موقع 24:
2025-04-10@21:48:31 GMT

سوريا على مفترق طرق

تاريخ النشر: 7th, January 2025 GMT

سوريا على مفترق طرق

يصعب التكهّن بمستقبل سوريا في اللحظة الراهنة، ليس فقط بالنسبة لصنّاع القرار في الإقليم والعالم، بل قبل ذلك، بالنسبة للسوريين، إذ إنهم غير متفقين على إجابة واحدة قاطعة عن مستقبل بلدهم، فمن الطبيعي أن يتفاءل البعض بالتغيير الحاصل، إذ يرون أن الأسوأ قد مرّ عليهم، وأن أي نظام سيحكمهم سيكون أفضل بكثير من نظام البعث، بعد أن تكشّفت لهم حقائق كثيرة عن المعتقلات التي كان يديرها الأمن، والمقابر الجماعية التي يضم بعضها بضعة آلاف من الجثث، التي لا يعرف أصحابها، والذين قتلوا بلا أي محاكمات.

وهناك قسم متفائل بحذر، يجد أنه من السابق لأوانه الحكم على مستقبل البلاد، ليس فقط السياسي، وإنما الاقتصادي والمعيشي والخدمي، وهناك فئة أفصحت عن تشاؤم شبه مطلق، نظراً للكمّ الهائل من التحدّيات التي تواجهها سوريا، دولة وشعباً.

