هدوء ينذر بالعاصفة بين إسرائيل ولبنان
تاريخ النشر: 7th, January 2025 GMT
ما أن يجمع حاجياته الشخصية، ويغادر البيت الأبيض، الذي مكث فيه مدة أربع سنوات كرئيس للولايات المتحدة الأميركية، ومدة ثماني سنوات من قبل كنائب للرئيس، حتى يبدأ المحللون والكتاب في إجمال «منجزات وإخفاقات» الرئيس الأميركي السادس والأربعين جو بايدن، ليخلصوا على الأرجح، بأن أهم ما فعله، كان قبل دخوله البيت الأبيض بأسابيع.
وقد تمثل ذلك في الحدث الصاخب والمفاجئ والذي كسر تقليداً رئاسياً تكرس على مدى عقود خلت، وهو إلحاق الهزيمة بالرئيس المرشح عام 2020، الذي عاد مجدداً دون أن يهزم بايدن، بل الرئيس الذي يكاد يكون الوحيد في تاريخ أميركا الذي يعود للبيت الأبيض بعد أن خرج منه مدة أربع سنوات، والذي هزم في المرتين اللتين نافس فيهما المرشح الديمقراطي الخصم وفاز فيهما على سيدتين هما هيلاري كلينتون وكامالا هاريس، فيما خسر في المرة الوحيدة التي واجه فيها خصماً رجلاً، وكان جو بايدن.
سيسجل التاريخ على الأرجح كيف تلاعب رئيس الحكومة الإسرائيلية، وهو من خارج الولايات المتحدة، أي لم يكن خصماً، لا منافساً رئاسياً ولا حتى رئيساً للكونغرس، كما كان حال دونالد ترامب خلال ولايته الأولى مع نانسي بيلوسي مثلا، بجو بايدن، وأفشل كل خططه وسياساته الخاصة بالشرق الأوسط، وكان سبباً أولاً في فشل بايدن في الترشح كرئيس.
وهذه أيضاً نادرة في تاريخ الانتخابات الأميركية، حيث عادة ما يترشح الرئيس لولاية ثانية، وغالباً ما يفوز بها بسهولة أكثر مما يحدث في الولاية الأولى، ثم كان نتنياهو سبباً بإصراره على مواصلة حرب الإبادة، دون عقد صفقة تبادل المحتجزين الإسرائيليين بمن فيهم الأميركيون بوقف الحرب، في هزيمة هاريس نائبة بايدن ومرشحة الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية.
فقط يمكن أن يسجل التاريخ نجاح بايدن الجزئي في منع اندلاع حرب إقليمية في الشرق الأوسط، وفي إفشال سعي نتنياهو لجر الولايات المتحدة لمواجهة عسكرية مع إيران، وقد تأكد ذلك حين نجح عاموس هوكشتاين مبعوث بايدن في التوصل لعقد اتفاق وقف الحرب على الجبهة الشمالية لإسرائيل بينها وبين لبنان، دون وقف الحرب على الجبهة الجنوبية، أي مع حماس في غزة.
لكن حتى هذا الإنجاز الذي كان يمكن له أن يكون نهائياً، هذا لو أن نتنياهو اتبعه بالتوصل لاتفاق الصفقة مع حماس، يبدو أنه في مهب الريح، أو أنه هش لدرجة أن الحرب يمكن أن تعود للاندلاع مجدداً، في أية لحظة، والدليل على ذلك هو عودة هوكشتاين مجدداً، بعد أقل من شهر ونصف، من أصل مدة الستين يوماً، التي يفترض أن يكون فيها جيش الاحتلال الإسرائيلي قد انسحب نهائياً وبشكل كامل من كل الأرض التي احتلها، وهي فترة الهدنة التي يعني عدم إنجاز الانسحاب الإسرائيلي خلالها سقوط تلك الهدنة، والعودة للمواجهة العسكرية.
وحقيقة الأمر أن هناك أسباباً عديدة تدفعنا للقول، بأن وقف إطلاق النار الذي بدأ منذ آخر شهر تشرين الثاني الماضي بين إسرائيل وحزب الله، قد أحدث هدوءا قد يكون من ذلك النوع الذي يسبق العاصفة، من تلك الأسباب أن وقف إطلاق النار، وعلى مدار الأربعين يوماً الماضية، لم يمنع إسرائيل من مواصلة ما يسمى بخروقات الاتفاق المعقود، إن كان لجهة مواصلة قصف بعض المواقع، أو منع سكان الجنوب اللبناني الذين تركوا منازلهم خلال المواجهة العسكرية من العودة لقراهم.
