طوال سنوات الحرب والأزمات التي عصفت في سوريا، كانت النساء السوريات في طليعة النضال من أجل الحقوق والمساواة. اليوم، وبينما يشهد المشهد السياسي السوري تحولًا كبيرًا بعد انهيار نظام بشار الأسد، تبرز أصوات النساء المطالبة بالمشاركة الفعالة في بناء المستقبل، وفق تقرير نشرته صحيفة الجارديان البريطانية.

وتروي الناشطة النسوية غالية رحال تجربتها مع هيئة تحرير الشام، عندما استُدعيت إلى مكتبهم في إدلب لمعرفة أنشطتها في تدريب النساء على السياسة والمساواة.

رغم محاولات الهيئة فرض قيود على عملها ومنعها من التطرق لمواضيع مثل زواج القاصرات والطلاق، استغلت رحال الحوار لتوضيح رؤيتها بأن تدريب النساء يهدف لجعلهن صانعات قرار، وليس معارضات للنظام.

استمرت رحال في تدريب النساء بشكل سري، متوقعة فرصًا للمشاركة في حكومة انتقالية. ومع انهيار نظام بشار الأسد وفراره إلى موسكو، بدأت هيئة تحرير الشام، التي كانت تسيطر على إدلب، في تبني بعض الأفكار التي سبق وانتقدتها. ومع ذلك، لا تزال هناك تساؤلات كبيرة حول مستقبل حقوق النساء في ظل الحكومة الانتقالية، خاصة مع تصريحات بعض المسؤولين التي تعكس مواقف تقليدية تقيّد دور المرأة.

من جهة أخرى، تعكس قصص مثل دلال وأمينة البش، اللتين عملتا في تمكين النساء وتقديم الخدمات الإنسانية، تغييرات إيجابية في بعض المناطق. تعمل دلال على توسيع نشاطها إلى دمشق، بينما تؤكد أمينة أن النساء في إدلب أثبتن قدرتهن على العمل وتوفير الدعم لأسرهن، خاصة بعد الكوارث الطبيعية والصراعات.

ومع ذلك، تظل غالية رحال متشككة في نوايا هيئة تحرير الشام، مشيرة إلى أن التحولات الحالية قد تكون مدفوعة بمصالح سياسية أكثر من كونها تغييرات أيديولوجية حقيقية. ترى رحال أن التحدي الحقيقي يكمن في ضمان تمثيل حقيقي للنساء في الحوار الوطني، بعيدًا عن الوجوه التي تمثل السياسات التقليدية.

تقول رحال إن تمكين النساء بشكل سري خلال سنوات الحرب كان خطوة تمهيدية ضرورية، مؤكدة أن الثورة لن تكون مكتملة إذا لم تحرر النساء. ومع انعقاد الحوار الوطني المتوقع، تأمل رحال أن يكون هذا الحدث بداية لتحقيق مشاركة فعلية للنساء في رسم مستقبل سوريا.

ختامًا، يعكس هذا المشهد نضال النساء السوريات في وجه التحديات المستمرة، ورغبتهن القوية في المساهمة ببناء سوريا جديدة تُعترف فيها بحقوقهن ودورهن الأساسي في المجتمع.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: سوريا نساء القمع المزيد

إقرأ أيضاً:

تركيا تحذر من أي دعم غربي للمقاتلين الأكراد في سوريا

عواصم "وكالات": أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان اليوم إن القضاء على مقاتلي حزب العمال الكردستاني في سوريا هي "مسألة وقت".

وقال الوزير التركي في مؤتمر صحفي في أنقرة "لقد تغير الوضع في سوريا. نعتقد أن القضاء على حزب العمال الكردستاني/وحدات حماية الشعب ليس سوى مسألة وقت".

وتدور مواجهات في شمال سوريا بين فصائل مسلحة تدعمها تركيا والقوات الكردية السورية، ومن بينها وحدات حماية الشعب الكردي التي تعتبرها أنقرة امتدادا لحزب العمال الكردستاني، ومن ثم تصنفها "إرهابية".

غير أن واشنطن تعدّ هذه القوات التي قاتلت تنظيم داعش في سوريا في 2019 "أساسية" لمنع التنظيم من معاودة نشاطه في المنطقة. وحذر فيدان من أي دعم غربي للمقاتلين الأكراد في سوريا.

وأكد "إذا كانت لديكم (الغرب) أهداف مختلفة في المنطقة، وإذا كنتم تريدون خدمة سياسة أخرى باستخدام داعش كذريعة لتشجيع حزب العمال الكردستاني، فلا سبيل لذلك أيضا".

وتأتي تصريحات فيدان عقب لقاء جمعه بنظيره الأردني أيمن الصفدي، الذي بحث معه تهديد تنظيم داعش في سوريا في أعقاب الإطاحة ببشار الأسد.

ويرصد المجتمع الدولي بعناية السياسة التي تنتهجها السلطات السورية الجديدة بقيادة هيئة تحرير الشام.

وقال الوزير التركي "ناقشنا ما يمكننا القيام به معا ضد تهديد داعش في سوريا والمنطقة". وأضاف "داعش سم للمجتمعات الإسلامية. بالطبع، استخدام ديننا لقتل الناس بوحشية ... (و) خلق الفوضى ليس شيئا سنظل صامتين حياله"، وأصر "من المهم جدا ألا يعود داعش مرة أخرى".

وفي موضوع آخر، قالت مصادر مطلعة إن الولايات المتحدة ستعلن عن تخفيف القيود عن تقديم المساعدات الإنسانية وغيرها من الخدمات الأساسية مثل الكهرباء إلى سوريا مع الإبقاء على نظام العقوبات الصارم.

من شأن قرار إدارة الرئيس جو بايدن أن يبعث بإشارة حسن نية للحكام الجدد في سوريا بينما يهدف إلى تمهيد الطريق لتحسين الظروف المعيشية الصعبة في الدولة التي مزقتها الحرب مع الحفاظ على النفوذ الأمريكي. ولم يرد متحدث باسم وزارة الخزانة الأمريكية على طلب للتعليق بعد.

والتقى مسؤولون أمريكيون عدة مرات مع أعضاء الإدارة الحاكمة بقيادة هيئة تحرير الشام منذ نهاية حكم عائلة الأسد، الذي استمر لأكثر من خمسين عاما، في الثامن من ديسمبر بعد هجوم خاطف شنته المعارضة.

وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن إدارة بايدن وافقت على تخفيف القيود في مطلع الأسبوع، قائلة إن الخطوة تفوض وزارة الخزانة لإصدار الإعفاءات لمنظمات الإغاثة والشركات التي توفر الضروريات مثل الماء والكهرباء وغيرها من الإمدادات الإنسانية.

مقالات مشابهة

  • خريطة تقسيم سوريا!!
  • لا تقطعوا برأي الآن في حكام سوريا الجدد
  • صور.. حريق يلتهم مطعما سوريا شهيرا في مصر
  • سوريا بعد الأسد.. كيف يعزز ترامب موقفه ضد إيران وحلفائها؟
  • تركيا تحذر من أي دعم غربي للمقاتلين الأكراد في سوريا
  • نساء سوريا بعد الأسد.. تفاؤل بالمستقبل وتطلع للمشاركة في البناء
  • "سوريا وغيوم المستقبل "الجولاني"!! ( ٤ )
  • على غرار دي كابريو .. دراسة توضح لماذا يميل الرجال لمواعدة نساء أصغر سنا
  • تأهيل الجهادية السياسية ينطلق من سوريا أو يُجهَض فيها