يمانيون../
على مر العقود، أظهرت جماعة الإخوان المسلمين مواقف مثيرة للجدل تجاه القضية الفلسطينية والكيان الصهيوني، تكشف عن تقارب أكبر مما تعلنه الشعارات الأيديولوجية للجماعة. تتجلى هذه العلاقة في مواقف عدة، منها ما حدث في سوريا ومصر وتركيا، حيث أبدت الجماعة مواقف تتماهى مع مصالح الصهاينة بشكل واضح.

المواقف الثلاثة التي كشفت الوجه الحقيقي للإخوان
1.

في سوريا:
أعلنت ميليشيات الجولاني، المرتبطة بأيديولوجيا الإخوان، أن قتال الكيان الصهيوني ليس من أولوياتها. هذا التصريح يتناقض مع زعمهم الدفاع عن قضايا الأمة، في الوقت الذي تشن فيه هذه الميليشيات حروب إبادة ضد الشعب السوري على أسس طائفية وانتقامية. يُظهر هذا السلوك ازدواجية الخطاب الإخواني، حيث يتبنون التسامح مع العدو الصهيوني بينما ينشرون الخراب والدمار في الداخل السوري.

2. في مصر:
خلال حكم الإخوان لمصر بقيادة الرئيس المخلوع محمد مرسي، لم تُقدّم الجماعة شيئًا يُذكر لدعم القضية الفلسطينية. بل حافظت على العلاقات الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني وأبقت الحصار على قطاع غزة. وعندما طالب الشعب المصري بإجراءات قوية ضد الكيان، تجاهلت الجماعة تلك المطالب، وبدلًا من ذلك، وجهت جهودها لإعلان الجهاد في سوريا وطرد السفير السوري من القاهرة، متجاهلة الاحتلال الصهيوني الذي كان أولى بمثل هذا الموقف.

3. في تركيا:
تُعد تركيا أحد أبرز الشركاء الاستراتيجيين للكيان الصهيوني، سواء على الصعيد الاقتصادي أو العسكري. ورغم شعارات حكومة العدالة والتنمية المناهضة للكيان، أظهرت التحقيقات تورط مرتزقة أتراك في القتال ضد حماس والشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ولم تُتخذ أي إجراءات عقابية تجاههم. هذا التعاون يضع تركيا، الحليف الإخواني الأبرز، في موقف متناقض مع الشعارات التي ترفعها الجماعة.

الإخوان والصهاينة: تحالف إستراتيجي يتجاوز الأنظمة الفردية
تبرز جماعة الإخوان باعتبارها شريكًا خفيًا للكيان الصهيوني في المنطقة. فالأنظمة الفردية التي تُتهم بالعمالة للصهاينة غالبًا ما تمثل مصالحها فقط، بينما تقدم الإخوان أنفسهم كممثلين للشعوب، مما يمنحهم غطاءً أيديولوجيًا يخدم الأجندة الصهيونية.

هذا التحالف الخفي أجهض حلم الحرية والديمقراطية في الدول العربية، وحوّل الإخوان إلى مصدر رعب للشعوب العربية أكثر من الأنظمة المستبدة، بسبب سياساتهم القمعية وخيانتهم الواضحة للقضايا القومية والإسلامية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

الإخوان و”إسرائيل الكبرى”
الدعم الأمريكي والصهيوني للإخوان المسلمين ليس عشوائيًا. فالكيان الصهيوني يرى في الجماعة أداة مثالية لتمهيد الطريق نحو تنفيذ مشروع “إسرائيل الكبرى”، الذي يشمل السيطرة على الشام والعراق والحجاز. تُظهر الأحداث في سوريا كيف يمكن للإخوان أن يكونوا أداة لتفتيت الدول العربية وتهيئة الأرض للتوسع الصهيوني.

الدور التركي والإعلام الإخواني
تمثل تركيا رأس الحربة في التحالف الإخواني-الصهيوني، حيث تمتلك مطامع استعمارية في الوطن العربي مدعومة بآلة إعلامية ضخمة تروج للمشروع التركي. ومن خلال هذه الأدوات، يستطيع الكيان الصهيوني التغلغل إلى قلب الجزيرة العربية، مستغلًا طموحات تركيا الإمبراطورية وتاريخها المشترك مع اليهود في السعي للسيطرة على المنطقة.

أما الإعلام الإخواني، فقد أصبح نسخة مكررة من الدعاية الصهيونية، يتماهى معها في العداء للشعوب العربية الداعمة لفلسطين وقضايا التحرر. يتجلى هذا بوضوح في اليمن، حيث يتبنى الإعلام الإخواني مواقف معادية للشعب اليمني ونهجه المناهض للصهيونية.

خطر الإخوان على الأمة
إن قبول الإخوان في الساحة السياسية يعادل فتح الباب للصهاينة للتغلغل في عمق العالم العربي. ومن خلال تسهيلهم لمشاريع الكيان، باتت الجماعة خطرًا أكبر من الأنظمة العميلة التقليدية.

اليوم، يقف العالم العربي أمام تحدٍ خطير: إما مواجهة المشروع الإخواني-الصهيوني وإيقافه، أو الاستسلام لتقسيم المنطقة وتفتيت شعوبها تحت شعارات مضللة تسعى لتحقيق مصالح الكيان الصهيوني وأعوانه.

