تواجه الإدارة السورية الجديدة تحديات وعقبات وملفات حساسة تنتظر معالجتها خلال المرحلة الانتقالية لتوطيد أركان البلاد، وسط مؤشرات على حلحلة بعض القضايا مع تدفق مسؤولين عرب وأجانب على دمشق وتأكيدهم على أمن واستقرار البلاد.

ووفق الباحث الأول في مركز الجزيرة للدراسات الدكتور لقاء مكي، فإن المرحلة الحالية هي تأسيسية وليست انتقالية، إذ يراد بناء دولة جديدة في سوريا بعد الخراب الكبير الذي حلّ بها.

وأعرب مكي عن قناعته بأن الأولوية المطلقة هي الأمن والاقتصاد ومتابعة ملفات عودة النازحين واللاجئين والمفقودين، مشيرا إلى أن الإشكالية تكمن في فرض الأولويات من الخارج.

وشدد على أن التحدي الأمني يبقى الأخطر بسبب وجود فصائل عسكرية كثيرة، إضافة إلى ما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية (قسد) في شمال شرق سوريا.

وأكد الباحث الأول في مركز الجزيرة على ضرورة حصر السلاح بيد الدولة، وتوحيد الفصائل تحت إطار وزارة الدفاع، مما يحد من الاحتراب الداخلي.

وقال مكي لبرنامج "مسار الأحداث" إن ملف قسد يشغل حيز التفاوض بين تركيا والولايات المتحدة.

وفي هذا الإطار، لفت مكي إلى تصريحات قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع الرافضة لاعتماد المحاصصة في الحكم، في إشارة منه -حسب مكي- إلى رفضه تقسيم سوريا وإنشاء كيان انفصالي سوري مثل كردستان العراق.

إعلان

والاثنين، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده لن تسمح بتقسيم سوريا، وستتخذ الإجراءات اللازمة إذا شعرت بأن هناك خطرا ينذر بتفككها، في حين حذر وزير خارجيته هاكان فيدان من أن المخابرات الغربية تتغلغل داخل المنظمات الإرهابية بهدف تقويض أمن بلدان المنطقة.

بدوره، قال الكاتب والباحث السياسي السوري عبد المنعم زين الدين إن مشروع قسد ليس وطنيا، إذ ينادي بإقليم انفصالي كردي، واصفا هذا الملف بالشائك في ظل اهتمام دول إقليمية ودولية به.

ووفق زين الدين، فإن قسد تستثمر بملف سجناء تنظيم الدولة الإسلامية وتخلي سبيل بعضهم لخلق فوضى، أملا بالحفاظ على الدعم الغربي لها في ملف محاربة التنظيم.

تأييد خليجي وإقليمي

وبشأن العلاقات مع المحيط العربي، اعتبر مكي تأييد الخليج ودولتي الجوار (الأردن والعراق) لسوريا الجديدة "محطة جوهرية في قدرة النظام الجديد على الاستقرار والمناورة، والحفاظ على السيادة، وأولويات بناء الدولة ومقاومة الضغوط الغربية".

وحسب مكي، فإن من الإشكاليات التي تواجه الإدارة الجديدة ضرورة إيجاد إطار قانوني وتشريعي، خاصة أن إعداد الدستور يحتاج وقتا.

وتوقع أن رفع العقوبات الأميركية والدولية سيكون تدريجيا، مما سيؤثر إيجابا على الاقتصاد السوري، مرجحا أن يستمر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في انتهاج هذه السياسة وإزالة هيئة تحرير الشام من لائحة الإرهاب.

وفي هذا السياق، أصدرت الولايات المتحدة رخصة عامة مرتبطة بسوريا تسمح بإجراء معاملات مع المؤسسات الحكومية السورية وبعض معاملات الطاقة، وإجازة تحويل الأموال الشخصية إلى سوريا، بما في ذلك عبر البنك المركزي.

وشدد مكي على ضرورة عدم إحداث فوضى في سوريا ومعاكسة الإرادة الشعبية، وذلك في معرض حديثه عن "حرب إعلامية تقودها بعض الدول ضد سوريا الجديدة، وإثارة ملف الأقليات بشكل دائم".

إعلان

بدوره، أكد زين الدين أن التحديات كبيرة أمام الإدارة الجديدة داخليا وخارجيا بعدما ترك النظام المخلوع مؤسسات بعقلية المافيا والفساد.

