الإعلام الإسرائيلي: الحوثيون أقفلوا الباب أمام الحلول السياسية ويتجهون للتصعيد رسالة من محمد الحوثي للسعودية.. تحذير استباقي أم معلومات؟ خبراء: لا يمكن لإسرائيل تحمل كلفة البقاء تحت رحمة الصواريخ اليمنية والاستعداد اليمني جعل منه معضلة كبيرة

تقرير/ إبراهيم الوادعي
يوما فآخر تضيق نوافذ الحل السياسي بما يمنع تصعيدا في مضيق باب المندب سيلقي بتداعياته على العالم وليس على المنطقة فحسب.


صنعاء – وفقا لما سربته وسائل إعلام بينها إسرائيلية – رفضت مقترحات سياسية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية لا تتضمن وقفا للعدوان على غزة ورفعا للحصار عنها كأساس لأي تسوية قد توقف صواريخها عن دك وسط الكيان الإسرائيلي ومركز ثقل المشروع الصهيوني في المنطقة.
ووفقا للإعلام الإسرائيلي من بين بنود المقترح الأمريكي إخراج حكومة العليمي وخصوم صنعاء في الداخل من أي تسوية سياسية مقبلة ونقلهم خارج البلاد والاعتراف بأنصار الله سلطة شرعية بعد أكثر من أحد عشر عاما منذ تفجر ثورة الـ21 من سبتمبر 2014م.
وأضاف إعلام العدو ” الحوثيون” اختاروا التصعيد ضد أمريكا وإسرائيل، وذلك يمثل معضلة أمام الولايات المتحدة وإسرائيل التي لا تريد الدخول في حرب استنزاف مع اليمن، الذي سرق بالفعل وهج انتصاراتها ووضع 5 ملايين مستوطن تحت ضغط نفسي لا يحتمل كل ليلة في انتظار الصواريخ اليمنية التي تطلق إلى وسط الكيان وفقا لسياسة التنقيط المرهقة لـ5 ملايين مستوطن في المنطقة الوسطى من ” الكيان”.
للتغلب على معضلة البعد سعت قيادة العدو إلى تكثيف جمع المعلومات عن القدرات اليمنية، والى إلقاء حمل المواجهة مع اليمن على كاهل الولايات المتحدة، والأخيرة عمليا تقود إسرائيل عسكريا وتحدد خطواتها منذ السابع من أكتوبر 2023م ، فبعد ساعات فقط على اجتياح المقاومين الفلسطينيين لمستوطنات غلاف غزة والسياج الشائك، ومع تواتر الأخبار عن انهيار فرقة غزة إحدى أقوى الفرق في جيش العدو الإسرائيلي، واهتزاز الكيان ، تولى الناتو قيادة الحرب على غزة ومحور المقاومة في لبنان والعراق واليمن وحشد الفرقاطات والمدمرات والأساطيل من كل دولة أوروبية بما في ذلك تركيا الناتو التي زودت الجيش الإسرائيلي في أشهر الحرب الأولى على غزة بقنابل صناعة تركية، كما زودته لاحقا بوسائل القتال اللوجستية، وحين فرض اليمن الحصار أوكلت إليها مهمة تعويض النقص في الخضار والفاكهة في السوق الإسرائيلية بشكل أساسي.
ردود صنعاء كانت إثباتا لجهة أن سبل وقف التصعيد يرتبط حصراً بوقف العدوان على غزة ودون ذلك لا جدوى من المراسلات والمبادرات السياسية وإضاعة الوقت، وذلك له أثره في إبقاء المحور نشطا ووحدة الساحات قائمة وآثره الكبير في إدراك المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني أنه لم يترك وحيدا.
في آفاق المواجهة تواجه الولايات المتحدة وحلف الناتو والمشروع الصهيوني معضلة حقيقية أمام الميدان اليمني مقارنة بميادين أخرى.
حيث يعترف العدو والصديق بأن صنعاء بأكثر من ميادين الإسناد الأخرى أعدت عدتها جيدا للمواجهة مع الأمريكي والإسرائيلي، وتحسبت منذ اليوم الأول لدخولها حرب الإسناد لفلسطين ليوم تتعرض فيه لعدوان غربي إسرائيلي كبير .
