في أول جمعة من شهر رجب الأصب يحتفل اليمنيون بعيد رجب ، وهو تقليد سنوي إحياء لذكرى دخولهم الإسلام عقب استجابتهم الطوعية السلمية لدعوة الرسول الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم التي حملها الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ، حيث تطغى مظاهر الفرح والسرور على محيا الأطفال وهم يرتدون الملابس الجديدة وتسود الأجواء الحميمية في القرى والأحياء من خلال الزيارات المتبادلة بين الأهالي وصلة الأرحام ، علاوة على المناشط والفعاليات الثقافية والدينية التي تقام على هامش الاحتفال بهذه المناسبة الدينية ذات الخصوصية اليمنية .
حيث شكل اليمنيون الأوائل النصرة والمدد للرسول الأعظم وللدين الإسلامي من خلال إسهاماتهم في نشر الدعوة الإسلامية في أرجاء المعمورة ، حيث كان لهم قصب السبق في نصرة و مساندة دين الله ، وسطروا الملاحم البطولية دفاعا عنه وذوداً عن حماه ، في مقارعة قوى الإجرام والكفر والطاغوت المتمثلة في كفار قريش واليهود والروم والفرس الذين حاولوا وأد رسالة الإسلام في مهدها بشتى السبل والوسائل، ولكن الله أحبط أعمالهم وأفشل مؤامراتهم ، وكان ناصراً ومعيناً لرسوله ولدينه ولعباده المؤمنين ، ويسجل التاريخ الإسلامي في أنصع صفحاته تلكم المآثر والمواقف البطولية الخالدة التي سطرها الأنصار من الأوس والخزرج في نصرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإعلاء راية الإسلام في زمن الجاهلية الأولى .
واليوم هاهم أحفاد الأنصار يواصلون ذات المسار ويسيرون في ذات الاتجاه والطريق الذي سلكه أجدادهم الأنصار في مواجهة جاهلية اليوم التي لا تقل خطورة عن جاهلية الأمس ، الجاهلية التي تقودها أمريكا وبريطانيا وإسرائيل والسعودية والإمارات في محاولة منهم في القضاء على المجاهدين في غزة ولبنان واليمن والعراق وفي بقية البلدان المناهضة للمشروع الأمريكو صهيوني الذي يستهدف المنطقة العربية ، وهاهو التاريخ يعيد نفسه من جديد حاكياً عن إجرام وتوحش وغدر وخيانة اليهود الصهاينة وهم يشنون حرب الإبادة الشاملة بحق إخواننا في قطاع غزة على مدى أكثر من خمسة عشر شهراً على مرأى ومسمع العالم وفي مقدمتهم أدعياء العروبة والإسلام .
وها هم أحفاد الأنصار يواصلون نصرة دين الله من خلال مشاركتهم الإيمانية في دعم وإسناد إخواننا في قطاع غزة والذين يتعرضون لأبشع جريمة حرب وإبادة جماعية في التاريخ الحديث والمعاصر من خلال خوضهم معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس دعماً وإسناداً لغزة العزة ، والتي نجحوا من خلالها في توجيه ضربات موجعة للكيان الإسرائيلي من خلال استهداف عمقه الاستراتيجي وفرض الحصار البحري عليه من جهة باب المندب كردة فعل على عدوانه وحصاره لغزة ، وهاهي الصواريخ اليمنية الفرط صوتيه ، والصواريخ البالستية المجنحة طويلة المدى ، والطائرات اليمنية المسيّرة التي تمثل فخر التصنيع العسكري اليمني تواصل نصرتها لدين الله والمستضعفين من أبناء فلسطين والذي تمارس في حقهم أبشع وأقذر صور جرائم الإبادة الجماعية ، والتي لن تتوقف إلا بتوقف العدوان وإنهاء الحصار على قطاع غزة ، ولا يمكن القبول بأي حلول أو معالجات بدون تحقيق ذلك .
