الفريق جلال الهريدي.. محطات بطولية وشائكة.. نجا من الموت بأعجوبة للدفاع عن مصر حربًا وسِلمًا
تاريخ النشر: 7th, January 2025 GMT
الفريق جلال الهريدي، رجل اختزل في مسيرته حياة وطن بأكملها، منذ مولده عام 1929، كان القدر يرسم طريقًا استثنائيًا لرجل سيصبح «الأب الروحي» لسلاح الصاعقة في القوات المسلحة المصرية، وأحد أعمدة العسكرية في القرن العشرين، لم يكن مجرد ضابط عادي، كان رمزًا للإرادة الحديدية والشغف الذي لا يعرف حدودًا.
الفريق جلال الهريدي، منذ اللحظة التي خطت قدماه فيها أروقة القوات المسلحة المصرية، كان يدرك أن المهمة أكبر من الرتب والألقاب، وأن الجيوش تُبنى بالدم والعرق، وأن الأوطان تُحمى بالإيمان العميق بقضيتها، لذا، أسس سلاح الصاعقة ليكون تجسيدًا لهذه القناعة، لم يقدم فقط سلاحًا جديدًا بل غرس فلسفة قتالية كانت غائبة.
الفريق جلال الهريدي، في العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، كان حاضرًا كقائد يعرف كيف يدير معركة وسط الأمواج المتلاطمة، لم يكن النصر آنذاك مسألة خيار، بل ضرورة، كان في مقدمة من تصدوا للغزاة، وفي حرب يونيو 1967، واجه واحدة من أشد التحديات في تاريخ العسكرية المصرية، لكن الهريدي لم يكن ممن ينحنون للعواصف، واصل القتال -ومن معه من خيرة شباب مصر- في حرب الاستنزاف، مكرسًا كل خبرته لإعادة بناء الجيش.
الفريق جلال الهريدي، في حرب أكتوبر 1973، كان أحد المساهمين في النصر العظيم الذي أعاد للكرامة العربية بريقها، لم يكن مجرد قائد يخوض معركة، كان رجلًا يرى في النصر ثأرًا للأرض والإنسان، الحرب بالنسبة له لم تكن صراعًا عسكريًا فقط، بل اختبارًا لقيمة الوطن في قلوب رجاله.
الفريق جلال الهريدي، لم تكن محطاته العسكرية خالية من الألغام السياسية، واجه حكمين بالإعدام، الأول في سوريا خلال فترة الانفصال عام 1961، قاد الفريق جلال الهريدي، بجرأة استثنائية، في سبتمبر من العام نفسه، عملية إنزال مظلي في مطار «حميميم» بسوريا خلال محاولة إجهاض الانفصال، وهي مغامرة كادت تودي بحياته بعد أن أُلقي القبض عليه وصدر حكم بالإعدام في حقه، لكنه نجا ليكتب فصولًا أخرى من حياته الملحمية، نجا من الموت كقدر لرجل لم تكتمل مهمته بعد، بقي واقفًا، صامدًا، وعاود خدمة بلاده بطرق جديدة.
الفريق جلال الهريدي، بعد ثورة 30 يونيو 2013، أسس حزب «حماة الوطن»، لم يكن الحزب مجرد كيان سياسي، بل انعكاسًا لرؤية قائد عاش حياته مدافعًا عن أمن مصر واستقرارها، كان الحزب صوته الجديد في ساحة السياسة، واستمر الهريدي في الدفاع عن قضايا الوطن، مستخدمًا خلفيته العسكرية لتحليل التحديات السياسية بعمق وواقعية.
عن تأسيسه لسلاح الصاعقة، فقد كان جلال الهريدي، الشاب الذي لم يتجاوز السابعة والعشرين، يقف على أعتاب مسئولية لم يسبق لها مثيل في تاريخ القوات المسلحة المصرية، كان برتبة نقيب قال للمشير الراحل، عبد الحكيم عامر: «أريد إنشاء قوات - الصاعقة- وفق مبادئ ومعايير معينة»، كان مدفوعًا برؤية واضحة لبناء قوةٍ ترتكز على القيم والانضباط، قوة ترى في الموت من أجل الوطن شرفًا لا يقارن.
المشير عامر، الذي كان يرى في جلال الهريدي روحًا استثنائية، اتخذ قرارًا وُصف بالجرأة، قرارًا ربما لم يكن ليتخذه أي شخص آخر في موقعه، تعيين الشاب المقدام قائدًا لسلاح، القرار لم يكن مجرد خطوة عسكرية، بل شهادة ثقة وإيمان بقدرة الإنسان على تجاوز حدود الرتب والتقاليد، ليصنع الفرق برؤية صافية وإرادة لا تعرف المستحيل، وهكذا، أصبح جلال الهريدي أول ضابط في تاريخ القوات المسلحة المصرية يتولى قيادة سلاح برتبة نقيب، تاركًا بصمةً لا تُنسى في سجل الشجاعة والوطنية.
لم تكن حياة الهريدي خالية من الاعتراف بالإنجازات، فقد حصل على العديد من الأوسمة والدروع من مؤسسات ثقافية وعسكرية وجامعية، محليًا ودوليًا، ويبقى أن رحيل الفريق جلال الهريدي يمثل خسارة كبيرة، حيث ترك خلفه إرثًا خالدًا من الوطنية والبطولات التي ستظل تلهم أجيالًا قادمة، وتجسد معاني التضحية والوفاء للوطن، لكن سيظل اسمه محفورًا في ذاكرة التاريخ، قائدًا عاش ومات من أجل مصر، تاركًا إرثًا تتناقله الأجيال بفخر واعتزاز.
اقرأ أيضاًمصطفى بكري ينعي الفريق جلال الهريدي رئيس حزب حماة وطن: خالص التعازي لأسرته
وفاة الفريق جلال الهريدي رئيس حزب حماة الوطن
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الفريق جلال الهريدي جلال هريدي ميرال جلال هريدي وفاة الفريق جلال الهريدي القوات المسلحة المصریة الفریق جلال الهریدی لم یکن
إقرأ أيضاً:
اللواء سلامي: صنعنا حاملة الطائرات المسيَّرة للدفاع في المياه البعيدة
الثورة /وكالات
صرّح القائد العام للحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي، بأن حاملة الطائرات المسيَّرة “الشهيد باقري” تم إنشاؤها للدفاع في المناطق البعيدة.. مشددًا على ضرورة القدرة على القتال في أي مكان بعيد والوجود في أي نقطة من العالم.
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأنه، جاء ذلك خلال مراسم انضمام “الشهيد باقري” إلى القوة البحرية للحرس الثوري، التي أُقيمت صباح أمس الخميس في الخليج، بحضور اللواء محمد باقري، رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة.
وأكد سلامي في كلمته، بمناسبة الذكرى الـ46 لانتصار الثورة الإسلامية، أن الاستقلال هو أحد أعظم إنجازات الثورة الإسلامية.. مضيفًا أن القدرة على تقرير المصير السياسي تتطلب امتلاك القوة.
وأشار القائد العام للحرس الثوري إلى أنه في الجغرافيا السياسية للعالم، لا مكان للضعفاء.. موضحًا أن القوى العظمى تحاول رسم خارطة العالم السياسية وفق مصالحها، وتسعى إلى إخضاع الدول ووضعها ضمن نطاق نفوذها، بحيث تسلب منها الإرادة والاستقلال.
وأضاف: الدول التي لا تمتلك القوة السياسية تُجبر على الخضوع والاستسلام.. لافتًا إلى أن الحرب هي الأداة التي تستخدمها القوى الاستعمارية للسيطرة على مصير الشعوب.
كما أكد أن الشعب الإيراني، بفضل القيادة الحكيمة والإلهية لقائده، اختار طريق القوة كي لا يكون مضطرًا إلى الاستسلام أو خوض الحروب.
وشدد القائد العام للحرس الثوري، على أنه لمنع الحرب، يجب تعزيز القدرة على الردع.. مؤكداً أن إيران لا تسعى إلى الصراع أو الحرب مع أي دولة تعترف بها، بل تعتمد على مبدأ التفاعل المتكافئ والعادل في العلاقات الدولية.
من جهته قال رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، امس : “سنقوم بإنشاء عدد من القواعد البحرية حسب الحاجة، حيث ستكون الخطوة الأولى في بحر عمان والمحيط الهندي، وفي الخطوات التالية في جميع أنحاء العالم لحماية مصالحنا البحرية، وممراتنا المائية، وأساطيلنا البحرية.”
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن اللواء باقري، أشاد على هامش مراسم الكشف عن حاملة الطائرات المسيرة “الشهيد بهمن باقري”، بمبادرة القوة البحرية للحرس الثوري في الاستفادة من سفينة تجارية وإنشاء قاعدة بحرية متعددة الأغراض.. واصفاً إياها بأنها خطوة قيمة.
وأضاف باقري: إن إنشاء السفن البحرية المتنقلة والقواعد البحرية المتحركة هو أحد الطرق لتعزيز القدرات البحرية للبلاد.
وتابع قائلاً: “حتى الآن، تم تفعيل عدد من السفن البحرية في القوة البحرية للحرس الثوري والبحرية الإيرانية، وهي الآن في طور تنفيذ مهامها.”
وأشار اللواء باقري إلى قدرات هذه السفينة الجديدة قائلاً: “تتمتع هذه السفينة بقدرة على نقل الزوارق السريعة المزودة بالصواريخ، والطائرات من دون طيار ذات المهام المتنوعة، والمروحيات، بالإضافة إلى قدرة دفاعية صاروخية لحمايتها من التهديدات الجوية والبحرية، وفي كلمة واحدة، هي قدرة بحرية مناسبة في المناطق البعيدة للدفاع عن مصالح إيران وأمن الممرات المائية المختلفة لأسطولها التجاري والنفطي.”
وأكد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة أن هذا المسار سيستمر.. قائلاً: “سنقوم بإنشاء عدد من القواعد البحرية من هذا النوع حسب الحاجة، حيث ستكون الخطوة الأولى في بحر عمان والمحيط الهندي، وفي الخطوات التالية في جميع أنحاء العالم لحماية مصالحنا البحرية، وممراتنا المائية، وأساطيلنا البحرية، مما سيجلب الأمان لتجارتنا.”
وأشار إلى الخطأ الحسابي الذي ارتكبه العدو في تقييمه للقدرات الإيرانية، وقال: “لقد أخطأ العدو في حساباته بشأن قدرة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والردع المستدام، وإرادة الشعب الإيراني والقوات المسلحة في الدفاع عن مصالحهم وتحقيق أهدافهم.”