محمود الأبيدي: التوكل على الله من أهم أصول الدين
تاريخ النشر: 7th, January 2025 GMT
أكد الدكتور محمود الأبيدي، من علماء وزارة الأوقاف، أن الرزق والنجاح في الحياة لا يتحققان إلا بفضل الله سبحانه وتعالى، مشيرًا إلى أن الإنسان يجب أن يتذكر دائمًا أن الرزق بيد الله، وأنه سبحانه وتعالى قد وعدنا في كتابه الكريم بأن رزقنا مضمون.
وقال الأبيدي، خلال تصريح: "كما ورد في القرآن الكريم: 'فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رَزْقِهِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ' (الملك: 15)، وقال أيضًا: 'وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ' (الذاريات: 22)، لافتا إلى أن هذه الآيات تذكرنا أن الله هو الرازق في السماء والأرض، وأنه يحقق لنا ما نحتاجه في الوقت المناسب.
وأضاف: "الإنسان يجب أن يثق في وعد الله، وأنه لا شيء يحدث في الحياة إلا بتقديره وحكمته، كما قال سيدنا إبراهيم عليه السلام: 'فَظَنُّوا بِرَبِّهِمْ خَيْرًا'، فعندما نعتمد على الله ونتوكل عليه، يكون لنا أمل ورزق مستمر، وقد تجلى هذا التوكل في قول سيدنا إبراهيم عليه السلام: 'الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ' (الشعراء: 78-80)."
وتابع: "إن التوكل على الله في كل أمور الحياة يعد من أهم أصول الإيمان، ويجب أن نعلم أن الله سبحانه وتعالى قادر على أن يرزقنا من حيث لا نحتسب، وأن كل شيء يحدث في هذه الحياة هو وفقًا لمشيئته وحكمته."
واختتم: “يجب على المسلم أن يثق في رزقه ويعيش بأمل، فالله سبحانه وتعالى وعدنا بالرزق والستر والشفاء. وعليه أن يتوكل على الله في كل أموره، ويعلم أن ما كتبه الله له من رزق وأمل هو خير له في النهاية.”
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: وزارة الأوقاف القرآن الرزق التوكل على الله النجاح المزيد سبحانه وتعالى على الله
إقرأ أيضاً:
الإفتاء: إعطاء الصدقات لغير المسلمين من قبيل التعاون والاستباق في الخير
قالت دار الإفتاء المصرية إن الشريعة الإسلامية جاءت بالرحمة بجميع الخلق؛ ومن مظاهر هذه الرحمة ما فعله سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع غير المسلمين؛ حيث أمر أن يُعْطوا من الصدقات وأن يجري عليهم القوت.
مصارف إنفاق أموال الصدقاتروى العلامة البلاذري في "فتوح البلدان" (ص: 131، ط. دار ومكتبة الهلال)، قال: [حدثني هشام بن عمار أنه سمع المشايخ يذكرون أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عند مقدمه الجابيةَ من أرض دمشق، مر بقوم مُجذَّمين من النصارى، فأمر أن يُعطَوْا من الصدقات، وأن يجري عليهم القوت] اهـ.
وعن جابر بن زيد: أنه سئل عن الصدقة فيمَن توضع؟ فقال: "في أهل المسكنة من المسلمين وأهل ذمتهم"، وقال: "قد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقسم في أهل الذمة من الصدقة والخمس" أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف".
وقال الإمام القرطبي المالكي في "تفسيره" (3/ 338، ط. دار الكتب المصرية): [وقال المهدوي: رخص للمسلمين أن يعطوا المشركين من قراباتهم] اهـ.
فالاختلاف في الدين لا ينبغي أن يكون مانعًا من أسباب الود والرحمة بين الناس؛ لأنه سنة كونية أرادها الله تعالى؛ قال سبحانه: ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ﴾ [يونس: 99].
وإعطاء الصدقات لغير المسلمين من قبيل التعاون والاستباق في الخير بين الأمم المختلفة في الدين؛ قال سبحانه وتعالى: ﴿لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ﴾ [المائدة: 48].
وقال العلامة ابن نُجيم الحنفي في "البحر الرائق" (2/ 261، ط. دار الكتاب الإسلامي): [وصحَّ دفع غير الزكاة إلى الذمي واجبًا كان أو تطوعًا؛ كصدقة الفطر، والكفارات، والمنذور؛ لقوله تعالى: ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ [الممتحنة: 8]] اهـ.
وقال الخطيب الشربيني الشافعي في "مغني المحتاج" (4/ 195، ط. دار الكتب العلمية): [(و) تحل -أي: صدقة التطوع- لغير المسلم] اهـ بتصرف يسير.