محمد الجوهري

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الکیان الصهیونی فی سوریا

إقرأ أيضاً:

بمشاركة 16 مشروعاً… “هاكاثون سوريا” يختتم فعاليته في دار الأوبرا ‏بدمشق

دمشق-سانا

اختتمت ‌‏فعاليات “هاكاثون سوريا” التي أقامتها حاضنة تقانة المعلومات والاتصالات بالجمعية العلمية السورية ‏للمعلوماتية ومؤسسة “‏startup Syria”، ‏بمشاركة 16 مشروعاً في حفل أقيم اليوم على مسرح دار الأوبرا بدمشق.

‏و”هاكاثون سوريا” الذي جمع نحو 5000 مشارك من الشباب داخل ‏وخارج سوريا، ‏إضافة إلى 350 فكرة مشروع، في مجالات الصحة والتعليم ‏والبنية التحتية ‏والأمن الغذائي والقطاع الزراعي والتماسك الاجتماعي ‏والاقتصاد، يهدف لإيجاد الحلول وتحقيق التنمية المُستدامة، ضمن ‏شراكات ‏إستراتيجية ومجتمعية، ضمت مؤسسات وجمعيات ومنظمات.

‏وأوضح المشرف على تنظيم الفعاليات أحمد سفيان بيرم في تصريح لمراسلة ‏سانا أن فعاليات “هاكاثون سوريا” انطلقت في الـ 22 من شهر شباط الماضي ‏ضمن ‏اجتماعات افتراضية، واستمرت لمدة أسبوعين، ضمن فريق عمل ضم ‏مرشدين ‏لترتيب الأفكار وتنظيمها، مستعرضا مراحل العمل الذي ضم رواد ‏أعمال سوريين، عبر مجموعة من ‏الأبحاث متنوعة الاختصاصات والتجارب ‏والخبرات المُقدمة على مدار 14 ‏عاماً، وصولاً إلى تقديم هذه الأفكار ضمن ‏مشاريع اليوم.

‏بدوره بين المسؤول عن الفعاليات داخل سوريا جود خطاب أن ‏الفعاليات تعد الأكبر على مستوى سوريا، وضمت مختلف أطياف الشباب ‏السوري في 45 بلداً، مشيراً إلى أن الشركاء من مختلف المحافظات ساهموا ‏بافتتاح 16 مركزاً للتدريب ضمنها.‏

ولفت الرئيس التنفيذي للمنتدى السوري والشريك الرئيسي في الفعاليات ‏غسان هيتو إلى تركيز المنتدى على تنمية قدرات الشباب السوري، والذي يعد ‏أحد برامج التمكين الاقتصادي والمجتمعي لتنمية الإبداع والابتكار، موضحا ‏أن المنتدى يهدف إلى نقل الفكرة الى التطبيق، وتقديم التسهيلات لترجمتها على ‏أرض الواقع، والاستثمار بها في المراحل اللاحقة.‏

المشارك بالفعاليات المهندس عبد الرحمن ضاهر أشار إلى أهمية تفعيل ثقافة ‏الشكوى بين المواطن والمسؤول، من خلال منصة “بلاغ” التي ضمت أفكاراً ‏لتسهيل وصول الشكاوى، والتحقق منها، إضافة إلى تقديم الخدمات للجهات ‏والمنظمات الراغبة بالمساعدة.‏

بدورها المشاركة ريم بركات قدمت ضمن مشروع “أمان” أفكاراً للتخلص من ‏الألغام والذخائر، عبر تقنية الذكاء الاصطناعي ‏وباستخدام الطيران المُسير، بهدف جمع البيانات عبر الحساسات ومن ‏ثم تحليلها لاكتشاف أماكن الألغام، مشيرة إلى إمكانية الاستفادة من المشروع ‏من خلال إنشاء مصانع للطائرات بلا طيار، وبيع المعلومات “الداتا”.‏

وضمن مشروع “ري سات”، وظف المهندس كنان نعيم تقنيات الاستشعار ‏عن بعد والـ “جي أي إس”، لمواجهة تحديات التغير المناخي والجفاف ‏وضمان إنتاجية أعلى مع توفير الموارد المتاحة، لافتاً إلى تقديم خدمات ‏أخرى عبر اشتراكات موسمية، وأخرى للإعلان عن المنتجات الزراعية ‏للمزارعين.‏

مقالات مشابهة

  • “الإيسيسكو” و”مقياس الضاد” يعززان شراكتهما بمجال تعليم اللغة العربية
  • الخارجية الأمريكية تدعو إلى محاسبة “مرتكبي المجازر” ضد الأقليات في سوريا
  • عبدالله نعمة: انعدام الأمن في سوريا يصب في مصلحة الكيان الصهيوني
  • “جيش” العدو الصهيوني يعترف بالفشل ويتستّر على فضيحة هزائمه
  • بمشاركة 16 مشروعاً… “هاكاثون سوريا” يختتم فعاليته في دار الأوبرا ‏بدمشق
  • “التعاون الإسلامي” تدعم الخطة العربية لإعمار غزة وترحب بمباحثات استئناف عضوية سوريا
  • مندوب تركيا بالأمم المتحدة يطالب مجلس الامن بإجراءات حاسمة ضد تصرفات إسرائيل التوسعية في سوريا
  • شاهد| كتائب القسام تنشر: الجندي الصهيوني الأسير متان أنجرست “الطريق الوحيد لإعادتنا هي صفقة التبادل والانتقال للمرحلة الثانية”
  • أردوغان يدعو لإشراك تركيا في “ضمان أمن أوروبا”
  • العدو الصهيوني يواصل إغلاق معبر “كرم أبو سالم” لليوم السادس