موقع النيلين:
2025-01-08@04:43:30 GMT

عادل الباز يكتب: أمن يا جن

تاريخ النشر: 7th, January 2025 GMT

1استوقفني فيديو تم تداوله بكثافة خلال الأيام الماضية، يظهر فيه طالب في قاعة الامتحانات وهو بكامل لباسه العسكري يهتف: “أمن يا جن”. أثار ذلك في ذهني سؤالًا: هل غيرت الحرب، ضمن ما غيرت، نظرة هذا الجيل الجديد إلى الأمن؟
كان جهاز الأمن في أيامنا (يا حليل أيامنا) سواء في الجامعة أو بعدها، وإلى عهد قريب، يُعد بعبعًا سيئ السمعة.

كانت النظرة إلى المنتمين إليه مليئة بالريبة والشكوك. ساهمت في تكريس هذه الصورة قوى اليسار واليمين التي سعت لرسم صورة مشوهة لدور جهاز الأمن في حفظ أمن البلاد، وحصرته في أدوار القمع والسجون والإرهاب وبيوت الأشباح.
كانت أغلب الهتافات السياسية في المظاهرات توجه ضد الجهاز، ولا أذكر مظاهرة في الجامعة لم يُردد فيها شعار “جهاز الأمن جهاز فاشستي”، حتى قبل أن نفهم معنى “فاشستي”. لم نكن نعرف عن الجهاز سوى أنه يتربص بمعارضي النظام، يسجنهم، يقمعهم، ويعذبهم.
2
عبر تاريخ جهاز الأمن، ظلت هذه صورته في المخيلة العامة منذ تأسيسه كجهاز أمني تابع لوحدة المخابرات البريطانية (MI6). وقد تحدث عنه “إدرود عطية” في كتابه “An Arab Tells His Story”، حيث عمل ضابطًا في جهاز المخابرات البريطاني. أشار عطية إلى أن مهمة الجهاز الأساسية كانت جمع المعلومات الاستخباراتية ومتابعة التحركات السياسية والاجتماعية، خاصة في ظل تصاعد الحركات الوطنية التي طالبت بإنهاء الحكم الاستعماري في السودان.
تأسس أول جهاز أمن وطني عام 1957 بعد الاستقلال مباشرة تحت مسمى “جهاز الأمن الوطني”، وذلك خلال فترة الحكم الديمقراطي الأولى. أما جهاز الأمن القومي فقد نشأ أواخر عام 1969 في عهد مايو تحت إشراف عضو مجلس ثورة مايو وضابط المخابرات العسكرية الرائد مأمون عوض أبو زيد، وكان يُعرف بمسميين: “الأمن القومي” و”الأمن العام”، قبل دمجهما عام 1978 تحت مسمى “جهاز أمن الدولة”.
بعد سقوط نظام نميري عام 1985، أصرت أحزاب اليسار التي صعدت إلى السلطة على حل الجهاز فورًا، مما أدى إلى خسائر فادحة في أمن البلاد. وقد وثّق العميد أمن “م” حسن بيومي تفاصيل هذه المأساة في كتابه “جهاز أمن الدولة أمام محكمة التاريخ”.
بدأ نظام الإنقاذ بجهازين للامن الداخلى واخر للخارجى قبل دمجمهما تحت مسمى الامن والمخابرات الوطنى في العام 2004 وتاسس هذا الجهاز الجديد على انقاض جهاز امن على أنقاض الجهاز المايوي.
حاولت قوى اليسار تكرار المأساة عقب التغيير في 2019 حيث تم تغيير اسمه إلى جهاز المخابرات العامة ومن ثم تعرض إلى اكبر مذبحة في تاريخه بتسريح اكثر 18 الف جندى من هيئة العمليات وهى القوة الضاربة التي كان من شأنها حفظ الموزانات العسكرية. ومرة اخرى كادت الكارثة أن تقع حين تم الاتفاق على وضع الجهاز تحت إدارة الحكومة المدنية وتحويله إلى مركز دراسات يقتصر دوره على جمع المعلومات وتسليمها للشرطة. بعد انقلاب 25 أكتوبر 2021، استعاد الجيش كامل سلطات الجهاز، وتم تغيير اسمه إلى “المخابرات العامة”.
