كتبت سابين عويس في" النهار": لا يزال اسم قائد الجيش العماد جوزف عون يتقدم كل الأسماء الأخرى التي تضيق لائحتها لتنحصر تقريباً بثلاثة، يأتي عون أولا وثانيا وثالثا، ورابعا في الاختيارات الخارجية، ليحل خامسا الوزير السابق جهاد أزعور وسادساً المصرفي سمير عساف، في إشارة إلى التمسك الخارجي ولا سيما على محور الولايات المتحدة الأميركية والسعودية بخيار عون.


وقد توزعت الحركة بين أميركية مع وصول الموفد آموس هوکشتاين الذي كانت له مروحة واسعة من اللقاءات أمس وفرنسية مع توقع زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان - إيف لودريان لبيروت اليوم وسعودية مع توقع وصول وفد سعودي ثان بعد مغادرة الوفد برئاسة الأمير يزيد بن فرحان، وحركة داخلية، تقدمها الاجتماع التشاوري لنواب المعارضة في دارة النائب الدكتور غسان سكاف مساء، على أثر اجتماع للكتل الوسطية والاجتماعان يرميان إلى جمع العدد الأكبر من الأصوات لتحقيق التوافق على عون.
واللقاء الذي جمع بن فرحان مع النواب السنة، لم يمنعه من توسيع مروحة لقاءاته على الضفة السنية، حيث كان له لقاء مع رئيسي الحكومة السابقين فؤاد السنيورة وتمام سلام، والنائبة السابقة بهية الحريري ممثلة الرئيس سعد الحريري. ولا يمكن وضع هذا اللقاء في إطار لقاء مع رؤساء الحكومة السابقين إذ غاب عنه الرئيس حسان دياب، وقد بدا واضحاً حرص المسؤول السعودي على استضافة السنيورة وسلام والحريري في دارة السفير السعودي، في ما وصف بأنه اجتماع عرض للأوضاع وتأكيد للاهتمام السعودي بالمرحلة المقبلة من خلال إعادة تكوين سلطة جديدة في شقيها الرئاسي والحكومي، قادرة على مواجهة تحديات المرحلة والتزام الدستور، انطلاقاً من وثيقة الطائف.
من هنا يكتسب اللقاء رمزية خاصة على قلة المعلومات التي توافرت عنه باستثناء ما أعلنه السنيورة باقتضاب ومؤداه أنه كان جيداً وتناول مسارات حكم الدستور وحسن تطبيق الطائف. وتكمن هذه الرمزية في أنها تعكس عودة المملكةإلىالتعامل مع المرجعيات السنية من خارج الكتل النيابية المتفرقة ونواب الطائفة، والذين شهدوا تشتتا بعد تراجع الدور السعودي وتعليق الحريري العمل السياسي، بما يؤشر إلى أن العودة السعودية لن تكون من بوابة
انتخاب رئيس الجمهورية وإنما أيضاً من بوابة ملف رئاسة الحكومة والشخصية السنية التي ستتولى هذا المنصب وتكلف تشكيل حكومة العهد الجديد. في المعلومات المتوافرة لـ "النهار" أن اللقاء قارب استحقاق رئاستي الجمهورية والحكومة في شكل عام من باب تأكيد أهمية تطبيق الدستور وحسن تطبيق اتفاق الطائف والشروع في الإصلاحات المطلوبة لإعادة لبنان إلى طريق التعافي. وبدا ذلك بمثابة تأكيد لرغبة المملكة في الانخراط مجدداً في الملف اللبناني في المرحلة المقبلة. لكن مصادر شاركت في الاجتماع نفت أن يكون تم التطرق إلى أي اسم، سواء لرئاسة الجمهورية أو لرئاسة الحكومة، علماً أن المجتمعين لمسوا لدى بن فرحان اطلاعا واسعا وعميقا على الملف اللبناني وتعقيداته ولا سيما على مستوى الحكومة والشروط التي كانت تفرض على التشكيلة الحكومية لجهة البيان الوزاري والثلث المعطل. ونفت المصادر علمها بنتائج جولة بن فرحان وما إذا كان فعلاً حمل اسم قائد الجيش في شكل علني كما يتردد.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: بن فرحان

إقرأ أيضاً:

تريث بري وسلام... أسبابه أميركية

يمكن القول إنه من صنف المواقف المزدوجة التي يجوز تأويلها على نحوين مختلفين، ما شهده قصر بعبدا يوم أمس بين رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس المكلف نواف سلام والذي انتهى الى انفضاض الاجتماع الثلاثي مع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون من دون تفاهم، ونسف ما كان متوقعاً على صعيد إنجاز التشكيلة الحكومية نتيجة تمسك سلام برئيسة معهد باسل فليحان المالي لمياء المبيض وتمسك بري بالقاضي عبد الرضا ناصر الذي زار بعبدا يوم الأربعاء.

