ندّدت تشاد والسنغال بشدّة، بتصريحات أدلى بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس الإثنين، واتّهم فيها دول الساحل بأنها "لم تشكر" بلاده على الدعم الذي قدّمته للقارة، في مكافحة الإرهاب.

وقال ماكرون إنّ "بلاده كانت محقّة في تدخّلها عسكرياً في منطقة الساحل ضدّ الإرهاب منذ عام 2013، لكنّ القادة الأفارقة نسوا أن يقولوا شكراً لفرنسا على هذا الدعم"، وأضاف أنّه "لولا هذا التدخّل العسكري الفرنسي، لما كان لأيّ من هؤلاء القادة الأفارقة أن يحكم اليوم دولة ذات سيادة".

وأدلى ماكرون بكلامه هذا خلال الاجتماع السنوي لسفراء فرنسا في العالم. وأضاف الرئيس الفرنسي بنبرة ملؤها السخرية "لا يهمّ، سيأتي هذا (الشكر) مع الوقت".

Sahel : « Je crois qu'on a oublié de nous dire merci ! » a déploré Emmanuel Macron. Le Président français a défendu son bilan en Afrique, fustigé les "faux intellectuels qui manipulent les réseaux sociaux" et regarde désormais vers les "pays anglophones"... pic.twitter.com/l4VnQo52Hh

— Le journal Afrique TV5MONDE (@JTAtv5monde) January 6, 2025

وأثارت هذه التصريحات استنكاراً شديداً في كلّ من نجامينا ودكار. وفي بيان أصدره وزير الخارجية التشادي عبد الرحمن كلام الله، أعربت نجامينا عن "قلقها العميق عقب تصريحات ماكرون التي تعكس موقف ازدراء تجاه أفريقيا والأفارقة".

وفي بيانه الذي تلاه التلفزيون الرسمي، أكّد الوزير التشادي أنّه "ليست لديه أيّ مشكلة مع فرنسا، لكن بالمقابل يجب على القادة الفرنسيين أن يتعلموا احترام الشعب الأفريقي".

وفي نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ألغت تشاد الاتفاقيات العسكرية التي كانت تربطها بالقوة الاستعمارية السابقة.

وشدّد الوزير التشادي على أنّ "الشعب التشادي يتطلّع إلى السيادة الكاملة والاستقلال الحقيقي وبناء دولة قوية ومستقلة".

Le Président Emanuel Macron a affirmé aujourd’hui que le départ annoncé des bases françaises aurait été négocié entre les pays africains qui l’ont décrété et la France.

Il poursuit en estimant que c’est par simple commodité et par politesse que la France a consenti la primeur… pic.twitter.com/kNrBtkEGE0

— Ousmane Sonko (@SonkoOfficiel) January 6, 2025

وبدوره، ندّد بتصريح ماكرون رئيس الوزراء السنغالي عثمان سونكو، مؤكّداً في بيان أنّه "لولا مساهمة الجنود الأفارقة في الحرب العالمية الثانية في تحرير فرنسا من الاحتلال النازي، لربّما كانت فرنسا اليوم لا تزال ألمانية".

وفي كلمته أمام السفراء الفرنسيين في العالم، قال ماكرون إنّ "قرار سحب القوات الفرنسية من أفريقيا، اتّخذته باريس بالتشاور والتنسيق مع هذه الدول". وأوضح الرئيس الفرنسي "لقد اقترحنا على رؤساء دول أفريقية إعادة تنظيم وجودنا، وبما أنّنا مهذّبون للغاية، فقد تركنا لهم أسبقية الإعلان عن هذه الانسحابات".

واضطرت فرنسا رغماً عنها لسحب قواتها من دول أفريقية عديدة في السنوات الأخيرة.

وبالنسبة لسونكو الذي أعلنت بلاده في الأسابيع الأخيرة، إنهاء أيّ وجود عسكري فرنسي على أراضيها خلال العام الجاري، فإنّ ما أدلى به ماكرون "خاطئ بالكامل إذ لم يتمّ إجراء أيّ نقاش أو مفاوضات حتى الآن، والقرار الذي اتّخذته السنغال نابع من إرادتها الوحيدة، كدولة حرة ومستقلة وذات سيادة".

كما هاجم رئيس الوزراء السنغالي، الرئيس الفرنسي بسبب تهمة "الجحود" التي وجّهها سيّد الإليزيه، لقادة هذه الدول الأفريقية. وقال سونكو: إنّ "فرنسا لا تمتلك لا القدرة ولا الشرعية لضمان أمن أفريقيا وسيادتها. بل على العكس من ذلك، فقد ساهمت في كثير من الأحيان في زعزعة استقرار بعض الدول الأفريقية مثل ليبيا، ممّا أدّى إلى عواقب وخيمة لوحظت على استقرار وأمن منطقة الساحل".

