سودانايل:
2025-02-07@23:08:03 GMT

كتاباتي: عن مفهوم الحب

تاريخ النشر: 7th, January 2025 GMT

في زحمة الحروب والكوارث الطبيعية وغير الطبيعية عنى لنا ان نكتب هذا النص الذي بين ايديكم، آملين ان يحمل أفكارًا عميقة عن مفهوم الحب.
يمكن ان تعبروا مكتوبنا هذا استراحة من للقلوب التي اهلكتها تلك الكوارث..

مفهوم الحب: رحلة بين القلب والعقل:
واول ما نبدأ به هذا السؤال؟ وهو هل الحب فنّ تمارسه القلوب بحذر والعقول بحكمة، أم هو تلك المعادلة المستحيلة التي تتحدى كل قواعد المنطق؟ ربما نجد في هذا السؤال مفتاحًا لفهم هذا الشعور الذي يُربك كل التصنيفات، لأنه لا يخضع لقانون ثابت.

ومن يجد الاجابة على هذا السؤال فاليخبرنا مشكوراً..

الحب بين الرجل والمرأة: عقل وعاطفة.
يُقال إن الرجل حين يحب، يخفي مشاعره كمن يحمي كنزًا ثمينًا، خشية أن يفقده. أما المرأة، فتعلن حبها بوضوح كمن يرسم دائرة أمان حول من تحب، لا لتفخر به فقط، بل لتؤكد أنه ملك قلبها وحدها. لكن هذه الصورة النمطية تختزل الحب في ثنائية مبسطة لا تعكس تعقيده.

في واقع الامر، يحمل كل من الرجل والمرأة مزيجًا من العقل والعاطفة، وكل منهما يعبّر عن حبه بطرائقه الخاصة. ورغم الاختلاف، يلتقيان في نقطة واحدة: حين يُصبح الحب ضرورة لا خيارًا، وحين تتجاوز العلاقة حدود الفردية لتصبح شراكة مبنية على التضحية والاحترام المتبادل.

التضحية: العمود الفقري للحب
ليس بالضرورة ان تكون التضحية في الحب مجرد تنازل، بل هي قرار واعٍ بتقديم جزء من الذات للآخر. قد يختار الرجل الصمت لأنه يرى فيه قوة، بينما تختار المرأة التعبير لأنها تؤمن بأن الحب صوت يجب أن يُسمع. في الحالتين، يلتقيان على جسر التفاهم الذي يجعل الحب رحلة يكسب فيها الطرفان معًا.

البدايات: متى يبدأ الحب؟
الحب الحقيقي لا يبدأ بنظرة عابرة أو كلمة عفوية كما تصوره الروايات. إنه ينمو في صمت، ويتشكل حين يدرك الإنسان أنه أمام شريك يشبهه ويكمله، شريك يجسد الأمان حين تهتز الأرض، والمسؤولية حين يشتد الحمل، والاحترام حين يُختبر الصبر.

الحب والثقافة: منظور اجتماعي
يتباين مفهوم الحب بين المجتمعات والثقافات. ففي بعض الثقافات، يُعتبر الحب شعورًا ساميًا يُحتفى به ويُمنح مساحة للتعبير عن ذاته بحرية. بينما نلاحظ انه في بعض المجتمعات، يُنظر إلى الحب كسرٍّ لا يجب الكشف عنه، مغلفًا بالخجل والصمت..ولكن الحب في جوهره ليس معادلة ثابتة. إنه حالة إنسانية شاملة تجمع بين العقل والعاطفة، بين الصمت والكلام، وبين الخوف والجرأة.

الاختلاف والوحدة:
قد يخفي الرجل حبه كمن يحمي كنزًا، بينما تعلن المرأة حبها كمن يحمي قلاعًا. لكن الحب ليس مجرد اختبار للإرادة، بل هو رحلة تُبنى على التضحية المشتركة والاحترام العميق.

ختامًا:
ختاماً علينا ان ندرك ان الحب هو تلك اللغة العظيمة التي يتحدثها القلب ويفهمها العقل. إن أعمق جوانبه تكمن في كونه حالة تتجاوز كل الفوارق الثقافية والجندرية، لأنه في النهاية، شعور إنساني يوحّد البشر.

سنواصل لاحقًا استكشاف أبعاد أخرى للحب، بما في ذلك أنواعه وتجلياته المختلفة، لنقدم رؤية شاملة لهذا الشعور العابر للزمن والثقافات ان استطعنا الي ذلك سبيلا..

عثمان يوسف خليل
المملكة المتحدة

osmanyousif1@icloud.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

مفتي الجمهورية ضيف شرف صالون الحداد الثقافي "حول دور الفتوى في تحصين الأفكار"

استضاف صالون الحداد الثقافي عددًا من المفكرين، وعلى رأسهم ضيف الشرف الأستاذ الدكتور نظير محمد عيَّاد مفتي الجمهورية ورئيسُ الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، وألقى فضيلتُه كلمةً عن الفتاوى وتحصين الأفكار.


وقال المفتي عن تحصين الأفكار والفتاوي عددًا من المحاور كان من أبرزها:
- حديث عن قيمة العقل في الإسلام، وأبرز من خلال هذا المحور حديث الأستاذ عباس محمود العقاد في كتابه التفكير فريضة إسلامية، تميُّز الخطاب القرآني في تعامله مع العقل؛ مقارنةً بغيره من النصوص الدينية الكبرى، وذكره في سياقات تُعلِي من قدره وقيمته، وتُوجب العمل به، دون أن تكون الإشارة إليه عابرةً أو مُقتضبة، ثم استشهد فضيلته بعدد من الآيات التي توضح إبرازَ المنهج الإسلامي في تشريعاته الارتباطَ الجوهريَّ بين العقل والتكليف.


