سواليف:
2025-04-17@05:18:34 GMT

حكومات الأكشن والسيناريو المفقود

تاريخ النشر: 7th, January 2025 GMT

#حكومات_الأكشن والسيناريو المفقود

#شبلي_العجارمة

قيل أن صيادًا بعد أن أصاب طائرًا بأحد جناحيه ، التقط الصياد الطائر وأخذ يتفحصه وهو لا زال فيه بقية روحٍ ونتفةِ ألم، كان الصيادُ يقف على حافة جبلٍ ما ودم الطائر يتقاطر من بين أصابعه، وكانت الريح شديدة ، فذرفت عيناه من شدة الريح بعض الدموع ، فقال أحد الطيور : يا لطيبة قلب هذا الصياد ، انظروا كيف يذرف الدمع حزنًا وأسفًا على الطير ، فأجابته القبرة : لا تنظر لدموع عينه بل انظر لفعل يديه.


هكذا هم رؤوساء الحكومات ، يمتطون خيل عدسات الكاميرات في بداية كل رحلةٍ سياسيةٍ جديدة ، من نشوة الفرحة بالمنصب الذي لم يحلم به ذات يوم ، استعراض هوليودي بصبغة شعبوية لاستجلاب عواطف البسطاء،وضحالة فكر البعض الذي تغلب عليه العاطفة أكثر من الفكر المستنير ، ناهيك عن جوقة بعض الأقلام المتسولة والمتسببة ، والتي تنظر من ثقب الذات لا من شق الوطن المغلوب على أمره ،أو من رُقع ثوب الشعب القابض على صقيع واقعه المؤلم ،وسعير مستقبله المجهول .
شعار التعاطف البراق مع الجندي والمتقاعد والطبقة الوسطى والمسحوقة ؛ مجرد عناوين مرحلة لحمى الانتخابات ، وليست أكثر من فترة سخونة فنجان قهوة لدرجة غليانه وشربه في أي مقابلةٍ متلفزة لرئيس وزراء أو وزير مالية أو منظر رسمي لا أكثر ، باختصار الحديث ، سياسة البخار المرئي وغير الملموس ، والسراب الملون بالعطش والماء ، وحشد الخبز البايت والناشف كفزاعةٍ لطرد الجوع .
بماذا تعود الصور الملتقطة بعناية مصنوعة وببساطة وشعبويةٍ مصطنعتين؟ ، لأي مدىً ومساحة ترمم مراهم الكلام فحوى الشكوى والتذمر ! وما هي مدة مسكنات الألم الرخيصة التي نستفيق منها على وجع أكبر وجروح أبلغ ! ، سياسة الرفع للرواتب والأجور الضئيلة نسبيًا في توقيع الحكومة باليد اليمنى ، إذا ما قورنت بالسعار في رفع كل زنبركات العيش وسبل الحياة في يد الحكومة اليسرى الخفية ، ربما بتنا نخشى حتى فزاعة مصطلح رفع الدخول ، لقاء حمى إشعال النار في هشيم المواد الغذائية للحياة المتوسطة والكماليات المحصوةِ على فئة لا تبلغ ربع شريحة الشعب .
لماذا تنطق الصور عن جانب أقل من عادي لحياة أحد رؤساء الوزارات ،ويومياته الاعتيادية ؛ بينما تصمت ذات الرئيس عن الاستفهامات الكثيرة لنواب الشعب إن صح التعبير عن وظائف لمواطنين عاديين بأرقام فلكية مع ثناء الرئيس على تمنن هذا المستشار على قبوله الوظيفة ، ولماذا يغطرش الرابع عن عدم احترام رئيس ديوان المحاسبة المتمثل بعدم حضور جلسات مجلس النواب ؟.

أعرف أنني كبقية أبناء شعبي ، فنحن مجرد علامات تعجب واستفهام لا أكثر ، نعاني يتم الجواب وتأيم التفسيرات ، نحن مجرد أسطر من كلام لا تقوى على صمت قرارات الرابع الأكثر جورًا ، والأعتى ظلمًا ، تحت ذرائع ؛ الأمن والآمان وديمومة الاستقرار الجوسياسي الهش .
نحن الشعب الذي بات مجرد ذاكرة تجتر شعارات مراحل حكومات تجيء وترحل ، وتخلد آلامًا لا شفاء منها ولا برء لأوجاعها ، فصحاب عبارة لا تهاجر يا قتيبة لملم حقائبه وهاجر هو تاركًا لنا لعاعة الشعار البراق ، وصاحب مقولة الأيام الجميلة لم تأت بعد ، لكنه نسي أن يكتب لنا لن الناصبة وعطفها على لم الجازمة ، وها قد ذهب ونحن لم نر يومًا جميلًا بعد .
ستخلد لنا هذه الحكومة علكة من الكلام ، ونكتة سياسية جديدة ، لحظتها سنضطر غير مأسوفٍ علينا أن نضحك من جراحات خواصرنا حد النزف !

