سواليف:
2025-01-08@09:42:41 GMT

من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. ألبومي الأخير

تاريخ النشر: 7th, January 2025 GMT

#ألبومي_الأخير

من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي

نشر بتاريخ .. 21 / 3 / 2021

لو يخترعون لنا تطبيقاً نتواصل به مع الراحلين، نطمئنهم يطمئنوننا ،نشكو لهم ، نبكي لهم ، نستشيرهم …لو يخترعون لنا اتصالاً مرئياً لمرة واحدة على الأقل ، حتى لو كان الإشتراك عشر سنوات مدفوعة مقدّماً من أعمارنا…لدفعتها عن طيب اشتياق.

.
آآه يا أمي لو تريني كم أنا مُتعب ،لو تمررين أصابعك على شعري الأشيب ،لو تمسكين بمعصمي النحيل، أو تضعي يدك على صدري الثائر..لبكيتي طويلاً يا أمي، كبكائك عليّ ذات اغتراب..
صحيح أن حقائبي في البيت لكنني مغترب ،صحيح أنني لم أغادر حدود وطني الجغرافية لكنني مغترب، صحيح أنني لم أختم جوازي الا أنني مغترب ، ما الاغتراب يا أمي الا مفارقة الأحبة!!..لا هذه الأرض التي تذكرين ولا هي نفس السماء ، لا الملامح التي تعرفين بقيت ولا الأسماء ،كل شيء تغيّر..لم يبق لي من هذا العالم الضيق كخرم إبرة ، الا غرفتك “ألبومي” الأخير ، أزورها كل يوم تقريباً..أقرأ بعينيّ ملامحها ،كل شيء في مكانه ، “صوبتك” ، بقايا الروزنامات القديمة ، الدهان المقشور على الحائط الشرقي ، خزانتك ،وملابسك الصيفية والشتوية، تلفازك ، مقص أظافرك ، فراشك الذي لم يتغيّر قماشه ، مفتاح الدرّاج ، والتقارير الطبية القديمة ،حذاؤك العتيق ، هدايا عيد الأم التي كنت تضعينها في الخزانة.. كل شيء ما زال في مكانه وكأنه بانتظارك حتى تعودين من مراجعة الطبيب…غرفتك “ألبومي الأخير” الذي ما زال يعطيني أكسجين الحياة…وكم أخشى أن أفقدها!.
ما زلت عنيداً كما تذكرينني يا أمي،صلباً كما أردتني ، لكن دمعتي حاضرة ، أقاتل الجبال ،وأقف نداً شرساً دون أن تهتزّ لي شعرة ، لكنني أضعف اذا ما رأيت ابناً يمضي بأمه بكرسي متحرك أو لمحت من ترتدي شماغاً يشبه “شماغك” الأحمر..ما زلت أحمل ذاك السيف ،لكنني أحمل معه وردة أضعها في ياقة ثوبك الأسود..أتعرفين لمن أشتاق في هذه اللحظة..!! لتجاعيد يديك ،للوذمات التي كانت تظهر بعد كل دخول من المستشفى ، لعينيك الغائرتين التائهتين،لهاتفك النوكيا 3310 الذي لم يرنّ منذ الخامس من حزيران 2014…كنت في عزّ ألمك عندما يرن الهاتف تقولين اعطيني اياه..مين؟ “ابراهيم”..”أبو شادي”..”ابو حسن”..تزيحين “الشمبر” عن اذنك قليلاً..وتتكلمين..كنت أعرف أنك تتألمين أكثر مما تتكلمين..وأعرف أنك كنت تدّعين الضحك والابتسام …كي لا يقلقون في الإغتراب..
سأزورك اليوم يا سيدّة آذار..لكن سامحيني ان تأخرت عليك قليلاً..سأزور معتقلي الرأي في السجون قبلك، سأقول لهم أن أمهاتهم بخير ،وأعطي بعض خبرتي في الاشتياق، سأقول للرفاق الأحرار بعد يوم أو يومين أو اسبوع سيفتحون باب السجن وتخرجون..ويلتقي كل منكم بست الكل..سجّان النظام قد يفعلها …لكن سجّان الموت لا يفتح أبوابه يا أمي..
سأحضر اليك يا حبيبتي هذا المساء، لا تقلقي أن تأخرت، أحمد الوفي لا يتأخر..سآتي و بيدي وردة بيضاء..وفي عيني دموع كثيرة..سامحيني! أرجوك سامحيني

مقالات ذات صلة امتداد المرتفع الجوي السيبيري يجلب أجواء أكثر برودة الأيام القادمة 2025/01/07

احمد حسن الزعبي

ahmedalzoubi@hotmail.com

مضى #190يوما …

بقي #86يوما

#الحريه_لاحمد_حسن_الزعبي

#سجين_الوطن

#متضامن_مع_احمد_حسن_الزعبي

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سجين الوطن حسن الزعبی

إقرأ أيضاً:

المنطقة وطوقُ النجاة الأخير

محمد حسين فايع

بعد سقوط سوريا أصبحت المنطقة بين خيارين لا ثالث لهما، إما خيار تكرار المخطّط والسيناريو الذي دمّـرت وأسقطت به سوريا… أَو خيار المسار الشعبي التحرُّري المقاوم، والذي يعتبر تجربة وواقعاً طوق النجاة الأخير لبلدان المنطقة أنظمة وشعوباً وجيوشاً.
من بعد إسقاط سوريا في الحضن الأمريكي الصهيوني عبر استخدام الجماعات التكفيرية المكونة من شذاذ الآفاق فَــإنَّ بلدان وأنظمة وشعوب المنطقة وفي مقدمتها الأردن ومصر والعراق وتركيا أصبحت في مرمى المخطّط الغربي الصهيوني التكفيري، ومن المحتمل جِـدًّا أن يستخدم ضد الأردن ومصر نفس المخطّط والسيناريو الذي استخدموه لإسقاط سوريا وذلك عبر استخدام الجماعات التكفيرية نفسها التي استخدموها لتدمير سورية وُصُـولًا لإسقاطها.
لقد فتح سقوط سورية شهية الاستعمار الغربي الصهيو أمريكي على مصارعها تجاه بلدان المنطقة، وعليه ليس هناك من صمام أمان لدول، ولم يتبق إلَّا طوق نجاة أخير لبلدان المنطقة وأكرّر على رأسها مصر والأردن وتركيا والعراق إلَّا بأن تعمل أنظمة تلك البلدان وحكوماتها على الدفع بشعوبها وأن تفتح أمامها أبواب من التحَرّك الجمعي الحر على مسار العداء والمناهضة والمواجهة للمشروع الأمريكي الصهيوني التكفيري في المنطقة، وعلى مسار الانتصار والدعم لمقاومة وجهاد ومظلومية الشعب الفلسطيني خَاصَّة، ولتحَرّك كُـلّ بلد وشعب على مسار العداء والمناهضة والمقاومة للمشروع الأمريكي الصهيوني الغربي التكفيري وفي مواجهة المشروع والوجود والأمريكي الغربي وأدواته في عموم المنطقة والعالم الإسلامي.
اليوم يمكن لبلدن مثل مصر والأردن وتركيا التي أصبحت العين عليها أنظمة وشعوباً ومقدرات من بعد سوريا بأن تستفيد من تجربة الشعب اليمني والعراقي الشعبيّة والرسمية على مسار العداء والمناهضة والمواجهة للمشروع الأمريكي الصهيوني التكفيري وخَاصَّة أنهما تجربتان أثبتت وقائع الأحداث نجاهما في إفشال وهزيمة المشروع الأمريكي الصهيوني التكفيري، كما يمكن تعميم استخدام التجربتين من قبل أنظمة وشعوب كافة بلدان المنطقة، مع التأكيد بأن التجربتين تعتبران اليوم طوق الخلاص والنجاة الأخير لكل أنظمة وشعوب المنطقة، كما أنهما بشهادة وقائع الأحداث الأنجح والأجدى والأضمن في تحقيق المنعة لكل بلدان المنطقة أنظمة وشعوباً من مخاطر المشروع الأمريكي الصهيوني التكفيري، الذي أثبتت وقائع الأحداث أنه لن يستثني لا نظاماً ولا شعبًا ولا جماعة ولا صديقاً ولا عميلاً ولا خادماً ولا مطبعاً على مستوى المنطقة والعالم الإسلامي.
فيا قومنا ويا أبناء أمتنا هل لا يزال فيكم ممن يحمل بقية جينات ومقومات الإباء والعزة والكرامة الفطرية السوية؟!!
هل تبقى لدى المعنيين منكم بقية من وعي واستشعار بمستوى المخاطر الكبيرة الذي يحملها المشروع الأمريكي الصهيوني الغربي التكفيري تجاه جميع بلدان المنطقة من تدمير وإسقاط لأنظمتها وكلّ مقوماتها ومن إبادة لشعوبها قبل فوات الأوان؟!

مقالات مشابهة

  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. عرقي حبرٌ وجلدي ورق
  • المنطقة وطوقُ النجاة الأخير
  • اعتقال الكاتب بوعلام صنصال يؤزم العلاقات بين فرنسا والجزائر
  • رحيل الكاتب العراقي أحمد خلف.. رائد السرد القصصي في القرن العشرين
  • هكذا ردت الجزائر على تصريحات ماكرون بشأن اعتقال الكاتب بوعلام صنصال
  • الرئيس الفرنسي يطالب الجزائر بإطلاق سراح الكاتب بوعلام صنصال ويصف اعتقاله بالتعسفي
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. أحلام الملوك
  • النائب طارق رسلان يطالب بإزالة المعوقات والبيروقراطية التي تعطل تنمية الثروة المعدنية
  • الكاتب آفي شتاينبرغ: الجنسية الإسرائيلية أداة للإبادة الجماعية من البداية