عملية ” كدوميم “.. تأكيد فلسطيني بأنه لا سبيل لكسر المقاومة وهزيمتها
تاريخ النشر: 7th, January 2025 GMT
يمانيون../
رسائل فلسطينية، متتابعة حملتها العملية الفدائية التي نفذت صباح اليوم الاثنين، بالقرب من مغتصبة “كيدوميم” شرق قلقيلية في الضفة الغربية المحتلة، مفادها بأنه لا سبيل لكسر المقاومة وهزيمتها، وأنها ستبقى بكافة انتماءاتها، مستمرة في كفاحها ونضالها حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني.
ففي الوقت الذي تُخرج فيه آلة الحرب الصهيونية كل ألوان وأصناف الإرهاب في الماضي والحاضر، نفذ مقاومان فلسطينيان، عملية إطلاق نار استهدفت حافلة ومركبة، في قرية الفندق شرق مدينة قلقيلية، شمال الضفة الغربية المحتلة وأسفرت عن مصرع ثلاثة مستوطنين وإصابة تسعة آخرين بجروح متفاوتة.
وأكد الإسعاف الصهيوني، مصرع ثلاثة مستوطنين صهاينة كانوا يستقلون سيارتين خاصتين، فيما أصيب تسعة من ركاب الحافلة برصاص مقاومين فلسطينيين.. مشيرًا إلى أنّ بين الإصابات سائق الحافلة وقد وصفت حالته بالخطيرة.
وقالت إذاعة جيش العدو الصهيوني: إن أحد القتلى محقق في مركز شرطة الاحتلال في مستوطنة “أرئيل” يدعى “إلعاد يعقوب فنيكلشتاين”.
ولفتت القناة 14 الصهيونية إلى أنّ فلسطينيين نفذا العملية بعد وصولهما إلى مكانها بمركبة من مفترق “جينصافوط”.. مضيفةً: إنّ العملية وقعت في مكانين منفصلين الأول عند مدخل الفندق، والثاني داخل القرية نفسها.
نجاح عملية “كدوميم” النوعية تفضح هشاشة الأمن الصهيوني وفشله الذريع والقائم على مرتكزات الردع والحسم، وتُدلِّل بشكل لا يقبل التأويل على أن الإجراءات التي يقوم بها العدو الصهيوني وسلطة رام الله لمواجهة المقاومة لن تنجح في إخضاع الشعب الفلسطيني وإجباره على الاستسلام.
كما تُدلّل هذه العملية بأن المقاومة بالضفة ما تزال تمسك بزمام الأمور، ولديها أوراق قوة، أبرزها عمليات المواجهة الفدائية التي تلحق الخسائر الفادحة بالكيان الصهيوني ومستوطنيه.
وفي هذا الصدد، أشار محللون سياسيون إلى أن العملية تؤكد أن “أمن الصهيوني لا يمكن فصله عن أمن الفلسطيني في غزة والضفة، وأنه لطالما استمر القتل في غزة والضفة فلن يشعر الصهيوني بالأمان في كل مكان”.
وأكد المختص بالشؤون الصهيونية، ياسر مناع، في حديثه لـ”قدس برس”، أن “عملية إطلاق النار في قرية الفندق، تعيد إلى الواجهة قضية حساسة في المشهد الصهيوني، تتمثل بهشاشة المنظومة الأمنية أمام العمليات الفدائية، وتراجع فاعلية سياسة الردع التي يتفاخر بها كيان الاحتلال في الإعلام ومن خلال التصريحات الرسمية”.
ورأى أن هذه العملية وبما تحمله من دلالات رمزية واستراتيجية، فإنها تبرز عمق المعضلة الأمنية في الضفة الغربية، ويثير تساؤلات جادة حول قدرة المنظومة الأمنية الصهيونية على حماية المستوطنين، رغم الإجراءات المكثفة التي تتبعها.
ونوه بأن العملية تكشف مرة أخرى “محدودية فعالية الإجراءات الأمنية الصهيونية، رغم اعتمادها على التكنولوجيا المتقدمة، الحواجز، والانتشار العسكري الواسع”.
بدوره قال المختص في الشأن الصهيوني، مأمون أبو عامر: إن عملية قلقيلية اليوم، تؤكد فشل سياسات الاحتلال في وأد النضال الفلسطيني بالضفة وقطاع غزة.
وأضاف أبو عامر، في تصريح خاص لوكالة شهاب للأنباء: إن استمرار كيان الاحتلال في ارتكاب الجرائم بحق الفلسطينيين، بزعم القضاء على المقاومة، يؤدي إلى نتائج عكسية، حيث تزداد دافعية الفلسطينيين لتبني نهج المقاومة في التصدي لتلك الجرائم.