مقالات ذات صلة الورقة الرابحة / وفاء خصاونة 2025/01/05

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

“اشترِ الآن”.. زلزال يهز “وول ستريت”

يمانيون../
في تطور دراماتيكي هز أروقة المال والأعمال، لم يحتج الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى مؤتمرات صحفية مطولة أو بيانات اقتصادية معقدة ليهز الأسواق العالمية. كل ما تطلبه الأمر هو ثلاث كلمات مقتضبة، منشورة على منصته “تروث سوشيال”: “اشترِ الآن!!! DJT». هذه التغريدة القصيرة، التي بدت وكأنها نصيحة عابرة من صديق، سرعان ما تحولت إلى زلزال مالي حقيقي.
لم تتوقف ارتدادات زلزال تغريدة “اشترِ الآن!” عند حدود “وول ستريت”، بل امتدت لتلقي بظلالها على الواجهة السياسية للولايات المتحدة الأمريكية أمام العالم. فكيف يمكن لهذه المهزلة المالية، التي تلفها شبهات التلاعب والاستغلال، أن تنعكس على صورة القوة العظمى التي تستعرض عضلاتها بفجاجة في “الشرق الأوسط” بل والعالم أجمع؟

صفعة قوية على وجه ثور هائج
إن مشهد رئيس أمريكي، يتمتع بنفوذ هائل، يطلق تغريدات مشبوهة تؤدي إلى قفزات جنونية في الأسواق، ثم يتبعها بقرارات سياسية مفاجئة، لا يرسم صورة للدولة الأكثر استقرارًا أو شفافية في العالم. بل يظهر الولايات المتحدة كأنها ساحة لعب بيد شخصية متقلبة، قادرة على تحريك الاقتصاد العالمي بنقرة زر على هاتفها. هذا يثير تساؤلات عميقة لدى الحلفاء والخصوم على حد سواء حول مصداقية السياسة الأمريكية واستقرارها، خاصة عندما يتعلق الأمر بقرارات اقتصادية مصيرية تؤثر على الجميع.

تخيلوا المشهد: في أي من الصباحات الهادئة في “وول ستريت”، المستثمرون يحتسون قهوتهم ويتصفحون الأخبار الاقتصادية الرتيبة. فجأة، يظهر إشعار على هواتفهم: تغريدة من “الريس تي”. “اشترِ الآن!”. يا لها من نصيحة مفاجئة! هل تحول الرئيس إلى مُنَجِّم اقتصادي؟ أم أن هناك شيئًا أكثر خبثًا يحدث خلف الستار؟

الغريب في الأمر أن هذه النصيحة “العفوية” جاءت قبل ساعات فقط من إعلان مفاجئ بتعليق مؤقت للرسوم الجمركية الجديدة لمدة 90 يومًا. هذا التزامن المريب أثار على الفور تساؤلات حول ما إذا كانت مجرد صدفة سعيدة للمحظوظين، أم أنها كانت جزءًا من لعبة أكبر وأكثر قتامة. فهل كانت مجرد صدفة؟ أم أن الأمر يتجاوز ذلك نحو شبهات تلاعب متعمّد؟ سؤال يتردد صداه في أروقة البورصة كما يتردد صدى صفعة قوية على وجه ثور هائج.

الرئيس “تي” بعصا سحرية
الأسواق، التي غالبًا ما تتصرف كقطيع مذعور، استجابت للتغريدة وكأنها أمر إلهي. مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” قفز بنسبة 9%، بينما حلق مؤشر “ناسداك” التقني بنسبة 12%. وحتى الأسواق العالمية، من “نيكاي 225 الياباني” الذي ارتفع بنسبة 9% إلى “فوتسي 100 البريطاني” الذي صعد بنسبة 4% في تعاملات الخميس المبكرة، بدت وكأنها ترقص على أنغام تغريدة واحدة. يا له من تأثير! يبدو أن “الرئيس تي” يمتلك عصا سحرية… أو ربما مجرد حساب على منصة تواصل اجتماعي والكثير من المتابعين الذين يطيعون أوامره كما يطيع الجنّي مصباح علاء الدين.

الأكثر إثارة للدهشة (والشبهات) هو توقيع التغريدة بالأحرف الأولى “DJT»، وهو أمر غير معتاد في منشوراته. لكن هذه الأحرف تحديدًا هي رمز سهم “شركة ترامب للإعلام والتكنولوجيا”، المالكة لمنصة “تروث سوشيال”. تقرير “غارديان” لم يتأخر في الإشارة إلى أن سهم الشركة قفز بنسبة 22% في نفس اليوم. هل كانت مجرد صدفة أخرى؟ أم أنها كانت “رسالة خفية” للمطلعين؟ همسة في أذن المقربين: “اشتروا سهمي، فالأخبار السعيدة قادمة!”.