ظل الجهاز عبر هذه الحقب معزولًا عن شعبه، ولم تُقدر الأدوار التي يقوم بها. كانت المعارضة تنتظر دائمًا فرصة للنيل منه، رغم محاولات عديدة في عهد الإنقاذ لتحسين صورته عبر الانفتاح على المجتمع الأهلي، والمشاركة في أنشطة الرياضة والفنون. لكن الصورة السلبية بقيت في أذهان المعارضين والعامة.
3
الآن، بعد الحرب، بدا واضحًا أن صورة الجهاز تغيرت كليًا. برزت أدوار جديدة للمخابرات العامة، حيث رأى الشعب أن الجهاز لا يقتصر على أدواره التقليدية في جمع المعلومات، مكافحة التجسس، ورقابة التخريب الاقتصادي. بل أصبح أفراده يحملون السلاح ويدافعون عن بلادهم في “معركة الكرامة”. وكانت ابرز ادروه هو الاختاق ات التي اضطلع الجهاز بدور رئيسى فيها.
اليوم، لا أحد يشكو من قمع الجهاز، ولا يوجد معتقل واحد من المعارضين، حتى من يدعمون الجنجويد سياسيًا. بل أصبح أفراد الجهاز أبطالًا يُستقبلون بالزغاريد والأحضان. وعندما يصلون إلى منطقة حرروها، يرتفع الهتاف: “أمن يا جن”.
هذا الحب الذي يلقاه الجهاز الآن من الشعب لم يحدث في تاريخه الطويل منذ ما قبل الاستقلال. جيل جديد أدرك الآن معنى أن يكون الوطن آمنًا، ترعاه مؤسسات قادرة ماديًا ومعنويًا وتحافظ على مقدراته ووجوده.
صمتت أبواق المعارضة الآن، ولم تعد هناك هتافات ضد الجهاز، ولا حتى نقد داخلي أو خارجي.
المحافظة على هذه الصورة المشرقة للجهاز، التي تحققت بعد معركة الكرامة، ضرورة قصوى.يجب أن تظل صورة الجهاز ومهامه الجسيمة واضحة أمام الشعب، حتى لا تتشوه بالأكاذيب والاتهامات كما حدث في السابق. صورة الجهاز كمقاتل من أجل الوطن، وحافظ لأمن الشعب وفق القانون، وحامٍ ضد اختراقات الأعداء، يجب أن تظل حاضرة لترسخ أفعاله في وجدان الشعب.
وقبل الختام لابد ازجاء تحايا خاصة لشهداء الجهاز وعضويتة التي لاتزال تمسك على بالزناد في المتحركات المتعددة والتحية لقيادة الجهاز لماقامت به من عمل داخلى وخارجى مشهود، والى قيادة الدولة التي حمت الجهاز من تغول المتربصين به واعادت له دوره الطبيعى والطليعى في صيانة امن الوطن ولابد انها الان سعيدة بالهتاف ” امن ياجن”.

عادل الباز

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: جهاز الأمن جهاز أمن

إقرأ أيضاً:

لوريال تطرح جهاز يحلل بشرتك كيميائيًا في CES 2025

إذا كنت مرتبكًا بشأن مجموعة واسعة من منتجات العناية بالبشرة في السوق وأيها بالضبط مناسب لك، فإن لوريال تدعي أن لديها الإجابة، في معرض CES 2025، قدمت الشركة أداة تسمى Cell BioPrint يمكنها تحليل بشرتك كيميائيًا وتقديم المشورة حول كيفية جعلها تبدو أصغر سنًا.