• وتظهر المؤشرات أن صنعاء تحضرت جيدا لمواجهة التصعيد مع إسرائيل والغرب، ووضعت الخطط اللازمة لذلك وتتحسب لكل ما قد يقدم عليه العدو.
• البعد الإسلامي القرآني حاضر بقوة في خلفيات الموقف اليمني تجاه فلسطين ومواجهة الأمريكان، وذلك يمنح المقاتلين ضمن قوام الجيش أو المتطوعين شعبيا أو المواطنين معنويات عالية جدا ستمكن البلاد من تخطي أي خضة قد يعتمد عليها الأمريكي ويؤسس لبناء الانتصار ويقوي من موقف المقاتلين.
• شجاعة القيادة اليمنية، حين ذهبت إلى استهداف حاملات الطائرات الأمريكية وهي التي لم يجرأ أي كيان على مواجهتها أو المس بها، وشن حرب استباقية لم تتعرض لها الولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية وشن اليابان هجوما على قاعدة بيرل هاربر في المحيط الهادي.
وميدانيا عملت صنعاء على عدة مسارات أهمها ما يلي:
• كثفت من تطوير ترسانتها العسكرية الاستراتيجية كالصواريخ والطيران المسير عجزت أمامها وسائط الدفاع الجوي بما فيها ثاد الأمريكي
• رفعت عديد المتطوعين وكتائب الإسناد الشعبي إلى نحو مليون متطوع جرى تدريبهم وتحديث خبراتهم في القتال واستخدام الأسلحة، يضاف هؤلاء إلى ألوية الجيش الذي أعيد بناؤه بما يواكب المرحلة.
• حافظت على حالة الاستنفار الشعبي عبر الخطابات الأسبوعية والمسيرات التي لم تتوقف منذ اللحظة الأولى لطوفان الأقصى، وبالتالي شعبيا اليمن في حالة جهوزية وتعبئة كاملة عسكريا وشعبيا، ولديه إيمان كامل بالقضية الفلسطينية والتضحية من أجلها.
• اهتراء المعسكر الأمريكي:
على الضفة الأخرى اتسم واقع المحور الأمريكي رأس الحربة في مواجهة اليمن، إقليميا السعودية والإمارات، ومرتزقة الداخل، بالاهتراء والتردد انطلاقا من تجربة الحرب ومآلها منذ 2015م:
• ترددت السعودية والإمارات منذ طوفان الأقصى في فتح معركة جديدة ضد صنعاء خوفا على منشآت الطاقة وذهاب خططها الاقتصادية.
• اتسم واقع المرتزقة بعد تسع سنوات من الفشل بالاهتراء والتناحر الداخلي، وطلب هؤلاء غطاء جويا أمريكيا لكي ينطلقوا إلى القتال، وهو ما يبدو حتى اللحظة أن واشنطن حائرة في كيفية توفيره مع إخراج حاملات الطائرات الأمريكية من المعادلة ضمن المدى القريب، والحد من دورها، بداية من الحاملة آيزنهاور، مرورا بالحاملة إبراهام لينكولن التي فرت إلى قبالة الهند قبل أن تعود إلى الهادي ، وانتهاء بالحاملة يو اس اس ترومان والتي حاولت لمرتين قيادة هجوم واسع على اليمن، إلا أنه جرى إفشالها من قبل القوات المسلحة اليمنية التي هاجمت الحاملة ترومان وأجبرتها على الانسحاب – وفق ما تبين المواقع الملاحية – إلى اقصى شمال البحر الأحمر بعد تعرضها لأكثر من هجوم هدد سلامتها.
• سكرة دمشق
كما يبدو أيضا انه وأمام فشل خيارات استخدام الحاملات كغطاء جوي نشط عادت الولايات المتحدة لتضغط على حلفائها الإقليميين السعودية والإمارات وربما نرى دولا أخرى محيطة باليمن تشكل نقطة انطلاق للعمليات الجوية ضمن الهجوم الأمريكي.
ما نشره عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي على صفحته بأن دول العدوان اختارت التصعيد، قد يؤشر على ذلك، تحت نشوة إنجاز الناتو بالسيطرة على دمشق، وإطلاق وعود لهم بأن الجولة الجديدة ستكون حاسمة وقصيرة وبمشاركة أمريكية مباشرة إلى جانبهم إقليميا وفي الداخل اليمني.
