شدد تقرير نشرته مجلة دولية على ضرورة استهداف العمليات العسكرية الأمريكية بدقة لتعطيل عمليات مليشيا الحوثي، دون إلحاق الأذى بالمدنيين، مفضلًا استخدام العمليات السرية، خصوصًا ضد السفن الاستخباراتية الإيرانية وقادة المليشيا الرئيسيين والممولين. وأشار إلى أن التحديات في اليمن يجب أن تؤخذ على محمل الجد مع وضع خطة لإدارتها.

وقال تقرير نشرته مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية: إنه "يجب على الإدارة الأمريكية القادمة استبدال الحملة العسكرية الحالية، التي تعاني من الفشل، بحل دائم يقطع مصادر دخل الحوثيين ويحاسب الراعي الرئيسي للجماعة، إيران". مؤكدًا على أهمية مطالبتها لحلفائها وشركائها "بتولي دور أكبر وقيادي في هذه الجهود وفي حماية الشحن الإقليمي".

وأوضح التقرير أن هذا التحرك "لن يكون سريعًا أو سهلًا"، لكنه أكد أن غياب "استراتيجية مركزة وجديدة" قد يسمح للحوثيين بمزيد من التحدي.

ووفقًا للتقرير، ستحتاج الإدارة القادمة إلى خنق الإمدادات العسكرية والمالية للحوثيين، التي يستخدمونها في تمويل إنتاج الأسلحة محليًا ومشاريع أخرى. وأشار إلى أن "فرض حظر بحري أمريكي، كما اقترح البعض، ليس واقعيًا؛ فقد تم القبض فقط على حوالي 20 سفينة تهريب إيرانية بين عامي 2015 و2024"، في إشارة إلى أن المليشيا الحوثية تتلقى دعمًا متعدد الأوجه.

وذكرت المجلة في تقريرها أن "الأكثر جدوى هو التركيز على تمويل الحوثيين"، ويشمل ذلك "مزودي الخدمات مثل الوسطاء، والدول المالكة، والمالكين، ونقاط العبور بالتعاون مع الشركاء الإقليميين، والأوروبيين، والآسيويين".

وتطرقت إلى إمكانية استفادة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب من "استغلال علاقاته الشخصية القوية مع القادة الإقليميين للضغط على عُمان، والإمارات، والسعودية، والهند للقيام بعمليات قمع لممولي الحوثيين ونقاطهم اللوجستية".

ولفتت إلى أن "سياسة احتواء الحوثيين تتماشى مع مخاوف الدول الأوروبية ودول الساحل الأخرى بشأن الشبكة المتزايدة من أساطيل ناقلات النفط الروسية والإيرانية التي تتجنب العقوبات". وهو أمر يهدد "السلامة البحرية"، وفقًا للمجلة.

وأكدت أن "تقليل نطاق هذه الشحنات غير القانونية من شأنه قطع مصدر دخل مهم للحوثيين وتقليل الدخل النفطي الذي تعتمد عليه موسكو وطهران".

وشددت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية في تقريرها على أهمية تعزيز جهود الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا والمكونات المناهضة للحوثيين في مواجهة مخاطر وتهديدات المليشيا على الصعيدين المحلي والدولي.

كما أوضحت أن "الدول الإقليمية يمكن أن تساعد في بناء دفاعاتها وترسانتها العسكرية لمنع الحوثيين من الاستيلاء على حقول النفط والغاز في اليمن، التي توفر الموارد لطموحات الجماعة الإقليمية".

وأضافت: "قد يتعين على واشنطن أن تعمل كعامل محفز، مثل دعم جهود الحكومة اليمنية لقطع وصول الحوثيين إلى النظام المصرفي الدولي". وأشارت إلى أن الأمر لا يجب أن يتوقف عند هذا الحد، بل يتطلب مشاركة الحكومات الإقليمية في النهاية.

وركزت المجلة على الدور المحوري الذي يُعوَّل على واشنطن، والذي "يجب أن يكون امتدادًا لاستراتيجية أوسع تهدف إلى إضعاف النفوذ الإقليمي لإيران"، باعتبار الأخيرة "الممكن الرئيسي لأعمال الحوثيين"، مما يتوجب عليها أن تتحمل مسؤولية هجماتهم "من خلال عقوبات اقتصادية ودبلوماسية" ارتأت المجلة أنها الأنسب بعد أن أغرقت طهران منطقة الشرق الأوسط بصراعات طائفية بغية توسعها وبسط نفوذها أكثر.

وترى المجلة في تقريرها أن هذا لا يعني عدم توجيه ضربات عسكرية مركزة وقاسية ضد أهداف حوثية حساسة، لكنها تشدد على أهمية أن تستهدف العمليات العسكرية الأمريكية بدقة "تعطيل عمليات الحوثيين إلى أقصى حد، دون إلحاق الأذى بالمدنيين".

وفضلت أيضًا استخدام "العمليات السرية" ضد الأهداف التي تضعف الحوثيين، من بينها "على سبيل المثال ضد السفن الاستخباراتية الإيرانية وقادة الحوثيين الرئيسيين والممولين". وأكدت أن هذه العمليات "ستحرم الحوثيين من الشرعية التي يحصلون عليها من مقاومة الضربات الجوية، بينما قد تحقق آثارًا مشابهة".