وقد ترافق ذلك بعدم وجود مظاهر تشير إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي، قد بدأ بانسحابه كما ينص الاتفاق، بل على العكس من ذلك ما زال يواصل العبث بالأرض اللبنانية، بحجة تدمير أنفاق وإزالة مواقع عسكرية كان يستخدمها حزب الله، لدرجة أن التقارير الإسرائيلية بدأت تعلن صراحة بأن الجيش الإسرائيلي لن ينسحب قبل نهاية المدة المحددة في اتفاق وقف إطلاق النار.
وقد عدد تقرير نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أسباباً لتوقعها ببقاء الجيش الإسرائيلي في المنطقة التي احتلها من جنوب لبنان، منها أن تدمير قدرات حزب الله المرتبطة بالأنفاق ومواقع الصواريخ تتطلب وقتاً إضافياً حسب الصحيفة.
كذلك الى كون الجيش اللبناني ليس مستعداً بشكل كاف لتولي المسؤولية في جنوب الليطاني اللبناني، كما أن الجيش الإسرائيلي يعمل حالياً على بناء خط دفاع جديد بين إسرائيل ولبنان، يهدف لحماية المستوطنات، ويتضمن بناء مواقع عسكرية وتثبيت أنظمة دفاع متطورة، وكل هذا يحتاج وقتاً غير محدد، وعلى ما يبدو أن مهمة هوكشتاين هذه المرة من أجل تحقيق هذا الهدف الإسرائيلي الجديد، وهو تمديد الفترة التي يسمح بها للجيش الإسرائيلي بالبقاء محتلاً لأرض لبنانية.
هذا مع العلم بأن كل ما سبق وذكرته يديعوت احرونوت كان ماثلاً وواضحاً للطرفين الأميركي والإسرائيلي حين كان يجري التفاوض على بنود اتفاق وقف إطلاق النار، لكن إسرائيل كما هي عادتها لا تلتزم بما توقع عليه ولا تحترم أية اتفاقيات تعقدها مع أحد، كما أنها تتقن الكذب والمراوغة، فهي مررت مهلة الستين يوماً، حتى تتخلص من عبء حرب خاسرة، والآن تراهن على عدم رغبة الأطراف بالعودة للحرب مجدداً، لتمرير ما كان يمكن له أن يفشل الاتفاق من قبل.
وهناك أسباب لا علاقة لها بالداخل الإسرائيلي، أو بما ينجزه الجيش الإسرائيلي على الأرض، تدفع للقول بأن ما حققه بايدن، سواء على الجبهة الشمالية لإسرائيل، من وقف لإطلاق النار، أو على مستوى الإقليم من منع للحرب الإقليمية، يبدو في مهب الريح، فبايدن نفسه، وقبل أقل من ثلاثة أسابيع عن موعد رحيله عن البيت الأبيض، يفكر في توجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية، تلك الضربة التي سبق له قبل بضعة شهور، وأن قدم منظومة «ثاد» لإسرائيل حتى تصرف النظر عن استهدافها، لأن ذلك كان قبل اغتيال حسن نصر الله، ووقف إطلاق النار مع حزب الله، وقبل إسقاط نظام بشار الأسد في سورية.
والأمر جدي لدرجة أن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان قدم لبايدن اقتراحات تفصيلية حول الأمر، أي أن بايدن بات بعد ما حققه مع نتنياهو من إنجازات سياسية وعسكرية، ملتصقاً تماماً بنتنياهو، وهو لم يعد مهتماً بصفقة غزة وحسب، ولم يعد يتجنب المواجهة مع إيران، حيث بات يعتقد بأن إيران ومحورها باتا أضعف مما كانا عليه قبل أشهر قليلة، بحيث صار ضرب إيران نفسها والدخول معها في حرب مباشرة لن يؤدي الى حرب إقليمية.