وشدّد وزير الخارجية التشادي على "الدور الحاسم" لأفريقيا وتشاد في تحرير فرنسا خلال الحربين العالميتين، وهو دور "لم تعترف به فرنسا أبداً"، فضلاً عن "التضحيات التي قدّمها الجنود الأفارقة". وأضاف كلام الله "خلال 60 عاماً من الوجود الفرنسي، كانت مساهمة فرنسا في كثير من الأحيان مقتصرة على مصالحها الاستراتيجية الخاصة، من دون أيّ تأثير حقيقي دائم على تنمية الشعب التشادي".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية ماكرون نجامينا السنغالي فرنسا تشاد السنغال الرئیس الفرنسی

إقرأ أيضاً:

ماكرون يؤكد أهمية إعادة فتح آفاق سلام قوي ودائم وآمن للجميع في الشرق الأوسط

جدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الإثنين، تأكيده على أهمية إطلاق سراح جميع الرهائن في غزة، مشددًا على ضرورة إعادة فتح آفاق سلام قوي ودائم وآمن للجميع في منطقة الشرق الأوسط.

وشدد ماكرون، في كلمته أمام دبلوماسي فرنسا المجتمعين في باريس في إطار مؤتمر السفراء، في دورته الـ30، على أهمية إعادة فتح آفاق لتحقيق سلام دائم وآمن للجميع، مؤكدًا أن هذا السلام لا يمكن أن يتحقق من خلال الحل الأمني فقط، بل يجب أن يتحقق أيضًا من خلال العمل الإنساني والسياسي.

كما شدد، على ضرورة وقف الأعمال القتالية في غزة، قائلًا: «إنه لا يوجد أي مبرر عسكري لاستمرار العمليات الإسرائيلية في غزة، ووضع العراقيل أمام إيصال المساعدات الإنسانية وحالة الجوع والحاجة الطارئة التي يعيشها السكان المدنيون».

وأشار إلى أن منذ نوفمبر 2023، طالبت فرنسا بوضوح بوقف إطلاق النار وقامت بتنظيم أول مؤتمر إنساني بباريس لدعم السكان، مشددًا على أن الدعم الإنساني يظل أولويتنا بالتعاون مع شركائنا في المنطقة، ودعم جميع الشعوب.

وأكد أهمية العمل مع دول المنطقة والمجتمع الدولي من أجل إمكانية إقامة دولتين تعيشان في سلام وأمن، قائلًا إن السلام ممكن، مشيرًا إلى جهود الشركاء العرب، آملا أن تعمل أوروبا بالتنسيق معهم لتنفيذ حل الدولتين مع احترام الاحتياجات الأمنية للإسرائيليين وكذلك التطلعات المشروعة للفلسطينيين.

واستقبل ماكرون السفراء الفرنسيين بقصر الإليزيه، اليوم الاثنين، في إطار «مؤتمر السفراء» في دورته الـ30 والتي تنعقد هذا العام تحت عنوان «الدبلوماسية في العمل من أجل فرنسا والفرنسيين»، على مدار يومين في باريس.

واستعرض ماكرون، الخطوط العريضة للسياسة الخارجية الفرنسية لعام 2025 خلال «مؤتمر السفراء» بباريس، وكشف في كلمته أمام الدبلوماسيين عن أولوياته للسياسة الخارجية في ظل السياق الدولي الذي تخيم عليه الحرب في أوكرانيا والصراع في الشرق الأوسط.

وفي كل عام منذ عام 1993، يجتمع جميع رؤساء البعثات الدبلوماسية الفرنسية في باريس لحضور مؤتمر السفراء، وتهدف هذه اللقاءات إلى تأكيد مبادئ فرنسا ومصالحها وتضامنها، حيث يعد هذا اللقاء السفراء، وهو اجتماع مهم للدبلوماسية الفرنسية، فرصة لعرض أولويات عمل السفراء والممثلين الدائمين لفرنسا لدى المنظمات الدولية.

اقرأ أيضاًبوليتيكو: ماكرون يحدد موعدا نهائيا لتشكيل الحكومة الجديدة وسط اشتعال التوترات في فرنسا

ماكرون بصدد إعلان الحداد الوطني بسبب مأساة إعصار "تشيدو" المدمر

في كلمة للفرنسيين.. ماكرون يتعهد بالبقاء في منصبه حتى نهاية ولايته

مقالات مشابهة

  • في الحقبة الخطأ..رئيس تشاد: تصريحات ماكرون إزدراء بإفريقيا والأفارقة
  • تشاد: ماكرون أخطأ في الحقبة الزمنية بعد تصريحاته
  • الأفافاس: تصريحات ماكرون تجاه الجزائر مُثيرة للإشمئزاز
  • غضب ضد فرنسا بعد اتهامات ماكرون لأفريقيا بالجحود
  • تشاد ترد على تصريحات ماكرون:نتطلع إلى السيادة الكاملة والاستقلال الحقيقي
  • تشاد والسنغال تستنكران تصريحات الرئيس الفرنسي
  • الساحل الإفريقي يدين تصريحات «ماكرون» حول «شكر فرنسا» على الدعم العسكري
  • تشاد والسنغال تذكّران فرنسا: لولا تضحياتنا لما تحررتم من الاحتلال النازي
  • ماكرون يؤكد أهمية إعادة فتح آفاق سلام قوي ودائم وآمن للجميع في الشرق الأوسط