صومالي غامض بات الآن "الرجل القوي" في تنظيم الدولة الإسلامية بعد مقتل زعمائه
تاريخ النشر: 7th, January 2025 GMT
يرجح بأن الزعيم الصومالي لتنظيم الدولة الإسلامية عبد القادر مؤمن صاحب اللحية برتقالية اللون المصبوغة بالحناء بات الرجل الأقوى في التنظيم، وإن كان لا يحمل اللقب رسميا، بحسب محللين.
يزعم تنظيم الدولة الإسلامية بأن قائده يدعى أبو حفص الهاشمي القرشي. لكن المراقبين يتساءلون عن هوية الشخصية التي تقف خلف هذا الاسم المستعار وإن كان هذا الشخص موجودا حقا.
وقال تور هامينغ من « المركز الدولي لدراسة التطرف » « إنه الشخصية الأهم، والأكثر قوة، إنه المسيطر على شبكة تنظيم الدولة الإسلامية العالمية ».
وأفاد هامينغ فرانس برس بأنه في هذه المنظومة الغامضة حيث يقتل القادة واحدا تلو الآخر، مؤمن هو بين عدد قليل من « الوجوه المهمة التي تمكنت من البقاء على قيد الحياة حتى الآن، وهو ما يمنحه نوعا من المكانة ضمن المجموعة ».
ساد اعتقاد قبل بضعة أشهر بأنه قتل بضربة أمريكية. لكن بما أن أي دليل لم يرد على مقتله، يفترض بأنه حي ويواصل العمل.
وقال هامينغ إن « الصومال مهمة لأسباب مالية… نعرف بأنهم يرسلون المال إلى الكونغو وموزمبيق وجنوب إفريقيا واليمن وأفغانستان. لذا، لديهم نموذج مالي جيد ».
ولا توجد معلومات عن تلك التعاملات المالية ويعد حتى تقدير هذه المبالغ أمرا مستحيلا، كما هو تحديد المسارات الدقيقة التي تسلكها الأموال من مكان لآخر.
عاش مؤمن المولود في منطقة بونتلاند التي تحظى بحكم شبه ذاتي في السويد قبل الاستقرار في انكلترا حيث حصل على الجنسية البريطانية.
وعرف في لندن وليستر في مطلع الألفية كداعية متشدد في المساجد المتطرفة وفي تسجيلاته المصورة التي انتشرت على الإنترنت.
وقيل إنه أحرق جواز سفره البريطاني فور وصوله إلى الصومال، حيث سرعان ما أصبح ينشر الدعاية لصالح حركة الشباب المرتبطة بالقاعدة قبل انشقاقه لينضم إلى صفوف تنظيم الدولة الإسلامية عام 2015.
وقال مسؤول استخباراتي أوربي طلب عدم الكشف عن هويته إنه « يسيطر على أرض صغيرة لكنه يحظى بجاذبية كبيرة. يوزع المتطوعين والمال »، مشيرا إلى أن هجوم تنظيم الدولة الإسلامية الذي وقع في موزمبيق في أيار/مايو « نفذه عناصر مغاربة وأفارقة ».
مول مؤمن أيضا المتمردين الأوغنديين من « القوات الديمقراطية المتحالفة » المرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية في جمهورية الكونغو والبالغة أعدادهم « الآن ما بين ألف و1500 » عنصر، بحسب المسؤول. وبمساعدة مؤمن « لجأوا مؤخرا إلى الجهاد » ساعين إلى « التطرف والأسلحة والتمويل ».
يصفه بعض المراقبين بأنه الخليفة في الهيكلية القيادية للتنظيم الجهادي. لكن مبايعته رسميا ستكون مؤشرا على تحول إيديولوجي ضمن تنظيم الدولة الإسلامية المتجذر في منطقة الشرق الأوسط، حيث أقام خلافة استمرت من العام 2014 حتى 2019 في سوريا والعراق.
وقال مدير مركز أبحاث « مشروع مكافحة التطرف » هانز-جاكوب شندلر إن من شأن ذلك « أن يثير ضجة بين أنصار تنظيم الدولة الإسلامية والمتعاطفين معه ».
وقال شندلر لفرانس برس إنه نظريا، يتعين على الخليفة بأن يكون عربيا من قبيلة مرتبطة بالنبي محمد. ولا يمكن لزعيم تنظيم مهتم إلى هذا الحد بأسسه الفكرية أن يكون « مجرد أي صومالي بلحية برتقالية ».
لكن النشاط العملياتي لقادة المجموعات المرتبطة بتنظيم الدولة مثل تنظيم الدولة الإسلامية (ولاية خراسان) وتنظيم الدولة الإسلامية (ولاية غرب إفريقيا)، يمكن أن يسمح لهؤلاء بالمطالبة بمنصب من هذا النوع.