لكن بايدن ومعه نتنياهو الذي ما زال يصر على عدم إنهاء الحرب رسمياً، معتقداً بأنه حين نجح بكسر سلسلة ترابط الجبهات، مع اتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله، وبعد إسقاط نظام الأسد، بات بإمكانه أن يفرض كل ما يريده بالقوة العسكرية، وأن كل الأبواب باتت مشرَعة أمامه للسيطرة على الشرق الأوسط، لكن الرجلين وهما على وشك مغادرة خشبة المسرح السياسي، ما زالا يريان النصف الفارغ من الكأس، فجبهة اليمن ما زالت مفتوحة وعصية على الكسر العسكري، كما أن المقاومة في غزة ما زالت تحتفظ بالمحتجزين الأحياء والأموات، وما زالت تلحق الخسائر البشرية بجنود العدو، وما زالت إسرائيل ترتكب جرائم الحرب في غزة، تلك الجرائم التي ستدفع ثمنها غالياً فيما بعد، ليس فقط من جيوب قادتها وضباطها وجنودها، ولكن من مخزونها السياسي على الصعيد الدولي، حيث ستلاحَق كدولة مجرمة، لن يتوقف العالم عن ملاحقتها حتى يفرض عليها الحجر السياسي، متمثلاً بفرض انسحابها من كل أرض دولة فلسطين المحتلة.
ولأنه كما ينص القانون الثالث من قوانين اسحق نيوتن للحركة الميكانيكية، على أن القوى تنشأ دائماً بشكل مزدوج، بحيث يكون لكل فعل رد فعل مساوٍ له في المقدار ومعاكس له في الاتجاه، فإن الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار، يمكنها بأية لحظة خاصة إذا ما أضيف لها طلب منح إسرائيل مهلة إضافية لانسحابها، أن تعيد خلط الأوراق مجدداً.
وقد قال بهذا نعيم قاسم أمين عام حزب الله، بشكل صريح حين أعلن بأن الأعمال العسكرية قد تستأنف قبل انتهاء الستين يوماً، أي أن ذلك قد يكون رداً على الخروقات، قبل أن يكون رداً على عدم التزام إسرائيل بالانسحاب في الوقت المحدد، كما أن ما تعتقد إسرائيل بأنه إنجاز حققته في سورية قد لا يطول الوقت حتى ينقلب عليها، فلن يقوى أحمد الشرع على الصمود طويلاً أمام مفارقة الإعلان عن أن سورية لن تسمح لأحد بمهاجمة أحد عبر أراضيها، في الوقت الذي يصمت فيه على إقدام إسرائيل على تدمير مقدرات الجيش السوري واحتلال أرض سورية إضافية.
الأيام الفلسطينية
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه لبنان الاحتلال الهدنة حزب الله لبنان حزب الله الاحتلال الهدنة مقالات مقالات مقالات اقتصاد صحافة سياسة سياسة صحافة اقتصاد سياسة رياضة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة اتفاق وقف إطلاق النار الجیش الإسرائیلی حزب الله ما زالت کما أن
إقرأ أيضاً:
ما الذي يجري في سوريا؟
سرايا - أعلنت إدارة الأمن العام في سوريا حظر التجوال في اللاذقية وحمص، في حين عمّت المظاهرات مختلف المدن السورية تأييدا لعمليات وزارة الدفاع وقوات جهاز الأمن الداخلي في ريف اللاذقية لملاحقة فلول النظام المخلوع والتي بدأت مساء الخميس في ريف اللاذقية وجبلة.
فمن جهتها أعلنت إدارة الأمن العام في مدينة حمص فرض حظر تجوال عام، اعتبارا من الساعة 10 مساء الخميس، وحتى الساعة 8 صباحا من يوم الجمعة، كما أعلنت إدارة الأمن العام في اللاذقية فرض حظر تجوال من الساعة 10 مساء وحتى الساعة 10 صباحا في محافظة اللاذقية وريفها.
مظاهرات حاشدة مؤيدة للحكومة
في الأثناء، عمت المظاهرات مختلف المدن السورية دعما لعمليات وزارة الدفاع السورية والقوات الأمنية ضد فلول النظام السابق في ريف اللاذقية، حيث أفادت قناة "الجزيرة" بخروج مظاهرات كبيرة في مدن دمشق وريفها وحمص وحماة وحلب ودرعا ودير الزور والبوكمال.
وأضافت أن المتظاهرين رددوا هتافات ورفعوا لافتات داعمة للعملية الأمنية وللحكومة السورية في مساعيها بإعادة الأمن والاستقرار على كامل التراب السوري.
وأشارت إلى خروج مواطنين سوريين للساحات في دمشق وريفها دعما لعملية قوات وزارة الدفاع في اللاذقية، ورافق ذلك انتشار مكثف للأمن العام وقوات وزارة الدفاع السورية في ساحة الأمويين بدمشق.