وتحدث د. نظير عياد عن وظائف العقل في الشريعة الإسلامية مبينًا أن الإسلام قد حدَّد للعقلِ مساراتٍ جوهريةً تُعززُ مناعتَه ضدَّ الانحراف، بدءًا من التفكُّر في الكون، مرورًا بفقه النصوص، ووصولًا إلى تحرير النفس من التبعيات غير العقلانية، وتَبرزُ هنا أهميةُ الفتوى الواعية في ترسيخ هذه الوظائف، عبر منهجيةٍ تجمع بين النص الشرعي وواقع العصر، لتحصين العقل من إفراط التشديد أو تفريط التساهل، وتوجيهه نحو فهمٍ رشيدٍ يحقق مقاصدَ الشريعة.


-  وفي المحور الثالث أبرز مفتي الجمهورية حكم الشريعة في تعطيل العقل عن الفكر والتأمُّل في الشرع أو العالم مبينًا أن الحواس تعدُّ أدواتٍ رئيسيةً للإدراك، وقد أودعها الله في الإنسان لحكمةٍ عظيمة، وهي مساعدته على فهم العالم من حوله، واستيعاب الحقائق التي توصله إلى الإيمان واليقين. ومن هنا، فإن تعطيل أي حاسة من الحواس -كالسمع أو البصر- يُعدُّ إفسادًا للحكمة التي خلقها الله من أجلها؛ لأن ذلك يؤدي إلى نقصٍ في الإدراك وتشويهٍ للوعي. لافتا إلى أنه إذا كان تعطيل الحواس البدنية أمرًا مرفوضًا عقلًا وشرعًا، فإن تعطيل العقل -وهو أرقى أدوات الفهم والإدراك- يكون أشد خطورةً وأعظم ضررًا. فالعقل هو الميزان الذي وهبه الله للإنسان ليفكر به، ويميِّز بين الحق والباطل، ويستدل به على وجود الخالق وقدرته. ومن يُعطل عقله أو يُعرض عن التفكير السليم، فقد أخلَّ بأمانة الله فيه، وضيَّعَ أعظمَ وسيلة للعلم والهداية.


 وفي المحور الرابع إلى ذكر نماذج تاريخية، توضِّح كيفية ومدى تأثير الفتوى على العقل والفكر.


- وبيَّن في المحور الخامس تأثير الفتوى في الفكر والعقل الفردي والجماعي وذلك من خلال (فقه) الخوارج كنموذج على ذلك، موضحًا أن الفتوى الدينية تعد جسرًا بين النص الشرعي والواقع الإنساني، لكنها قد تتحول أحيانًا إلى سلاح ذي حدَّيْن: تُرشد إن استندت إلى العقل والعدل، أو تُضلَّ إن خضعت للعاطفة والظن. وقصة الخوارج مع عبيدة بن هلال تقدم نموذجًا حيًّا لتداخُل الفتوى بالعقل الجمعي، وكيف يمكن لرد فعل عاطفي أن يُحدث تحولًا جذريًّا في الفكر والسلوك دون مساءلةٍ عقلانية.


- ثم أخيرًا ذكر مفتي الجمهورية أ.د نظير عياد إلى بيان كيف يمكن للفتوى الدينية أن تُحصِّن الأفكار من الإفراط والتفريط، من التسيُّب والتشدُّد؟ لافتًا إلى أن ذلك يتحقق بعدة أمور من أهمها: التأسيس على مقاصد الشريعة وتجنُّب النظرة التجزيئية، وتوظيف القواعد الفقهية الكلية كضابط منهجي، واعتماد مبدأ سدِّ الذرائع وفتحها، وتفعيل الاجتهاد الجماعي المؤسسي، واشتراط الورع والأهلية في المفتي، ومراعاة العرف واختلاف الزمان والمكان.


وعلى هامش الصالون تم تكريم المفتي أ.د. نظير محمد عيّاد، تقديرًا لدوره وجهوده في نشر صحيح الدين وإعلاء قيم التسامح.

جاء ذلك بحضور كل من: أ.د. فياض عبد المنعم وزير المالية السابق، والشيخ يسري عزام إمام وخطيب مسجد عمرو بن العاص، والشيخ مصطفى عبد السلام إمام مسجد سيدنا الحسين، والشيخ عبد العزيز معروف من مشيخة الأزهر، والأستاذ حسين القاضي من وزارة الأوقاف.
 

مقالات مشابهة

  • مفهوم المنكر وبيان حقيقته وحكم تغييره
  • العقل زينة!!
  • غدًا.. "محاكمة شات جي بي تي" في مكتبة مصر الجديدة
  • عمرو الورداني: عملوا أولادكم الانتماء وحب الوطن
  • جامعة أسيوط تشهد محاضرة ”مفهوم وأبعاد الأمن القومي" ضمن دورة التربية العسكرية
  • "مفهوم وأبعاد الأمن القومى" فى ندوة بجامعة أسيوط
  • مفتي الجمهورية ضيف شرف صالون الحداد الثقافي "حول دور الفتوى في تحصين الأفكار"
  • مفهوم التنوع الموسيقي في ورش مشروع "ابدأ حلمك" بقنا
  • نصائح سريعة لمنع تكون البقع على الأسنان
  • محاولة قراءة موازية لما بعد العقل الواعي (١)