ورغم أن الزعيم الصومالي لا يستوفي معايير القيادة التقليدية، إلا أن موقعه الجغرافي يمنحه بعض الميزات.
وقالت مجلة « سي تي سي سينتنيل » CTC Sentinel التي تعنى بالتهديدات الإرهابية والتابعة للأكاديمية العسكرية الأمريكية West Point « لعل منطقة القرن الإفريقي وفرت حماية من عدم الاستقرار في المشرق وحرية حركة أكبر ».
وأضافت أن « سمات القيادة هذه توازي تلك التي اتسم بها زعيم جهادي آخر هو أسامة بن لادن الذي رأى أن تمويل حربه هو أساس الانتصار فيها ».
يعكس صعود مؤمن إلى أعلى هرم القيادة رغم العدد القليل من المقاتلين تحت امرته أيضا تحولات داخلية ضمن تنظيم الدولة الإسلامية.
يشير هامينغ إلى أن التحول الأول هو أن « الخليفة لم يعد الشخصية الأهم في تنظيم الدولة الإسلامية ». وأما الثاني، فهو أن التنظيم يسعى بالفعل إلى تحول استراتيجي تدريجي بات جاه إفريقيا.
وقال المصدر الاستخباراتي الأوربي إن « تسعين في المائة من الصور العنيفة التي تصل إلى أوربا تأتي من إفريقيا ».
مع ذلك، فإن قيادة التنظيم تبقى متمركزة في الشرق الأوسط، بحسب « سي تي سي سينتنيل » التي تؤكد أنه « في هذا السياق، فإن الأمور ما زالت على حالها ».
عن (فرانس برس)
كلمات دلالية الإسلامية الدولة الصومال تطرف تنظيمات داعشالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: الإسلامية الدولة الصومال تطرف تنظيمات داعش تنظیم الدولة الإسلامیة
إقرأ أيضاً:
تركيا تجري محادثات فنية مع إسرائيل لمنع الصدام في سوريا
أعلن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الأربعاء، أن بلاده تجري محادثات على المستوى الفني مع "إسرائيل" لخفض التوترات بشأن سوريا، لكنها لا تتحرك نحو تطبيع العلاقات.
وقال فيدان لقناة "سي إن إن تورك" التلفزيونية: "الآن، بينما نقوم بعمليات معينة في سوريا، يتعين أن يكون هناك آلية تفادي صدام في مرحلة معينة مع إسرائيل التي تحلق طائراتها في تلك المنطقة، تماما كما نفعل مع الأمريكيين والروس". وأضاف: "طبعا، إنه أمر طبيعي أن يكون هناك اتصالات على المستوى الفني لتأسيس ذلك".
لكن فيدان استبعد أن يكون هناك تطبيع للعلاقات مع "إسرائيل"، خاصة بعد أن تصاعد التوتر بين البلدين على خلفية العدوان الإسرائيلي الواسع على قطاع غزة.
وأوقفت تركيا تعاملاتها التجارية مع الدولة العبرية واتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بممارسة "إرهاب الدولة" و"الإبادة الجماعية" في غزة.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد عرض الاثنين التوسط بين إسرائيل وتركيا بينما كان مجتمعا إلى حليفه بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، مشيرا إلى "علاقاته الرائعة" مع أردوغان.
وقال فيدان الأسبوع الماضي إن تركيا لا تريد أي مواجهة مع إسرائيل في سوريا، لكن الضربات الإسرائيلية المتكررة على المنشآت العسكرية هناك تقوض قدرة الحكومة الجديدة على ردع تهديدات أعداء من بينهم تنظيم الدولة.
من جهة أخرى أعرب فيدان عن استعداد أنقرة لتقديم الدعم إلى سوريا في حال إبرام اتفاق عسكري معها.
وقال فيدان في ذات المقابلة: "سوريا كدولة مستقلة إذا دخلت في اتفاق عسكري معنا فنحن مستعدون لتقديم أي دعم نستطيع لها".
وأشار إلى أن "إسرائيل" حددت استراتيجية تتمثل في عدم ترك أي شيء للإدارة الجديدة في سوريا.
ولفت فيدان، إلى أن أي حالة عدم استقرار في بلد جار لتركيا ستؤثر عليها ويتسبب لها بأذى.
وفي هذا الصدد، حذر من أن أنقرة لا يمكنها البقاء صامتة إزاء ذلك.
من جهة أخرى، قال فيدان، إنه يتعين على الولايات المتحدة أن "تعيد ضبط" رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأن ترسم إطارا له.