انتقد المستشار الألماني أولاف شولتس نائبه وزير الاقتصاد روبرت هابيك على مطالبته بزيادة كبيرة في الإنفاق الدفاعي إلى 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي.

 

وقال شولتس في تصريحات لمجلة "شتيرن" الألمانية نشرت اليوم الثلاثاء: "تبدو الفكرة غير ناضجة بعض الشيء بالنسبة لي أن يجرى مضاعفة ميزانية الدفاع مرة أخرى تقريبا من حوالي 80 مليار يورو إلى 140 مليار يورو، دون تحديد ما سيتم إنفاق الأموال عليه ومن أين ستأتي.

. من سيدفع الفاتورة؟ المواطنون؟".

 

وكان هابيك وهو مرشح حزب "الخضر" للمنافسة على منصب المستشار، طالب في مقابلة مع مجلة "دير شبيغل" الألمانية بزيادة ميزانية الدفاع إلى 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي خلال السنوات المقبلة.

 

ومن المتوقع حاليا أن يستثمر جميع شركاء حلف شمال الأطلسي (الناتو) ما لا يقل عن 2% من ناتجهم المحلي الإجمالي في الدفاع. وحققت ألمانيا هذا الهدف عام 2024 لأول مرة منذ عقود، وفق وكالة "أسوشيتد برس".

 

وتجدر الإشارة إلى أن ألمانيا تشهد انتخابات عامة مبكرة في 23 فبراير/شباط المقبل وذلك بعد أن انهار الائتلاف الحاكم الخريف الماضي في أعقاب إقالة شولتس لوزير المالية كريستيان ليندنر الذي يتزعم الحزب "الديمقراطي الحر" ما أدى إلى انسحاب الحزب من الائتلاف الحاكم الذي كان يضم أيضا الحزب "الاشتراكي الديمقراطي" المنتمي إليه شولتس وحزب "الخضر".

 

ولم يستبعد شولتس أن يكون الحزب "الديمقراطي الحر" شريكا في ائتلاف حاكم جديد وقال: "ليس لدي أي شيء عام ضد الحزب الديمقراطي الحر، الرائع في الديمقراطية هو الديمقراطية.. الانتخابات هي الاختيار، المواطنون هم من يقررون، ونحن الساسة علينا أن نتعامل مع النتيجة".

 

وفي المقابل، أكد شولتس أنه لن يدخل أبدا في ائتلاف حاكم مع حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي.

 

وقال شولتس عندما سئل عما إذا كان يرى أن هابيك سيكون لديه فرصة للفوز بالمستشارية إن "القرار سيكون في النهاية بين الحزب الاشتراكي الديمقراطي والتحالف المسيحي".

 

وقبل سبعة أسابيع تقريبا من الانتخابات وفي استطلاعات الرأي يتقدم "التحالف المسيحي" بفارق كبير على الحزب "الاشتراكي الديمقراطي".

 

مطار دمشق يعود للعمل.. خطوة نحو استعادة الدور الإقليمي

 

استأنف مطار دمشق الدولي، اليوم، حركة المغادرة والقدوم للطائرات بعد إعادة تأهيله بشكل شامل عقب سقوط النظام السابق. وقد شهد المطار عودة النشاط تدريجيًا وسط إجراءات فنية وأمنية ولوجستية أشرفت عليها السلطات الجديدة.

 

وقال موفدنا إلى دمشق، نايف مشاقبة: "المسؤولون عن هيئة الطيران المدني كانوا قبل قليل يتفقدون سير العمل في المطار، وقد تأكدوا من أن الأمور تجري بشكل سلس وسهل بعد استكمال جميع الإجراءات اللازمة لتشغيل المطار".

 

وأضاف مشاقبة: "هذه الخطوة تؤكد أن الأجواء السورية أصبحت آمنة تمامًا لحركة الطيران، سواء الرحلات القادمة والمغادرة أو تلك التي تعبر الأجواء السورية كترانزيت".