وفي عيد جمعة رجب لهذا العام التي ينكر بعض شذاذ الأفاق على اليمنيين الاحتفاء بها ، يجدد اليمنيون عمق ارتباطهم برسول الله ، وتمسكهم بدين الله ، وسيرهم على هدي رسوله ، وتعاليم وأحكام كتابه الكريم الذي لا يزيغ من تمسك به ، ولا يضل من اهتدى بهديه ، ولا يشقى من عمل بمقتضى أحكامه وأوامره ونواهيه ، وأكدوا على عظمة وأهمية هذه المناسبة وما تمثله بالنسبة لهم خصوصاً وهم يخوضون معركة الفرقان في مشهدها الآني اليوم ضد طواغيت وكفار عصرهم بقيادة الشيطان الأكبر وربيبتها إسرائيل وبقية قوى التحالف الإجرامي الوحشي العدواني غير المسبوق ، هذه المعركة التي تخوضها بلادنا بالنيابة عن الأمة العربية والإسلامية الخانعة الخاضعة التي تتفرج على إخوان لهم يبادون بصواريخ وأسلحة أمريكا التي تزود بها الكيان الإسرائيلي ليجربها على أطفال ونساء غزة بكل جرأة ووقاحة وقلة حياء .
معركة الأنصار ، التي يخوضونها مع المجرمين والكفار ، مدعاة للاعتزاز والافتخار لكل اليمنيين الشرفاء الأحرار ، فهي معركة ترضي الله الكريم ورسوله، معركة تشرئب لها الأعناق ، لأنها استجابة لله ولرسوله ، ونصرة لعباده المستضعفين ، المعركة التي دخلناها بكل ثقة وإيمان بنصر الله وعونه وتوفيقه وتأييده ، بعد أن استنصرنا أطفال ونساء غزة ، وألزمونا الحجة أمام الله ، فكانت استجابتنا العملية لهذه الدعوة الإلهية مميزة تميز التاريخ والمواقف اليمنية منذ بزوغ فجر الإسلام وحتى يومنا هذا ، ولا غرابة في ذلك على شعب الأنصار ، ويمن الحكمة والإيمان .
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
دعاء تسهيل الأمور الصعبة وقضاء الحاجة.. احرص عليه في جوف الليل
يكثر البحث عن دعاء تسهيل الأمور الصعبة وقضاء الحاجة، خاصة في ظل ما يواجهه الكثيرون من مصاعب تُعكر صفو حياتهم وتزيد من ضغوطهم اليومية. ومع اقتراب ليلة الخميس، يُستحب الإكثار من ترديد دعاء قضاء الحاجة وتيسير الأمور الصعبة، حيث تُرفع فيها الأعمال الأسبوعية، وهي ليلة مباركة تُرجى فيها الإجابة.
دعاء تسهيل الأمور الصعبة وقضاء الحاجةوتتعدد الحاجات بتنوع رغبات النفس البشرية، فهناك من يبحث عن دعاء قضاء الحاجة وتيسير الأمور الصعبة للزواج، وآخرون يطلبون العمل أو النجاح في الدراسة وغيرها من الأمور الحياتية.
وأكدت دار الإفتاء المصرية جواز الاستعانة بالقرآن الكريم في قضاء الحوائج، وأشارت في إحدى فتاويها حول قراءة سورة "يس" بنية قضاء الحاجة إلى أن قراءة القرآن من الأمور التي تجلب البركة والثواب لصاحبها، ومن السور التي وردت في فضلها أحاديث نبوية: سورة "يس".
وروى معقل بن يسار رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «"يس" قلب القرآن، لا يقرؤها رجل يريد الله والدار الآخرة إلا غُفر له، واقرؤوها على موتاكم» رواه الإمام أحمد.
ولذلك، فإن قراءة سورة "يس" لها فضل عظيم وثواب جزيل من الله تعالى، وقد أجاز العلماء قراءتها بنية قضاء الحاجات وتفريج الكربات مثل السعة في الرزق، وسداد الديون، وتيسير الأمور المختلفة من الخير، وأكدوا أن من يقرأها بيقين بأن الله سبحانه وتعالى سيقضي حاجته ببركة القرآن وسورة "يس"، فإنه ينال مراده بإذن الله.
