على بعد ثلاثة أيّام من الجلسة المنتظرة لانتخاب رئيس للجمهورية، تكثفت اللقاءات بين الكتل النيابية، بهدف عرض السيناريوات المطروحة، والمرشّحين المحتملين والأوفر حظّاً منهم للوصول إلى قصر بعبدا.
وتحت هذه العناوين، عُقدت سلسلة لقاءات، يوم أمس الإثنين، أحدها للنواب المستقلين عن الأحزاب السياسية، ضمّ غسان سكاف، إيهاب مطر، جان طالوزيان، بلال حشيمي، بولا يعقوبيان، فراس حمدان، إبراهيم منينمة، نجاة عون صليبا، ياسين ياسين، مارك ضو، ميشال دويهي، جورج بو شكيان، ووضاح الصادق، وغيرهم.



كتب ريشار حرفوش في" نداء الوطن": الاجتماع وصفه النائب وضاح الصادق بالتشاوري، وأكّد أنّ "الاتصالات مستمرّة للبحث في كل الأسماء، ونفضّل أن نتواصل مع الكتل النيابية كافة لأخذ كلّ الأسماء المطروحة بعين الاعتبار".
وتابع: "في حال أردنا أن نتبنّى اسماً، فسنعلن ذلك خلال اجتماع آخر لنا يوم الأربعاء. وفي حال لم يكن الوضع مناسباً، لن نتبنّى أي اسم، بانتظار استكمال المشاورات في الساعات الأخيرة التي تسبق الجلسة الانتخابية".

اضاف: "المعارضة تضم 31 صوتاً، والتغييريون الآخرون المقرّبون من المعارضة يوازي عددهم الـ 30 صوتاً. لذلك يجب أن نأخذ كل ذلك في الحسبان".
وعن الأسماء المطروحة، أجاب الصادق: "بخلاف اسم قائد الجيش جوزيف عون، الأسماء الأكثر تداولاً هي جهاد أزعور، والباقون متساوون بالحظوظ الضئيلة. وإذا خرج عون من اللعبة، لا أتوقع انتخاب رئيس جديد للبلاد في جلسة الخميس".
أضاف: "لا يمكننا أن نحسم من الآن مصير جلسة انتخاب الرئيس. نحن سنبقى في الجلسة حتى اللحظة الأخيرة بغرض انتخاب الرئيس، لكن الفريق الآخر لا يزال يملك الثلث المعطّل لنصابها".
وختم: "رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لم يكن منذ اللحظة الأولى إسماً جدّياً، وفريد هيكل الخازن لم يكن مرشّحاً جديّاً، فهو لا يملك 65 صوتاً تخوّله الوصول إلى سدّة الرئاسة. كما سمعت أن المدير العام للأمن العام اللواء الياس البيسري سيطلب في الساعات المقبلة سحب اسمه من التداول الإعلامي كمرشح رئاسيّ محتمل".
من جهته، قال النائب غسان سكاف: "نترقب جولة الموفد الأميركي آموس هوكستين ونتائجها. الخيار الأول لنا هو قائد الجيش العماد جوزيف عون، أما الخطة البديلة Plan B فهي اسم أحد المرشحين الذي يمكن أن يحصل على أكثر من 65 صوتاً وقد يتوفّر إجماع عليه".
 