وأعتبر أبو عامر أن تلك العمليات تشكل رعباً للمستوطنين في الضفة الغربية بشكل عام، لا سيما في المناطق الحساسة كالتي نُفذت فيها عملية اليوم.. مؤكدا أن العمليات تعد رادعا لتغول ميليشيات المستوطنين، وتزيد من رغبة الفلسطينيين في الرد على جرائم الاحتلال والانتقام لدماء الأهالي في غزة والضفة على حد سواء.
ولفت إلى أن العملية كشفت الوجه الحقيقي لحكومة العدو ، التي يتسابق كلاً من كاتس وسموتريتش وبن غفير في إطلاق تصريحات تهدف إلى ارتكاب إبادة جماعية في شمال الضفة، كما حدث في مخيم جباليا.
ونوه بأن تلك التصريحات تكشف تبني حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة سياسة التطهير العرقي والإبادة بحق الفلسطينيين، في ظل صمت دولي وعربي ودعم أمريكي لا محدود.
وتابع قائلاً: “تتزامن هذه العملية مع استمرار السلطة الفلسطينية في حملتها ضد المقاومة في جنين، مما يخدم أهداف الاحتلال في الاستفراد بالمقاومة بالضفة، ولا يحقق الهدوء الذي تدّعيه قيادة السلطة”.
وأكد أن على السلطة الفلسطينية إدراك ضرورة تحقيق الوحدة الفلسطينية في مواجهة المخططات الصهيونية ، التي تهدف إلى القضاء على السلطة والمقاومة والوجود الفلسطيني ككل.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الضفة الغربیة الاحتلال فی إلى أن
إقرأ أيضاً:
الصرخة ودرس التحرك بالممكن:وقفة صريحة مع فتاوى التضليل والتخذيل ” الحلقة الأولى”
عبدالرحمن محمد عبدالملك المروني
بعد صدور بيان دار الإفتاء المصرية الذي أتى ردا على بيان مؤتمر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، جاء تصريح الداعية زين العابدين الجفري، الذي بيَّن فيه موقفه من الأحداث الجارية ولم يختلف عن مقاطع وتسجيلات سبق نشرها وتداولها عبر وسائل التواصل للبعض من المحسوبين على العلماء والدعاة، تتضمن بيانات تضليلية وفتاوى، الغرض منها التقرب إلى ولاة الأمر المطبعين والمنبطحين والتنصل عن واجب الجهاد المقدس باللسان والكلمة وتثبيط أبناء الأمة عن نصرة إخوانهم المسلمين المستضعفين في غزة وفلسطين وعن مساندة قوى المقاومة والانخراط في جبهتها العسكرية وأعمالها الجهادية، ولا تنفك تلك البيانات والفتاوى أن تلقي باللائمة على حركة حماس وقوى المقاومة إزاء ما حدث ويحدث اليوم في غزة وفلسطين ولبنان واليمن وغيرها وتروج أن خيار الصمت هو الخيار الأسلم في الوقت الراهن بحجة أن التحرك المسلح لحركات المقاومة قد كلف المسلمين تضحيات وخسائر وأضراراً كبيرة، حسب زعمهم .. !!
والحقيقة أن مثل تلك البيانات والفتاوى لا تستحق الوقوف عندها أو الرد عليها، لأنها تناقض نفسها وتخالف الثوابت الدينية التي أكدت عليها آيات القرآن الكريم وأحاديث السنة النبوية المطهرة، بل وتتعارض مع منطق العقل والفطرة الإنسانية السليمة وهي على كل الأحوال فتاوى هزيلة ساقطة من كل الوجوه والتي من أهمها ما يلي:
*أولا: إنه قد مضى على الشعب الفلسطيني قرابة قرن من الزمن تحت الاحتلال والاضطهاد الإسرائيلي وكان هذا الشعب المظلوم المضطهد ولا يزال يقدم قوافل من الشهداء على مدار الساعة علاوة على الاعتقالات المستمرة للرجال والنساء على السواء التي لم تقف للحظة واحدة طوال 75عاما من قبل الاحتلال الإسرائيلي المدعوم من أمريكا والدول العظمى والمجتمع الدولي الذي يقف دائما موقف المتفرج، كما أنه يقف موقف المساند للعدو الصهيوني في أحيان كثيرة وذلك إن دل على شيء فإنما يدل على أن الضرر واقع على أبناء المناطق الواقعة تحت الاحتلال في فلسطين وغيرها في كل الأحوال وأن طوفان الأقصى لم يكن هو السبب بأي حال، فالأحداث والوقائع تشهد أن إسرائيل استخدمت أسالبب الحصار والتجويع والتشريد، وارتكبت وترتكب عبر تاريخها الطويل في فلسطين والمناطق العربية الأخرى الواقعة تحت الاحتلال، الكثير والكثير من المجازر والتدمير للمساكن والمزارع والمصانع والمدارس والمساجد والمستشفيات والمنشآت الحيوية، منذما قبل طوفان الأقصى وبعده على حد سواء، إلا أنها في الماضي كانت ترتكب تلك الجرائم وغيرها على نار هادئة ولم تكن تلقى جرائمها معارضة واستنكاراً كما هو الحال اليوم وإن كان ما يصدر اليوم من معارضة واستنكار بنسبة ضعيفة لا يرقى إلى مستوى الحدث.
