بعد غياب 28 عاما، عاد محمد عبدالعاطي الهموش إلى حضن والده وأهله مرة أخرى، في مشهد لا يصدق داخل قرية الرزيقات بحري التابعة لمركز أرمنت غرب الأقصر، عندما اختفى محمد وهو من ذوي الهمم تحديدا عام 1995، ولم تفلح محاولات أهل القرية في البحث ليل نهار عن طفلهم المفقود، بالرغم من خروجهم يوميًا إلى كل الأماكن بما فيها الصحراء الغربية، مستعينين بالجرارات الزراعية وبعديد الرجال وعظيم المؤن، ولكن دون جدوى.

ماذا حدث مع الطفل المفقود منذ 28 سنة؟

محمد الهموش، طفل لا يتجاوز العاشرة من عمره، لا يتكلم، استقل إحدى السيارات المتجهة إلى محافظة أسوان جنوبًا، ليجده رجل هناك يربيه بين بناته ويوصي زوجته قبيل وفاته بأن تكرمه كابنها، وهو ما حدث وجعله يعيش بمنطقة الكرور بأسوان طيلة تلك السنوات.

 

كيف عثر الأهالي على الطفل المفقود؟

قال عبدالعاطي أحمد موسى، والد محمد، «ابني خرج يوم 18 نوفمبر 1995، من المنزل، وذهب إلى بيت جده ثم خرج واختفى، ظللنا أياما نبحث عنه، بعد ثلاثة أيام استعنا بقصاص للأثر، وبعد أن اقتصينا الأثر انتهى إلى منطقة جبلية تسمى خور الطيارة، وهي موجودة بين جبلين، وظللنا نبحث ولم نجد له أثرا، تدور الشهور والسنين والأيام، ومنذ حوالي أسبوعين، لنا أقارب من البلدة يعملون في محافظة أسوان منذ عامين، وإذا بطفل رمى حجرا على محمد ابني، وصاحت فيه السيدة المقيم لديها: حرام عليك يعني عشان ملوش ناس، فنظر شباب البلدة إلى محمد ووجدوا فيها شبها كبيرا بيني وبينه وبين أخواله في البلدة لكنه كان كثيف الشعر والذقن».

وحكى الأب ودموعه في عينيه: «اتصل شباب البلدة بالكبار وسألوهم عن إن كان هناك أحدا قد اختفى من القرية وتحديدا من عائلة المواس وهو اسم عائلتنا، فأخبره أهل البلدة بأن هناك طفلا اختفى منذ 28 عاما ابن عبدالعاطي الهموش، وتواصل مع شباب البلدة الذين يعملون في أسوان، وبعثوا لي بصورته، فلم أتبينه بسبب الشعر الكثيف والذقن، فقلت لهم احلقوا شعره وأنا قادم إليه، وعندما ذهبنا أنا ووالدته، تعرف إلينا بمجرد أن رآنا وقال إنني أنا والده وهى وأمه، وكان بيننا عدد من رجال ونساء البلدة لكنه أصر على أننا أبويه».

الأب يروي تفاصيل العثور على نجله بعد 25 سنة 

واستطرد وبالفعل: «شعرت أنا ووالدته أنه ابننا بعد أن سمعنا مواصفاته عندما قدم إلى منطقة الكرور بأسوان، إذ أخبرنا الذين استقبلوه أنه على متن سيارة كبوت إلى موقف كوم أمبو، وهناك ظل يبكي ولا يعرف كيف يعود لأهله وكان ما بين الذين رأوه رجل يدعى الحاج حسين وأخذه لمنزله وأحسن تربيته وكان معه بنات وأوصى زوجته بأن تحسن إليه، وتوفي الحاج حسين منذ ثلاث سنوات».

وأردف قائلا: «قطعا للشك قررت إجراء تحاليل إثبات النسب، وبالفعل أجريناه وظهرت بعد 15 يوما وأثبتت أنه ابني وجئنا به إلى القرية ونظم لنا أهل القرية احتفالا كبيرا ابتهاجا بعودته».

 

والدته: ربنا عوض عليا بعودته بعد وفاة أخيه

أما والدته عطيات أحمد، قالت إن «عوض الله جاء في الوقت المناسب، بعد وفاة نجلها الأصغر في حادث سير مؤلم، ورحل منذ سبعة أشهر وترك لنا ولدين، وعندما عاد محمد إلى حضني مرة أخرى، كنت في موقف صعب ما بين بكاء وفرح، فرح بعودة محمد وبكاء على فراق نجلي الأصغر، لكنني كنت واثقة أنه سيعود إلى أحضاني مرة أخرى».