صحيح أن موضوع المقعد الشيعي الخامس يعكس حساسية خاصة لكلا الطرفين، فمن زاوية الرئيس سلام هو يريد نزع قدرة الثنائي الشيعي على التعطيل من ناحية امتلاك فيتو الميثاقية، أما من زاوية الرئيس بري فهو يحرص على عدم توزير شخصية شيعية يمكن أن تعكس رمزية تموضعها السياسي في إطار ثورة 17 تشرين الاول 2019 انكسارا سياسياً للخيار الذي يمثله الثنائي، مبدياً استعداده لتسليم الرئيس المكلف أسماء شيعية أخرى للحقيبة الخامسة لكنه لن يقبل بلمياء والتي كان قد طلبها منه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في حكومة سابقة لكنه رفض، في حين جاء رد الرئيس سلام أنه لن يشكل حكومة من دون مبيض.

ومع ذلك فإن الأكثر حراجة، بحسب مصادر سياسية مراقبة، أن كلا الرئيسين سلام وبري يتريثان لحسابات مختلفة تتصل بكلا الطرفين. فالأول يبدو أنه ينتظر وصول المبعوثة الأميركية للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس كي يتبين حقيقة التقويم الأميركي لمسار التأليف ودرءاً لأن تكون هناك أي دعسة ناقصة، خاصة في ظل المواقف الأميركية التصعيدية التي جرها تناقلها ومفادها أن واشنطن تريد ضمان عدم وجود دور لحزب الله في الحكومة، وإن تكن انطباعاته الأولية بعدم وجود فيتو على الأسماء الشيعية التي تضمنتها التشكيلة الحكومية، أما بري فهو ينتظر من جهته وصول الموفدة الأميركية وأيضاً زيارة الموفد السعودي يزيد بن فرحان، من أجل التشدد في الحصول على مزيد من التطمينات التي تتصل بمسارات المرحلة المقبلة، لأن أكثر ما يهتم به الأميركيون في هذه المرحلة هو تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وتطبيق الاجراءات التنفيذية للقرار 1701 وترسيم الحدود وسحب سلاح حزب الله وربط عملية الاعمار بهذه المسارات.

ما يهم رئيس المجلس النيابي في هذه المرحلة، بحسب زواره، هو التأكد من أن إسرائيل سوف تنسحب انسحاباً كاملاً وتثبيت وقف إطلاق النار وإيقاف الأعمال العدائية وإدارة ما يتصل بشمال نهر الليطاني بالتفاهم والروية مع الحكومة اللبنانية والرئيس عون والحؤول دون الضغوطات الدولية التي تحمل الساحة الداخلية أكثر مما تحتمل، مع الإشارة في هذا السياق إلى أن الرئيس بري شكل على مدى الأشهر الماضية وباعتراف الأميركيين، ضمانة إيجابية في إدارة الموقف التفاوضي الذي أدى إلى إيقاف الحرب والحؤول دون انرلاق الوضع الى مستويات أكثر خطورة، ولذلك تبدي مصادر دبلوماسية تأكيدها أن لا فيتو أميركيا على مشاركة حركة أمل في الحكومة وإسناد وزارة المال إليها.

وبانتظار أن تتظهر معالم السياسية الأميركية الجديدة تجاه لبنان، فإن أوساطاً دبلوماسية تؤكد أن الولايات المتحدة لا تزال في المرحلة الانتقالية وأن الفريق الذي سيفوض من قبل البيت الأبيض لملفات الشرق الأوسط لم يكتمل بعد، وإلى حين، فإن تشكيل الحكومة إنما مجرد بداية، في مسار شائك ومعقد يحتاج الى كثير من التفاهمات والمعالجات الهادئة لتلافي الألغام الكثيرة المزروعة في طريقها مثل سلاح حزب الله وإعادة الإعمار وتعديل قانون الانتخابات النيابية.
  المصدر: خاص لبنان24

مقالات مشابهة

  • حركة مشبوهة على خط الحكومة
  • القوّات هي السرّ... هكذا سيستفيد التيّار مِنْ إقصائه مِنَ الحكومة
  • تريث بري وسلام... أسبابه أميركية
  • لا حكومة اليوم... برّي غادر من باب خلفيّ وسلام لم يُصرّح
  • الحريري يتحدى الاتحاديين: اطلبوا حكام أجانب.. فيديو
  • لقاء حاشد لبهية وأحمد الحريري في مجدليون
  • الحكومة في مخاضها الأخير وسلام يُفكّك العقدة القواتية؟
  • أبرز أسماء وزراء الحكومة المنتظرة.. ومفاجأة عن التيار!
  • كواليس لقاء عون - سلام.. هذا جديد الحكومة
  • استعدادات لعودة الحريري