وفي حماة، انطلقت مظاهرات شعبية لأهالي المنطقة عقب صلاة التراويح وسط مدينة حماة تأييدا لعمليات وزارة الدفاع السورية وقوات جهاز الأمن الداخلي في ملاحقة فلول النظام المخلوع.
ودعا الأهالي خلال المظاهرة إلى ضرورة ملاحقة مجموعات الفلول التابعة لنظام الأسد، وضرورة محاسبتهم بعد عمليات تهديد استقرار الأمن والسلام في الساحل السوري.
كما أيد المتظاهرون الأرتال العسكرية التابعة لوزارة الدفاع التي انطلقت من محافظة حماة باتجاه ريف اللاذقية ومدينة جبلة، والتي مرّ بعضها وسط جمهرة الأهالي في ساحة العاصي.
وشدّد المتظاهرون خلال هتافاتهم على استعدادهم للوقوف إلى جانب وزارة الدفاع السورية، للدفاع عن وحدة الأراضي السورية ومحاسبة المجموعات التي تهدد هذه الوحدة.
وفي دير الزور، احتشد جمع غفير من المواطنين تعبيرا عن دعمهم لوزارة الدفاع وقوات الأمن العام في محاربة فلول مليشيات الأسد والعصابات الخارجة عن القانون بمنطقة جبلة وريفها.
كما تجمع حشد كبير من أهالي حمص عند دوار الساعة الجديدة دعما لقوات الأمن العام ووزارة الدفاع في عمليتها لبسط الأمن والاستقرار في مدينة جبلة وريفها.
وفي حلب، أكد أهالي المدينة وقوفهم إلى جانب قوى الأمن العام ووزارة الدفاع وجهودها لبسط الأمن والاستقرار على كامل الأراضي السورية.
علاقة بشار وماهر الأسد بالأحداث
وذكرت قناة "الجزيرة" أنها حصلت على معلومات من مصادر أمنية خاصة تتعلق بتحركات خلايا تابعة للنظام السابق التي نفذت عمليات في ريف اللاذقية.
وذكر مصدر أمني لـ"الجزيرة"، أن الرئيس المخلوع بشار الأسد على علم بالتنسيق الجاري بين جميع المجموعات المسلحة بدعم وإشراف دولة خارجية.
كما قال إن المجلس العسكري الذي شكله العميد غياث دلا بدأ بتوسيع نفوذه على الأرض وأنشأ تحالفات مع قيادات سابقة في جيش المخلوع، وأضاف أن دلا تلقى دعما ماليا من حزب الله والمليشيات العراقية، كما حصل على تسهيلات لوجستية من قوات سوريا الديمقراطية.
كما ذكر المصدر الأمني أن دلا أنشأ تحالفا مع محمد محرز جابر قائد قوات صقور الصحراء سابقا والمقيم حاليا بين روسيا والعراق، وأقام أيضا تحالفا مع ياسر رمضان الحجل الذي كان قائدا ميدانيا ضمن مجموعات سهيل الحسن التابع للنظام المخلوع.
وأضاف أن دلا فرض سيطرته الميدانية على ريف قوتلي بالساحل وهو اليد التنفيذية لماهر الأسد في العمليات الجارية حاليا، مشيرا إلى أن ماهر الأسد غادر الأراضي العراقية أمس الأربعاء متجها إلى روسيا لمقابلة بشار الأسد.
من جهة أخرى، أشار المصدر إلى اعتقال اللواء إبراهيم حويجة رئيس المخابرات الجوية السابق الذي كان ينسق مع تلك الخلايا بشكل مباشر، كما أكد إفشال هجوم من فلول النظام على الأمن الجنائي في مدينة اللاذقية ومقتل أحد المهاجمين واعتقال 3 آخرين.
وكان مصدر أمني سوري أفاد لقناة "الجزيرة" في وقت سابق، بارتفاع عدد قتلى الأمن العام إلى 15 في كمائن مسلحة لفلول النظام في ريف اللاذقية شمال غرب سوريا، في وقت أعلن فيه مصدر في إدارة الأمن العام السوري اعتقال اللواء إبراهيم حويجة رئيس المخابرات الجوية السابق بالنظام المخلوع.
وقال المصدر الأمني إن المجموعات المتحصنة باللاذقية تضم "مجرمي حرب" تابعين للضابط بالنظام السابق سهيل الحسن، وإن وزارة الدفاع وقوات الأمن تنفذان عمليات ميدانية لضبط الأمن وملاحقة المجرمين في المحافظة.
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 07-03-2025 10:25 AM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية