سواليف:
2025-03-10@03:58:35 GMT

من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. ألبومي الأخير

تاريخ النشر: 7th, January 2025 GMT

#ألبومي_الأخير

من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي

نشر بتاريخ .. 21 / 3 / 2021

لو يخترعون لنا تطبيقاً نتواصل به مع الراحلين، نطمئنهم يطمئنوننا ،نشكو لهم ، نبكي لهم ، نستشيرهم …لو يخترعون لنا اتصالاً مرئياً لمرة واحدة على الأقل ، حتى لو كان الإشتراك عشر سنوات مدفوعة مقدّماً من أعمارنا…لدفعتها عن طيب اشتياق.

.
آآه يا أمي لو تريني كم أنا مُتعب ،لو تمررين أصابعك على شعري الأشيب ،لو تمسكين بمعصمي النحيل، أو تضعي يدك على صدري الثائر..لبكيتي طويلاً يا أمي، كبكائك عليّ ذات اغتراب..
صحيح أن حقائبي في البيت لكنني مغترب ،صحيح أنني لم أغادر حدود وطني الجغرافية لكنني مغترب، صحيح أنني لم أختم جوازي الا أنني مغترب ، ما الاغتراب يا أمي الا مفارقة الأحبة!!..لا هذه الأرض التي تذكرين ولا هي نفس السماء ، لا الملامح التي تعرفين بقيت ولا الأسماء ،كل شيء تغيّر..لم يبق لي من هذا العالم الضيق كخرم إبرة ، الا غرفتك “ألبومي” الأخير ، أزورها كل يوم تقريباً..أقرأ بعينيّ ملامحها ،كل شيء في مكانه ، “صوبتك” ، بقايا الروزنامات القديمة ، الدهان المقشور على الحائط الشرقي ، خزانتك ،وملابسك الصيفية والشتوية، تلفازك ، مقص أظافرك ، فراشك الذي لم يتغيّر قماشه ، مفتاح الدرّاج ، والتقارير الطبية القديمة ،حذاؤك العتيق ، هدايا عيد الأم التي كنت تضعينها في الخزانة.. كل شيء ما زال في مكانه وكأنه بانتظارك حتى تعودين من مراجعة الطبيب…غرفتك “ألبومي الأخير” الذي ما زال يعطيني أكسجين الحياة…وكم أخشى أن أفقدها!.
ما زلت عنيداً كما تذكرينني يا أمي،صلباً كما أردتني ، لكن دمعتي حاضرة ، أقاتل الجبال ،وأقف نداً شرساً دون أن تهتزّ لي شعرة ، لكنني أضعف اذا ما رأيت ابناً يمضي بأمه بكرسي متحرك أو لمحت من ترتدي شماغاً يشبه “شماغك” الأحمر..ما زلت أحمل ذاك السيف ،لكنني أحمل معه وردة أضعها في ياقة ثوبك الأسود..أتعرفين لمن أشتاق في هذه اللحظة..!! لتجاعيد يديك ،للوذمات التي كانت تظهر بعد كل دخول من المستشفى ، لعينيك الغائرتين التائهتين،لهاتفك النوكيا 3310 الذي لم يرنّ منذ الخامس من حزيران 2014…كنت في عزّ ألمك عندما يرن الهاتف تقولين اعطيني اياه..مين؟ “ابراهيم”..”أبو شادي”..”ابو حسن”..تزيحين “الشمبر” عن اذنك قليلاً..وتتكلمين..كنت أعرف أنك تتألمين أكثر مما تتكلمين..وأعرف أنك كنت تدّعين الضحك والابتسام …كي لا يقلقون في الإغتراب..
سأزورك اليوم يا سيدّة آذار..لكن سامحيني ان تأخرت عليك قليلاً..سأزور معتقلي الرأي في السجون قبلك، سأقول لهم أن أمهاتهم بخير ،وأعطي بعض خبرتي في الاشتياق، سأقول للرفاق الأحرار بعد يوم أو يومين أو اسبوع سيفتحون باب السجن وتخرجون..ويلتقي كل منكم بست الكل..سجّان النظام قد يفعلها …لكن سجّان الموت لا يفتح أبوابه يا أمي..
سأحضر اليك يا حبيبتي هذا المساء، لا تقلقي أن تأخرت، أحمد الوفي لا يتأخر..سآتي و بيدي وردة بيضاء..وفي عيني دموع كثيرة..سامحيني! أرجوك سامحيني

مقالات ذات صلة امتداد المرتفع الجوي السيبيري يجلب أجواء أكثر برودة الأيام القادمة 2025/01/07

احمد حسن الزعبي

ahmedalzoubi@hotmail.com

مضى #190يوما …

بقي #86يوما

#الحريه_لاحمد_حسن_الزعبي

#سجين_الوطن

#متضامن_مع_احمد_حسن_الزعبي

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سجين الوطن حسن الزعبی

إقرأ أيضاً:

الأسانسير يكتب الفصل الأخير في حياة سيدة أوسيم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

لقيت ربة منزل مصرعها إثر اصطدام رأسها بين الحائط وكابينة مصعد داخل عقار بمنطقة أوسيم في الجيزة.


تلقى رئيس مباحث مركز شرطة أوسيم بمديرية أمن الجيزة، إشارة من غرفة عمليات النجدة تفيد بورود بلاغ من الأهالي بمصرع سيدة داخل مصعد أحد العقارات بدائرة المركز.

على الفور، انتقلت قوة أمنية إلى محل البلاغ، وبالفحص تبين أن الجثة لربة منزل تبلغ من العمر 60 عامًا، حيث لقيت مصرعها أثناء استخدام المصعد بعد أن اصطدمت رأسها بين الحائط وكابينة المصعد.
تم نقل الجثة إلى ثلاجة المستشفى تحت تصرف النيابة العامة، وتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة، وتولت النيابة العامة مباشرة التحقيقات.

مقالات مشابهة

  • أحمد موسى يحذر على الهواء: سأقاضي الصفحات التي روجت لأكاذيب ضدي
  • رامز جلال يسأل محمد رجب عن دانا الحلبي .. ورد مفاجئ من الأخير
  • بالفيديو.. الدكتور أحمد عمر هاشم يكشف عن عدد المرات التي شُق فيها صدر النبي
  • ليفربول يقترب من «الرقم الصعب» لمانشستر سيتي في العقد الأخير!
  • سعر الذهب اليوم وعيار 21 بالمصنعية بعد الانخفاض الأخير 9 مارس 2025
  • لا خسائر بشرية.. سقوط سقف الطابق الأخير بعقار في السيدة زينب
  • الوحش: تقرير المصرف المركزي الأخير يعكس وضعًا مقلقًا للاقتصاد الوطني
  • العوضي يتصدر والرداد الأخير.. ترتيب نسب مشاهدة مسلسلات رمضان بدول الخليج
  • مصطفى بكري ناعيا اللواء أحمد أبو طالب: رحل الإنسان الذي عرفت فيه كل معاني المروءة
  • الأسانسير يكتب الفصل الأخير في حياة سيدة أوسيم