 

وأوضح مشاقبة أن استئناف الرحلات من مطار دمشق الدولي يحمل أبعادًا أمنية وسياسية مهمة. وأشار إلى أن "عودة حركة الطيران رسالة واضحة بأن الأوضاع الأمنية في سوريا أصبحت مستقرة، بما يتيح للطائرات القدوم والمغادرة بشكل آمن".

 

كما أكد المسؤولون الذين تحدث إليهم أن استئناف عمل المطار يعكس تحسن الظروف الأمنية إلى مستوى يرضي شركات الطيران العالمية.

 

من الناحية السياسية، يُتوقع أن تعزز هذه الخطوة حركة الوفود الرسمية الدولية إلى سوريا لعقد المناقشات والمباحثات مع الإدارة السورية الجديدة. كما ستتيح لمسؤولي الحكومة الانتقالية مرونة أكبر في التنقل الدولي، وهو ما كان يمثل تحديًا كبيرًا في ظل صعوبات السفر عبر الطرق البرية إلى الدول المجاورة مثل الأردن ولبنان والعراق.

 

إعادة الحياة إلى قطاع الطيران

 

وتابع مشاقبة قائلاً: "إعادة تشغيل مطار دمشق الدولي يمثل تطورًا حيويًا في إعادة ترتيب قطاع النقل الجوي، وهو خطوة مهمة في استعادة التواصل مع المجتمع الدولي".

 

وأكد أن هذه الخطوة تأتي في إطار جهود أوسع لإعادة الحياة الطبيعية في سوريا، بما يشمل قطاعات النقل والطيران كجزء من استراتيجيات التعافي الوطني.

 

عين المجتمع الدولي على دمشق

 

يشكل مطار دمشق الدولي بُعدًا رمزيًا إلى جانب أهميته اللوجستية، حيث يعد استئناف عملياته رسالة تقول فيها السلطات الجديدة إن سوريا تسير نحو إعادة بناء علاقاتها الإقليمية والدولية.

 

واختتم مشاقبة قائلاً: "هذا التحول يبعث برسالة للمجتمع الدولي مفادها أن سوريا أصبحت جاهزة للتواصل والتفاعل على مختلف الأصعدة، بما في ذلك قطاع الطيران الذي يعكس الاستقرار الداخلي وقدرة البلاد على المضي قدمًا نحو التعافي".

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المستشار الألماني أولاف شولتس روبرت هابيك الإنفاق الدفاعي الناتج المحلي الإجمالي مطار دمشق الدولی

إقرأ أيضاً:

إيران ورهان العودة إلى سوريا

آخر تحديث: 8 مارس 2025 - 10:09 صبقلم: خير الله خيرالله أكثر من طبيعي سعي “الجمهوريّة الإسلاميّة” الإيرانية إلى العودة إلى سوريا والإمساك بها. يفسّر هذا السعي الإيراني الأحداث الخطيرة التي يشهدها الساحل السوري حيث الوجود العلوي الكثيف.بعد ثلاثة أشهر على رحيل نظام آل الأسد، تبيّن أنّ لا مشروع توسّعيا إيرانيا في المنطقة من دون سوريا. مثل هذا المشروع التوسّعي في أساس بقاء النظام الإيراني الذي أسسه الخميني في العام 1979. لا حياة للنظام الإيراني، بشكله الحالي، في حال زوال المشروع التوسّعي الذي رفع شعار “تصدير الثورة”. يعني “تصدير الثورة” إقامة ميليشيات مذهبية في لبنان والعراق واليمن ودعم النظام العلوي الذي ورثه بشّار الأسد عن والده والذي عمّر من أواخر 1970 إلى أواخر 2024. قضى سقوط النظام العلوي في سوريا على “الهلال الشيعي”، بالمعنيين السياسي والعسكري. ربط “الهلال الشيعي” الذي كان أوّل من تحدّث عنه بجرأة، ليس بعدها جرأة، الملك عبدالله الثاني بين طهران وبغداد ودمشق وبيروت. كان ذلك في حديث إلى صحيفة “واشنطن بوست” في تشرين الأوّل – أكتوبر 2004، أي منذ ما يزيد على 21 عاما! إذا أخذنا في الاعتبار أنّ لا مستقبل لـ”حزب الله” من دون الوجود الإيراني في سوريا يمكن استيعاب الهجمة التي تقوم بها {الجمهوريّة الإسلاميّة} مباشرة وعبر العراق للعودة إلى دمشق من دون السيطرة على سوريا، لا وجود إيرانيا في لبنان. من دون سيطرة على سوريا، سيتوجب على “الجمهوريّة الإسلاميّة” الدفاع عن حصنها الأخير في العراق. هذا ما يفسّر ذلك الإصرار الإيراني على الإمساك أكثر بالعراق وبحكومة محمّد شياع السوداني المدافع الشرس عن ميليشيات “الحشد الشعبي” والمعادي للرئيس السوري الجديد أحمد الشرع. أغلق أحمد الشرع، بشكل كامل تقريبا، طرقات تهريب السلاح والأموال إلى لبنان، أي إلى “حزب الله”، وطرقات تهريب المخدرات من لبنان إلى دول الخليج العربي، عبر الأراضي والموانئ السوريّة. كذلك وضع الشرع حدا لتهريب السلاح والمخدرات إلى الأردن ودول الخليج. أدّى ذلك إلى شبه قطيعة بين دمشق وبغداد وتعبئة عراقية معادية للتغيير الكبير في سوريا. بالنسبة إلى الجناح السياسي والميليشياوي المؤيد لإيران في العراق، ليس الرئيس السوري الجديد سوى “إرهابي يلبس ربطة عنق.” إذا أخذنا في الاعتبار أنّ لا مستقبل لـ”حزب الله” في لبنان والمنطقة، من دون الوجود الإيراني المهيمن في سوريا، يمكن استيعاب تلك الهجمة التي تقوم بها “الجمهوريّة الإسلاميّة” مباشرة وعبر العراق من أجل العودة إلى دمشق. كذلك يمكن فهم التوتر في العلاقات الإيرانية – التركية في ضوء الدور الذي لعبته أنقرة في حصول التغيير السوري. كان في العاصمة السوريّة والمناطق القريبة منها نحو مليون وربع مليون علوي انتقلوا مع عائلاتهم إلى دمشق وضواحيها. كان عدد هؤلاء يزداد مع الوقت، خصوصا منذ اندلاع الثورة الشعبية في سوريا في مثل هذه الأيام قبل 14 عاما. كان الهدف الذي عمل من أجله النظام، بدعم إيراني مباشر، تكريس واقع ديموغرافي جديد في دمشق وريفها. مع فرار بشّار الأسد إلى موسكو في الثامن من كانون الأوّل – ديسمبر 2024، هبط عدد العلويين في دمشق ومحيطها إلى ما بين 300 و400 ألف. حصلت هجرة مضادة في اتجاه ريف حمص وريف حماة وجبال العلويين والساحل السوري. تعكس هذه الهجرة الفشل الذريع للمشروع الإيراني في سوريا التي عادت إلى حكم الأكثريّة السنّية للمرة الأولى منذ الانقلاب العسكري العلوي