إذاً، يمكن وضع عنوان عام وعريض، لكنه واقعي جداً، هو أن سوريا اليوم على مفترق طرق، لكن تحت هذا العنوان العريض، هناك تفاصيل كثيرة، ستحكم في نهاية المطاف الوجهة التي ستسلكها البلاد، والتي ستحدّد مستوى الاستقرار أو مستوى الفوضى فيها، فسوريا الخارجة من حكم البعث الذي استمرّ أزيد من خمسة عقود، عاشت السنوات الأخيرة في حالات انقسام عديدة، من حيث توزّع سلطات الأمر الواقع، أو من حيث الانقسام المجتمعي، أو حتى من حيث تباين الموارد، واختلاف الحلفاء.
الإدارة الجديدة للبلاد تحاول أن ترسل رسائل إيجابية على المستوى الإقليمي، لكن هذه النقطة بحدّ ذاتها تبدو مقلقة، فالإقليم منذ 2011 يعيش جملة من التناقضات بين دوله، ورؤى متباينة حول طبيعة نظام الأمن والاستقرار، واختلافاً في وزن اللاعبين وأدوارهم، كل ذلك يجعل من الصعب على من يحكم سوريا اليوم أن يكون بمنأى كامل عن التجاذبات الإقليمية، وبالتالي، فإن تحديد وجهة سوريا إقليمياً سيحدّد طبيعة الداعمين للنظام الجديد، أو المنكفئين عن دعمه.
هناك وجهة نظر معتبرة في الإقليم تقول إنه لا ينبغي منح الدولة، خصوصاً في منطقة مشتعلة كمنطقتنا، هوية عقائدية ما، فكيف إذا كانت هذه الدولة هي سوريا، المتنوعة قومياً ودينياً ومذهبياً وثقافياً، ومن المعروف أن الحكم الجديد في سوريا قد أتى من خلفية عقائدية ليست خافية على أحد، لكن تطبيع الدولة بهذه الخلفية، لن يكون صداه مقبولاً في المجتمع السوري، وكذلك في الإقليم، الذي عانى ولا يزال يعاني الاستثمار في الهويات العقائدية، التي تعدّ الوصفة المثالية للانقسام المجتمعي على أساس عقائدي، وقد تؤسس في أسوأ سيناريو لها لحرب أهلية أو تقسيم.
أيضاً، إذا كان لا بد من حصول تعافٍ اقتصادي ومعيشي في سوريا، فإن هذا التعافي يحتاج إلى دعم عربي كبير، وهذا الدعم كان موجوداً في النواحي الإغاثية والإنسانية في السنوات الأخيرة، لكن هذا الأمر يختلف عن الاستثمار الذي يمكن أن تقوم به الدول أو الشركات العربية، إذ لا يمكن أن يكون هناك دعم جدّي أو استثمارات كبيرة من دون نظام حكم مستقر، وبيئة أمنية مشجعة، وتشريعات تضمن العمل بحرية وكفاءة، وهذا المناخ له متطلبات عديدة، يحتاج تحقيقها إلى بوصلة واضحة وعمل كبير.
السوريون اليوم، وفي كامل الجغرافيا السورية، يعانون نقصاً كارثياً في الخدمات، خصوصاً في حوامل الطاقة، إذ إنه من غير المتوقع أن تبدأ عجلة الإنتاج الداخلي بالخروج من أزمتها من دون أن توجد حلول عاجلة وسريعة لنقص حوامل الطاقة، فمعظم مناحي الخدمات تقوم على توفر هذه الحوامل من نفط وغاز وكهرباء، وبالتالي فإن استمرار النقص الحالي سيدفع السوريين إلى التشاؤم بقدرة البلاد على تطوير دورة الإنتاج، لاستحداث فرص عمل جديدة، إذ تحتاج سوريا سنوياً إلى حوالي 300 ألف فرصة عمل، كما أن تعافي خسائر العملة الوطنية يحتاج إلى تصدير المنتجات، وهو أمر غير ممكن إذا عجزت الإدارة الجديدة عن توفير مستلزمات الإنتاج.
الملفّات الشائكة كثيرة، وكلّها تمتلك ذات الأهمية، مع فوارق في الدرجة، إذ إن التخلّص من فوضى السلاح مرهون بقدرة الإدارة الجديدة على بناء مؤسسات وطنية غير عقائدية، لا تستثني فئة من السوريين، وهذا الأمر قد يصطدم بوجود لون واحد في الفصائل العسكرية، التي تزعم الإدارة الجديدة حلّها، وضمّها إلى الجيش، وهو أمر لن يكون مطمئناً للسوريين، كما أن هيكلة أجهزة الأمن لها الأهمية ذاتها، فمأساة السوريين التاريخية منذ الانفصال عن الوحدة مع مصر، كانت في تغوّل الأجهزة الأمنية على الحياة العامة، وبالتالي، فإن المعايير والآليات التي سيعمل بها لهيكلة الأمن، ستحدد مدى رضا السوريين عنها.
مهمّات الإدارة الجديدة داخلياً وخارجياً كبيرة وصعبة، ويبدو من المبكر الحكم على مدى النجاح في مواجهة تلك التحديات، وتجاوز العقبات الكثيرة، لكن بالطبع لن تدوم حالة عدم اليقين لسنوات طويلة، فالسوريون اليوم لم يعودوا يمتلكون ما يخسرونه للانتظار طويلاً لترجمة الوعود إلى أفعال ووقائع ملموسة، وكذلك، دول الإقليم، فهي اليوم تدعم بحذر، وتراقب التطورات، وستتّخذ مواقفها بناءً عليها.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية سقوط الأسد الإدارة الجدیدة

إقرأ أيضاً:

المرور اليوم.. كثافات خانقة بشوارع وميادين القاهرة والجيزة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شهدت الحركة المرورية، صباح اليوم الخميس، ظهور كثافات مرورية أمام قائدي السيارات على غالبية المحاور والطرق الرئيسية بنطاق محافظتي القاهرة والجيزة، بسبب زيادة الأحمال، وسط انتشار الخدمات الأمنية والمرورية لضبط كل ما يخل بالأمن العام.

ورصدت المتابعة الميدانية أحجامًا مرورية متوسطة بكوبري القبة ونفق العروبة، شارع السودان، كوبري 6 أكتوبر، طريق الحرية، كورنيش النيل، شارعي الهرم وفيصل، ومحور جمال عبد الناصر بمنطقة أكتوبر، محور صفط اللبن.


حالة المرور اليوم

وشهدت حركة المركبات زحامًا بالمحاور الرابطة بين محافظتي القاهرة والجيزة "كوبري أكتوبر - 15 مايو - الجلاء - كوبري الجامعة"، وشارعي فيصل والبحر الأعظم، وكذلك محور صفط اللبن للمتجه إلى مناطق الجيزة، ومحاور الأوتوستراد وصلاح سالم ونفقي العروبة والأزهر وكوبري القبة وكوبري الحليمة.