وقال الحوثي: “دول العدوان ذاهبة للتصعيد، بقراءة خاطئة، معتمدة على ذبابها ونشوة ذهابها إلى دمشق، لذلك نقول، من منطلق التوكل على الله وليس للحرب النفسية ولكن من واقع جرّبه العدو أثناء عدوانه، كان شعبنا بقواته، أقل مما هو عليه الآن، بفضل الله، من الخِبرة والاستعداد والإعداد لمواجهة أي تصعيد يهدف لإشغاله عن القضية الفلسطينية الأولى، نقول للسعودية: كان خفض التصعيد فرصة سانحة لإعادة القراءة لتقديراتكم الخاطئة التي ورطتكم سابقا، حيث تصورتم أن اليمن سيسقط في غضون أسبوعين كما صرّحتم في حينه، واليوم، أي قراءة خاطئة ستُمنى بالفشل وستكون الغلبة للشعب اليمني، وأي محاولة أخرى للمزيد من المؤامرات ضد بلدنا فإن خيارات شعبنا وقواته الباسلة وقبائله الأعزاء ومواطنيه الأحرار مفتوحة وستكون الأهداف وسقفها فوق المتوقع في كل الميادين بإذن الله”.
ومع أنظمة منبطحة ومرتهنة كهذه، لا تستبعد القيادة اليمنية انخراطهم في العدوان وفتح قواعدهم للطيران الأمريكي الإسرائيلي، ناهيك عن مشاركتهم ماليا وربما عسكريا، إن لم تكن رسالة محمد علي الحوثي أتت من خلفية معلومات استخباراتية، وليس تحذيرية.
فبالرغم من العداء المستحكم بين القاعدة وأنظمة الخليج رأينا مسؤوليها يدقون أبواب الجماعات التكفيرية في دمشق ويلتقون مسؤولي القاعدة في موقع انتصارها بدمشق، ويستقبلون مسؤوليها ممن لا يخفون عداءهم للسعودية والإمارات.
وتشير المعلومات إلى أن عدن تحولت إلى ورشة عمل كبيرة للتحالف الأمريكي لشن الهجوم على صنعاء وفتح البحر الأحمر بالقوة أمام الملاحة الإسرائيلية والأمريكية، ويبدو أن العروض الأمريكية سياسيا لصنعاء محاولة أخيرة لتجنب خوض مواجهة تعلم أن خسائرها باهظة انطلاقا من إقرارها باختلاف واقع الميدان اليمني عن السوري، حيث وقع نظام الأسد في شرك الخداع السعودي الأمريكي لصالح إسرائيل، فيما تمكنت صنعاء من تجاوز شراك الحصار الاقتصادي بعكس نظام الأسد الذي بقي أسير العقوبات الأمريكية والحصار الغربي .
الوقت لا يعمل لصالح المحور الأمريكي، حيث تكثف صنعاء من ضرباتها وتعتمد سياسة التنقيط بالصواريخ، ما يبقي الكيان تحت ضغط الحرب، وهذا وضع لا يمكن لأي دولة تحمله وتحمل كلفة الاستنفار على صعيد منظومة الإنذار المبكر والفوري والتعرض للصواريخ في أي وقت، فكيف بوضع كيان مصطنع كإسرائيل؟
ما سيمنع اندلاع حرب جديدة على تخوم الممر الملاحي الأهم للتجارة العالمية هو ذهاب المحور الأمريكي بضغط ربما من عقلاء العالم إلى وقف العدوان الإسرائيلي على غزة ورفع الحصار عنها، ودون ذلك فالمواجهة في باب المندب واقعة لا محالة ..وأقرب من أي وقت مضى، ونتائجها ستكون حتما فاتحة انهيار الإمبراطورية الأمريكية انطلاقا من تاريخ اليمن في قبر الإمبراطوريات، وحاضرا ارتكاز اليمن إلى الإسلام والإعداد الجيد وتناغم القيادة والشعب في خوض معركة مباشرة مع الأمريكي انتظرها شعبنا منذ عشر سنوات بدل إضاعة الوقت مع الأدوات المحلية والإقليمية ..