وفيما يتعلق بالجانب الاستخباراتي، يؤكد التقرير على ضرورة "توسيع وتعميق تبادل المعلومات الاستخباراتية بين الولايات المتحدة وشركائها للإبلاغ عن مثل هذه العمليات".

وأوضحت مجلة "فورين بوليسي" أن "تجاهل تهديد الحوثيين تمامًا سيكون أمرًا استراتيجيًا غير حكيم". وفي حالة "ترك الحوثيين دون رقابة، يمكنهم بسهولة تقويض أولويات ترامب الأخرى في الشرق الأوسط، بما في ذلك احتواء إيران". مشيرة إلى أنه "في النهاية، سيكون من مصلحة ترامب أن يأخذ التحديات في اليمن على محمل الجد ويضع خطة لإدارتها".

المصدر: وكالة خبر للأنباء

كلمات دلالية: فورین بولیسی إلى أن

إقرأ أيضاً:

عقوبات واشنطن على طهران تُشعل إنذار الكهرباء في بغداد

7 فبراير، 2025

بغداد/المسلة: تصاعدت المخاوف في العراق من تأثير العقوبات الأميركية الأخيرة على إيران، والتي تهدد بتقييد واردات الغاز الإيراني الحيوية لتشغيل محطات الكهرباء.

ودفعت التداعيات رئيس الحكومة محمد شياع السوداني ورئيس البرلمان محمود المشهداني إلى دعوة الائتلاف الحاكم لاجتماع طارئ لبحث سبل التعامل مع الأزمة المستجدة، في ظل ضغوط إقليمية ودولية متزايدة.

وأكدت مصادر حكومية أن الاجتماع، رغم عدم التصريح المباشر بشأن جدول أعماله، سيركز على بحث بدائل لتأمين احتياجات العراق من الطاقة وسط بيئة إقليمية مضطربة.

وتفرض العقوبات الأميركية الجديدة ضغوطاً إضافية على العراق، الذي يعتمد بشكل كبير على الغاز الإيراني لتشغيل محطاته الكهربائية.

وزاد فشل الحكومات العراقية المتعاقبة في تحسين البنية التحتية للطاقة خلال العقدين الماضيين من تعقيد الأزمة، حيث لم يتم تحقيق تقدم كبير في مشاريع الربط الكهربائي مع دول الخليج أو في تطوير حقول الغاز المحلية.

ورأى الخبير إحسان الشمري أن هذه العقوبات قد تؤثر بشكل غير مباشر على العراق، حيث تتعامل واشنطن مع بغداد باعتبارها بيئة نفوذ إيراني، ما يضع الحكومة العراقية في موقف حساس بين التزاماتها الدولية وحاجاتها الداخلية.

وحذر الشمري من أن العقوبات قد تمتد إلى القطاع المالي والمصرفي العراقي، بالإضافة إلى استهداف بعض الفصائل المسلحة التي تتهمها واشنطن بالتورط في عمليات ضد المصالح الأميركية.

وتزامناً مع هذه التطورات، وصل نائب الرئيس الإيراني محمد جواد ظريف إلى بغداد لإجراء محادثات مع المسؤولين العراقيين، في خطوة تعكس سعي طهران لحشد الدعم العراقي في مواجهة العقوبات.

وأكد الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد خلال لقائه بظريف أن العراق ينتهج سياسة خارجية قائمة على التوازن والحوار، بينما شدد المسؤول الإيراني على عمق الروابط التاريخية والدينية والجغرافية بين البلدين.

ويرى مراقبون أن بغداد ستجد نفسها في موقف صعب إذا استمرت الضغوط الأميركية على إيران، خاصة أن خيارات العراق محدودة في ظل افتقاره لبنية تحتية قادرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة. التساؤلات تتزايد حول قدرة الحكومة العراقية على إدارة هذه الأزمة دون المساس بعلاقاتها الاستراتيجية سواء مع واشنطن أو طهران، خصوصاً أن أي خطوة قد تؤدي إلى تداعيات سياسية واقتصادية أوسع.

وتعكس هذه الأزمة تحدياً جديداً أمام الحكومة العراقية التي تحاول تحقيق توازن بين ضغوط القوى الدولية واحتياجاتها المحلية. بينما تبحث بغداد عن حلول بديلة، فإن التطورات الإقليمية قد تفرض عليها قرارات مصيرية ستحدد شكل علاقاتها المستقبلية مع كل من الولايات المتحدة وإيران.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • عقوبات واشنطن على طهران تُشعل إنذار الكهرباء في بغداد
  • "فورين بوليسي": المصريون يتحدون في معارضة مخططات التهجير
  • فورين بوليسي: المصريون يتحدون في معارضة مخططات التهجير
  • فورين بوليسي: ترامب يعود لممارسة أقصى الضغوط على إيران‎
  • طهران ترد على عقوبات واشنطن بشأن تهمة بيع النفط الخام الإيراني
  • الأمم المتحدة: العمليات العسكرية الإسرائيلية في جنين تقيد وصول المساعدات للفلسطينيين
  • واشنطن تحذر لبنان من نفوذ حزب الله في تشكيل الحكومة
  • فورين بوليسي: خطة ترامب لتطهير غزة جنون محض
  • “فورين بوليسي”: جنوب أفريقيا تتحدى ترامب
  • سعداوي: نتنياهو يسعى إلى صفقة شاملة وتشكيل شرق أوسط جديد من واشنطن