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

جريصاتي: التعديل الدستوري غير متاح حالياً

كتب عباس صباغ في" النهار": في لبنان درجت العادة على تفسير الدستور وفق أكثر من نظرية متعارضة، كما هي حال المادة 75 التي تنص على أن "مجلس النواب الملتئم لانتخاب رئيس للجمهورية يعتبر هيئة انتخابية لا هيئة اشتراعية، ويترتب عليه الشروع في انتخاب رئيس الدولة من دون مناقشة أي أمر آخر". وعليه، فإن البرلمان لا يستطيع التشريع ولا تعديل الدستور ما دامت جلسة انتخاب الرئيس منعقدة ملتئمة أو مفتوحة الدورات. لكن هل المجلس يتحول إلى هيئة ناخبة في شكل دائم، أم فقط عندما يلتئم للشروع في الانتخاب؟
وزير العدل السابق سليم جريصاتي يوضح لـ "النهار" أنه "عند افتتاح الجلسة لانتخاب الرئيس يصبح المجلس هيئة انتخابية عملاً بالمادة 75 من الدستور، ولا يستطيع على الإطلاق التشريع وفي حال ترك الجلسة مفتوحة عندها أيضاً لا يستطيع المجلس أن يشرع، ويبقى أمر تحديد موعد جلسات الانتخاب منوطاً برئيس المجلس، إذ إنه قرار إداري يعود له حصراً". ويلفت جريصاتي إلى أنه "في حال كان هناك تشريع للضرورة وعملاً بالمادة 16 من الدستور التي تنيط التشريع بهيئة واحدة فقط هي مجلس النواب، وهي المهمة الأساسية له، فيمكن رئيس المجلس تحديد موعد للجلسة من خلال قرار إداري، على ألا يكون المجلس في أي حال ملتئماً لانتخاب رئيس أو تكون جلساته مفتوحة للانتخاب".
أما عن تعديل الدستور فيشير إلى وجوب احترام الأصول الجوهرية للتعديل، والتي لا يمكن تجاوزها لكونها منصوصا عليها في المادتين 76 و 77 من الدستور وهي أصول تتلخص بالآتي: يمكن إعادة النظر في الدستور بناء على اقتراح رئيس الجمهورية فتقدم الحكومة مشروع القانون إلى مجلس النواب، الأمر غير المتاح راهنا بسبب غياب الرئيس أو أن يعاد النظر فيه بناء على طلب مجلس النواب، على أن يكون المجلس منعقداً خلال عقد عادي، وهو الأمر غير المتوافر راهناً لكون العقد العادي الأول بحسب المادة 32 من الدستور يبدأ يوم الثلثاء الذي يلي 15 آذار وتتوالى جلساته حتى نهاية أيار، والعقد العادي الثاني يبدأ يوم الثلثاء الذي يلي 15 تشرين الأول حتى نهاية كانون الأول، وبالتالي اليوم ليس المجلس في عقد عادي". ويلفت إلى أن ما قيل في السابق عن أن المهل تسقط عندما تخلو سدة الرئاسة من دون انتخاب رئيس غير متاح في الدستور إذ إنه لو قيض ذلك للمشترع الدستوري لنص عليه".
ويضيف: "أما عن السابقة في انتخاب العماد ميشال سلیمان رئيسا للجمهورية في ما سمي في حينه التعديل الضمني بحيازته 86 صوتاً من أعضاء المجلس حتى لو أخذ بها ولم يطعن بالأمر أمام المجلس الدستوري، فيكون الرئيس قد نصب على كرسيه".
وفي سياق آخر، يبقى البحث عن الصيغة التي سيعتمدها رئيس المجلس في حال عدم التمكن من انتخاب رئيس للجمهورية في الدورات المفتوحة واضطراره إلى تحديد موعد للدورات المقبلة.
لا سابقة عرفها لبنان ليبني عليها وبالتالي من المفترض أن يحدد رئيس المجلس موعداً لاستكمال - الدورات المتتالية من دون أن يقفل محضر الجلسة، فإقفال المحضر يعني تلقائياً العودة إلى الجلسة الأولى، وبالتالي ضرورة أن يحصل المرشح للفوز بالرئاسة على 86 صوتا في الدورة الأولى من الجلسة، لا أن يكتفى بغالبية الـ 65 صوتاً، لأن الدورات لم تعد مفتوحة عندما يعلن رئيس المجلس إقفال المحضر.
أكثر من رئيس للجمهورية تم انتخابه في الدورة الثانية من جلسات الاقتراع بعد تعذر حصوله على غالبية الثلثين، ولكن هل انتخب رؤساء في الدورة الثالثة أو الرابعة ؟
سابقتان شهدهما لبنان عندما أخفق المجلس في انتخاب الرئيس في الدورة الأولى وانتقل إلى الدورة الثانية من دون أن يتم الانتخاب. ففي العام 1970، وبعد عدم حصول الرئيس الراحل سليمان فرنجية على غالبية الثلثين في الدورة الأولى، انتقل المجلس للانتخاب في الدورة الثانية حيث تكفى الغالبية المطلقة النصف زائدا واحداً)، ولكن لدى عد الأوراق تبين وجود 100 ورقة اقتراع بينما عدد النواب كان 99 وعندها تم إلغاء دورة الانتخاب وإعادة توزيع الأوراق ومن ثم كان احتساب الأصوات، فاز فرنجية بحصوله على 50 صوتاً والأمر تكرر عند انتخاب الرئيس ميشال عون عام 2016 بعد الانتقال إلى الدورة الثانية، ولدى عد الأوراق تبين أن العدد 128 بينما عدد النواب الحاضرين كان 127،
فألغيت الدورة وأعيدت مرتين للسبب عينه، ولم يتم احتساب الأصوات فيهما، إلى أن تم الانتخاب بحصوله على 83 صوتاً.

مقالات مشابهة

  • الرئاسة ضائعة بين التناقضات اللبنانية
  • جوزيف عون أم جهاد أزعور؟.. من الاوفر حظًا للرئاسة اللبنانية
  • نواب من المعارضة في لبنان يدعمون ترشيح قائد الجيش جوزيف عون في حال نال التوافقات السياسية المطلوبة
  • أول رد بعد اجتماعه بالحكومة.. قائد حراك قضاء الصادق: نادم على الحضور
  • الكونجرس الأمريكي يصادق على فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية
  • هل ينتخب قائد الجيش اللبناني رئيساً للبلاد؟
  • الكتل النيابية حسمت خيار السلة السياسية: الرئاسة أولا...والحكومة في المرحلة التالية
  • جريصاتي: التعديل الدستوري غير متاح حالياً
  • سيناريو 9 كانون غامض... فهل يُعلّق بري الجلسة بعد دورات متتالية؟