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: الولایات المتحدة على غزة

إقرأ أيضاً:

المواجهة محتدمة : الحوثيون يعلنون تجدد استهداف تل أبيب ومدمرتين… و 68 قتيلا و173جريحا مدنيا في غارات أمريكية

صنعاء (الجمهورية اليمنية) - فيما أعلنت حركة «أنصار الله» (الحوثيون) عن تنفيذ عمليتين عسكريتين، مساء الإثنين 7-4-2025، الأولى في عمق الكيان الإسرائيلي، والثانية استهدفت مدمرتين أمريكيتين، ارتفع عدد ضحايا الغارات الأمريكية على اليمن، منذ الخميس حتى الساعة الرابعة بتوقيت غرينتش مساء أمس الإثنين، إلى 41 شهيدًا وجريحًا في أمانة العاصمة صنعاء ومحافظتي صعدة (شمال) وإب (وسط) بينهم 11 طفلًا وامرأة، بالتوازي مع ارتفاع عدد الغارات التي وسّعت أهدافها لتشمل منازل في (العاصمة) وسيارات مواطنين في (صنعاء وصعدة) ومحلات تجارية في (صعدة)، وفق مصادر محلية.
ويرتفع بذلك عدد الضحايا المدنيين، بالاعتماد على بيانات وزارة الصحة صنعاء ووكالة سبأ صنعاء، ووفق ما أحصته «القدس العربي»، إلى 68 شهيدًا و173 جريحًا منذ أن استأنفت واشنطن الغارات في 15 مارس/ آذار، دون أن يشمل الإحصاء ضحايا الضربة الأمريكية في الحديدة، التي أعلن عنها ترامب، الجمعة، وقال إنها استهدفت عسكريين، بينما نفى ذلك الحوثيون، مؤكدين أنها استهدفت عشرات المدنيين في لقاء عيدي بالحديدة غربي البلاد.
وأعلن المتحدث العسكري باسم «أنصار الله» (الحوثيون)، العميد يحيى سريع، في بيان، مساء الإثنين، «عن تنفيذ عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفًا عسكريًا للعدوِّ الإسرائيليِّ في منطقةِ يافا (تل أبيب) المحتلة، واستهدفت الثانية مدمرتينِ أمريكيتينِ».
وأوضح «أن سلاح الجوّ المسير نفذ عمليةً عسكريةً استهدفتْ هدفًا عسكريًا للعدوِّ الإسرائيليِّ في منطقةِ يافا (تل أبيب) المحتلةِ وذلك بطائرةٍ مسيرةٍ نوعِ «يافا».
وأضاف «أنه وردًا على استمرارِ العدوانِ الأمريكيِّ على بلدِنا وجرائمهِ المرتكبةِ بحقِّ أبناءِ شعبِنا تواصلُ قواتنا المسلحةُ استهدافَ القطع الحربية المعادية في البحرِ الأحمرِ التي تنفذُ العدوانَ على بلدِنا، حيث نفذتِ القواتُ البحريةُ وسلاحُ الجو المسير عمليةً عسكريةً مشتركة، استهدفت مدمرتينِ أمريكيتينِ بعددٍ من الصواريخِ المجنحةِ والطائراتِ المسيرة».
وأكد «أن الجرائمَ المرتكبةَ بحقِّ أبناءِ شعبِنا واستهدافَ الأعيانِ المدنيةِ في عددٍ من المحافظاتِ تؤكدُ فشلَ العدوّ في تحقيقِ أهدافِه».
وأشار إلى «أن هذه الجرائمُ لن تزيدَ اليمنيينَ إلا صمودًا وتمسكًا بموقِفِهم الثابتِ الداعمِ والمساندِ للشعبِ الفلسطينيِّ المظلومِ استجابةً للواجبِ الدينيِّ والأخلاقيِّ والإنساني، وأنَّ هذا الدعمَ والإسنادَ لن يتوقفَ إلا بوقفِ العدوانِ على غزةَ ورفعِ الحصارِ عنها».
وأعلنت وزارة الصحة في حكومة «أنصار الله» في بيان ثان، الإثنين، أن عدد ضحايا الغارة الأمريكية على منزل مواطن في منطقة الحافة السكنية شرقي العاصمة صنعاء (مساء الأحد)، ارتفع إلى 4 شهداء و25 مصابًا، بينهم 11 طفلًا وأمراة».
وكانت الوزارة عينها أعلنت، الأحد، في بيان، أن «مدنييْن اثنين اُستشهدا وأصيب 9 آخرون جراء غارات العدوان الأمريكي على محل لبيع ألواح الطاقة الشمسية ومنزل مواطن في منطقة حفصين محافظة صعدة» مساء السبت.
كما أعلنت وكالة الأنباء سبأ صنعاء بنسختها التابعة لـ»أنصار الله»، صباح الخميس، «أن العدو الأمريكي استهدف بعدة غارات شبكة الاتصالات في جبل نامه بمديرية جبلة محافظة إب (وسط)، ما أدى إلى استشهاد أحد موظفي شبكة الاتصالات، كان يعمل حارسًا لها».
وفي اليوم السابق لذلك، أعلنت حركة «أنصار الله» (الحوثيون)، الأربعاء، أن «حصيلة العدوان الأمريكي على اليمن منذ 15 مارس/ آذار حتى الأول من أبريل/ نيسان بلغت 200 شهيد ومصاب من المدنيين».
وأوضحت في بيان «أن عدد الشهداء خلال الفترة ذاتها بلغ 61 وإصابة 139، جميعهم مدنيون».
مما يرفع عدد الشهداء والجرحي، منذ اعلان «الصحة» الأربعاء، حتى آخر بيان الإثنين، إلى 241 شهيدًا وجريحًا بواقع 68 شهيدًا و173 جريحًا.
واستهدفت المقاتلات الأمريكية، اليوم الإثنين، بست غارات مناطق في محافظتي صعدة وحجة شمالي اليمن.
وقالت وكالة الأنباء سبأ، بنسختها التابعة للحوثيين، «إن العدو الأمريكي استهدف ـ صباح اليوم الإثنين، بثلاث غارات منطقة آل عمار في مديرية الصفراء محافظة صعدة، وبثلاث غارات منطقة بني حسن في مديرية عبس محافظة حجة».
وكانت المقاتلات الأمريكية استهدفت، مساء الأحد، منزل مواطن في منطقة شعب الحافة بمديرية شعوب. وسُمع دوي انفجارات كبيرة في المنطقة السكنية المأهولة، الواقعة شرق العاصمة صنعاء، ونجم عن ذلك استشهاد وإصابة 29 شخصًا من المدنيين، منهم 11 طفلًا وأمراة، حسب وزارة الصحة صنعاء.
وفي وقت متأخر من مساء الأحد، ذكر المصدر عينه أن «العدوان الأمريكي استهدف بثلاث غارات منطقة الجبل الأسود في مديرية بني مطر في محافظة صنعاء».
وأعلنت مراكز حقوقية عاملة في صنعاء إدانتها للضربة الأمريكية التي استهدفت منزلًا في صنعاء، ما أدى لارتقاء عدد من الشهداء وإصابة آخرين.
وأدان مركز عين الإنسانية للحقوق والتنمية «الجريمة النكراء التي ارتكبها طيران العدو الأمريكي، باستهداف منزل أحد المواطنين في شعب الحافة في منطقة سعوان مديرية شعوب في أمانة العاصمة، ما أدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء وإصابة آخرين».
وقال البيان: «إنه لا يمكن تحت أي ذريعة تبرير استهداف منزل آمن في منطقة مأهولة بالسكان الأبرياء، وهو يعكس بما لا يدع مجالًا للشك استخفاف الولايات المتحدة الأمريكية بحياة البشر وبالقيم الإنسانية والأخلاقية».
وأكد في بيان «أن هذا الفعل الإجرامي يُعدّ جريمة حرب مكتملة الأركان، وانتهاكًا صارخًا لكافة الأعراف والمواثيق الدولية، وفي مقدمتها القانون الدولي الإنساني، الذي يُجرّم استهداف المدنيين والأحياء السكنية الآمنة».
كما أدانت منظمة انتصاف لحقوق المرأة والطفل «استمرار جرائم العدوان الأمريكي بحق الشعب اليمني، ومنها جريمة استهداف منزل مواطن في شعب الحافة في مديرية شعوب في أمانة العاصمة، وراح ضحيتها شهداء وجرحى بينهم نساء وأطفال».
وحمّل البيان «أمريكا المسؤولية عن كُل الجرائم بحق المدنيين»، مطالبًا «بالتحقيق والمُساءلة الجنائية لجميع من يثبت تورطهم في هذه الجرائم».
وحمّل «الأمم المتحدة ومجلس الأمن مسؤولية صمتهم المخزي وتنصلهم من واجباتهم مما شجع العدو الأمريكي على الاستمرار في ارتكاب المزيد من جرائم الحرب بحق المدنيين».