 

تفاصيل عودة ابن إلى حضن والده ووالدته في الأقصر 

سافر والده إلى أسوان ليرى ولده، لكن أهل الكرور لم يقدروا على فراق محمد الهموش، فطلبوا التثبت من الأمر، ليتجهوا لعمل التحاليل اللازمة ليتم التأكيد، ويعود «الهموش» إلى أهله، بزفة هائلة شارك فيها كل أهل قريته.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الأقصر أرمنت

إقرأ أيضاً:

ضمن مبادرة "بداية جديدة".. الثقافة بالفيوم تقدم أنشطة متنوعة لطلاب المدارس من ذوي الهمم

استمرارا لبرامج وزارة الثقافة في المبادرة الرئاسية "بداية جديدة لبناء الإنسان"، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، شهدت مدرسة الأمل بنات للصم والبكم بالفيوم، عددا من اللقاءات التثقيفية والتوعوية، قدمتها الهيئة العامة لقصور الثقافة، بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة.

وعقد قسم التمكين الثقافي لذوي الاحتياجات الخاصة بالفرع، لقاء تثقيفيا بعنوان "الوقاية من الأمراض المعدية"، بحضور مترجم الإشارة منال أرنست، تحدثت فيها أمل عاشور، مسئول إعلام وتثقيف صحي بمديرية الصحة، موضحة أن المرض المعدي يعد أحد الأمراض الشائعة التي تنتقل من شخص لآخر، إما بالتلامس الجسدي أو التنفس، أو ملامسة أغراضه، وتعد البكتيريا والفيروسات أهم مسبباتها، كما قد تنتقل من الحيوان للإنسان، ومن إنسان لآخر، وأكدت أهمية الوقاية، والنظافة الشخصية.

وضمن الأنشطة المقامة بإشراف إقليم القاهرة الكبرى الثقافي، برئاسة لاميس الشرنوبي، وفرع ثقافة الفيوم، بإدارة سماح كامل، شهدت المدرسة على مدار يومين، عددا من لقاءات التنمية البشرية والورش الفنية واليدوية، بحضور محاسن رجب، مترجمة لغة الاشارة.

وتحت عنوان "الثقة بالنفس"، قدمت مروة محمود عطية، أخصائي ثقافي بمكتبة الفيوم العامة، محاضرة، تحدثت فيها عن تعريف الثقة بالنفس؛ بأنها اعتماد الفرد على نفسه، وتقديره لذاته، وقدراته وفقا للظروف المحيطة به، والثقة بالنفس هي مفتاح النجاح في الحياة سواء الشخصية، أو المهنية، ويعتمد تعزيزها داخل الشخصية على تحديد نقاط القوة والضعف، ووضع أهداف، والعمل على تحقيقها.

أعقبها ورشة أشغال فنية من الفوم الملون بعنوان "فن تقديم الهدايا"، نفذت خلالها فاطمة محمد ربيع، مشرفة نادي المرأة بالمكتبة، باقة ورد صغيرة، وأخرى على شكل قلوب ملصقة على عصيان الخشب ومزينة بالحلوى.

وشهد اليوم الثاني، محاضرة بعنوان "تقدير الذات"، بدأت فيها "عطية" الحديث عن مفهوم تقدير الذات بأنه تقييم الفرد لنفسه، وشعوره بالاحترام، والكفاءة، وذلك من خلال تعزيز شعوره بذاته ومعرفه قدراته الحقيقية، فالتقييم البناء الذي يقوم به الفرد بنفسه لذاته ومهاراته هو طريق الوصول إلى تقدير الذات، وزيادة كفاءة الفرد وإنجازه، تلاها ورشة أشغال يدوية من خيوط الصوف، للمدربة فاطمة محمد.

مقالات مشابهة

  • إصابة 5 أشخاص فى انقلاب توك توك بأسوان
  • صدفة غريبة: سكان قرية يكتشفون كنزًا أثناء مراسم دفن!
  • ضمن مبادرة "بداية".. ثقافة الفيوم تقدم أنشطة متنوعة لطلاب المدارس من ذوي الهمم
  • ضمن مبادرة "بداية جديدة".. الثقافة بالفيوم تقدم أنشطة متنوعة لطلاب المدارس من ذوي الهمم
  • محض صدفة.. شاب مستكشف يعثر على قرية مهجورة في الجزائر
  • تشغيل مركب لأول مرة بمدرسة الصيد وتربية الأسماك بأسوان.. شاهد 
  • بالأسماء.. إصابة 5 أشخاص في حادث انقلاب سيارة بالأقصر
  • استشاري باطنة: مش كل واحد عنده سمنة يتكتب له دواء بدون الكشف عليه
  • ننشر أسماء مصابي حادث انقلاب سيارة بقرية المنصورية بأسوان
  • إصابة 13 شخصا إثر انقلاب سيارة بأسوان