الذي نفّذه الضابطان صلاح جديد وحافظ الأسد في 23 شباط – فبراير 1966. الأكيد أن “الجمهوريّة الإسلاميّة” لن تمل ولن تكلّ. ستحاول العودة إلى سوريا بطريقة أو بأخرى مستفيدة من كل الثغرات، بما في ذلك الأخطاء التي يرتكبها النظام الجديد ترفض “الجمهوريّة الإسلاميّة” التصديق أنّ سوريا صارت في مكان آخر. يؤكد ذلك الكلام الصادر عن كبار المسؤولين الإيرانيين، بدءا بـ”المرشد” علي خامنئي. يراهن المسؤولون الإيرانيون على حصول تغيير في سوريا من منطلق أن النظام الجديد لن يستمرّ طويلا. يمكن لمثل هذا الرهان أن يكون في محلّه. يعود ذلك لسببين على الأقلّ. أولهما أنّ الإدارة السورية الجديدة ارتكبت أخطاء عدة. بين هذه الأخطاء تسريح أفراد الجيش السوري. خلق ذلك آلاف العاطلين عن العمل. معظم هؤلاء من الجنود والضباط العلويين الذين باتوا مستعدين للجوء إلى العنف والإرهاب بعدما فقدوا كل الامتيازات التي كانوا يتمتعون بها، بما في ذلك الراتب المضمون والسيارة والمنزل. أما السبب الثاني، ففي أساسه الموقف الأميركي الذي يمنع دولا عربيّة من تقديم مساعدات لسوريا في الوقت الحاضر. لم تتخذ الإدارة الأميركية، أقلّه إلى الآن، موقفا واضحا من التغيير الذي حصل في سوريا. قد يكون مردّ ذلك إلى أن إسرائيل تعمل منذ سقوط بشّار على خطة تصبّ في تقسيم سوريا وتفتيتها والانتهاء من أيّ وجود لقوّة عسكرية ذات شأن في هذا البلد. في انتظار تبلور الموقف الأميركي الواضح من سوريا، ستحاول إيران العودة إلى دمشق. إذا لم تتمكن من استعادة دمشق نفسها، ستحاول استيعاب العلويين عبر إعادة تنظيم صفوفهم في مناطقهم. ستعمل في الوقت ذاته على الاستفادة من الموقف الإسرائيلي المتذبذب الذي يستهدف منع قيام نظام مركزي في سوريا. الهدف الإسرائيلي في نهاية المطاف تفتيت سوريا. هذا ما يفسّر الدعم الذي قدمته الدولة العبريّة في كل وقت للنظام العلوي الذي لعب طوال ما يزيد على نصف قرن الدور المطلوب منه إسرائيليا. الأكيد أن “الجمهوريّة الإسلاميّة” لن تمل ولن تكلّ. ستحاول العودة إلى سوريا بطريقة أو بأخرى مستفيدة من كل الثغرات، بما في ذلك الأخطاء التي يرتكبها النظام الجديد. لا يمتلك القيمون على هذا النظام خبرة في إدارة مؤسسات الدولة. اكتشف كلّ من احتكّ بهم أنّهم هواة في هذا المجال. استثمرت إيران المليارات من الدولارات في هذا البلد، الذي من دون السيطرة عليه، سيبحث النظام عن طريقة أخرى للمحافظة على نفسه. وقد يكون ذلك بالاستسلام الإيراني أمام إدارة دونالد ترامب وقد يكون أيضا في الاستفادة من توجه إسرائيلي إلى التشجيع على تفتيت سوريا بدءا بقيام دولة في جبال العلويين وجزء من الساحل السوري… فضلا في طبيعة الحال عن تحقيق اختراقات في الجنوب السوري.

مقالات مشابهة

  • العراق ودول جوار سوريا يعلنون دعماً لاستقرار دمشق
  • بن شرادة: المصرف المركزي لا يستطيع تغطية ارتفاع الإنفاق.. والاستعانة بالاحتياطي “مشكلة كبيرة”
  • إيران ورهان العودة إلى سوريا
  • جنبلاط يدعو لمحاكمة حويجة في دمشق على كلّ جرائمه
  • البنك الدولي: لبنان بحاجة إلي 11 مليار دولار لإعادة الإعمار
  • البنك الدولي: إعادة إعمار لبنان يتكلف 11 مليار دولار
  • البنك الدولي: لبنان يحتاج 11 مليار دولار للتعافي وإعادة الإعمار
  • البنك الدولي: تكلفة إعادة إعمار لبنان 11 مليار دولار
  • البنك الدولي: 11 مليار دولار كلفة إعادة الإعمار والتعافي في لبنان
  • تقرير لـEconomist.. ثلاثة تحديات كبيرة تواجه حكومة نواف سلام