وأوضحت المنظمة في بيان «أن هذا الاستهداف يعد انتهاكًا جسيمًا للقانون الدولي الإنساني الذي يجرم استهداف المدنيين الأبرياء، ويؤكد تعمد العدوان الأمريكي انتهاك مبادئ وقواعد القانون الدولي الإنساني ومنها مبدأ الإنسانية، ومبدأ التمييز ومبدأ التناسب، وهو ما جعل هذه الجرائم ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية».
أمريكيًا، نشرت القيادة العسكرية الوسطي (سنتكوم)، «تدوينة»، الإثنين، أشارت فيها إلى أن «أفراد الخدمة (…) التابعين لمجموعة حاملة الطائرات القتالية هاري ترومان، يواصلون أداء مهامهم بكل احترافية، وينفذون عمليات متواصلة على مدار الساعة ضد الحوثيين».
في المسار عينه، علقت قناة المسيرة الفضائية التابعة للحوثيين، على تقرير نشرته قناة (سي إن إن)، عن تزايد الحديث عن مسألة التدخل البري للولايات المتحدة في اليمن، معتبرة ذلك «مخرجًا من حالة العجز العملياتي والتكتيكي التي يعيشها الجيشُ الأمريكي وبحريته في التأثير على جبهة الإسناد اليمنية لغزة، سواءٌ على مستوى القدرات أَو على مستوى القرار».
وقالت إن «هذه التعقيدات لا تتيحُ للعدو حتى فرصةً للتساؤل عن مدى نجاح هذه الخطوة في حال تنفيذها، بل تضعه في مواجهة قائمة طويلة من المشاكل بشأن إمْكَانية التنفيذ نفسها، وهو أمر أسهبت مراكز الأبحاث ووسائل الإعلام الأمريكية والإسرائيلية في الحديث عنه خلال العام الماضي وعادت للتذكير به الآن، وملخَّصُه أن الحلفاء والشركاء الذين يسعى البيتُ الأبيضُ لضمِّهم لعدوانه على اليمن، إسنادًا لـ»إسرائيل» لديهم سقفٌ معيَّنٌ للتصعيد يخشون تجاوزه؛ بسَببِ الخوف من النتائج».
واستأنفت واشنطن غاراتها على مناطق نفوذ الحوثيين في اليمن منذ 15 مارس/ آذار، في سياق جولة ثانية تستهدف، وفق الإدارة الأمريكية، قدرات الحركة، التي تتهمها واشنطن باستهداف الملاحة الدولية، بينما يعتبر الحوثيون «العدوان الأمريكي على اليمن» يأتي ردًا على موقفهم المساند لغزة في ظل ما تتعرض له من عدوان إسرائيلي بدعم أمريكي مطلق لأكثر من 17 شهرًا.

 

مقالات مشابهة

  • محمد علي الحوثي: التهديد الأمريكي لموانئ اليمن تصعيد خطير وسنرد بخيارات مماثلة
  • إعلام أمريكي يُقر بتطور القدرات العسكرية لصنعاء: ترسانة صاروخية ومسيرات متقدمة تعزز صلابة الميدان اليمني
  • اليمني: الرئيس السيسي قطع الطريق على إسرائيل وأمريكا في قضية التهجير
  • وردنا للتو.. خبر هام يخص كل أبناء الشعب اليمني والجهات المعنية توجه دعوة للقيام بهذا الأمر
  • السلطة المحلية بأمانة العاصمة تدين استمرار المجازر الوحشية التي يرتكبها العدو الأمريكي بحق المدنيين
  • قائد أنصار الله: “العدوان الأمريكي على بلدنا شاهد على فاعلية الموقف اليمني ومدى تأثيره على العدو الإسرائيلي”
  • باحث: زيارة ماكرون لمصر أزعجت الاحتلال وأثرت على الداخل الإسرائيلي
  • استهداف أمريكي جديد على مواقع الحوثيين وسط اليمن
  • “مستعدون لخوض 3 معارك في وقت واحد”.. صنعاء تحذر من تفجير الجبهات الداخلية وتوجه رسالة قوية لعملاء أمريكا وإسرائيل (تفاصيل)
  • المواجهة محتدمة : الحوثيون يعلنون تجدد استهداف تل أبيب ومدمرتين… و 68 قتيلا و173جريحا مدنيا في غارات أمريكية