للمرة الأولى، طافت سيارة "فالكون" في شوارع العاصمة عدن، وهي أول سيارة يمنية محلية الصنع تم تصنيعها بواسطة الشرماني، وسط فرحة عارمة من صانعها والمواطنين بهذا الإنجاز.

مدة عمل السيارة وإطلاقها في عدن يؤكد أن العاصمة المكان المناسب والآمن للاستثمار عقب تدفق الاستثمارات في الآونة الأخيرة مثل تزايد المولات والمدن السكنية وغيرها من المشاريع.

فكرة عمل سيارة محلية الصنع بالكامل راودت غازي الشرماني منذ الطفولة، ليحققها بالكامل بمميزات تناسب وعورة طرق اليمن وظروف البلاد الصعبة.

غازي أحمد الشرماني، وُلِدَ في مدينة تعز عام 1988م، وانتقل إلى محافظة عدن لدراسة الثانوية العامة. ثم التحق بالمعهد التقني في محافظة الحديدة، حيث درس قسم التبريد والتكييف وتخرج بتقدير ممتاز من خلال مشروعه في صناعة جهاز خاص لصيانة نظام التكييف في السيارات الحديثة، وحصل على براءة اختراع.

جاء اسم "فالكون" بعد أن أمعن ابن غازي الشرماني ومساعده المخلص، الذي كان جزءًا مهمًا في تنفيذ المشروع، في شكل المركبة النهائية، ووجد أنها تشبه الصقر، واسماها "فالكون"، وهي ترجمة لكلمة "الصقر" بالإنجليزية.

ساعد ابن غازي في تنفيذ مشروع والده على سطح بنايتهم، مما استدعى الكثير من التركيز والاتقان، واستغرقت مدة شهرين لإكمال التصنيع وتجميع القطع الميكانيكية للمحرك والهيكل الخارجي. وأكمل كل العمل والتنفيذ دون الحاجة إلى أي خبراء في أعمال الحدادة والخراطة والدهانات. وقاموا بتصميم شبكة كهربائية خاصة بالسيارة تتوافق مع تصميم المركبة.

وأكد الشرماني لـ"نيوزيمن" أن السيارة آمنة تماما وهي مركبة رياضية، قام بإضافة ميازين مساعدة واسبرينجات لتحمل وعورة الطريق وكثرة المطبات.

وعن الفكرة قال: هناك تواصل اجتماعي من مستثمرين من دول عربية شقيقة نالت المركبة اعجابهم، طالبين غازي للعمل معهم ودعمه في مشروع المصنع.

وامتنع عن تحديد سعر معين في الوقت الحالي لفالكون بسبب أن العديد من القطع كانت عبارة عن مساعدة من أصحاب محلات السيارات وقطع الغيار.

تم تصميم المركبة لشخصين مع إمكانية تعديل وإضافة مقاعد وسقف بشكل آخر لتناسب الاحتياجات العائلية ولتكون أكثر من مجرد سيارة رياضية للشباب.

وأوضح غازي أن فكرة مشروع المصنع ستأتي عقب التأكد وتدارك أي أخطاء في السيارة والتجربة العملية والصيانة.

ويأمل غازي في إنشاء خط إنتاج ومصنع للسيارات، لتحقيق حلمه وصناعة أفضل النتائج، من خلال توظيف الخبرات المحلية. لكن تدهور العملة وارتفاع أسعار المواد الخام فضلاً عن افتقار اليمن إلى بنية تحتية صناعية قوية هي بعض التحديات التي قد تواجهها صناعة السيارات المحلية في اليمن. إلا أن إنجاز غازي الشرماني في تصميم وتصنيع سيارة محلية خطوة مهمة نحو تحقيق الاستقلالية الصناعية وتطوير القدرات التكنولوجية في اليمن.

وأكد الشرماني أنه حتى إذا لم يتوفر الدعم سيكمل مشواره بورشته حتى لو تأخر الإنتاج، حيث إنه يملك نفساً طويلاً في المضي نحو أحلامه.

الشباب الطموح مثل غازي يحتاج كل الدعم الحكومي والمستثمرين لتعزيز هكذا أفكار وتطويرها بشكل مستدام. حيث يمكن أن تسهم صناعة السيارات المحلية في خلق فرص عمل جديدة وتعزيز الاقتصاد المحلي، بالإضافة إلى توفير وسيلة نقل محلية الصنع بتكلفة أقل للمواطنين.

مع استمرار تطور التكنولوجيا وتوافر الموارد اللازمة، قد تتطور صناعة السيارات المحلية في اليمن لتلبية احتياجات السوق المحلية وربما توسع نطاقها لتصدير المنتجات إلى الأسواق الخارجية.

تجربة غازي الشرماني في تصميم وتصنيع سيارة محلية هي مثال ملهم للشباب اليمني، وتعكس إرادة الابتكار والتفاني في تحقيق الأهداف.

المصدر: نيوزيمن

إقرأ أيضاً:

توقيع اتفاقية سعودية يمنية جديدة وهذا ما ورد فيها

توقيع اتفاقية سعودية يمنية جديدة وهذا ما ورد فيها

مقالات مشابهة

  • توقيع اتفاقية سعودية يمنية جديدة وهذا ما ورد فيها
  • السيول تجرف سيارة مواطن جنوبي اليمن
  • إنتاج دولة عربية.. سيارة كهربائية تفوز بجائرة «أوتونيس» لأفضل تصميم
  • أخبار السيارات| سيارة اعتمادية كورية بـ 220 ألف جنيه بديلة لـ«فيرنا».. انخفاض كبير في أسعار لكزس RZ موديل 2025
  • أردوغان يشدد على سعي بلاده لتحقيق الاستقلالية التامة في قطاع الطاقة
  • السعودية تطلق أول مشروب غازي من التمر
  • أخبار السيارات| تويوتا كورولا "أوتوماتيك" بأقل سعر للمستعمل.. أرخص سيارة رياضية في مصر "كاملة التجهيزات".. أفخم SUV من هيونداي "ايونك" 9
  • مباحثات يمنية فرنسية حول جهود السلام في اليمن
  • عضو بـ«الشيوخ»: تطوير صناعة السيارات ينعش الاستثمارات المحلية والأجنبية
  • محافظ قنا: الانتهاء من مشروع «إدارة محلية مستدامة» لتدريب موظفي الوحدات المحلية