دخلت الشركة في شراكة مع شركة ناشئة تسمى NanoEntek، وهي شركة تصنيع كورية تعمل على تطوير تقنية المختبر على رقاقة ميكروفلويدية، لاستخدام النظام، ضع شريطًا للوجه على خدك، ثم انقله إلى محلول عازل، يتم تحميله بعد ذلك في خرطوشة Cell BioPrint، والتي يتم إدخالها بدورها في الجهاز للتحليل، أثناء معالجة ذلك، يلتقط الجهاز أيضًا صورًا لوجهك ويجعلك تملأ استبيانًا قصيرًا حول مشاكل البشرة والشيخوخة، تقول الشركة إن كل ذلك يستغرق خمس دقائق فقط.

في مقابلة مع Engadget، قال Guive Balooch من Loreal إن شريط الجلد يمكن تطبيقه بالقرب من خط الفك، وحتى إذا كان شخص ما يرتدي واقيًا من الشمس، فلن يؤثر ذلك على النتائج.

 

بمجرد تحليل البيانات باستخدام ما تسميه لوريال بالتحليل البروتيني، يمكن أن تقدم Cell BioPrint نصائح حول كيفية تحسين مظهر بشرتك. يمكن أن تشير إلى مدى استجابتك لمكونات معينة مثل الريتينول، والتنبؤ بمشاكل تجميلية محتملة مثل البقع الداكنة أو المسام المتضخمة قبل أن تصبح مرئية.

يبدو كل هذا جيدًا ومبنيًا على العلم بشكل معقول، لكن لوريال لم تستشهد بأي دراسات تمت مراجعتها من قبل الأقران والتي قد تثبت فعالية الجهاز، ومع ذلك، يبدو أن الوقت مناسب لمثل هذا المنتج حيث انتشر الوعي بالعناية بالبشرة مؤخرًا بفضل كوفيد والمؤثرين وسيفورا، وقد أدى ذلك إلى توليد الكثير من المعلومات الجديدة (والمعلومات المضللة)، مما يسمح للوريال بالتدخل وإنقاذ الموقف باستخدام العلم لإصلاح مشاكلك افتراضيًا.

على أية حال، لن تكون آلة BioPrint متاحة للمستهلكين حتى الآن، ولنكن واضحين، فإن الإصدار الأول من الجهاز ليس مخصصًا للاستخدام المنزلي، ومن المقرر أن تبدأ الاختبارات التجريبية في المتاجر في آسيا في وقت ما في عام 2025، ولكن حتى الآن، لا يوجد تاريخ إطلاق أو سعر ثابت.

 وأشار بالوتش إلى أنه سيتبع نمط طرح مماثل لإطلاقات التكنولوجيا الأخرى للشركة في الماضي، من خلال الظهور أولاً في المتاجر الرئيسية لإحدى العلامات التجارية الفاخرة لشركة لوريال. بمرور الوقت، قد يشق طريقه إلى قطاعات أكثر شيوعًا.

مقالات مشابهة

  • د.حماد عبدالله يكتب: الأقباط المصريون !
  • جهاز لحماية مرضى الكلى والقلب
  • ما هو جهاز المخابرات البريطاني (MI6)؟
  • عاجل: جاهز الأمن والمخابرات الحوثي يعترف بإختراق المخابرات السعودية لمواقعم الحساسة ويتحدث عن اسقاط خلية تتبع اجنده دولية
  • “مشاهد رُفعت عنها السرية”.. شاهد لحظة القبض على جواسيس المخابرات البريطانية والسعودية وكيف تم تنفيذ العملية والأماكن التي كانوا يتواجدون فيها (فيديو)
  • لوريال تطرح جهاز يحلل بشرتك كيميائيًا في CES 2025
  • طرق تنظيف أجهزة التحكم عن بعد للتلفزيون
  • رئيس جهاز ناصر الجديدة تستعرض عددًا من مشروعات الخدمات التي تم تنفيذها وتشغيلها بالمدينة في 2024
  • شرطة عُمان السلطانية.. رمز الأمن وخدمة المجتمع