وهناك تحديات على مستوى تصفير المشاكل مع دول الجوار والعالم حسب زين الدين، إضافة إلى إعادة بناء مؤسسات الدولة، خاصة وزارة الدفاع، مؤكدا أنه من مصلحة دول الإقليم إنجاح مؤسسة الدفاع لضبط الحدود المشتركة ومكافحة الإرهاب ووقف تهريب الكبتاغون.

وأعرب زين الدين عن قناعته بأن مؤتمر الحوار الوطني المرتقب قد يكون نافذة لإيجاد حل لمعضلة الجانبين القانوني والتشريعي، مع تأكيده على أن الإدارة الجديدة تستند إلى القوة الشعبية لإنجاح العملية الانتقالية.

وشدد على ضرورة انخراط العرب على كل المستويات لإنجاح سوريا الجديدة وعدم انتظار الموقف الغربي، منبها إلى أهمية تفكيك معامل حبوب الكبتاغون التي أغرقت دول الجوار، ووقف تصدير مليشيات عابرة للحدود بعد سقوط نظام الأسد.

يذكر أنه في إطار المشاورات بشأن سوريا يعتزم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إجراء لقاء في روما الخميس المقبل مع وزراء أوروبيين "لدعم انتقال سياسي سلمي وشامل بقيادة سورية".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات زین الدین

إقرأ أيضاً:

ماكرون: سندعم العملية الانتقالية في سوريا

سرايا - قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن باريس ستدعم العملية الانتقالية في سوريا من أجل بناء دولة "حرة ذات سيادة" عقب الإطاحة بنظام بشار الأسد.

جاء ذلك في كلمة خلال الاجتماع السنوي للسفراء الفرنسيين، الاثنين، في قصر الإليزيه بالعاصمة باريس بشأن أولويات السياسة الخارجية الفرنسية.

وأكد ماكرون أن العملية الانتقالية في سوريا يجب متابعتها بجدية.

وأشار إلى أنهم سيدعمون العملية الانتقالية نحو بناء دولة "حرة ذات سيادة" في سوريا تعكس التنوع العرقي والسياسي والطائفي في البلاد.

وأضاف الرئيس الفرنسي أن هذا الدعم سيستمر "على المدى الطويل".

من ناحية أخرى، قال ماكرون إن بلاده لن تتخلى عن "الأكراد المتحالفين مع الغرب في الحرب ضد الإرهاب" في سوريا، في إشارة إلى تنظيم "واي بي جي/ بي كي كي" الإرهابي.

وفي 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024 بسطت فصائل سورية سيطرتها على العاصمة دمشق بعد أيام من السيطرة على مدن أخرى، لينتهي بذلك 61 عاما من نظام حزب البعث الدموي و53 سنة من حكم عائلة الأسد.

وفي اليوم التالي، أعلن قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع تكليف محمد البشير، رئيس الحكومة التي كانت تدير إدلب منذ سنوات، بتشكيل حكومة جديدة لإدارة مرحلة انتقالية.

- إيران

وعلى الصعيد الإيراني، وصف الرئيس الفرنسي، إيران بأنها "المشكلة الأمنية الأساسية" في الشرق الأوسط.

وقال إن هذه المشكلة تهم العديد من الدول، بما في ذلك "فرنسا وأوروبا ودول إقليمية".

وذكر ماكرون أن إيران ستكون من بين القضايا ذات الأولوية في اجتماعاته الأولى مع إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.

وأضاف: "إن تسريع البرنامج النووي (الإيراني) يقربنا من نقطة الانكسار"، مشيرا إلى أنه قد تكون هناك عقوبات جديدة ضد إيران.

وعام 2015، وقعت إيران ومجموعة (5+1) وهي الدول الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن الدولي، الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا، إضافة إلى ألمانيا، اتفاقا يقضي بتنظيم ومراقبة الأنشطة النووية لطهران مقابل رفع العقوبات عنها.

وانسحبت واشنطن من الاتفاق أحاديا في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، في 2018، وبدأت إعادة فرض العقوبات على إيران، وإثر ذلك أوقفت طهران تدريجيا التزاماتها في الاتفاق واتخذت سلسلة خطوات، بما فيها تخصيب اليورانيوم عالي المستوى مرة أخرى.





تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا


طباعة المشاهدات: 720  
1 - ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. 06-01-2025 05:33 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
رد على :
الرد على تعليق
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
اضافة
ظهور ثعابين ضخمة في نهر النيل شمالي السودان وفاة الشيخ سارية الرفاعي في إسطنبول عن عمر 77 عامًا مداعبة مع فيل تنتهي بمقتل سائحة إسبانية .. هذا ما حصل أمضى 5 أيام بين الأسود وعاش على التوت البري .. طفل ينجو بأعجوبة في زيمبابوي بالفيديو .. لحظات بشار الأسد الأخيرة .. توتّر... بلدية غرب إربد تطلُب من مقاول مشروع أوامر إضافية... ظهور ضبع يأكل من النفايات في الزرقاء -فيديو تجارة الأردن: ارتفاع أسعار أنواع قهوة ليست الأكثر... بالفيديو .. عضو أمانة عمان يوثّق ظاهرة سرقة... صفقة تبادل بين سوريا وروسيا مقابل 20 ضابطاً .. تفاصيل"دون محاكمات" .. نظام الأسد أعدم 94..."حكومة غزة" تحذر من مخاطر موجات الصقيع...وسائل إعلام إسرائيلية: أحد القتلى في عملية إطلاق...شرطة كوريا الجنوبية قد تلقي القبض على أفراد بالأمن...تركيا: نسقنا مع الأردن منذ اليوم الأول لسقوط الأسد"أنوروا": أي تقليص في خدماتنا سيكون له...انطلاق جلسات لدمج الفصائل السورية تحت مظلة وزارة...وفاة الطفل الثامن في قطاع غزة بسبب البرد القارس نانسي عجرم تكشف عن مفاجأة خاصة فيروس جديد أم وعكة عادية .. إصابة بحنجرة هشام عباس... مي فاروق ترد على منتقدي زفافها: ولادي رقم واحد... حقيقة إصابة لطفي لبيب بسرطان الحنجرة وفقدانه لصوته... مخرج "الدشاش" يسخر من اتهام محمد سعد بالعنف العثور على لاعب ألماني ميتاً في سريره المنتخب الوطني لكرة القدم يستدعي اللاعب العكش غوارديولا: جريليش يجب أن يقاتل من أجل مكانه في التشكيلة الأساسية بعد إقامة زفافه على ابنة أخت زوجته .. هجوم حاد على نجم البرازيل "محمود رياض مطر" نجم أردني "فيصلاوي" مديرًا لمنتخب البحرين - صور الغراب الهندي يهدد بيئة كينيا .. وحملات لحماية الطيور منه ثمنها 2.6 مليون دولار .. أنانت أمباني يثير الجدل بساعة يد مطعم يشتري سمكة بأكثر من مليون دولار! أغرب سارق دجاج .. محكوم بالإعدام وقضى بالسجن 14 عامًا ثمنها 2.6 مليون دولار .. أنانت أمباني يثير الجدل بساعة يد مقتل 3 أشخاص بحادث تحطم مروحية لخفر السواحل الهندي مانسا موسى .. هل يتجاوز إيلون ماسك أغنى رجل في التاريخ؟ عاصفة تهدد 62 مليون أمريكي توفيت بعمر 116 .. الموز ومشروب ياباني طعام أكبر معمرة بالعالم "بريكنغ باد" .. منزل أشهر تاجر مخدرات تلفزيوني للبيع

الصفحة الرئيسية الأردن اليوم أخبار سياسية أخبار رياضية أخبار فنية شكاوى وفيات الاردن مناسبات أريد حلا لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر(وكالة سرايا الإخبارية) saraynews.com
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...

مقالات مشابهة

  • ملابسات حول غلق معهد صباح فخري للموسيقى في سوريا وعلاقة الإدارة الجديدة
  • عبداللطيف: التعليم على رأس أولويات الدولة لتحقيق التنمية المستدامة
  • من عمان..وزير خارجية سوريا: لا كبتاغون إلى الأردن في عهد الإدارة الجديدة
  • ‏الصفدي: التحدي أمام الحكومة الانتقالية السورية كبير ويجب أن تعطى الإدارة الجديدة فرصتها
  • أمن الطاقة في سوريا.. تحديات كبيرة أمام الإدارة الجديدة
  • ماكرون: سندعم العملية الانتقالية في سوريا
  • مستقبل سوريا والدور العربي المطلوب
  • سوريا الجديدة.. لا خوف منها ولا خوف عليها
  • العدالة الانتقالية في سوريا الجديدة