الكونجرس بسخرية: يبدو أن رائحة الفساد بدأت تزكم الأنوف في واشنطن
الشكوك سرعان ما تحولت إلى عاصفة سياسية. مشرعون ديمقراطيون وخبراء في الأخلاقيات طالبوا بتحقيق رسمي. السيناتوران آدم شيف وروبن جاليجو أرسلا رسالة مشتركة إلى البيت الأبيض تطالب بـ”تحقيق عاجل حول احتمال استخدام معلومات داخلية”. السيناتور كريس مورفي وصف الأمر بأنه “فضيحة تداول داخلي تلوح في الأفق”، بينما وصفت إليزابيث وارن ما حدث بأنه “فساد واضح”. حتى ألكساندريا أوكاسيو كورتيز دعت إلى الكشف عن جميع الأسهم التي اشتراها أعضاء الكونغرس في الـ 24 ساعة الأخيرة، معلقة بسخرية: “سمعت أحاديث مثيرة في الكونغرس. سنكتشف بعض الأمور قريبا. حان الوقت لحظر التداول الداخلي”. يبدو أن رائحة الفساد بدأت تزكم الأنوف في واشنطن.

الرئيس متهم بالتورط في التلاعب بالسوق
لم تقتصر الانتقادات على الخصوم السياسيين. ريتشارد بينتر، المستشار الأخلاقي السابق في إدارة جورج بوش الابن، صرح بوضوح لـ”إن بي آر”: “لا يمكن السماح للرؤساء أو كبار المسؤولين بالتعليق على السوق والتأثير عليها أثناء اتخاذهم قرارات سياسية حاسمة”. وأضاف محذرًا: “لو قام أي شخص من إدارة بوش بنشر منشور مماثل، لتم فصله في اليوم ذاته”. وقال بينتر بصرامة: “هذا السيناريو قد يعرض الرئيس لاتهامات بالتورط في التلاعب بالسوق”. وأوضح أن الحادث قد يؤدي إلى إجراء تحقيقات “حول من كان يعرف ماذا ومتى قبل أن يعلن (ترامب) أنه سيؤجل الرسوم الجمركية على جميع الدول باستثناء الصين”.

ترامب يبرر لاحتواء الأزمة
عندما سُئل مساء الأربعاء عن توقيت التغريدة، أجاب ترامب ببساطة: “كنت أفكر في الأمر خلال الأيام القليلة الماضية”. يا له من تبرير مقنع! يبدو أن قرارات السوق تُتخذ بناءً على “تفكير عابر” للرئيس السابق. أما البيت الأبيض، فقد حاول احتواء الأزمة بوصف قرار تعليق الرسوم بأنه جزء من “إستراتيجية مدروسة مسبقًا”، وأكدت المتحدثة كارولين ليفيت أن ما جرى يندرج تحت مظلة “فن الصفقة”. يا له من فن! فن يحول تغريدة عابرة إلى قفزة هائلة في الأسواق، ويجعل الجميع يتساءل: هل نحن أمام عبقرية اقتصادية أم مجرد فوضى منظمة؟

الحاسة السادسة لدى مارغوري تايلور
وسط هذا الجدل المحتدم، كشفت النائبة الجمهورية مارغوري تايلور غرين عن قيامها بشراء أسهم في “آبل” و”أمازون” يومي الثالث والرابع من أبريل الحالي، أي بعد إعلان ترامب تعريفاته الجمركية. ارتفاع أسهم الشركتين بنسبة 12% و 15% على التوالي بعد تعليق الرسوم أثار تساؤلات مشروعة حول ما إذا كانت عمليات الشراء تلك قد تزامنت مع “معلومات مسبقة”. يبدو أن “فن الصفقة” قد يكون معديًا، وأن بعض أعضاء الكونغرس لديهم حاسة سادسة (أو ربما مصدر معلومات خاص جدًا) فيما يتعلق بتحركات السوق المستقبلية.

الثورة / يحيى الربيعي

مقالات مشابهة

  • “اشترِ الآن”.. زلزال يهز “وول ستريت”
  • صحار وروتردام.. شراكة اقتصادية
  • المعلم : صانع الحضارة
  • خالد حمادي.. رجل الأعمال الذي باع (طريق الشعب) في الإشارات الضوئية !
  • التكنولوجيا الناشئة.. هل نحن مستعدون للمستقبل؟
  • سيادة أوروبا التكنولوجية تتطلب أكثر من مجرد القدرة التنافسية
  • حلم في ليلة صيفية عربية
  • عمرو القطامي يوافق على الحساب الختامي 2024: الحكومة حَمت الشعب
  • برلماني معلنًا موافقته على الحساب الختامي 2024: الحكومة حمت الشعب
  • الغزالي حرب يعيش في أوهام الباشوية