فرنسا وسوريا... السذاجة والحذاقة
تاريخ النشر: 7th, January 2025 GMT
في خطاب ألقاه خلال الاجتماع السنوي للسفراء الفرنسيين، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إنه يجب «النظر إلى تغيير النظام في سوريا من دون سذاجة». وقال ماكرون إن فرنسا سترافق العملية الانتقالية «بشكل مطول» من أجل قيام «سوريا سيدة حرة تحترم تعدديتها العرقية والسياسية والطائفية».
كلام جميل، ومنطق مسؤول، لزعيم سياسي أوروبي، يمثل فرنسا، وهي من ركائز العالم الغربي، ولها صفحات وصفحات مع التاريخ السوري بل العربي كله من شمال أفريقيا إلى بلاد الشام.لكن ما هي تفاصيل هذه النظرة والخطة الفرنسية، غير الساذجة، لما يجري في سوريا الجديدة «سوريا الجولانية» بعد الأسدية؟!
وإذا كانت هذه الخطة المحكمة الصبورة موجودة لدى القرار الفرنسي، فما نصيبها من التأثير في «حفلة الأمم» القائمة في سوريا؟!
هل الأولوية الفرنسية ستكون أمنية أم سياسية أم ثقافية قيمية لدى فرنسا «الأنوار»؟!
هو قال صراحة إن فرنسا ستبقي على دعمها للمجموعات الكردية «الشجاعة» كما قال، متعهداً بالبقاء «وفياً» لـ«المقاتلين من أجل الحرية مثل الأكراد» الذين يتصدون للإرهاب، لا سيما لتنظيم «داعش».
نعم، تنظيم «داعش» هو مفتاح الفهم لطبيعة الدور الفرنسي والغربي، أو للدقة، «من» مفاتيح الفهم لهذا الدور.
«الدواعش» صداع كبير في دماغ أوروبا، خاصة «داعش» بالنكهة الفرنسية، فنحن نعلم عن إسهامات مواطنين فرنسيين وبلجيكيين من أصول مغاربية شتى، بل تميز هذا الطيف الفرنسي بتوحشه ونزقه، في أثناء خلافة البغدادي بشرق سوريا وخاصة في الرقة، عاصمة «داعش».
لكن ماذا عن الأخطار الأخرى، غير «داعش» في سوريا؟!
لدينا سلة متنوعة تشبه «داعش» فكراً وتختلف سياسة وتكتيكاً، ولدينا «القاعدة»، وحزب التحرير وغيره وغيره.
هل توافق فرنسا على إخراج النفوذ الإيراني من سوريا... وأسباب كيف صارت فرنسا ماكرون تنظر للخطر الإيراني؟!
ماكرون في هذا اللقاء قال إن «إيران هي التحدي الاستراتيجي والأمني الرئيسي لفرنسا والأوروبيين والمنطقة بكاملها، وأبعد من ذلك بكثير»، محذراً بأن «تسارع برنامجها النووي يقودنا إلى حافة القطيعة».
لكن من الذي تسبب في تمدد النفوذ الإيراني طيلة العقود الماضية في الشرق الأوسط؟!
ألم يكن الغرب، وفرنسا كانت في قلب هذا الغرب، من الرافضين لأي عمل جاد ضد النفوذ الإيراني.
لقد كان من مظاهر التوتر والخلاف بين فرنسا ماكرون وأمريكا ترمب، في ولايته الأولى، الموقف من سياسة ترمب المتشددة في العقوبات على إيران، بل إن فرنسا كانت إلى وقت قريب تقاوم تصنيف «حزب الله» اللبناني، عسكره وساسته، منظمة إرهابية.
السياسات مثل الرايات المنشورة في العراء، تميل مع اتجاهات الرياح، ولا ثابت فيها إلا عدم الثبات!
تدخلات وتصورات الغرب تجاه سوريا الجديدة، خاصة أمريكا ثم بريطانيا وفرنسا، ستكون ذات أثر عميق يبقى معنا حيناً من الدهر... والأهم في سياسات الغرب تجاه سوريا الجديدة، الأفعال لا الأقوال، كما يقولون هم عن الجولاني و«هيئة تحرير الشام»!
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية سقوط الأسد فی سوریا
إقرأ أيضاً:
مباحثات ثنائية للدبيبة مع قادة تركيا وسوريا والسودان والأمم المتحدة
بحث رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة، مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، التعاون الثنائي بين ليبيا وتركيا.
جاء ذلك خلال مشاركته في فعاليات منتدى أنطاليا الدبلوماسي 2025، حيث ناقش الطرفان سبل تعزيز الشراكة في عدد من المجالات.
وبحسب حكومة الوحدة، فقد تبادل الجانبان وجهات النظر حول مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وخلال المنتدى، بحث الدبيبة مع رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، تطورات الأوضاع في السودان.
وبحسب حكومة الوحدة الوطنية، فقد أكد الدبيبة دعم ليبيا الكامل لاستقرار السودان، وسلامة ووحدة أراضيه، مشددًا على وقوف ليبيا إلى جانب الشعب السوداني من أجل تخطي هذه المرحلة الصعبة.
من جهته أشاد البرهان بموقف الحكومة تجاه الأزمة في السودان، مؤكدا أنه يمثل حقيقة العلاقات بين الشعبين الشقيقين، وفق المركز الإعلامي لحكومة الوحدة.
وفي الفعاليات ذاتها، بحث الدبيبة مع الرئيس السوري أحمد الشرع، التعاون الثنائي في مجالات متعددة.
ووفق حكومة الوحدة الوطنية، فقد أكد الدبيبة للشرع دعم ليبيا المستمر للشعب السوري واستقراره، بما يعزز جهود السلام والاستقرار في سوريا.
كما تم الاتفاق على تفعيل اللجنة العليا الليبية السورية المشتركة لتعزيز وتنظيم وضع المقيمين السوريين في ليبيا، بحسب حكومة الوحدة.
كما بحث الدبيبة مع نائبة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام، روز ماري ديكارلو، والممثلة الخاصة للأمين العام في ليبيا، هانا تيته، دعم جهود الأمم المتحدة في ليبيا.
ووفق حكومة الوحدة، فقد أكد الدبيبة دعم الحكومة لجهود الأمم المتحدة ومساعيها في ليبيا، مشددًا على أهمية دعم الجهود الدولية لوقف الإنفاق الموازي وتجريمه، لما يشكله من تهديد للاستقرار المالي وانقسام المؤسسات.
من جانبها، أعربت ديكارلو عن تقديرها لتعاون حكومة الوحدة الوطنية مع البعثة والمنظمات الأممية، مؤكدة التزام الأمم المتحدة بمواصلة دعمها لليبيا في مسارها السياسي المؤسسي، بحسب مانشرته حكومة الوحدة.
المصدر: حكومة الوحدة الوطنية
الدبيبةرئيسي Total 0 Shares Share 0 Tweet 0 Pin it 0