كما ورد عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أنه قال: كنت جالساً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورجل قائم يصلي، فلما ركع وسجد وتشهد، دعا فقال في دعائه: "اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت، المنان، بديع السماوات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم، إني أسألك"، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: "أتدرون بما دعا؟"، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: "والذي نفسي بيده، لقد دعا الله باسمه العظيم، الذي إذا دُعي به أجاب، وإذا سُئل به أعطى".
وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً بدعوة ذي النون، وهي: "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"، وأكد أن ما من مسلم دعا بها ربه في أمرٍ ما، إلا واستجاب الله له
دعاء قضاء الحاجة بسرعة
اللهمّ يا مسخّر القويّ للضّعيف، ومسخّر الشّياطين، والجنّ، والرّيح، لنبيّنا سليمان، ومسخّر الطّير والحديد لنبيّنا داود، ومسخّر النّار لنبيّنا إبراهيم، سخّر لي زوجًا يخافك يا ربّ العالمين، بحولك، وقوّتك، وعزّتك، وقدرتك، فأنت القادر على ذلك وحدك لا شريك لك، يا حنّان، يا منّان، يا ذا الجلال والإكرام، يا بديع السّماوات والأرض، يا حيّ يا قيّوم.
اللهمّ إنّي أسألك بخوفي من أن أقع في الحرام، وبحفظي لجوارحي، وأسألك يا ربّ بصالح أعمالي، أن ترزقني زوجًا صالحًا يعينني في أمور ديني ودنياي، فإنّك على كلّ شيءٍ قدير.
اللهمّ ارزقني بالزّوج الّذي هو خيرٌ لي، وأنا خيرٌ له، في ديننا، ودنيانا، ومعاشنا، وعاقبة أمرنا، عاجله وآجله.
اللهمّ زدني قُربًا إليك، اللهمّ اجعلني من الصّابرين، اللهمّ اجعلني من الشّاكرين، اللهمّ اجعلني في عيني صغيرًا، وفي أعين النّاس كبيرًا.
اللهم أنت ثقتي في كل كربة، وأنت رجائي في كل شدة، وأنت لي في كل أمر نزل بي ثقة وعدة، كم كرب يضعف عنه الفؤاد وتقل فيه الحيلة ويخذل عنه القريب والبعيد، ويشمت به العدو، وتعييني فيه الأمور، أنزلته بك وشكوته إليك، راغبًا فيه عمن سواك، ففرجته وكشفته وكفيته، فأنت ولي كل نعمة، وصاحب كل حاجة، ومنتهى كل رغبة، فلك الحمد كثيرًا، ولك المن فاضلًا.
استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه.
اللهم يا جامع الشتات، ويا مخرج النبات، ويا محيي العظام الرفات، ويا مجيب الدعوات، ويا قاضي الحاجات، ويا مفرج الكربات، ويا سامع الأصوات من فوق سبع سماوات، ويا فاتح خزائن الكرامات، ويا مالك حوائج جميع المخلوقات، ويا من ملأ نوره السماوات، ويا من أحاط بكل شيء علما.
يا عالما بما مضى وما هو آت، أسألك اللهم بقدرتك على كل شيء، واستغنائك عن جميع خلقك، وبحمدك ومجدك يا إله كل شيء، وأسألك اللهم أن تجود عليّ بقضاء حاجتي، إنك قادر على كل شيء، يا رب العالمين، يا عظيم يُرجى لكل عظيم، يا عليم أنت بحالنا عليم، اللهم أصلح لنا شأننا بما أصلحت به شأن عبادك الصالحين.
اللهم لا تكلنا لأنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك، اللهم اقض حاجتي، ونفّس كربتي، وما نزل بي من حيرتي (ثم تُذكر الحاجة)، وصلى اللهم وسلم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه، وسلم تسليمًا كثيرًا.