*ثانيا: إن العدوان الصهيوني والأمريكي على غزة وفلسطين ولبنان واليمن وغيرها هي حرب مفروضة على المسلمين، وكلما جبن المسلمون وحصل منهم الخوف من المواجهة فإنهم سيتعرضون بكل تأكيد لمزيد من الضربات من الأعداء ولن يشفع للمسلمين ضعفهم وجبتهم وتخاذلهم ليتوقف الأعداء عن عدوانهم ولن يمنعهم ذلك من احتلال أرض المسلمين ونهب ثرواتهم وقد رأينا ونرى بأم اعيننا كيف تتوسع إسرائيل في الأراضي الفلسطينية وفي مناطق الطوق العربية رغم عدم وجود أسباب ولا مسببات لهذا التوسع والاحتلال سوى أن اليهود ماضون في توسيع مشروعهم الاستيطاني وتحقيق حلمهم التاريخي في إقامة دولة إسرائيل الكبرى التي يبشر بها مسؤولون ومفكرون وكتاب صهاينة وسبق للمجرم ترامب أن صرح لوسائل الإعلام بأن خريطة إسرائيل صغيرة ولا بد من أن تتوسع، مما يدل على أن اليهود ومن ورائهم أمريكا ودول الاستكبار ماضون في التوسع والاحتلال واقتطاع أجزاء كبيرة ومناطق واسعة من الدول العربية المجاورة دون استثناء ودون أن تحتاج إسرائيل إلى مبررات .. وكل ذلك وغيره من الأسباب والعوامل تعتبر مخاطر كبيرة تهدد الأمة وتجعل من التحرك والجهاد في سبيل الله لمواجهة الأطماع الإسرائيلية وتحرير المسجد الأقصى والأرض الواقعة تحت الاحتلال من أيدي اليهود الغاصبين المحتلين من أوجب الواجبات وأقدس الفرائض ولا يحتاج ذلك إلى فتوى أو بيان طالما وهناك عدو كافر محتل لبلاد الإسلام ويسفك الدماء وينتهك الأعراض ويدنس المقدسات..
*ثالثا: إن ما قام به مجاهدو حماس في السابع من أكتوبر 2023م لم يكن سوى استباق للأحداث لإفشال المؤامرة التي كانت إسرائيل تنوي القيام بها والمتمثلة في احتلال غزة وتهجير أهلها، وهذا التحرك من حماس وفصائل الجهاد يشبه إلى حد بعيد ما فعله الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بعد هجرته إلى المدينة، حيث كان يبعث السرايا للقاء قوافل قريش التجارية قبل غزوة بدر، ثم خرج بنفسه في رمضان من السنة الثانية للهجرة إلى بدر بثلاثمائة وثلاثة عشر من أصحابه للقاء القافلة التجارية التي كان يقودها أبو سفيان .. ومن الواضح أن هذا الفعل من النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان بمثابة تحرش بمشركي قريش وقد عجل بالمعركة مع قريش في الوقت الذي كانت قريش لا زالت تتحين الفرصة وتعد العدة للانقضاض على المسلمين بالمدينة واستئصال شأفتهم وهو الأمر الذي ينطبق تماما على معركة طوفان الأقصى مع فارق الزمان والمكان والوسيلة .. مما يعني أن القول بأن حركات المقاومة قد سببت على نفسها وعلى غيرها كل هذا الإجرام والطغيان الذي تمارسه القوات الصهيونية والأمريكية في دول المحور، هو قول ساقط، فطبيعة الحروب والصراعات هي هكذا يحصل فيها القتل والتدمير وتعظم الجراح والآلام وتشتد وطأة الحرب والحصار وهل يمكن تحرير الأرض والدفاع عن النفس والعرض ونيل الحرية والاستقلال دون خسائر ولا تضحيات؟؟ إن هذا هو المستحيل بعينه .. قال تعالى : { ٱلَّذِینَ ٱستَجَابُوا لِلَّهِ وَٱلرَّسُولِ مِن بَعدِ مَا أَصَابَهُمُ ٱلقَرحُ لِلَّذِینَ أَحسَنُوا مِنهُم وَٱتَّقَوا أَجرٌ عَظِیمٌ } [آل عمران: ١٧٢].
* عضو رابطة علماء اليمن