حالة الطرق

وانتظمت حركة السيارات أعلى الطرق الصحراوية والساحلية؛ الإسكندرية الصحراوي، والعلمين الصحراوي، والسويس الصحراوي، وسط انتشار الخدمات المرورية تحسبًا لأية حالة طارئة.

وشهدت الطرق اليوم، أحجام مرورية متحركة بشوارع مراد والتحرير ورمسيس 
وبدورها وزعت الإدارة العامة للمرور، عددًا من سيارات الإغاثة المرورية على جميع أقسام الطرق، وتقوم بمساعدة قائدي السيارات الذين تعطلت سياراتهم على الطرق أو حوادث للسيارات من خلال رقم التليفون 01221110000.

المرور اليوم في القاهرة

ويشهد كوبري أكتوبر من صلاح سالم لرمسيس والعكس من التحرير لرمسيس كثافات مروية تمتد لمحور الخلفاوي من مساكن الزاوية لميدان الحدائق.

كما تكرر الأمر بمحور صلاح سالم عند كوبرى أكتوبر اتجاه المطار والدائري من دار السلام للبساتين وعند نزلة بهتيم اتجاه الزراعي وعند نزلة المنيب اتجاه المعادي.

المرور اليوم في الجيزة

وشهد المحور من ناهيا لميدان لبنان والعكس من الدائري لميدان لبنان ازذدحام مروري

وتباطأت الحركة بشارع فيصل وشارع الهرم من شارع أحمد لطفي السيد اتجاه ميدان الجيزة، وشارع البحر الأعظم اتجاه كوبري عباس وسط تواجد مكثف لرجال المرور.

من جانبها دفعت الإدارة العامة للمرور بسيارات الإغاثة المرورية لمواجهة أي أعطال أو حوادث، بالإضافة إلى الدراجات البخارية والأوناش وسيارات الدفع الرباعي على الطرق والتنسيق مع إدارات المرور المختلفة على مستوى الجمهورية.


الإدارة العامة للمرور

من جانبها، تقوم الإدارة العامة لمرور القاهرة بتعيين الخدمات المرورية اللازمة والتنسيق مع الشركات المنفذة لوضع المساعدات الفنية وجميع التجهيزات الدالة على وجود أعمال بالمنطقة لضمان أمن وسلامة المواطنين.

حدد قانون المرور عقوبات لمخالفة قواعد وآداب المرور للحد من وقوع الحوادث، من أبرزها عقوبة التحدث في الهاتف المحمول، والتي تسبب من مخاطر وكوارث على الطريق أثناء السير.

ونصت المادة 74 مكرر فقرة 5 من قانون المرور رقم 121 لسنة 2008: إنه في حال ارتكاب مخالفة التحدث في الهاتف المحمول أثناء قيادة السيارة يتم توقيع غرامة مالية تتراوح ما بين 100 إلى 300 جنيه.

مقالات مشابهة

  • شيخ الدروز في سوريا يصف الإدارة بدمشق بـالفصائل الإرهابية
  • شيخ الدروز في سوريا يصف الإدارة بدمشق بـالفصائل الإرهابية.. لا توافق بيننا
  • هل تسهم التشكيلة الوزارية الجديدة في رفع العقوبات عن سوريا؟
  • المرور اليوم.. كثافات خانقة بشوارع وميادين القاهرة والجيزة
  • ماذا نعرف عن جماعة أولي البأس التي ظهرت جنوب سوريا وهل هي فعلا ذراع جديد لإيران في المنطقة؟
  • انتخابات نوفمبر وصراع الشرعية: مفترق سياسي حاسم
  • محلل إسرائيلي: ترامب فهم تداعيات مهاجمة إيران.. وإسرائيل في مفترق طرق
  • وزيرا العدل والتنمية الإدارية يبحثان سبل حل الصعوبات الإدارية التي تعيق ‏العمل القضائي في سوريا ‏
  • حقوق الشيوخ: مصر حجر الزاوية لاستقرار الإقليم وصاحبة الكلمة الرشيدة في الأزمات
  • سوريا.. نفل سفيري دمشق في السعودية وروسيا إلى الإدارة المركزية