نظام الأسد مسح حي العسالي الدمشقي وذكريات سكانه بالكامل (شاهد)
تاريخ النشر: 7th, January 2025 GMT
تتكشف جرائم النظام السوري، بعد سقوطه يوما بعد يوم، بحق السكان والأحياء السكنية، خاصة في العاصمة دمشق، والتي هجر قسما كبيرا من سكانها ومسح آثارهم بالكامل.
وتحول حي العسالي الذي كان يعج بالحياة جنوبي العاصمة دمشق، إلى كومة من الركام والأنقاض، بعد تدميره بقصف عنيف وآليات ثقيلة خلال السنوات الماضية
وبمجرد الابتعاد بضعة كيلومترات عن وسط العاصمة يبدو جليا الدمار الذي أحدثه النظام المخلوع وقواته في محيط دمشق.
لكن على عكس الدمار في مناطق أخرى، يظهر حي العسالي وكأنه بحر من الأنقاض، حيث باتت مبانيه متعددة الطوابق أثرا بعد عين.
ووسط الدمار الشامل، يقف مسجدا "حذيفة بن اليمان" و"عمر بن الخطاب"، اللذان تضررا خلال الحرب ولكن بقيا قائمين، متحدين الدمار الذي شمل أرجاء المنطقة ولم يكن نتيجة الحرب وحدها.
ووفقا لشهادات سكان المنطقة، فإن النظام السوري السابق لم يسمح لسكان حي العسالي، الذين نزحوا داخليا إلى أماكن أخرى، بالعودة إلى منازلهم بعد انتهاء المعارك في عام 2017.
وأكد سكان أن الفرقة الرابعة، التابعة لماهر الأسد، شقيق الرئيس المخلوع، كانت مسؤولة عن المنطقة، وأن النظام تعمد عام 2022 تدمير جميع المباني التي بقيت قائمة في الحي باستخدام آليات ثقيلة. كما أشاروا إلى أن النظام خطط لتحويل المنطقة إلى معسكر أمني وعسكري.
ورغم تضررهما من القصف فقد ظل مسجدا حذيفة وعمر صامدين، فيما جرى تسوية كل ما تبقى في الحي بالأرض.
محمد نزيه حنيفة، البالغ من العمر 62 عاما، يزور باستمرار منزله المدمر، الذي كان يتألف من أربعة طوابق، بالإضافة إلى متجره القريب الذي كان يبيع فيه مواد التنظيف.
وقال حنيفة إنه بدأ بناء منزله في عام 2000، وأكمله في عام 2011، مشيرا بيده إلى أنقاض المنزل، وموضع الباب وقطع الرخام والبلاط التي كان استخدمها في البناء.
وأضاف حنيفة أن الأرض الواسعة المحيطة بمنزله كانت ملكا له، وكان يزرع فيها الفراولة، والتين، والرمان، والزيتون، والعنب، والجوز، والبقدونس.
وأوضح حنيفة أنه عثر بين أنقاض منزله على بقايا مضخة المياه، وخطوط الكهرباء، ومواد البناء التي كان قد اختارها بعناية لمنزله بحسب الأناضول.
وتابع حنيفة قائلا إن "المنطقة كانت تضم سكانا من خلفيات دينية وطائفية مختلفة وكانوا يعيشون معا بسلام، ولكن الآن أصبح الجميع إما لاجئا، أو نازحا داخليا، أو مدفونا تحت التراب".
وأكد حنيفة أن الدمار في المنطقة لم يكن فقط بسبب الحرب، بل جرى بنزعة "انتقامية وحاقدة"، موضحا أنه تعرض للتهديد من قبل النظام عندما عاد إلى منزله عام 2017 بعد انتهاء المعارك.
وقال إن ضابطا من النظام هدده قبل ذلك وهو يشير إلى حفرة ناجمة عن قنبلة برميلية أمام منزله، قائلا له: "إذا لم تغادر المنطقة، سأدفنك هنا".
وأضاف حنيفة أن النظام رفض السماح له بالبقاء في الحي بعد انتهاء المعارك، وبدأ عناصر الفرقة الرابعة بسرقة ممتلكات المواطنين تدريجيا.
وشبه حنيفة ما حدث في حي العسالي بنكبة فلسطين عام 1948، عندما أُجبر الفلسطينيون على النزوح وأخذوا مفاتيح منازلهم معهم. لكنه أشار إلى أن الفرق الوحيد هو أنهم، على عكس الفلسطينيين، يستطيعون الآن العودة إلى أراضيهم، حتى لو كانت منازلهم مدمرة.
