د.عبدالعظيم عوض يكتب: مرحبا بالامام عبدالرحمن الحفيد
تاريخ النشر: 7th, January 2025 GMT
حسنا فعل السيد عبدالرحمن الصادق المهدي وهو يختار التقاعد عن الخدمة العسكري التي أمضى فيها اكثر من ٢٠ عاما بعد تخرجه من الكلية العسكرية الاردنية .
لا أعلم علي وجه اليقين وجهة الرجل القادمة ، لكن كل المؤشرات تقول بأنه إختار أن يتفرغ في المرحلة القادمة لشؤون حزب الأمة القومي ، يؤكد ذلك التصريح الذي نُسِب اليه وجاء فيه ” إن مشاورات أسرية ومن قيادات داخل الحزب ، جرت حول إسناد موقع مهم له بالحزب يتطلب التقاعد عن القوات المسلحة ، وأنه نقل هذه المستجدات لقيادة القوات المسلحة ، التي قامت باتفاق مسبقٍ معه بترقيته الي رتبة الفريق واحالته للتقاعد” .
إذن وبهذا القول الفصل يتأكد أن حزب الأمة القومي مقبلٌ نحو مرحلة جديدة يقودها ( عبدالرحمن المهدي) ، ويشمل ذلك كيان الأنصار نفسه القاعدة الدينية التاريخية التي ينطلق منها حزب الأمة القومي .
لقد ظل السودانيون طيلة السنوات الماضية وبخاصة بعد العدوان الذي تعرضت له بلادنا حاليا ، ظلوا ينظرون بكثير من الأسى والحسرة لما آل إليه هذا الحزب العريق من تخبط في سياساته وتراجع مخل عن مبادئه التي شبّ وقام عليها منذ تأسيسه في العام ١٩٤٥م من القرن الماضي .
إن ما يأسف له المرءُ حقا أن يكون حزبا مثل الأمة قام علي مبدأ السودان للسودانيين ، أن يكون هو إحدي البوابات التي يعبُر من خلالها غير السودانيين والملاطيش ليعبثوا بالبلاد لهذا المدى الذي نراه الآن ، لقد تاه الحزب فعلا وسط الخلافات العميقة بين قياداته القزمية، وليتها كانت خلافات حول الشأن الوطني والسبل الكفيلة بالنهوض بالحزب التاريخي لمواجهة مأساة الوطن ومواطنيه الحاليه، لكنها كانت خلافات حول من يفوز برضى المستعمر الجديد ، ومن يظفر بقرب مليشيا آل دقلو الإرهابية ضمن قائمة أسموها تقدم وهي في غاية التخلّف ضمت ارتالا من النطيحة والمتردية وفضلات ما أكل السبع من ناشطي هذا الزمان السياسي البئيس الذين كانت آخر شهادات بؤسهم ماشهد به أحدهم اخيرا بأنهم أكلوا أموال الناس بالباطل من خلال عضويتهم في لجنة قيل انها ضد تمكين الكيزان ، فمَكَّنت أعضاءها من أموال الغير ، وكانوا هم القائمين علي حراستها .!
إذن الحزب الكبير مقبل علي واقع جديد ، واقع من شأنه تحفيز كافة القوى السياسية للاضطلاع بدورها بل بواجبها تجاه ما يواجه بلادنا الان من محنٍ ومآسٍ ، وننتظر إزاء هذا التحول أن يتولي السيد عبدالرحمن الحفيد دفة التغيير ، إماما للانصار ورئيسا لحزب الأمة القومي وما ينبني علي ذلك من خطوات تصب في خانة نهضة وإعمار السودان الجديد القادم ، ورحم الله الإمام الوالد السيد الصادق المهدي الذي رحل عنّا وهو يتلقي العلاج بإحدى مشافي أبوظبي وتلك رواية أخرى نتناولها لاحقا متى ما كشفت عنها أيامٌ أُخَر قادمة لامحالة ..( لوكو الصبُر) ..
د.عبدالعظيم عوض
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الأمة القومی
إقرأ أيضاً:
عبدالرحمن السهلي .. رحلة فوتوغرافية تفتح نافذة روحانية على البقاع المقدسة
المصور السعودي عبدالرحمن السهلي واحد من أهل مكة، وأهل «أدرى بشعابها»، وهذا ما يمثله السهلي تمثيلًا جليًا في صوره التي قدمت مكة كما لم يعرفها أحد من قبل، وجمع السهلي صوره تلك في معرض فوتوغرافي أسماه «روحانيات الحرمين الشريفين» والذي كان جزءًا من «أكسبوجر الشارقة»، وجذب اهتمام الزوار من مختلف الثقافات والديانات، حيث استطاع من خلال أعماله نقل الأجواء الروحانية التي يعيشها زوار المسجد الحرام والمسجد النبوي خلال موسم الحج، ومواسم العمرة وشهر رمضان.
رحلة إلهام بدأت من مكة
أكد السهلي أن نشأته فـي مكة المكرمة، المدينة التي تحتضن المسجد الحرام، كان لها الأثر الأكبر فـي مسيرته الفوتوغرافـية، حيث استوحى من روحانيتها وجمالها العمراني مواضيع صوره، وقال السهلي: «مكة ليست مجرد وجهة دينية، بل هي مجتمع ينبض بالحياة والثقافة. أزقتها القديمة، وتمازج الثقافات بين أهلها وزوارها، وأجواؤها الخاصة فـي رمضان، كلها تفاصيل أسعى لتوثيقها عبر أعمالي».الصورة التي لامست القلوب
ومن بين الصور التي انتشرت على نطاق واسع، تحدث السهلي عن لقطة مؤثرة لزوجين يؤديان الصلاة فـي صحن المطاف تحت أشعة الشمس الحارقة، حيث قامت الزوجة بحماية زوجها بمظلتها، هذه الصورة، التي حملت فـي طياتها رسالة الحب والمودة، تجاوزت حدود المكان ووصلت إلى جمهور عالمي، مؤكدة أن التصوير ليس مجرد توثيق بل «رسالة تحمل قصة»، وفق تعبيره، وهو ما يجعل الصورة أداة قوية فـي نقل المشاعر والأحاسيس دون الحاجة إلى كلمات.
التحدي فـي إبراز التفرد وسط الحشود
يتطلب التقاط صور للحرمين الشريفـين مهارة فـي الموازنة بين تصوير الحشود الكبيرة والتركيز على اللحظات الفردية المؤثرة، وحول ذلك يعبر السهلي قائلًا: «العامل الأساسي هو التوفـيق من الله، إضافة إلى الخبرة فـي معرفة الأوقات والزوايا المناسبة، وبعض الصور تكون وليدة اللحظة، وأحيانًا يكون المصور محظوظًا بالتقاط مشهد يحمل معاني عميقة»، كما أشار إلى أن التنقل بين الزوايا المختلفة يساعد فـي إبراز تفرد كل لقطة، مع مراعاة عدم إزعاج المصلين أو التأثير على أجواء الخشوع.التصوير كأداة للتواصل بين الثقافات
استذكر السهلي موقفًا مؤثرًا صادفه خلال وجوده في المعرض، وقال: «جاءت زائرة غير مسلمة كانت قد أثارت فضولها صور الحج فـي المعرض، فتأثرت وسألتني عن تفاصيل المناسك واللباس الأبيض الموحد، وبعد أن شرحت لها عن يوم عرفة، أبدت اهتمامًا كبيرًا لمعرفة المزيد عن الإسلام، ولقد شعرت حينها بقوة الصورة فـي إيصال المعاني العميقة والتأثير فـي الآخرين»، وأضاف مؤكدًا: «التصوير ليس مجرد فن بصري، بل هو أيضًا وسيلة لتقريب الثقافات وتعزيز الفهم المتبادل بين الشعوب».
بين العفوية والتخطيط: سر التقاط اللحظة
وعن كيفـية تهيئة اللقطات، أوضح السهلي أن بعض الصور يتم التخطيط لها مسبقًا بناء على الخبرة، فـي حين أن بعضها يكون تلقائيًا بالكامل، وقال: «المصور الناجح هو من يتمكن من التقاط اللحظة العفوية ويحولها إلى قصة بصرية مؤثرة»، مضيفًا أن تصوير الحجاج والمعتمرين يمنحه إحساسًا مختلفًا، خاصة عند رصد لحظات الخشوع والانبهار بأول نظرة للكعبة.
توثيق مكة من زوايا جديدة
يحرص السهلي على إبراز مكة بعين مختلفة، فهو لا يقتصر على تصوير المسجد الحرام فقط، بل يسعى لتوثيق الأزقة التاريخية والأسواق القديمة والمشاهد التي تعكس الحياة اليومية لسكانها، وقال: «هدفـي أن يرى الناس مكة بأبعادها المتعددة، كمدينة نابضة بالحياة والتاريخ، وليس فقط كمكان للعبادة»، مضيفًا أنه يطمح من خلال أعماله إلى تقديم رؤية بصرية شاملة للمدينة المقدسة، تجمع بين التراث والحداثة.
روحانيات رمضان بعدسة السهلي
يعتبر المصور السعودي أن أجواء رمضان فـي مكة هي الأجمل للتصوير، حيث تعج شوارعها بالزوار، وتمتلئ المساجد بالمصلين، وتتجسد قيم المشاركة والإحسان بين الأهالي، وقال: «رمضان فـي مكة له طابع خاص، حيث تمتزج الروحانية بحميمية المجتمع، وهذا ما أسعى إلى تجسيده فـي صوري»، وأشار إلى أن تصوير موائد الإفطار الجماعي ومشاهد التهجد فـي العشر الأواخر يمنحه شعورًا مختلفًا، حيث تتجلى أسمى معاني التلاحم بين المسلمين.
التصوير بين التوثيق وسرد القصص
يرى السهلي أن هناك فرقًا بين المصور الذي يوثق الحدث والمصور الذي يروي قصة بصرية، مشيرًا إلى أن لكل مصور أسلوبه الخاص، وقال: «أنا لا أكتفـي بالتوثيق، بل أحاول أن تحكي صوري قصة تصل للمتلقي دون الحاجة إلى شرح»، وأكد أن الصور التي تترك أثرًا فـي المشاهد هي تلك التي تروي قصة بصرية بعمقها الإنساني.
وأضاف: «تحمل كل صورة رسالة أو معنى؛ فالتصوير ليس مجرد التقاط مشهد، بل هو وسيلة للتعبير عن المشاعر والأفكار، وقد تكون صورة واحدة كافـية لتغيير نظرة شخص أو التأثير فـي ثقافة مجتمع بأكمله»، مشددًا على أهمية تطوير المهارات والاستفادة من الخبرات المختلفة، مؤكدًا أن النجاح فـي عالم التصوير الفوتوغرافـي يتطلب شغفًا ومثابرة مستمرة.