروف الاستثنائية ،فالمشروع السياسي يتمثل في إدارة المصالح ، والحرب هي مشروعها السياسي للمصالح المرجوة، طالما تتحقق المكاسب المرجوة ، فبمثلما ليس لقوات الدعم السريع أي مشروع سياسي وقد قامت باستدعاء شعارات تدغدغ بها المشاعر ، كما وصارت من خلالها عناصرها ترفع شعار انهاء دولة ١٩٥٦م، والتي تمثل مرجعية المواطنة بغض النظر عن ممارسات الحكومات المتعاقبة التي نشأت منذ ٥٦م ، قائد الجيش نفسه وكذلك أعوانه من المستنفرين أيضا ليس لهم أي مشروع سياسي سوى استهداف السلطة بالحرب ، شعارات الإسلام السياسي فقدت بريقها ولم تعد لها من تأثير في الحالة السودانية . التنظيمات السياسية السودانية من يمينها إلى وسطها فيسارها ظلت قابعة في أماكنها ،ولم تعد تواكب ظروف مستجدات حالة الدولة الاستثنائية التى تجاوزت مرحلة مشروعات قضايا التحرر والاستقلال .
(تقدم) ورثت كل عيوب (قحت) وزادت عليها ، كما وثقت أكثر ارتباطاتها الخارجية، وتشهد الآن منازعات داخلية قطعا ستعصف بها ،فماذا تعنى حكومة منفى بلا مشروع سياسي في ظل هذه الأوضاع.
الدولة في حالة فوضي ومدخل انتشالها من لجتها الغائرة الوعي الذي ينير للأجيال المتعاقبة عتمة الطريق.
الصادق علي حسن
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: مشروع سیاسی
إقرأ أيضاً:
السودان.. 20 قتيلًا في قصف لقوات الدعم السريع على مخيم "أبو شوك"
قُتل أكثر من 20 مدنيًا وجُرح 40 آخرون في الأيام الثلاثة الأخيرة في قصف لقوات الدعم السريع على مخيم أبو شوك للنازحين تضربه المجاعة في غرب السودان، وفقما أعلن مسعفون يوم الاثنين.
وفق بيان لـ"غرفة طوارئ معسكر أبوشوك"، قصفت قوات الدعم السريع المنخرطة في حرب مع الجيش السوداني منذ أبريل 2023، مخيم أبو شوك للنازحين قرب الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور بالمدفعية والرصاص الطائش.
ويؤوي أبو شوك عشرات آلاف الفارين من عنف نزاعات سابقة في دارفور والحرب الدائرة حاليًا.
في الأسابيع الأخيرة، كثف مقاتلو قوات الدعم السريع هجماتهم على الفاشر التي تعد آخر مدينة كبرى في إقليم دارفور (غرب) ما زال الجيش يسيطر عليها، وكذلك على مخيمي أبو شوك وزمزم المجاورين.
وجاء ذلك بعد استعادة الجيش السيطرة على الخرطوم في الشهر الماضي.
وفق مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، قُتل 481 مدنيًا على الأقل في شمال دارفور منذ العاشر من أبريل.
الحصيلة تشمل 129 مدنيًا على الأقل قتلوا خلال 5 أيام في مدينة الفاشر ومنطقة أم كدادة ومخيم أبو شوك للنازحين، وفق المفوضية.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; }
وأوضحت الوكالة الأممية أن "ما لا يقل عن 210 مدنيين، بينهم 9 من العاملين في المجال الطبي" قتلوا في مخيم زمزم للنازحين بين 11 و13 أبريل.
13 مليون نازح ولاجئوفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أصبح مخيم زمزم للنازحين في غرب السودان "شبه خال"، بعد أقل من أسبوعين على سيطرة قوات الدعم السريع عليه في خضم الحرب الدائرة بينها وبين الجيش.
وأسفرت الحرب عن سقوط عشرات آلاف القتلى وعن أكثر من 13 مليون نازح ولاجئ، وأغرقت البلاد البالغ عدد سكانها 50 مليون نسمة في أزمة إنسانية حادة بحسب الأمم المتحدة.
النزاع الذي دخل عامه الثالث قسم السودان بين معسكر الجيش الذي يسيطر على الشمال والشرق والوسط، ومعسكر قوات الدعم السريع التي تسيطر على نحو شبه كامل على دارفور وأنحاء من الجنوب.
ووفق تقرير مدعوم من الأمم المتحدة، تضرب المجاعة 5 مناطق في السودان، بما في ذلك مخيما زمزم وأبوشوك وأنحاء في جنوب البلاد.