وقال حنيفة: "نحن أيضا عشنا نكبة، كان لدينا مفاتيح منازلنا المدمرة التي طُردنا منها إلى الشارع. اليوم ليس لدينا منازل، لكن لدينا الأرض، ورغم أننا أُجبرنا على النزوح، إلا أننا نستطيع الآن العودة".
وتابع: "فقدت اثنتين من شقيقاتي، واثنين من أبناء إخوتي، و15 شهيدا من عائلتي. العديد من أقاربي أيضا استشهدوا. لقد دفعنا الثمن الباهظ لنرى بلدنا يعود إلى الأمن والاستقرار".
واختتم حنيفة حديثه بالإشارة إلى الأغصان الخضراء التي تنمو من تحت الأنقاض، والتي كانت يوما جزءا من بستانه، ثم قال: "سأعود الأسبوع المقبل إلى هنا للبدء بزراعة الأرض من جديد."
ضابط من ضباط نظام الأسد هدم حي كامل انتقاماً..
متخيلين حجم الحقد ؟!! pic.twitter.com/EvuyNlzycM — فراس منصور (@firasmansor0) January 5, 2025
بطائرة "درون".. لقطات حصرية للجزيرة مباشر تكشف حجم الدمار في حي العسالي بدمشق pic.twitter.com/XxzD4ursCj — الجزيرة مباشر (@ajmubasher) January 4, 2025
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية دمشق الركام الدمار الأسد الأسد دمشق دمار ركام المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
آبل تطلق نسخة iOS 18.5 التجريبية.. تحسينات طفيفة قبل الكشف في WWDC 2025
بدأت شركة آبل رسميًا في طرح الإصدار التجريبي من iOS 18.5 للمطورين، وهو تحديث قد لا يحمل تغييرات جذرية، لكنه يقدم تحسينات بسيطة ومرحّب بها تعزز من تجربة استخدام الآيفون.
وبينما ينتظر البعض مفاجآت منتصف الدورة، يبدو أن iOS 18.5 يأتي كخطوة تمهيدية قبل الانتقال إلى الجيل القادم من النظام iOS 19، المتوقع الإعلان عنه في مؤتمر المطورين WWDC المرتقب في 9 يونيو المقبل.
تحسينات صغيرة في البريد والإعداداترغم الطابع البسيط للتحديث، يتضمن iOS 18.5 بعض التغييرات المرئية، أبرزها في تطبيق البريد Mail، حيث أصبح بإمكان المستخدمين إخفاء صور جهات الاتصال من داخل التطبيق مباشرة دون الحاجة إلى التنقل في إعدادات النظام، مما يمنحهم مزيدًا من التحكم في عرض البريد.
كما شهد قسم AppleCare والضمان في الإعدادات تحسينًا في التصميم، حيث يعرض الآن لافتة أوضح لحالة تغطية الجهاز، مع خيارات أسهل لإدارة خطة الضمان الخاصة بك.
بعيدًا عن هذه التعديلات المحدودة، يركز هذا التحديث بشكل رئيسي على تحسين الأداء والثبات، دون إدخال أي تطبيقات جديدة أو ميزات ذكية لافتة. حتى التحديثات التجريبية المرافقة لنظارة Vision Pro وساعة Apple Watch لم تقدم هي الأخرى تغييرات تذكر.
ويبدو أن هذا التوجه ليس عشوائيًا، فوفقًا لتقرير الصحفي مارك جورمان من بلومبرغ، فإن آبل تحتفظ بمفاجآتها الكبرى لمؤتمر WWDC 2025، حيث يُنتظر أن تكشف عن نظام iOS 19 وتحديثات كبرى لأنظمة macOS وwatchOS
وربما سيتم الإعلان كبير عن Apple Intelligence، نظام الذكاء الاصطناعي الجديد المُدمج داخل الأجهزة.
التركيز على الصينمن اللافت أيضًا أن آبل تعمل بهدوء على دمج تقنيات Apple Intelligence مع خدمات محلية في الصين، مثل محرك البحث Baidu، مع مراعاة قواعد الرقابة المحلية، بدلاً من الاعتماد على تقنيات OpenAI أو Google.
ويتوقع أن يُطرح هذا التحديث في الإصدار العام من iOS 18.5 أو في iOS 18.6 لاحقًا.
كلمة أخيرةلا يعتبر iOS 18.5 فقط ليس تحديثًا ثوريًا، لكنه بمثابة لمسة تجميل أخيرة قبل الدخول في مرحلة جديدة كليًا من تطور نظام آيفون.
فإذا كنت تترقب مزايا الذكاء الاصطناعي، أو تحديثًا كبيرًا لتطبيقات النظام، أو إعادة تصميم واجهة Siri، فإن كل الأنظار تتجه نحو WWDC.